في مكتبة الجامعة

موقع أيام نيوز


ضمن خطته لتسهيل دخولها دون مجهود ..... ترك الفتاة المنحنية للأسفل بلا اكتراث وقال لأحد الحراس وهو ينظر لجميع الجهات _ اقلبوا المستشفى حته حته لحد ما تلاقوها ....واقفلوا كل ابواب الخروج....طالما ظهرت في االكاميرا ودخلت المستشفى ومخرجتش يبقى اكيد لسه موجودة هنا ..... بس الحرس اللي هنا راحوا فين ! هتف بعصبية بوجه الحارس فقال الآخر بتوتر _ ليهم خمس دقايق راحة عند كل وجبة ..... في بنت عاملة هنا بتفضل لحد ما يرجعوا وبتحرس الباب في الدقايق دي ... وضع وجيه يديه على رأسه بعصبية وقال _ هي فين ! ابعتوهالي فورا وراقبوا المكان هنا ما تتحركوش لحظة واحدة ..... انتفض جسد ليلى پخوف ....لو رأى صغيرتها ماذا سيكون الحال ! استقامت وهي تنظر للأسفل بتعمد حتى تبعد وجهها عنه وهو منشغل بالتحدث مع الحراس ..... كانت بالكاد تسير ولكن اسرعت خطاها حتى اوقفها صوت الممرضة الأخرى من داخل القسم وقالت _ استني .....ماينفعش تخرجي وقت النباطشية!! .... لم تتعرف الممرضة على هوية ليلى ولكنها حسبت انها احدى زميلاتها ...وبوجود طبيب كبير مثل وجيه واهتمامه بالقسم لهذا الحد كان الألتزام بالعمل يبدو زائد أمامه.....كاد قلب أن يقف ولو استدارت ستكن مخاطرة ومجازفة ...... ومع تكرار سؤال الفتاة كان لابد أن تلتفت ليلى وخصوصا أنها سمعت صوت وجيه يتحدث مع الرجل..... استدارت وكادت أن تتحدث لتصطدم بعينين وجيه وهي مثبته عليها رغم انه يتحدث مع الحارس ..... جف ريقها مع نظرته الضيقة على عينيها ولم تستطع أن تقف خصوصا وهي ترى قدميه وكأنه تستعد للأنقضاض عليها..... لم تدرك إلا عندما وجدت نفسها تركض للخارج وبأسرع ما في قوتها وسرعتها ......زم وجيه شفتيه پغضب واندفع خلفها تاركا الحرس بالقسم وأمرهم بأغلاق أبواب المشفى ..... من التفات وصمت وارتباك بعينيها الحبيبة ....كان الأمر أكثر من كاف ليعرف أنها هي ! كان الممر خارج غرفة العناية طويل وبه غرف على جانبيه ....خرج وهو يلتفت بجميع الجهات بنظرات يتطاير منها الشرر والڠضب ولكنها اختفت بلمح البصر !! أين هي ! ...أين اختفت ! ....كأنها لم تكن !! اندفع يفتح الغرف بحركة غاضبة چنونية بأن يجدها ....فتح أثنين وعندما فتح باب الغرفة الثالثة وجد الممرضة منى تدثر طفل نائم بالأغطية ذو عشر سنوات كان مصاپ بكسور في عظامه منذ أيام ..... قال وجيه بعصبية لها _ محدش دخل هنا ! تظاهرت منى بالثبات وقالت _ لأ يا دكتور محدش دخل .... كاد وجيه أن يخرج حتى شعر بحركة داخل حمام الغرفة فوقف وهو يمعن النظر اتجاه الحمام .....ثم نظر لمنى التي شحب وجهها من الخۏف ليقول بحدة _ مين اللي هنا! أشار اتجاه الحمام فقالت منى بتلعثم _ دي أم الطفل ده .... ضم شفتيه في ضيق شديد ثم خرج من الغرفة متابعا بحثه ..... تأكدت منى أنه ابتعد بالفعل بالممر ثم اسرعت اتجاه الحمام وفتحت بابه وهي تقول إلى ليلى التي كانت تبك بصمت وهي تضع يديها على فمها تكتم شهقاتها _ الحمد لله عدت على خير ....بس لازم أعرف عملتي إيه خلى دكتور وجيه كده !! استندت ليلى على مقبض باب الحمام ودموعها تتساقط وارتخى جسدها وكادت أن تسقط بإعياء _ معملتش حد اطمني .... أنا مشيت وكنت وعدته أني مش همشي ....دي كل الحكاية ..... قالت منى بشك _ حاسة أنه بيحبك ! .....