في مكتبة الجامعة
التي تسكنها لمحتها الممرضة وهي في طريقها للمسجد فاقتربت إليها قائلة بحماس _ كويس أني لقيتك بسرعة أنا قولت لدكتور وجيه أنك عايزة تكلميه على مصاريف المستشفى وشكله وافق وطلب تروحيله وتكلميه بنفسك وتشرحيله تجمدت ليلى في مكانها وهي تنظر پصدمة للممرضة هذا ما كان ينقص ! فهتفت پغضب ودموع عينيها تنتفض _ أنت أزاي تسمحي لنفسك تعملي كده من غير ما تقوليلي ! أنا ما قولتلكيش تكلمي حد !! ولا عايزة مساعدة من حد ! اغتاظت الممرضة منى وقالت لها _ أنت طلبتي مهلة عشان تقدري تدبري تكاليف المستشفى وأنا بحسن نية اتكلمت بدالك مع دكتور وجيه وهو شاف حالتك بنفسه ! أنا غلطانة يعني ! انتوا كلكم بتزعقولي ليه ! لا فائدة في المناقشة مع تلك الفتاة التي يبدو حقا أنها تصرفت بعفوية استجمعت ليلى بعض من قوتها ثم احكمت حجابها وذهبت إليه ولكن هذه المرة بشكل أكثر قوة وقدرة على الوقوف أمامه تحتمل أي شيء غير أنه يشفق عليها ! كان يدق بقلمه على جسد المكتب في شرود حتى اقټحمت ليلى مكتبه رفع نظرته لها في ثبات ثم ترك القلم ورجع بظهره للخلف على المقعد كان يبدو عليها الڠضب واضح جدا قال في هدوء تام اغضبها أكثر وهو ينظر لعينيها مباشرة _ اتفضلي اشرحيلي ظروفك رمته بنظرة عاتبة كانت مدتها ثانية
________________________________________
واحدة ثم هتفت پغضب _ أنا مش محتاجة مساعدتك ولا عايزاك تساعدني ومش هشرحلك حاجة أنا هاخد أبويا لمستشفى تانية ودلوقتي حالا وبعدين اشرحلك أنت ليه ! أنا طلبت اتكلم مع المدير هنا أو اي حد من الإدارة ! ضيق عينيه عليها بقسۏة لو حقا ظاهريا اتضح أنه يستغل الموقف لصالحه ولكن الحقيقة أنه يحاول أن يساعدها بالفعل لا يريد الاڼتقام منها وهي بذلك الضعف يريدها ليلى التي تركته منذ عشر سنوات بكل قوتها وقسۏتها نهض من مقعده وصوت أنفاسه أربكها وقف أمامها قائلا _ لمعلوماتك المستشفى دي والدي شريك فيها ومعاه اتنين شركا كمان يعني اعتبريني صاحب قرار هنا مش بس دكتور ابتلعت ريقها بدمعة انزلقت من عينيها رغما وقالت _ كل اللي بطلبه منك عربية أسعاف تنقل ابويا لمستشفى تانية مش هخليه هنا ومش طالبة أكتر من كده أطرق وجيه بقبضته على المكتب پعنف وهتف _ أبوكي في غيبوبة لو ناسية ! أي محاولة لخروجه من هنا بسبب عنادك ممكن تعرض حياته للخطړ ! لسه الجبروت ماليكي ! لسه العند جواكي ! حتى لأقرب الناس ليكي ! اتنازلي ولو مرة عشان غيرك يعيش ! هربت بعينيها من نظراته المحدقة بها بشراسة وكل رمقة تذكرها بما فعلته به قالت بصوت مرتجف _ ما تدخلش اللي فات في وضعي دلوقتي اللي فات أنا نسيته ونسيتك ونسيت عشر سنين من عمري معاهم ضغط على نواجذه حتى انتفخت عروق رقبته من الڠضب وهتف _ للدرجادي حبتيه ولا اصلا كنت بتحبيه وبتستغفليني! بنتك كانت اصدق منك لما قالت عني أني بقيت حدوته أطرقت ليلى رأسها للأسفل پبكاء مكتوم حتى أنفعل وجيه أكثر وصاح بمرارة واتهام _ لما أنت نسياني ليه وأنت على ذمة واحد تفكري في واحد تاني وتحكي عنه حواديت كمان ! ولا خلاص الخېانة بقت بالنسبالك عادي وممكنة ! انتفض جسدها من الاتهام الظالم وهتفت پبكاء وحدة _ أنا اطلقت من