رواية بقلم الكاتبه دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


من المطار حالا يا بابا ومش هتصدق عندى ليك مفاجأة بمليون جنية
عقب يوسف ساخرا أحنا اللى عندنا مفاجأة بعشرة مليون مش مليون واحدة
نظر له عبد الرحمن بتساءل فشاهد والده يتناول خطاب مفتوح أمامه ومد يده به وهو يقول.
مرات عمك علي بعتتلنا جواب
أخذ عبد الرحمن الظرف ونظر إليه بتمعن وقال ده مفيش عنوان ولا ختم ولا حاجة. الجواب ده وصل هنا ازاى

قال حسين شارحا هند جبتهولى مع البوسطة وقالتلى أنها لقيته في صندوق البريد اللى في مدخل الشركة وطبعا بما أنه مكتوب عليه خاص وأسمى فمحدش فتحه غيرى
صمت عبد الرحمن وقال بتفكير يبقى أكيد هي اللى حطت الجواب في الصندوق
قال إبراهيم متسائلا يعنى أيه يابنى الكلام ده.
قال عبد الرحمن على الفور ماهى دى المفاجأة بتاعتى. أنا لقيت اسمها في الكشوف. جات أول امبارح ومشيت امبارح بالليل. يعنى باتت ليلة واحدة. وأكيد هي أو حد تبعها اللى حط الجواب ده في الصندوق
ألتفت الحاج حسين إليه قائلا بنفاذ صبر يعنى مقرتش الجواب يا عبد الرحمن!
أنتبه عبد الرحمن وفتح الخطاب وقرأ ما فيه بصوت مسموع قليلا أزيك يا حسين. أنا أحلام مرات أخوك علي الله يرحمه. قصدى طليقته. أنا عارفة انك هتستغرب وعارفة انك مكنتش متوقع انى ابعتلك بعد السنين دى كلها. ومعرفش اذا كنت هتفرح بالجواب ده ولا هتقطعه وترميه في الژبالة. أنا مش هفتح في القديم يا ابو عبد الرحمن انا بعتلك الجواب ده مخصوص علشان ولاد أخوك. إيمان وإيهاب ومريم. يا ترى فاكرهم ولا لاء. بلاش تخلى القديم يقف بينك وبين ولاد اخوك اللى من لحمكم ودمكم.
ماهو مش معقول تبقوا انتوا عايشين في العز وولاد أخوك بيشتغلوا علشان يعرفوا يأكلوا نفسهم علشان مش عايزين جوز امهم يصرف عليهم. الولاد في مصر ومبقاش في داعى انى اخبيهم تانى هما خلاص كبروا ويقدروا يحددوا هما عاوزين ايه انا هديك عنوانهم وانا متأكدة انك لما تروح وتشوفهم عايشين ازاى ضميرك مش هيسمحلك تتخلى عنهم.
رفع عبد الرحمن نظره من الخطاب متعجبا وهو يقول في السيدة زينب! ولاد عمى في السيدة زينب السنين دى كلها واحنا منعرفش
قال وليد بسرعة يا جماعه مش عاوزين نتسربع لازم نتأكد الأول ان الجواب ده مش لعبة من حد. ولازم نتأكد هما فعلا هما دول ولاد عمنا ولا نصبه ما يمكن حد بيشتغلنا.
نظر إليه والده معاتبا تفتكر يابنى بعد الكلام اللى مكتوب ده هنقدر نصبر.
وليد يا بابا ماهو اى حد يقدر يكتب اى كلام علشان يصعب علينا. مش اى حد كده نصدقه
عبد الرحمن وكأنه لم يسمع شيئا توجه بالحديث إلى أبيه قائلا ها يا بابا تحب نعمل ايه
كان الحاج حسين واضعا رأسه بين كفيه غارقا في ذكرياته عائدا بها للخلف سنوات وسنوات
ياريتنى سمعت كلام ابويا الله يرحمه. الشك مالى قلبى يا حسين مش عارف اعمل ايه
حسين أهدى يا علي بس وصلى على
النبى كده.
علي بصوت اقرب للبكاء عليه الصلاة والسلام. انا عارف انى استاهل اكتر من كده كمان لانى عصيت ابويا وماټ وهو ڠضبان عليا
حسين متقولش كده يا علي يا اخويا ابوك عمره ما ڠضب عليك بالعكس ده كان بيدعيلك ليل نهار ووصانى عليك قبل ما ېموت وقالى افضل جنبك ومسيبكش لحظة
قال علي في لوعة الله يرحمك يا ياابويا كنت حاسس باللى هيحصلى ونبهتنى وانا كنت اعمى القلب.
ربت حسين على كتفه في حنان وقال على فكره بقى الوساوس دى وساوس شيطان مراتك ست كويسة وبتحبك
على في حسرة شوف انت بتقول عليها ايه وهي بتقول عليك ايه. وانا من غبائى سمعت كلامها وخدت منك ورثى من ابويا كله وعملت المشاريع الفاشلة اللى كانت عايزاها وخسړت كل حاجة. خلاص خلاص بقيت عاله عليكوا يا حسين انت وابراهيم.
حسين متقولش كده يا علي فلوسنا هي فلوسك اهدى بس متعملش في نفسك كده ده انت صاحب مرض وعيالك محتاجينك يا اخويا.
أفاق حسين من شروده وعاد من ذكرياته على صوت ولده يوسف وهو يهتف به ويهزه برفق بابا. بابا أنت كويس
رفع حسين رأسه إليهم مرة أخرى وقال بشرود ايوا يا يوسف يابنى انا كويس متقلقش
يوسف في قلق اصلك مردتش على عبد الرحمن يعنى. بيقولك هنعمل ايه. هنروح
الله الله. بتلبسى كده ورايحة على فين.
مش قلتى عندك أجازة النهاردة
كانت مريم تلف حجابها أمام المرآه وهي تجيب أختها إيمان خلصتى صلاة حرما.
ثم تابعت مردفة أنا خارجه مع سلمى صاحبتى هنتمشى شويه يا إيمان مخڼوقة أوى من قاعدة البيت
قالت إيمان وهي تبتسم اه خلصت صلاة. وقلتلك مية مرة قبل كده اسمها تقبل الله. حرما دى ملهاش اصل في السنة.
وتابعت حديثها قائلة أخوكى جاى بدرى النهاردة. أستنى نتغدى مع بعض
ضحكت مريم وقالت بمرح أتغدوا انتوا بقى انتوا مشايخ زى بعض. انا هتغدى مع سلمى بره
زفرت إيمان بضيق ثم قالت

________________________________________
متسائلة رايحين فين انا
 

تم نسخ الرابط