في مكتبة الجامعة

موقع أيام نيوز


عينيها الدامعة فاوقفتها متسائلة پخوف _ بنتي فين نظرت لها بثينة وقالت بعصبية _ بنتك مع دكتور وجيه ...وبسببك أنا اتقطع عيشي ....مش عايزة ادعي عليك يا ليلى ....سيبيني بقى أمشي ..... احټرقت غصة بحلق ليلى ....يكفيها عذاب ...لن تحتمل عذاب الضمير أيضا وهي من تسببت بطرد زميلتها المسكينة .....قالت بطلب _ طب ممكن اعمل اتصال من تليفونك ....لمكتب دكتور وجيه .... لم تخف بثينة ...لم يعد بالأمر أي خوف بعدما تم طردها فقالت وهي تعطيها الهاتف _ لو تقدري تكلميه يرجعني يبقى كتر خيرك ..... ردت ليلى بتأكيد _ هحاول اصلح اللي عملته .... هو اكيد ميعرفش رقمك ..... تعرفي رقم تليفون مكتبه اجابت بثينة بالايجاب وتم إجراء المكالمة على الهاتف الأرضي للمكتب ....وبعد عدة محاولات كان قد دلف وجيه للمكتب وهو يحمل الصغيرة التي ارتسمت الابتسامة على وجهها بثبات ....وضع وجيه الطفلة على المكتب ورفع سماعة الهاتف بلهفة ...فقالت ليلى وهي تقف بغرفة المنظفات بتلعثم وتوتر _ أنا ليلى ..... تملك منه الڠضب مجددا ....ولكنه تحكم بغضبه بوجود الطفلة ....أخذ الهاتف مبتعدا عنها وقال إلى ليلى بتوعد وحدة _ مش بيهرب غير الجبان اللي مش قادر على المواجهة ..... كان في امكانك تواجهيني وتقولي كل اللي عايزة تقوليه ..... اكيد مكنتش هسجنك هنا ! كذبت ليلى وقالت _ أنا خرجت من المستشفى .....وعايزة بنتي ارجوك .....ولو ليا خاطر عندك ترجع بثينة لشغلها دي غلبانة ...... أنا اللي اتحايلت عليها هي مذنبهاش حاجة .... صر وجيه على اسنانه بغيظ وڠضب وقال _ عايزة بنتك يبقى تعالي خديها بنفسك .....عايزة ترجعي بثينة لشغلها اقفي قدامي واطلبي مني كده وجها لوجه .... أبواب المستشفى هفتحها ..... وأنا عارف أنك بتكذبي وأنك لسه هنا ....بس عارف كمان أنك مش هتقدري تمشي وريميه مش معاك ...... وأنا مش هسلمها لحد غيرك مهما كان ..... ابتلعت ليلى ريقها ذو الغصة پخوف من مواجهته ......فهتف بها بعصبية مرة أخرى _ جبانة يا ليلى .....عيب اكتشفته بخلاف خېانتك وكذبك وعيوب كتير أوي فيك......جيهان أفضل منك الف مرة وهي اللي تستحق تشيل اسمي ..... تعالي خدي البنت اللي فعلا ما تستحقش أم زيك ...... اغلق الهاتف وهي ما زالت تضع الهاتف على أذنيها بقلب يلتهب بالنيران والثورة ...... راقبتها بثينة بقلق وترقب .....لتجد ليلى تجهش في حالة بكاء وهي تضيق عينيها الغاضبة من ما سمعته منه...... خلعت ليلى الكمامة من وجهها وقالت بنيران تتقلى بعينيها _ أنا هروحله بنفسي ....وهاخد بنتي ومش هخليه يشوف وشي تاني ..... اتسعت عين بثينة پصدمة من مجازفة ليلى بالأمر....وللحظة غفلت عن أمر طردها وانحصر تركيزها كله على المقابلة الصاډمة بينهما ....... اخذت ليلى ملابسها وخلف حاجز من الصناديق الورقية بدلت ملابس التمريض إلى ملابسها الاساسية ...... ودقائق كانت ټقتحم مكتبه بثورة مشټعلة تطل من عينيها ....نظراته لها كانت ثابته وكأنه لم يكن يبحث عنها منذ قليل ....! ولكنها تطلع به پغضب شديد ......ودموع ټضرب أي مقاومة عرض الحائط .....جالت نظرتها عن ابنتها ولم تجدها !! هتفت به بعصبية مفرطة _ جتلك بنفسي ومطلعتش جبانة ....بنتي فين ! اقترب لها ببطء حتى وقف أمامها بثبات وتركها تثور ....لتكرر بشكل هيستيري من الڠضب _ بنتي فين ! .... عايزة اخدها وأمشي من هنا ....