في مكتبة الجامعة
ذلك ...... خصوصا بوجود تلك الفتاة ! بغرفة الصغيرة بالمشفى ...... قبل وجيه رأس الصغيرة الذي تألم حقا لوداعها ....لا سبيل للقائها به مرة أخرى وأمها ستأخذها من هنا وتبتعد .... لا سبيل حتى أن يبقيها هنا ! ولا أحقية في أن يطلب رؤيتها ! همس للصغيرة بحنان ونظرة معذبة ثم أخرج كارت صغير من محفظته ووضعه بيد الصغيرة _ ده كارت فيه رقم تليفوني ......أي وقت حبيتي تكلميني هتلاقيني برد عليك على طول ..... هتوحشيني أوي ..... ضمت الصغيرة الكارت بقبضتها حتى أخفته بأناملها وقالت بحزن _ هتمشي ! لم يعرف وجيه بماذا يجيبها! لم تطن هناك إجابة واضحة ترحم ضعفها وصغر عمرها .....ولا يريد أن يعطيها وعد كاذب أيضا ......فقال مغيرا الحديث _ أوعي تنسي ..... رقم تليفوني معاك أوعي تضيعه ..... هستنى مكالمة منك في أي لحظة ...... مش عايزك ټعيطي لما أمشي ..... التمعت عين الصغيرة بدموع وهزت رأسها بالإيجاب وهي لا تفهم كثيرا الأمر .....ولا حتى تدرك أن الهاتف سيعوضها عن فقدان بطل حكايات قبل النوم الذي أتى من الخيال للحقيقة وتعلقت به بشكل كبير في ظلمتها الدائمة....... كأنه اليد الداعمة التي تجذبها من الظلام لعالم من المرح والنور......لبطل خارق اعتقدت ببراءة أنه أكثر شخص يستطع ان يحميها من جميع القسۏة التي نالتها من أبيها وعائلته..... مرر وجيه يده برفق على رأسها ثم استقام متنهدا پألم وتحرىك للخروج من الغرفة ..... وعندما فتح الباب وجد ليلى أمامه ..! لم تتفاجئ كثيرا فهي كانت تتوقع ذلك .....كانت تعرف تعلق صغيرتها به والذي من رحمته لم يعاقبها بأفعال امها ..... ابتلعت غصة بحلقها ونظرت للأسفل حتى رماها بنظرة قاټلة من القسۏة ومر جانبها سريعا......اغمضت ليلى عينيها بحزن ومضت لصغيرتها ....... تعجبت بعض الشيء لذلك الهدوء على الصغيرة ....رغم بعض الدموع الواقفة بعينيها ولكن هدوئها بذهابه لأمرا غريب بعد نوبات بكائها لرؤيته ....! ودت لو تسألها ماذا قال ولكن حافت أن تثير بكائها فألتزمت الصمت ... عادت ليلى للفندق .....أخذت مفتاح الغرفة وهي تحمل أبنتها التي صمتت طيلة الطريق وتضم يدها لصدرها بقبضة مغلقة كأنها تخفي شيء بتلك الأصابع الصغيرة ! انتبهت ليلى فجأة وهي تمضي اتجاه المصعد للصعود لغرفتها المستأجرة بالفندق إلى صوت مألوف ....التفتت ببطء حتى تفاجئت بصديقتها القديمة إيمان ......صديقة وزميلة عملها القديمة محل الزهور .... ابتسمت ليلى بصدق ورددت اسمها حتى اسرعت إيمان إليها بخطوات سريعة والابتسامة واسعة على ثغرها ....وقالت _ ليلى !!! ....مش معقول !! .....وحشتيني جدا جدا .... صافحتها ليلى بحرارة وأجابت عليها _ وأنت كمان ...وحشتيني أوي نظرت إيمان للصغيرة بحنان وقالت وهي تشاكسه بيدها على وجنتها _ بنتك دي ! .....قمورة أوي مشاء الله ...... لم تلاحظ إيمان حالة الصغيرة فقالت ليلى بابتسامة _ آه بنتي ....ريميه اعجب إيمان الاسم وحاولت التذكر متى سمعته من قبل ...ولكنها لم تعطي للأمر أهمية حتى تابعت بابتسامة عريضة _ تصدقي أنا مكنتش موافقة أجي النهاردة ....أصل جوزي يبقى سكرتير رجل أعمال كبير .....معرفش اسمه عاصم ايه كده ....الفندق ده يبقى بتاعه كمان .....