رواية بقلم الكاتبه دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


في الحديقة لم تخلو هذه المتعة من بعض المنغصات التي تسببت بها وفاء ومريم بسبب تخبطهم في الألوان وأختلافهم فيها وأثناء عراكهم كفتيات صغيرات لمحت

________________________________________
وفاء يوسف ووالدها يخرجان
من المنزل ويتوجهان للخارج فاستوقفتهما بندآتها المتكررة وهي تتجه إليهما بخطوات واسعة وقفت أمامهما تسألهما أن يأخذوها معهما لاستقبالهم في المطار ولكن والدها رفض قائلا .

خليكى يا وفاء. العربية يدوب ده حتى أنا مش هروح معاه. كانت مريم قد لحقت بها فقالت هي الأخرى 
عاوزه أروح معاكم
وهنا هتف يوسف بحدة تيجى معانا فين. أنت عاوزه تتنططى في أى حتة وخلاص
أضاءت عيناها بدموعها وقفزت على الفور إلى وجنتيها تعلن ڠضبها من نفوره الدائم منها بلا سبب تفهمه رمقه عمه بنظرة صارمة قائلا 
بتكلمها كده ليه يا يوسف هي قالت حاجة غريبة يعنى مش كده يا يابنى.
يوسف انا آسف يا عمى عن اذنك علشان كده يدوب ألحق معاد الطيارة
أستدارت مريم وتراجعت خطوات بطيئة وهي تضع يديها على فمها وتبكى بمرارة لحقت بها وفاء وأخذتها بعيدا حتى لا يراها إيهاب على حالتها هذه وحاولت أن تخفف عنها 
متزعليش يا مريم. هو يوسف كده بيطلع فجأة زى القطر.
بكت مريم بحرارة وهي تقول انا مش عارفة بيعاملنى كده ليه. من ساعة ما شافنى وهو واخد مني موقف حتى لما تحصل حاجة بالغلط يفتكرها حاجة وحشة أو انا قصداها
قالت وفاء مستفهمة حاجة وحشة ازاى يعنى
تابعت مريم قائلة أى حاجة تتخيلها. أقع يقوم وليد يمسك أيدى فيفتكرنى موافقة انه يمسكنى كده. يشوف واحدة صاحبتى بتعمل حاجة غلط يقوم يفتكرنى موافقة على تصرفاتها. وكل مرة أحاول اثبتله أنى مبعملش حاجة غلط ميدنيش فرصة ويسيبنى ويمشى. وبعد كل ده يهزأنى قدامك انت وعمى ويشخط فيا انت متعرفيش الپهدلة اللى كنت بشوفها وانا بشتغل معاه
صممت وفاء في تفكير ثم قالت وانت بتفسرى التصرفات دى بأيه
أشاحت بيدها قائلة بحنق مش طايقنى طبعا. ومش عارفة ليه. انا عملتله أيه علشان يعاملنى كده
قالت وفاء وهي تمط شفتيها ياعينى يا يوسف. هو انت وقعت ولا الهوا اللى رماك
رفعت مريم رأسها بعينين دامعتين قائلة تقصدى ايه
ضحكت وفاء بصخب وقالت وأنت كمان يا مسكينة. الله يرحمكم ويحسن إليكم
حاولت مريم جاهدة مقاطعت ضحكات وفاء وهي تهتف بها بطلى ضحك وفاهمينى قصدك ايه.
قامت وفاء من مكانها وجلست قريبا من مريم وقالت بخفوت قصدى أنه بيحبك يا عبيطة وبيغير عليكى
تحجرت عيني مريم وهي تنظر إلى وفاء بعدم تصديق فأومأت لها وفاء برأسها مؤكدة وهي تقول 
وانت كمان بتحبيه
نهضت مريم وكأنها لدغت وهي تصيح في وفاء أنت شكلك اټهبلتى يا بت أنت والقضايا اللى بتذاكريها لحست مخك.
ثم انصرفت وهي تتابعها ضحكات وفاء المتواصلة في شغف وقلبها يرتجف مع ارتجافة ابتسامة شاحبة غير مصدقة على شفتيها.
وبعد ثلاث ساعات كان الجميع يتجهز ويتم وضع اللمسات الأخيرة على ديكور الحديقة الجديد حتى سمعوا صوت أبواق سيارة يوسف تنطلق متتالية وكأنه في زفاف ذهب الجميع إلى بوابة الحديقة في سعادة وقد كانت سعادة مريم لا توصف حينما رأت اختها إيمان تهبط من السيارة وقد زاد نور وجهها أكثر وأكثر وزاد جمالها دون وضع أى من أدوات الزينة عليه نعم إنه نور الطاعة يزداد بها أسرعت إليها بخطوات قريبة إلى العدو ولم تنتظر إيمان حتى يستطيع يوسف أن يدخل بالسيارة بشكل كامل خرجت مسرعة إلى اختها التي تعدو إليها وسكنت مريم في حضڼ أختها وكأنها أمها عادت إليها بعد غياب مسحت إيمان
على رأس مريم وهي تنظر إلى إيهاب بشوق كبير أقبل عليها إيهاب وحاول انتزاعها من مريم ولكنه لم يستطع كانت متشبثة بها بقوة فاضطر لاحتضانهما معا وقبل رأس أخته بحنان وشوق بالغ وهو يقول بابتسامة عذبة .
وحشتينا يا حجة. خلاص بقيتى حجة رسمى ها
ضحكت ايمان ضحكة أشرق بها وجهها فزاده بهاء وقالت لا برده لسه مش رسمى أوى. دى عمره مش حج
طبعا انت صاحب الأفكار البديعة دى
أشار إيهاب إلى فرحة قائلا وهو يغمز لها مش لوحدى.
لم تفارق مريم إيمان ظلت ممسكة بيدها وهما جالسين في الحديقة كأنها تقول لها أحتاجك بشدة وأفتقدك نهضت أم وليد تصيح في الخادمة 
يالا يا بت هاتى الأكل بسرعة
قالت عفاف بطيبة طب ما نطلع فوق احسن. بدل ما البنت تقعد طالعه نازله تجيب في الأكل
قالت وفاء على الفور لا يا طنط احنا عاملين حفلة باربكيو كلوا مشويات
ثم أشارت إلى مريم وهي تقول يالا يا مريم نساعد البنت الغلبانة دى.
منعتها أمها وقالت تساعديها ليه. هي بتاخد شوية. دى بتاخد على قلبها قد كده
تحدثت إيمان قائلة بهدوء وفيها أيه يا طنط. الرسول عليه الصلاة والسلام لما كان بيجيله ضيف كان بيخدمه بنفسه
رمقتها فاطمة بنظرة جانبية وهي تقول عليه الصلاة والسلام ياختى
عانقها أخاها مرة اخرى وهو يقول وحشنا كلامك والله يا إيمان.
بعد الانتهاء من
 

تم نسخ الرابط