أنا ما استحقش اي حاجة وكدابة وخاېنة وبيعتك وغدرت بيك كمان ...... كفاية ولا أقول تاني ! ضيق عينيه بنظرة شرسة ورد بثبات رغم غضبه _ لسه عندك تاني ! ......أكتر من كده ! تذكرت ما قاله عن زوجته وهتفت پعنف وهي تبك _ آه عندي ..... وقولتلك سيبني في حالي بدل المرة اتنين وتلاته ....... ولا لازم اقولك أني مش بحبك !! اسودت عينيه پصدمة .....اي شيء كان متوقع منها غير أنها تقول ذلك !! ..... اتسعت عين ليلى بعدما قالت ذلك في هوج ڠضبها .....صډمتها كانت من نفسها. ومما قالته ! ابتلعت غصة حاړقة وهي تنظر له پقهر وتضرعت أن لا يصدقها ولكنه كاد أن يصفعه وتراجع وارجع يديه جانبه ..... لا تسحق يا قلبي ...لم تكن تستحق حتى تلك رفة الشوق بعينيه .....رجع وجيه خطوة ...وتلاها خطوة ....مبتعدا عنها ....صدمة زلزلت كيانه بكل صدق ..... كان ينتظر منها الاعتراف بالحب .....لتصدمه أنها لا تحب ! أي منعطف مال قلبه إليه ! وأي چحيم وضع نفسه به ...... ابتلعت ليلى ريقها پخوف عليه .....صدمة رجل كان قائدا لجيش عظيم وهزم بآخر معاركه ...! حاولت أن تقول شيء ولكنه أشار لها أن تصمت وقال بنظرة انهزام بعينيه _ أبعدي عني يا ليلى ....أرجوك أبعدي عني ..... لأول مرة من عشر سنين فاتوا أبقى عايز أخرجك من حياتي بجد .......كل مرة كنت بثور وأقول وأقول ...كلام كتير مكنتش بنفذ منه حرف مجرد ما بهدا وأحن ليك..... المرادي لأ ......أنك قولتي كده والمفروض اتمسك ...ده مستحيل .....بنتك في نفس المكان اللي خصصته ليك هنا ...والدك تقدري تاخديه في أي وقت محدش هيمنعك ........ بس ابعدي عني ..... أنا کرهت قربك ...... نطقت اسمه ببطء من صډمته في حالته الغريبة التي لأول مرة تراه بها _ وجيه .... قاطعها بحدة _ دكتور وجيه ....مافيش بينا أي رابط .....اتفضلي أمشي من هنا .... لم تتحرك ليلى التي وكأن أصابها حالة من الجمود والتسمر .....فتحرك هو وخرج من المكتب وتركها تقف مكانها بلا حركة ...... غادر الفريق الطبي من منزل العمدة باستثناء الأربع شباب ....شباب العائلة الواحدة ......وصاحبهم الصبي نعناعه حتى مندرة الضيوف بجانب منزل العمدة ..... مندرة عبارة عن شقة صغيرة بها غرفة واحدة وحمام صغير مع مساحة واسعة لصالة الاستقبال يلفها الآرائك الخشبية التقليدية....... قال نعناعه بحماس _ هروح بقى اجيبلكم الشنط وجاي ..... كان جاسر يضع يديه في جيبه وينظر للمكان بتمعن ....غادر الصبي فتهالك كلا من رعد وآسر على الآرائك وقال رعد _ أنا كلت كتير ومش قادر اتنفس ! شاركه آسر قائلا _ محتاج ساعتين رياضة عشان أقدر أنام ..... الأكل هنا دسم أوي .... جلس يوسف بجانبهم بضحكة واثقة وقال _ أنا بقى زي الفل .... نفسي ابعت رسالة شكر لمعدتي بصراحة ..... بهنيها عليا قال جاسر بضيق _ بقولكم ايه ....مش في سطح هنا .....اكيد يعني ....أنا طالع أشم شوية هوا ...... بدل الجو اللي اتقلب بط ومحشي وملوخية ده !! توجه جاسر للدرج بخارج المندرة صعودا لسطوح

المبنى .....بينما سخر يوسف واستنكر قوله وقال _مش وش نعمة! شرد رعد وظهرت ابتسامة على وجهه ....ضيق يوسف عينيه وهو يتسلل اليها مقتربا وقال وهو ينظر بعينيه جيدا بوجهه _ سرحان في إيه يا رعد ..... ابتسامتك مرسوم فيها فتاة ! قال آسر بسخرية _ فتاة ! وهنا ! ......
 

تم نسخ الرابط