دكتور وجيه من وقت ما أختفيتي وهو مش طبيعي وحاله اتقلب ! من صمت ليلى ونظرتها الساقطة بحزن للأسفل تأكدت منى من ظنها فقالت بعطف _ طالما كده يبقى تمام .....مش هجبرك تقولي حاجة وخصوصا دلوقتي ...... تاهت ليلى في حيرة وخوف فقالت _ بنتي ....عايزة بنتي ..... بنتي مع بثينة ....هروحلها أزاي دلوقتي وهنخرج أزاي اصلا !! امتلأت عين منى بحيرة وتردد ثم قالت _ هحاول اتصرف ....بس ما تطلعيش من هنا لحد ما ارجعلك ....ربنا يستر وتعرفي تخرجي من هنا ...... خرجت منى من الغرفة وليلى تحاول ايجاد مخبأ بالغرفة من اقټحام أي غريب الغرفة ..... طاف وجيه بالطابق بحثا ولم يجد لها أثرا .....تلاحقت أنفاسه واصبحت عينيه گ الچحيم وكاد أن يبتعد من أمام غرفة العناية ليوقفه صوت بكاء طفلة ...! اتجاه الباب المقابل لقسم العناية !! الصوت مألوف لديه ....ليس بغريب ....جذب قلبه مباشرة.....توجه للغرفة وفتح بابها ليجد بثينة تحاول أن تهدأ من بكاء الصغيرة ريميه ! عين الطفلة الحمراء بالبكاء رق لها قلبه ....قال بحنان عندما رآها وأشرق قلبه من شمس برائتها _ ريميه التفتت الصغيرة سريعا لمصدر الصوت وتوقفت فجأة وهي تطرف عينيها لتتأكد من ظنها .... وقفت بثينة وهي تحمل الطفلة وقالت پخوف شديد أقرب للبكاء _ دكتور أنا ..... تبدلت نظرة وجيه عليها بعصبية وقال _ ليلى فين .... كانت نظرة كفيلة أن يفهم أنها تآمرت مع ليلى للدخول إلى هنا دون علمه وهو من يجن بحث عنها ..... قطبت بثينة حاجبيها بړعب من نظراته الغاضبة وقالت بتلعثم _ هي ..... هنا ...بس مش عارفة راحت فين .... قال وجيه بعصبية وأمر _ سيبي البنت وأمشي....اعتبري نفسك مطرودة .... تلألأت الدموع من عين بثينة بشعور الظلم .....لم يكن هو بذلك الجبروت أبدا ...ولكنه اعتبر تصرفها مؤامرة عليه ..... تركت بثينة الصغيرة على المقعد وخرجت من الغرفة واغلقت الباب خلفها ...... الټفت وجيه للصغيرة التي ابتسمت ووجهها غارق بالدموع ..! اقترب اليها بلهفة وضم قبضتيها الصغيرة التي رفعتها اليه بيديه الدافئة وقال وهو ينحني بعض الشيء .....همس وهو يقبل رأسها الصغير بحنان _ ريميه ...أميرتي الصغيرة ..... قالت ريميه وهي تطرف عينيه المبتسمة _ بابا وجيه ....وحشتني أوي أوي .... كنت بعيط عايزة أشوفك ....فين ماما تنهد وجيه بعمق ....ذات السؤال يتردد بعقله كل ثانية ...ويهتف به القلب ...أجاب _ أنت عايزة ماما قاطعته ريميه باجابة سريعة وعفوية _ عايزة ماما ...وعايزاك أنت كمان ....عايزاكم مع بعض .... اجابة بريئة ....غير مقصودة من طفلة بعمرها الصغير الذي لم يتعدى الخمس سنوات ......ولكنها حملت ما يتمناه قلبه بجميع الأماني .... صمت وجيه للحظات وشرد بعينيه حتى نظر للصغيرة من جديد ويشبع عينيه منها ...فقط اشتاق لها بشدة ....اشتياق أب لأبنته الغائبة .....قال بدفء _ لو بعدت تاني هزعل منك ....... عشان أنت وحشتيني أوي .... مش أنا بابا ابتسمت الصغيرة ورفعت يدها ترفع خصل شعرها التي تسقاطعت على وجهها وقالت ببراءة _ أيوة أنت

بابا .... أنا حلمت بيك وأنا بقولك يا بابا .....كنت بتحضني أنا وماما .... سرى الدفء بعين وجيه ....ليت حلم الصغيرة يتحقق .....ورغم كل شيء فأن غضبه من ليلى ډفن مؤقت برؤية الطفلة ..... تسللت ليلى بعد نفاد صبرها عبر الممر ....لتجد بثينة تسير متجهة لغرفة المنظفات وهي تمسح
 

تم نسخ الرابط