في مكتبة الجامعة

موقع أيام نيوز


واعلنت الخبر.....انتفضت ليلى من فراشها وهي ترتجف بشدة والذعر الذي استوطن قلبها من معرفة أحدا بالأمر..... هرعت خارج الغرفة واستندت بيدها على السلم وهي تنظر لوجيه الذي يقف بثقة عالية جانب والدها رغم نظرة الحزن بعينيه .....قال الجد وهو يجلس وينظر للواقفين أمامه _ الرأي رأيك يا عبد العزيز...طالما موافق وبنتك موافقة...أنا كمان هوافق ..... ابتلعت ليلى مرارة كادت ټقتلها ....ومسحت عينيها من الدموع وتظاهرت بقوة كانت آخر بقايا القوة بها ....وهبطت الدرجات بساقيها الواهنتان ...... حتى شعر وجيه بخطوات تأتي من خلفه ......استدار وعينيه وقفت على عينيها الثابته أمامه كأنها تتحرك بزر كهربائي !! أو كأنها انسان آلي أمامه !! وقفت ليلى ونظرت لهم جميعا ببطء ثم قالت _ أنا موافقة على صالح يا جدي....مش هتجوز غيره اشتد الحزن بعين وجيه وهو يتطلع بها في خذلان .....اقترب والدها لها بنظرات غاضبة وهتف بها _ يعني كنت بتكدبي عليا أنا كمان ! أنا مش مصدق اللي بسمعه منك ! قال وجيه بحزن يطوف بمقلتيه طوف النظر وكأنه لا يصدق قولها أو يريد التأكد منه _ أنا جيت أطلبك من جدك ....جيت لحد هنا .....!! صړخت ليلى وكأنها وجدت شيء تتظاهر به لتصرخ وتخرج ما بداخلها _ وأنا مش عايزاك....أبعد عني...وانساني !! التمعت عينيه وجيه وكأنه يبكي سرا ....أو يكتم الدموع من خداعه والغدر به ....ومن لعبة وقع بها بمنتهى السذاجة والغباء من فتاة استهترت بمشاعره !! خطواته كانت سريعة للخارج حتى أختفى عن ناظريها .....اجهشت ليلى بالبكاء واقترب منها والدها معنفا حتى قالت پقهر _ هو ذنبه في اللي حصل ....يتحمل غلط غيره ليه ! مش هقدر أشوف نظرته ليا بعد ما يعرف ...حتى لو كنت مظلومة..... هو مالوش ذنب أني ضيعت... ضيق ابيها عينيه في رعدة ...ونظر لها بشك وهو يقترب منها ويقول _ تقصدي ايه ! أنطقي ....... وقعت ليلى بإغماء ....ظلت فيه لدقائق كثيرة ....وعندما استيقظت كان والدها بجانبها يبك بصمت ......نظر لها وهو يمرر يده على رأسها بنظرة منكسرة وأسفة _ أنا اللي سيبتك للمچرم ده .....سامحيني يابنتي .....أنا روحتله وكنت هقتله بس فلت مني ومكتوبله يعيش... بس مش هسيبه أبن ال...... قالت ليلى پقهر _ هتجوزه.... أن كان نصيبي كده هحاول أعيش....ومحدش يعايرك ولا يذلك ..... هز عبد العزيز رأسه بموافقة وقال بنظرة بها شيء آخر _ اتجوزيه ....بس مش هتفضلي على ذمته كتير.... وأنا مش هسيب طاري مهما حصل ...... بكت ليلى پألم...... ومرت الأيام ثقيلة ..بطيئة ...ټنزف الألم بكل لحظة....حتى أتى يوم الزفاف وصدمت أنها لا زالت عذراء !! نهض صالح من فراشه بنفس الطريقة وهو يضحك عاليا ويقول _ مفاجأة مش كده ! كدبة صغيرة ...بس أنت كنت في السليم .....عرفتي يعني ايه أني لما بعوز حاجة باخدها ! تداركت ليلى الصدمة ولم تشعر الا وهي تنهض وترتدي ملابس أكثر حشمة وتركض لغرفة والدها وتخبره ..... وقف عبد العزيز أمامها پصدمة ولكن صدمة جعلت من احساسه بالعاړ يشفى ويندمل ...وبترت الكسره فيه ...قال بعدم تصديق _ يعني مقربش منك ولا أذاكي ! اومال ايه اللي قولتيهولي ! دخلت ليلى بنوبة بكاء شديدة _ هو فاكر أني كده ممكن اسامحه أو اعتبره جوزي بس مستحيل ....أنا من النهاردة لو حاول يقربلي ھموت نفسي ..... قال لها أبيها بتحذير _ طالما مافيش حاجة تكسرك قدام أي حد أنا معاك....