عبق الماضي

موقع أيام نيوز

و كأس من العصير الطازج
تحركت إليه و وضعت ما بيدها فوق الكومود المجاور لتخت صغيرها و جلست بجانبه و تحدثت بإبتسامة حانية متسائلة بفضول بتكلم مين يا حبيبي 
وضع سماعة الهاتف فوق القرص و أعاده من جديد إلي مكانه و تحدث بنبرة جامدة حادة كنت هكلم واحد صاحبي في الشغل
تحدثت إليه و هي تشير بكف يدها إلي ذاك الطعام طب يلا يا حبيبي علشان تاكل لك لقمه تسند بيها قلبك
مليش نفس يا أمي جملة تفوة بها حسن بنبرة صوت يكسوها الحزن و الأسي
تحدثت إليه عزيزة بنبرة حزينه و عيون مترجية ملكش نفس إزاي بس يا أبني ده أنت علي لحم بطنك من الصبح و مكلتش أي حاجة مش كفاية إني جبت لك الغدا و رجعتني بيه تاني زي ما هو حتي ملمستهوش
تحدث إليها بتملل قائلا أرجوك يا ماما ما تضغطيش عليا و سبيني براحتي أنا تعبان و مش هقدر أتحمل جدال أكتر من كده
وقفت و هي تتحدث إليه بنبرة حادة و تأكيد لا ده كده بقا الموضوع فيه إن بجد ده كده تبقا مرات عمك عندها حق في كل اللي قالته 
نظر إلي والدته مضيق بين حاجبية بإستفهام فأكملت و هي تدق علي يداها پغضب تام أكيد البت دي و أهلها ساحرين لك بجد و أنا بقا مش هقف أتفرج عليك كده وإنت بتدبل قدام عنيا أنا من بكرة لازم أشوف حل للموضوع ده
وأكملت بوعيد و ما بقاش أنا عزيزة لو ما قلبت السحر ده عليهم
ثم تحركت للخارج صافقة الباب خلفها تحت ذهول حسن من تلك الترهات التي إستمع إليها من والدته للتو
إبتسم بجانب فمه بطريقة ساخرة علي ما وصلت إليه والدته بتفكيرها العقيم نفض تلك الأفكار من عقله و أمسك قرص الهاتف من جديد و لفه علي الأرقام المطلوبه و أنتظر الرد بقلب يكاد يخرج من بين أضلع صدرة من شدة هيامه و غرامة
أما داخل مدينة أسوان الحبيبة
و بالتحديد داخل البزار التي تعمل به بسمة كانت الثلاث فتيات تتواجدن داخل البزار لحالهم يتابعن عملهم ككل يوم 
كانت تجلس حزينة شاردة ناظرة امامها في اللاشئ فمنذ رحيل فارسها النبيل عنها منذ الثلاث ليالي و هذا أصبح حالها المعتاد إستمعن الثلاث فتيات إلي صوت رنين الهاتف الأرضي تحركت أمنية إلي موضع الهاتف و رفعته إلي أذنها تتفقد المتصل الذي رد عليها و تعرف علي شخصها و طلب منها أن تعطي الهاتف إلي بسمة محياه كي ترد له روح الفؤاد
نظرت أمنية إلي تلك الجميلة ذات العيون الحزينة و تحدثت بنبرة دعابية الشاطر حسن عاوز يكلم ست الحسن و الجمال
أطلقت تهاني ضحكة و أردفت قائلة بنبرة هائمة يا عيني علي الحب و جمالة إوعدنا يارب
أما تلك الشاردة التي ما أن ذكرت أمامها حروف حسن و وصلت إلي مسامعها حتي قفزت من جلستها مسرعة إليها و هي تتساءل بلهفة و اشتياق ده حسن بجد يا أمنية
إبتسمت لها و هي تهز برأسها بإيجاب و أعطت لها سماعة الهاتف و أستندت بساعدها واضعة كف يدها فوق وجنتها و هي تنظر إليها بهيام لتتابع ما سيدور
فتحدثت بسمة إليها متسائلة بجدية و تعجب خير يا أمنية فيه حاجة يا حبيبتي !
ضحكت لها بسماجة و أنسحبت بعد جدال دار بين كلاهما و اتجهت حيث وقفت صديقتها بعيدا حتي يتركا لها المجال إلي التحدث بأريحية و إعطائها بعض الخصوصية أما تلك العاشقة فقد أجابت علي عاشقها بصوت آنثوي رقيق ساحر ألو
إستمع إليها وكأن نبرتها الرقيقة أزاحت عنه كل أحزانه التي أصابته منذ إبتعادة عنها و ويلات قلبه و خيبة الأمل التي إجتاحته من ردود أفعال أهله علي زواجة منها
أغمض عيناها تارك العنان لخيالة الذي رسمها أمامه بجمالها و سحرها و عيناها المبهره و تحدث هامس بنيرة صوت عاشقة حتي النخاع وحشتيني وحشتيني پجنون يا بسمة وحشني صوتك نظرة عيونك جمال طلتك و خجلك وحشني كلك كلك يا سمرا
تنهدت و إجتاحها ألم لذيذ إحتل قلبها و أستسلمت هي إليه أصابها من همساته المذيبة لكيانها بالكامل كانت تستمع إليه بعيون مغلقة و روح سارحه في ملكوت عشقه و تحدثت بدلال أنثوي أشعل داخل ذاك الولهان قلبي زعلان منك علي فكرة
هتف بنبرة هائمة أذابت قلبها و أنهت علي ما تبقي من ثباتها قلب حسن لا يمكن يزعل منه أبدا مهما حصل عارفة ليه 
و أكمل مفسرا تحت وله بسمة لأنه بيعشق حسن و دايب فيه
إبتسمت و أجابته بدلال و هو علشان سلم لك حاله و بقا قلب حسن مش قلب بسمة تقوم تتعبه معاك كده و تشغله علي حبيبة 
و أكملت بعتاب لطيف تحت ذهول حسن من نطقها لتلك الكلمات الجريئة التي أشعلت روحه و أنهت علي صبره الواهي هانت عليك بسمة تسيبها كده تلات ليالي من غير حتي
تم نسخ الرابط