رواية بقلم الكاتبه دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


فيها أيه لما اعزمهم. أبوكى بيبقى مبسوط والعيلة كلها حواليه
قالت فرحة وهي تقطع الخضار ايوا يا ماما بس طنط فاطمة دى كل ما تشوفنى تقعد تدخل في خصوصياتى بطريقة غريبة.
عفاف معلش يا فرحة دى مرات عمك برضة استحمليها وبعدين ده طبع يا بنتى هنعمل ايه
تابعت فرحة حديثها بحنق وهي تقول انا عارفة ليه كلنا ساكنين في بيت واحد كده أحنا في دور وعمنا في دور لا وكمان سايبين الدور اللى فوقينا فاضى علشان ولاد عمى علي اللى لسه منعرفلهمش طريق أصلا.

وبختها عفاف لتتوقف عن تزمرها قائلة بټهديد كملى كملى. لو أبوكى سمعك هيزعل منك أوى انت عارفة ابوكى وعارفة ازاى يحب العيله كلها تبقى تحت عنيه. وبعدين دى وصية جدك الله يرحمه أومال هو بنى العمارة دى كلها ليه مش علشان نتلم فيها كلنا وتتجوزوا فيها كمان
قالت فرحة بنزق وهي تستكمل عملها عارفة والله. انا سمعت الكلام ده كتير.
قالت عفاف بنفاذ صبر طب لما عارفة كل شوية تكلمى ليه يا لمضة يالا خلصى اللى ف أيدك بسرعة
التف الجميع حول الطاولة بعد أن انتهت عفاف وفاطمة وفرحة ووفاء من وضع الطعام عليها عندها قال الحاج حسين وهو ينظر الى الجميع في بهجة
ربنا يجمعنا دايما يارب كده ونفضل طول عمرنا مع بعض
نظر إليه إبراهيم أخيه في حنان وهو يقول طول عمرك بتحب اللمة يا حسين. الود ودك تجيب ابونا الله يرحمه تقعده معانا على السفرة.
ابتسمت فاطمة زوجة إبراهيم وهي تقول اه والله اللمة دى مش ناقصها غير الحاج جاسر الله يرحمه
نظر لها الحاج حسين معاتبا وقال ونسيتى أخويا علي الله يرحمه يا أم وليد
تنحنحت بحرج وقالت الله يرحم الجميع
تابع حسين حديثه وهو يتنقل بنظراته بين الجميع وهو يقول وولاده
ربت إبراهيم على كتفه بحنان وقال بكره نلاقيهم يا حسين الصبر طيب.
انحنى وليد قليلا إلى أمه فاطمة وعلى وجهه علامات السخرية وقال هامسا قال ولاد عمى قال وأحنا نضمن منين انهم ولاده أصلا
لكزه يوسف الذي كان يجلس عن يساره في جنبه حتى لا يسمعه أبيه وشرع الجميع في الأكل بصمت قطعه حسين بعد أن انتهى من طعامه وقال وهو ينهض من مكانه
متنساش بكره الصبح يا عبد الرحمن تروح المطار
نهض عبد الرحمن هو الآخر وهو يقول بأدب حاضر يا بابا اللى تؤمر بيه.
تكلمت وفاء لأول مرة متسائلة انتوا لسه بتدروا في كشوف المسافرين والعائدين برضة
ردت عليها فرحة قائلة أيوا يا وفاء ربنا يعطرنا فيهم يارب
كان الحاج حسين في طريقه إلى غرفة الصالون هو وإبراهيم وعبد الرحمن عندما سمع تعليق وفاء وهي تقول
طب أنتوا ليه مفكرتوش أنهم يكونوا في مصر أصلا
توقف حسين واستدار اليها وهو يقول ببطء قصدك أيه يا وفاء
تابعت وفاء بحماس يعنى ممكن يكونوا مسافروش أصلا.
ظل واقفا في مكانه وهو يقول بتفكير يعنى أيه الكلام ده أحنا متأكدين انهم سافروا.
ثم تابع في شرود البواب ساعتها قالنا انه سمع أحلام بتقول للتاكسى اطلع على المطار
قالت وفاء بشغف بعد أن نظر الجميع إليها ممكن تكون حركة تمويه زى ما بنشوف في الأفلام
ضربها أخيها وليد على رأسها بخفة وهو يقول بطلى هبل يا بت أنت وخاليكى في الأفلام بتاعتك.
نظر حسين الى أخيه إبراهيم وقال بانتباه أحنا ازاى مفكرناش في الاحتمال ده
قال إبراهيم موضحا ايوه يا حسين يا خويا بس احنا لما سألنا وقتها عرفنا انها فعلا حجزت تذاكر على الكويت
تابع حسين وهو يرى الماضى يمر امام ناظريه وكانه شريط سينمائى ولما روحنا السفارة ومحدش أدانا عقاد نافع. سفرنا هناك ومعرفناش نلاقيهم يعنى ممكن وفاء يكون عندها حق.
قال إبراهيم بتركيز لو كانوا في مصر كانوا اكيد لما يكبروا هيدوروا علينا وأحنا أسمنا مش شوية. يعنى بسهولة هيوصلوا
نظر حسين إلى أولاده وكأنه يتخذ قرارا مصيريا ثم قال ببطء وقد لمعت عينيه بالأمل
من هنا ورايح مش هندور في الكشوفات بس. احنا هندور عليهم في مصر كلها
تبادل عبد الرحمن ويوسف النظرات الساخطة المتخفية وأومأ كل منهما بالإيجاب لأبيهما بينما قال أبراهيم موجها حديثة لإبنه وليد.
وانت كمان يا وليد هتدور معاهم.
نظر له وليد متفاجأ ثم قال ها اه. اه. طبعا يا بابا...
دخل عبد الرحمن غرفته بدل ملابسه وتدثر في فراشه وشرع في النوم وهو تبدو عليه علامات الإرهاق الشديد كاد أن يستغرق في النوم ولكنه فتح عينيه على صوت هاتفه نظر إليه فوجد اسم هند تضىء به شاشته فأجابها سريعا بقلق
الو. ايوه يا هند في حاجة ولا ايه
اجابته هامسة بنعومة وحشتنى. معرفتش انام غير لما اكلمك واسمع صوتك.
تثاءب عبد الرحمن ثم قال ما احنا لسه كنا مع
بعض في الشركة وبعدين انا يدوب كنت هروح في النوم
يعنى مفيش حتى وحشتينى يا حبيبتى
تثاءب مجددا وهو يقول طبعا وحشتينى مفيش كلام. بس مش ملاحظة ان الوقت متأخر على الكلام ده
هند وهي تنظر لأختها

________________________________________
علا التي
 

تم نسخ الرابط