عبق الماضي

موقع أيام نيوز

وأنا متأكد من إنهم هيحبوكي جدا وخصوصا لما يعرفوكي كويس ويعاشروكي
نظرت إليه وتحدثت بنيرة متوجسة تفتكر فعلا إنهم هيحبوني يا حسن 
أجابها بعيونه العاشقه لو شفوكي بعيوني مش بس هيحبوكي يا بسمه دول هيدوبوا في حنيتك ويعشقوا كل تفاصيلك !!
ثم غمز لها بعيناه وأردف قائلا بنبرة دعابية وبعدين يا أستاذه إنت عاوزة حبهم في أيه مش فاهم أنا
وأكمل مغرم بعيونها مش كفاية عليكي قلبي اللي خطفتيه ودوبتيه برمش عيونك يا سمرا
إبتسمت برقة وسحبت بصرها بعيدا عن مرمي عيناه خجلا وحياء
وتحدثت إليه بتمني تعرف إن أمنية حياتي من زمان إني أروح إسكندرية 
وأكملت بنبرة حماسية سمعت كتير عن جمالها وسحر بحرها ومن كتر ما سمعت بقا نفسي أشوفها أوي ودعيت ربنا إني أزورها
إبتسم لها وأردف قائلا بنيرة حنون وأهو ربنا سبحانة وتعالي إستجاب دعوتك ومش بس هتزوريها ده كمان رزقك بشاب اسكندراني علشان يضمن بقائك هناك معظم الوقت
إبتلعت لعابها ړعب من فكرة أن تترك أسوان بلد الأصالة والجمال وترحل وتبتعد عنها وعن تلك القلوب الصافية المليئة بالطيبة والحنان
فمن المعروف أن أهل أسوان يمتلكون قلوب من ذهب قلوب مازالت بالحب عامرة لا تعرف الكرة ولا الحقد ولا النفاق قلوب لم تتأثر بتقلبات الزمن ولا غدر القلوب وشحن النفوس ليست جميعها بالتأكيد فكل مكان به الصالح والطالح ولكن الاغلبية العظمي هكذا تسكنهم الطيبة
تحدثت إليه بإرتياب وترقب حسن هو إنت لو إتجوزنا ممكن ترجع تعيش تاني في إسكندرية وتستقر هناك 
هز رأسه نافي كي يطمئن قلبها من هلعها الذي رأه وليد اللحظة بعيناها عندما غزت عقلها مجرد فكرة رحيلها عن مكان نشأتها والإبتعاد عن أحبائها إطمني يا حبيبتي أنا عمري ما هقلعك من جدرك وأزرعك في مكان إنت مش حباه
وأكمل مبتسما ليزيد من طمأنت روحها طب أقول لك علي سر علشان تطمني أكثر
نظرت إليه بتمعن منتظرة باقي حديثة بلهفة وهي تميل له رأسها بموافقة فأكمل هو بعيون مسحورة أول مرة جيت فيها أسوان كنت لسه طالب في ثانوي وكان في الشتا جيت مع عز وعبدالرحمن أولاد عمي
وأكمل بعيون وكأنها تحولت إلي مسحورة من أول ما نزلت من القطر وشفت معالمها وأنا وقعت في غرامها حسيت إنها شبة روحي كل حاجة فيها كانت بتجذبني وتجبرني إني أفضل فيها وأكمل النيل وصفائة الزرع اللي حوالية ومدي له حياة ورونق خاص وشوش الناس الطيبة وضحكتهم الصافية اللي خارجة من القلب وواصله لقلب اللي قدامهم بكل سلاسة عيونهم اللي كلها طيبة وحنية
ساعتها قررت من جوايا إن البلد دي هيكون فيها داري وإستقراري
وأكمل مفسرا وبعد ما إتخرجت أتعرض عليا شغل كتير في إسكندرية وبمرتبات مغرية لكن أنا كنت عارف هدفي ومحددة
روحت لبابا وبلغته إني نويت أسافر أسوان وأشتغل فيها طبعا إعترض علي فكرة سفري وبعدي عنه وقال لي إنه هيدور لي بنفسة علي شغل كويس
واسترسل حديثه ضاحك توهته وقولت له إن أصحابي اللي إتعينوا بيشتكوا من ضعف المرتبات وإن نظام الشغل مش كويس
وأكمل بتأكيد والحقيقة إن أنا كنت راسم حلمي ومحدد وجهتي وكان لازم أوصل له بأي وسيلة
وأكمل ناظرا لعيناها بعيونه العاشقة ونبرة صوته الهائمة أتاريني كنت جاي علشان أدور عليكي يا سمرا كنت بدور علي بسمتي اللي كان ربنا شايلها لي عوض لسنين صبري كنت بدور علي سكن روحي وراحة قلبي واللي لقيتهم لما لقيت عيونك يا سمرا
كانت تتحرك بجانبة وسعادة الدنيا تسيطر علي كيانها وهي تستمع لحديثه بقلب هائم ذائب بعشقه إبتسم لها وأخرج شئ من جيب سترته كان كيس صغيرا وفتح كف يده وأفرغ ما بداخله وإذ بها قلادة صغيرة رقيقة مصنوعة من معدن الفضة تتعلق بمؤخرتها دلاية صغيرة تحمل حرف ال H
وقد قرر ذاك العاشق أن يهديها الحرف الأول من إسمة في أولي خطواتة لإثبات ملكيته لقلبها النفيس !!
تحدث إليها بعيون عاشقه وهو يضعها بداخل كف يدها الرقيق عقبال شبكتك يا حبيبتي
إبتسمت له وهي تمسك بتلك القلادة بين يديها وترفعها لمستوي عيناها وتنظر إليها بإنبهار وحب وتحدثت جميلة أوي يا حسن قد إية ذوقك حلو جدا وراقي
إبتسم لها وأردف قائلا بعيون متمنية كان نفسي ألبسها لك بنفسي بس ده مش من حقي أول ما تكوني خطيبتي رسمي تأكدي من إني هعمل كده !!
إبتسمت له وأكملا حديثهما وبعد مدة طويلة تحركت مغادرة المكان تحت أنظارة الحاميه والمراقبة لها بعناية حتي تأكد من وصولها لنقطة الأمان وتحرك هو عائدا إلي مقر عملة
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم 
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي 
الفصل السادس
بعدما ترك بسمته وأطمئن باله عليها كان عائدا بطريقه إلي مقر عمله يتحرك بخطي ثابته تنم عن ثقته بنفسة اللامحدودة كاد أن يصل إلي المرسا التي ترسو عليه تلك الباخرة العملاقة لولا خروج ذاك الرخيم الذي قطع طريقة و وقف أمامه بطوله الفارع وجسده العريض
تم نسخ الرابط