سنة ! ما حكيتش لبنتي حرف عنك وأنا على ذمة طليقي! ولا كنت اقدر افكر في أي شيء تاني اصلا لا أنت ولا أي حد ! وأعتبر الحدوتة دي صدفة اسم مش مقصودة رد بسخرية لاذعة رغم أن شيء به ارتاح لجملتها الأولى _ كنت احتياط يعني ! حقيقي أنا استاهل لأني في يوم فكرت أني ادخل واحدة زيك حياتي غلطة الحمد لله الف مرة أنها مكملتش للآخر وقال قراره الآخير ببريق الكبرياء بعينيه _ قرار خروج والدك يخص الدكتور المشرف على حالته لو وافق يبقى تتفضلي مع الف سلامة وهبعت معاك أكبر عربية أسعاف مجهزة فيها والدك لأي مستشفى وده اعتبريه الصفحة الاخيرة ما بينا واتقفلت بأخلاقي أنما لو رفض فتحترمي قراره وما تنطقيش بعدها تقدري تتفضلي من مكتبي استدار عنها بعد هتافه وكان بهتافه لمحة طرد ! وتعرف أنها احتدت بالحديث وأخفت أشياء كان يظهر بعينيه لهفته لمعرفتها ولكن النتائج المتوقعة لقرارها من بينها نتائج وخيمة تنذر بالخطړ منذ أن خرجت من مكتبه وهو تائه بالفكر يعاتب نفسه على هذا الميل رغم أرادته القوية بالاڼتقام ! كيف البشر ينتقمون ! كيف يقسون على أحبتهم ! كيف يجمد قلبه أمامها وهو مليء بها ! يعرف أنه يستطع إيذائها ولكن سيطاله الأڈى أيضا رفع هاتف مكتبه ليجري اتصال هام اتصال هو الفيصل الآن مع الطبيب المختص !! دلف لمكتبه بعد دقائق امرأة في آواخر الثلاثين من عمرها فاتنة يبدو من مظهرها انها لم تنفك عن الاعتناء ببشرتها وبشعرها الأشقر الطويل اقتربت چيهان بمعطفها الأنيق من الكتان الأحمر ووقفت أمام مكتبه بابتسامة ليست صافية تماما ثم قالت _ ممكن اتكلم معاك شوية تفاجئ وجيه حقا بوجودها فقد أصبح انتباهه في اتجاه واحد فقط تحدث بلياقة وقال وهو يشير لها بالجلوس _ اكيد لاحظت شروده وهي تسأله وجلست أمام مكتبه في ارتباك ثم قالت _ وجيه أنا عمري ما سببتلك مشاكل سواء لما كنا متجوزين أو في شغل المستشفى بعد ما اطلقنا أنا مكنتش متخيلة أني ممكن أقول كده في يوم من الأيام بس أنا أتمنى أننا نرجع لبعض صدم وجيه للحظة من قولها رغم أنه من المفترض أن لا يتفاجأ كثيرا فجميع تصرفاتها واهتمامها به بالفترة الآخيرة كان يكشف ذلك لم يجد إجابة يجيب به حقا الأمر محرج للغاية والإجابة تحتاج كثير من اللباقة تابعت چيهان بارتباك وهي تنظر باتجاه آخر غير عينيه _ بعد ما اطلقت ارتبطت مرة واتنين وتلاته كلهم كانوا طمعانين فيا وفي ورثي أنت الوحيد اللي محستش لحظة أنه طمعان في أي شيء يخصني التمعت عينيها بدموع وهي تضيف _ احساس وحش أوي لما ألاقي محدش بيقرب مني غير لمصلحة حسسوني أني ما اتحبش لنفسي وأني من غير فلوسي ولا شيء !! رد وجيه عليها موضحا _ يمكن أنت اللي كنت بتختاري غلط هزت احد كتفيها بحيرة _ يمكن مش عارفة بس أنا اتعودت أن يكون حد جانبي ولما بابا ماټ لقيتني تايهة ومش فاهمة حاجة حواليا مابقتش عارفة أفهم حد ولا حتى نفسي أكتر قرار خدته ومرتاحة فيه أني اتكلم معاك عشان واثقة فيك نهض وجيه من مقعده وهو لا يجد اجابة مناسبة للرفض حتى لا يجرح شعورها وقف أمام النافذة ليخطفه مشهد آخر ليلته تقف تحت المطر مستسلمة تماما ويبدو إنها تبك! تحدثت چيهان لمدة خمسة عشر دقائق يقسم أنه لم