وبرضو هاخد طاري منه ...كشف الحقيقة مش معناها أني نسيت أنه خدعنا ....ومش هقدر أغفرله خططته عشان يقنعك وانه...... لم يستطع الاب قول المزيد ولكن الأهم أن شرفه لم يدنس واقتلع رقبته من تحت أقدام العاړ ...... عادت ليلة بالذاكرة مرة أخرى وهي تضم صغيرتها بغرفة المشفى.... عشرة سنوات كانت تحارب حتى تتخلص من ذاك المچرم....ولم يستطع الاقتراب منها الا مرات قليلة وذلك رغما عنها وبعدما استخدم المواد المخدرة كي تغيب عن الوعي ..... وصدمت بأحد الأيام أنها تحمل جنين بداخلها ....في ظل مرات كثيرة للطلاق وكان يلجأ لسجنها بداخل المنزل ..... کرهت حتى جنينها منه ....وعندما ولدت الطفلة كأنها تعاقب مرة أخرى بمرور الطفلة في خضم الأهمال الطبي بالمشفى رغم أنها خاصة ! وتم وضع الطفلة التي ولدت وزن ناقص عن الطبيعي تحت نسبة أكسجين عالية.....فأصابها تتسم أكسجيني لا رجاء للشفاء منه وادى إلى فقدانها البصر..... وفي خلال تلك السنوات عشر...اكتشفت ما هو أبشع وكان يخص شقيقتها ....... دق باب غرفة المشفى ودلفت بثينة قائلة بهمس ونظرة تحذيرية _ يلا يا ليلى ...البريك خلص ....قومي عشان عنايات لو جاتلك هتسمعك كلام زفت .... تركت ليلى صغيرتها ومسحت عينيها من الدموع ...... مر ثلاثة أيام بعد تلك الليلة الحافلة بالأحزان ...... وبأمسية اليوم الثالث .......في منزل عائلة الزيان ..... وبعدما تم عقد القران احتفل الشباب بالحفلة العائلية الصغيرة ....وانتشروا بين الجمع ..... بينما تعلقت جيهان بيد وجيه برداء سهرتها المطرز بأناقة وفخامة....وعيني وجيه تنظر بثبات كانه يحاول يصدق حقا ما يحدث !! وبدلا أن يسكن الفرح نظراته سكن الألم والحزن الصامت....قالت جيهان له بسعادة ظاهرة جليا بابتسامتها الواسعة _ ولاد أخواتك دمهم خفيف بشكل مش طبيعي ! لم يرد وجيه بأي لمحة فتمسكت جيهان أكثر بذراعيه قائلة بمحبة _ أنا مش مصدقة أننا رجعنا لبعض !! حلم جميل واتحقق ... لو كانت بهذه السعادة لمجرد تحقيق حلم جميل على حد تعبيرها ...فما كانت نسبة سعادته لو كانت ليلى هي من عقد عليها هذه الليلة ! انتبهت جيهان لنظراته الشاردة الحزينة ...وصمته الذي لاحظه الجميه فقالت بضيق _ وجيه لو سمحت....الناس بدأت تاخد بالها ....كأنك في عزا مش في فرحك ! لو كانت تشك فإذن هي غبية لا ترى.....هو حقا في عزاء هذه الليلة....في رثاء لشيء دفنه بداخله رغما عنه .... قال برنة تتألم بصوته _ جيهان ....أنا أعترفتلك أني بحاول انساها ...وخيرتك ...وانت أخترتي تبقي ....يبقى مالوش لازمة كتر الاسئلة !! أخذت جيهان تنهيدة عميقة وقالت بموافقة _ مش هسألك ...وهصبر عليك....هقف جانبك لحد ما تنساها..... ارفقت جملتها بصوت أكثر نغومة وكأنها تعطي له لافته أنها ستستخدم أنوثتها في ذلك ....وان قررت ذلك دون أن تستخدم ذكائها أيضا ستكن حقا غبية .... مجرد أنثى جميلة فقط ....تظن بغباء أن الجمال وحده كاف لنسيان رجل امرأة يعشقها حتى الجنون ...... لكان فتيات الليل أوفر حظا لو كان هذا المبدأ ينطبق على كافة الرجال ...... ضحك جاسر ضحكة عالية وهو يتحدث مع بوسي التي أتت بدعوة خاصة منه _ نتقابل تاني لما ارجع من مهمة القافلة دي .....بس أنت عملتي مع الأطفال ايه ! اجابت بوسي بابتسامة راضية
تعرف يا جاسر ...كتير نصحوني أغير أسلوب حياتي .....كنت بتعامل بتريقة.....لما شوفت اللي عمله يوسف حسيت اد ايه أنا تافهة .....من
 

تم نسخ الرابط