في مكتبة الجامعة
حديثها ثم قال _ چيهان أنا موافق نرجع لبعض تلقت جيهان منه الخبر بدموع فرحة ودهشة ولكنها تمالكت بعض الشيء وقالت _ هنتكلم لما نتقابل ولا تحب نتقابل برا المستشفى احسن كلاهما سواء بالنسبة له فقال بضيق _ اللي تختاريه قالت جيهان بابتسامة واسعة _ نتقابل برا في المطعم اللي كنا بنروحه زمان إيه رأيك بكرة الساعة ٩ م وافق وجيه سريعا وانتهى الأتصال لم ينتابه أي لحظات ندم وشعر كأنه يعقابها بهذا القرار واثبات كاذب بصحة نكرانه في نسيانها ولكن الحقيقة أنه يعاقب نفسه أكثر لأنه جدا يحبها ! وعند الليل وهبات الهواء البارد في أحد القرى بالريف قرية كانت تحاط بالأراضي الخضر والأشجار ورغم ذلك ينتشر فيها الأمية وتقل فيها الأمكانات خاصة الطبية والعلمية تبقى على تراث الريف القديم في ضواحيها وروابضها وهناك عرس ريفي لأحد فتيات القرية ويلتفن حوله الأهل والجيران والصغار الذي يقفزون فرحا بعجين الحنة وكأنهم ربحوا جائزة سعادتهم صافية نقية ضجت أغاني الأعراس من أفواه الفتيات والدق على الدفوف وهم يلتفون حول العروس بمنزلها هتفت سما بصوت ممزوج بال شقاوة والضحك وصاحت عاليا بغناء _ أهو جالك يابت ريح بالك يابت اطبخيله الصبح بطة واطبخيله العصر بطة وكتري يابت الشطة وأهو جالك يا بت خدناها خدناها خدناها بالملايين وهما مكنوش راضيين وعشانها بعنا الفدادين الحلوة اللي كسبناها تمايلت بضحكات عالية وهي ټضرب بيدها اليمنى جانب رأسها وټضرب بيدها اليسرى جانبها الأيسر جرتها شقيقتها حميدة بضحكة تكتمها وهي تهمس لها بتحذير _ خالك عبد السميع باعتلنا يا اللي تنشكي اتأخرنا تملصت منها سما وقالت بضحكة واثقة _ بوجب مع البت نحمده تعالي تعالي خالك زمناته قاعد مع مرته يتعشوا محشي خالك بيعشق المحشي أتت جميلة ورضوى
________________________________________
وهم يكتمون ضحكاتهم من تلك الفتاة التي تصغرهم قالت جميلة بمرح _ يلا يا سمكة على الدار المرة اللي فاتت المندرة كانت هتتسرق واحنا في الغيط ضحكت سما عاليا وقالت _ حرامي معفن بصحيح حد يسرق المخدات والتليفزيون اللي بيكح ده ! طب كان خد مرات خالك ولا العرة أبنها نعناعة ولا وجب معانا وسرق خيبتنا دي بدل ما احنا لا طايلين علم ولا جهل جاتنا ستين خيبة لكمها الفتيات على ذراعيها بضحكات عالية ثم خرجوا الأربعة من العرس ساروا بالطريق بملابسهن المحتشمة الواسعة التي كانت عبارة عن عباءة سوداء وعليها حجاب ملون يبرق تحت ضوء القمر أخرجت سما من جيب ردائها حبات من اللب ثم وضعت بيد كل فتاة القليل وتركت لها البقية وقالت بحماس _ أزأزي يابت منك ليها أحنا على لحم بطننا من العصرية قالت جميلة بسخرية _ ما أنت اللي نازلة رقص وغنا ولا أكنه فرحك يا هبلة ! ردت سما بضحكة وهي تهمس لهم _ قال وأنا اللي عمالة أقول كتري يابت الشطة ده العريس شايل اللوز وعنده اشتباه ديدان بس طيب توالت ضحكات الفتيات عاليا لتضيف سما بضحكتها ذات الصوت الرفيع _ ولا شوفتي مرات أبوها وليه عقربة عايزة تبوظ الجوازة قالت رضوى بشهقة وذهول _ يا مصېبتي عملت إيه ! أجابت سما بغيظ _ الولية أقولها جوعت يا خالة أنا والبنات تروح تجيبلي طبق نابت وشقتين عيش ومخلل ! فوتت عليا المحشي بنت عبراضي الفاضي ضحك الفتيات مرة أخرى ثم ساروا بالطريق إلى منزل خالهم العمدة عبد السميع قالت حميدة وهي تطرح طرف حجابها للأسفل بعدما تدلى قليلا _ عندي أحساس كده أن في حاجة هتحصل قريب مش عارفة بقالي شهور حاسة بكده قالت سما بابتسامة وهي تمر حبة لب بين أسنانها _ يارب نتجوز أهو الاقي فرح أغني فيه وحد أقوله يا سيد الناس يا عترة قالت رضوى بغيظ وهي ټضرب بكوعها بذراع سما _ ملهوفة أوي تسبينا !! هزت سما رأسها بتأكيد وقالت بضحكة _ بصراحة آه عايزة اصطبح بخلقة تفتح النفس بقا ردت جميلة بسخرية _ بكرة نشوف آخر تريقتك على خلق الله هتكون إيه ! أشارت سما لها لتصمت وقالت وهي تكتم ضحكتها _ بت أنت بالذات تسكتي ده أنا بصطبح بشعرك المنكوش اللي شبه خارطة الطريق ! و نص ساعة عبال ما تفتكري أنت مين واحنا مين ولا البغلة اللي اسمها رضوى درفيل بيتقلب طول الليل لأ وبجحة بتنكر! ولا الخالة حميدة بقا دي الشبح اللي فينا تفضل طول الليل تمشي وهي نايمة واللي يوقفها تنزل فيه ضړب ومش حاسة بصراحة العيشة معاكم معفنة قالت حميدة بعصبية _ والبشمهندسة سما بتعمل إيه بقا ! رفعت سما يديها للسماء وقالت _ بفضل ادعي طول الليل أغور من وشكوا لبيت القمر اللي هتجوزه ما هو لازم يبقى والا هتولعوا فيا تريقة وتأليس يا عرر
عند الساعة العاشرة مساء دلف إلى عيادة خاصة ل طبيب نفسي كان هذا الطبيب يخصص مواعيد مسائية لمن يضيقون بالتواجد بين بعض المرضى نفسيا بمواعيد النهار ! ريثما أن البعض يخفي أنه مريض نفسي كأنه يخفي کاړثة ! استقبلته سكرتيرة الطبيب بابتسامة رسمية وأشارت له بالدخول فقد أتى في موعد الحجز تماما وفي مكتب الطبيب د شاهر المبتسم دائما بوجه بشوش بينما ظهرت ابتسامته أكثر عندما رآى مريض قديم قد عاد إليه ! قال كأنه يرحب به _ دكتور وجيه ! نورت العيادة بقالنا تقريبا تسع سنين ما اتقابلناش حتى لو صدفة ! صافحه وجيه بابتسامة سريعة وقال بلمحة مزاح ظهرت في جملته _ وأهو جتلك بنفسي من تاني ! أشار د شاهر للمقعد أمام مكتبه ليجلس وجيه وقال _ بصراحة مكنتش هقابل النهاردة أي حد بس لما السكرتيرة ورتني المواعيد وشوفت اسمك استغربت ! بصراحة مقدرتش امنع فضولي أعرف اللي حصلك في التسع سنين دول ! تنهد وجيه وقال بسخربة _ مش هكدب عليك أنا حاولت أنسى أني كنت بتعالج نفسيا مع محاولتي نسيانها مكنتش اتخيل أبدا أن بسبب تجربة حب فشلت أني أبقى مريض نفسي ! اعترض د شاهر _ أنت مكنتش مريض نفسي أنت مريت بتجربة حب متوقعتش أنها تفشل حطيت ثقتك كلها في شيء والشيء ده خالف كل توقعاتك فطبيعي متعرفش تنساه بسهولة بس أظن أني مكنتش حابب يكون بينا القاب أحنا حتى نعتبر زملاء ! ابتسم د شاهر له بود بينما تذكر وجيه ذلك الأمر فرد له الابتسامة بنظرة هادئة وشاكرة ثم قال _ فاكر قال شاهر وهو يرجع بظهره للمقعد في جلسة مريحة _ فضفض كان يعرف الطبيب أن وجيه لا يحب جلسة الشيزلونج يحب أن يتحدث و اقفا ينظر باتجاه آخر سوى عين الطبيب المترصدة للكلمات والجمل تقدم وجيه للنافذة ووقف مواليا ظهره في ثبات أخذ نفس عميق ثم قال وكأن صوته يأتي محمل بالذكريات _ آخر مرة جتلك كنت عارف أني هجيلك تاني