والنهاردة في حفلة كده عشان نجاح الصفقة الأخيرة للشركة .... كل موظف جاي معاه مراته وكده ......اضطريت أجي معاه ..... تذكرت ليلى اسم عاصم .....فقالت متسائلة _ عاصم شكري تقصدي هزت ايمان رأسها وقالت بتأكيد _ هو ده ....بس أنت تعرفيه منين ! ربطت ليلى الأمور ببعضها ثم أجابت _ ما أنا قدمت في شركته عشان أشتغل ....المهم ...تعالي معايا أنا حاجزة هنا لفترة على ما الاقي مكان مناسب ..... لم تفسر ليلى امر العمل واكتفت بما قالته ......وافقت ايمان بترحاب وقالت _ ماشي ...وهتصل على حازم أقوله أني معاك هنا .....هو عارفك....ياما حكيتله عنك ...... صعدت ايمان مع ليلى لغرفتها وأجرت اتصال على زوجها بهذه الدقائق ...... في غرفة ليلى ...... وضعت ليلى ابنتها على الفراش وطلبت وجبة سريعة تكفي ثلاث أفراد عبر الهاتف .....لترفض ايمان قائلة _ لأ مش هقدر ...... أنا كفاية عليا أني شوفتك والله يا ليلى .... رجعتيني لعشر سنين فاتوا في لحظة ! ... اكملت حديثها وهي تبتسم بحنين ثم قالت متسائلة _ هو جوزك فين قالت ليلى وقد توقعت هذا السؤال _ أنا اتطلقت يا إيمان ....من سنة .....ومش حابة اتكلم عن الموضوع ده.... لم يكن الأمر صاډم بالنسبة لإيمان فقد علمت بأمر زواجها من أبن عمها وآلت الأمر لإرغام عائلة ليلى بذلك .....قالت متفهمة الأمر _ لأ مش هتكلم فيه ....طالما أنت مرتاحة يبقى ارمي ورا ضهرك .وأنسي .... قالت ليلى بتأكيد _ طلاقي الحاجة الوحيدة اللي خلاني أقدر اقف على رجلي من تاني .....بحاول اتخطى اللي حصل...... وبعد ذلك روت لها إيمان ما حدث خلال العشر سنوات الماضية لها والحياة الذي تخللها مصاعب وصبر كي يعثر زوجها حازم على عمل أمن لهم مستوى معيشة جيد أخيرا ..... وبهذا الأثناء أخبرت ليلى صديقتها بحالة أبنتها المړضية والذي تألمت لها ايمان بشكل واضح ..... تاهت الصغيرة ريميه في غفوة سريعا حتى قبل أن يأتي الطعام ....ثم قالت ليلى لصديقتها ايمان _ ايمان ....عندي طلب وياؤيت ما اكونش بتقل عليك .... قالت إيمان بصدق _ قولي ولو أقدر مش هتأخر عليك..... رتبت ليلى حديثها سريعا ثم قالت وهي تنظر لإبنتها النائمة _ أنا المفروض هروح مقابلة شخصية للشغل بكرة ..... ومش عارفة أسيب بنتي مع مين ..... لو مش هضايقك ....اقعدي معاها بس هنا لحد ما اخلص المقابلة وأشرحلهم ظروفي وظروف بنتي ....ويارب يرضوا يخلوني أخدها معايا الشغل ...... قالت ايمان بموافقة _ حبيبتي مافيش مشكلة ..... كنت هروح لماما بكرة بس هغير الميعاد وهجيلك ولا يهمك .....بس تفتكري ممكن يرضوا تاخدي بنتك معاكي الشغل ! ...... الاحسن ما تتكلميش في الموضوع ده دلوقتي واستني عشان ما يرفضوش .... تذكرت ليلى أن العمل بالأساس أتى على طبق من ذهب مع الموافقة بكامل ظروفها ....لذلك كانت مطمئنة.....لم تحب أن تخبر ايمان بالأمر ...ليس فقط لغرض الخصوصية ....بل أن الحكاية ستجر الحقيقة كاملة....التي فقدت ذاكرتها منها بعض الأشياء ....والبعض الأخر تتألم وتتعذب حين تذكره ......فقالت بإختصار _ اللي عايزه ربنا هيكون ..... بعد ساعات مرت .....وبعد منتصف الليل ...... اعتدلت جيهان من فراشها وسحبت الغطاء على ردائها الخفيف .....كانت تفتح عينيها بالكاد وهي تجول بنظرها الغرفة باحثة عن زوجها .....بعدما شعرت بعدم