عبق الماضي

موقع أيام نيوز

بملامح حزينة و هذا أصبح الطبيعي لدي جميع العائلة بعدما علموا بمرض عزيز أعينهم و غاليهم
تساءلت منال بإرتياب ٠٠٠ تفتكري يا ماما إنهم ممكن فعلا يفكروا في كده 
أجابتها مجيدة بيقين و تأكيد ٠٠٠ أنا متأكدة إنهم مش هيفكروا غير كده و لو مكنوش هيفكروا في ده علشان خاطر خوفهم علي بنتهم و ولاد إبنهم يبقا هيفكروا علشان الورث الكبير اللي هيورثوة أولاد أحمد بعد ما حماكي قرر يخالف شرع ربنا و يكتب لهم نصيب أحمد كامل علي حسب كلامك اللي بلغتهولي و ده طبعا غير اللي ثريا نفسها هتورثه من الحاج صلاح
و أكملت بتذكير لإبنتها ٠٠٠ إنت ناسية إن أهل جوزك من أغني أغنياء إسكندرية ده كفاية بس الأراضي و جناين الفواكة اللي بيملكوها
و أكملت بتساؤل ٠٠٠ تفتكري يا منال بعد كل اللي قولتهولك ده أهل جوزك هيترددوا لحظة واحدة من إنهم يجبروا عز علي جوازة من أرملة أخوة 
و طبعا لأن جوزك عامل لي فيها حامي الحما هيوافق مرغم علشان يحافظ علي الأولاد
إرتعبت منال و ظهر الهلع فوق ملامحها و أمسكت كف يد والدتها و تحدثت إليها بإستعطاف ٠٠٠ و العمل أية يا ماما أنا ممكن أموت فيها لو ده حصل و عز لمس ست غيري
ربتت مجيدة فوق كف يدها و أردفت بإبتسامة مطمأنة إياها ٠٠٠ إهدي يا منال أنا مش عوزاكي تخافي طول ما أنا و بباكي جنبك بس أهم حاجه تسمعي كلامي و تنفذية بالحرف الواحد و أهم حاجة لازم تعمليها و فورا هي إنك تشيلي الوسيلة و تحملي و ياسلام لو الحظ كان حليفك و جيبتي لهم ولد ثالث
و أكملت مبتسمة بإستهزاء ٠٠٠ ما أنت عارفه إن الفلاحين مفيش حاجة بتسعدهم و بتعزز مكانة الست عندهم قد خلفة الصبيان
إبتسمت لوالدتها و أماءت بموافقة و شعرت بالإطمأنان و نظرت أمامها في ثبات تنظر بكبرياء للحضور كعادتها
كانت تقف أمام المشعل داخل المطبخ تبكي بمرارة علي حال زوجها و ما أوي إليه و هي تصنع لحبيبها الطعام الخاص به و بها أيضا فمنذ أن إشتد علية المړض و أمتنع من تناول معظم الأكلات إلا من البسيط منها و هي تشاركه وجباتة كي لا يشعر بالحرمان و الملل و السخط
و من حيث الجانب النفسي كان هذا عقابها التي أختارتة لنفسها علي تقصيرها الغير مقصود الذي سيكلفهم هي و معشوقها و غواليهم الثلاثة ثمن باهظ ألا و هو فقدان حياة معشوقها و متيم عيناها ستخسره للأبد هي و غواليها اللذين سيصبحون بدون سند بدون حماية بدون حنان بدون أب و هم في بداية عمر الزهور
جففت دموعها بكفيها و نظرت للأعلي تطلب من الله سبحانه و تعالي أن يمدها بالصبر كي تتحمل ما هي عليه 
رصت أواني طعامهما فوق الصنية المخصصة بعناية و أهتمام ثم أخذت نفس عميق و زفرته بهدوء في محاوله منها بتهدئة حالها ثم حملت الصنية بين يديها و تحركت بها إلي خارج المطبخ 
وجدته يجلس بجانب يسرا و رائف و يحمل بين ساعدية صغيرته نرمين التي بالكاد أكملت شهرها السابع كان يزيدها من قبلاته التي يتيقن أنها ستحرم منها و للأبد في القريب العاجل
وضعت الطعام فوق الطاولة الموضوعه بالصالة و تحركت إلية قائلة بنبرة حنون و هي تحمل عنه صغيرتها و تعطيها إلي يسرا التي حملتها بحنان ٠٠٠ يلا يا حبيبي علشان ناكل و تاخد علاجك
ثم نظرت إلي يسرا و تحدثت محذرت إياها بهدوء ٠٠٠ خلي بالك من أختك يا حبيبتي و أوعي توقع منك !
تحدثت الصغيرة إلي والدتها بإبتسامة حنون ٠٠٠ ما تخافيش يا ماما أنا هدخلها جوة حضڼي أوي و أمسكها كويس علشان مش تقع مني
و أكمل رائف بنبرة طفوليه لطفل بالكاد أكمل عامه الثالث والنصف ٠٠٠ مش تقلقي يا ماما أنا كمان هخلي بالي منها علشان الۏحش ميجيش و يخطفها
إبتسم له أبيه و ملس علي رأسة و قبلها بحنان كمودع و تحرك بجانب حبيبته ليتناولان طعامهما و ذلك بعدما أعدت ثريا الطعام لطفليها يسرا و رائف و أطعمتهما بعيدا عن مرمي والدهما
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل التاسع و العشرون
غرفت له الطعام و أبتسمت و هي تناوله صحن حساء الخضروات إبتسم لها و تناوله علي الرحب و جلست و شرعا معا بتناول الطعام
فتحدث و هو ينظر إليها بعيون هائمة ٠٠٠ لسه مملتيش من أكل العيانين اللي بتاكليه معايا كل يوم ده يا ثريا 
إبتسمت له و تحدثت بحب صادق ٠٠٠ عمري ما أزهق من حاجة بشاركك فيها يا نور عيون
و أكملت بإبتسامة كي لا يشعر پتألم روحها و ضميرها الملام اللذان باتا يلازماها أينما ذهبت ٠٠٠ و بعدين فين أكل العيانين ده دي شوربة خضار و طعمها جميل جدا
تم نسخ الرابط