في مكتبة الجامعة

موقع أيام نيوز


الفظة خلفها اعتذرا وأعذار ..... وبثنايا كلمة أذهبي الف تكرار يقول اقتربي .... اغتربي عن عنادك وكوني لي ...أنت لي ... تجمعت في مقدمة أفكاره فكرة واحدة فقط .....بعدها يحدث ما يحدث .....قال بشرر يتطاير من عينيه وبهدوء ما قبل العاصفة _ ابعتيلي أمن المستشفى حالا .... تعجبت عنايات من هذا الأمر ولكن ما بيدها سوى التنفيذ ...ليس من مهامها المناقشة .....هزت رأسها بالتاكيد وذهبت ....تركت على حالته الغامضة بالنسبة إليها ..... ضړب وجيه قبضتيه الأثنان على المكتب بغلظة وحدة ....ضړبة احدثت صوت مسموع للخارج .....ثم تمتم بتوعد عڼيف _ مش هسيبك تمشي بالسهولة دي يا ليلى ... مش هستنى عشر سنين تاني عشان نتقابل .... المرة اللي فاتت أنت اخترتي ...لكن المرادي أنا اللي هختار ..... رفع سماعة هاتف المكتب واتصل بالهاتف الداخلي بقسم العناية المركزة ....حتى أجاب أحد أطباء العناية ....سأله وجيه عن والد ليلى فأجاب الطبيب إجابة جعلت وجيه يتنفس قليلا ....والدها لا زال بالمشفى ...إذن ستأتي حتما لملاقته ...أو لأخذه ..... انتهى الأتصال وهو يبرم خطة سريعة ...يعرف أنها ستكن حديث المشفى ولكن لا يهم ....اللعڼة على الأفواه التي لا تتحدث غير بشأن الآخرين ....لا يهمه الجميع ....هي فقط بعد دقائق دخل لمكتبه أثنان من الحرس ....انتقلت نظرة وجيه عليهما في عجالة وقال بأمر _ انتوا الأتنين مطلوب منكم حراسة قسم العناية في الدور التالت ....مافيش مريض يطلع غير بأذني وموافقتي .... نظر الرجال لبعضهما في تعجب ولكن فعلا مثل عنايات ولم يناقشا الأمر ...تردد وجيه في قول هذا ولكن لابد أن يراقب الدخول أيضا _ في مريض اسمه عبد العزيز صادق ...لو حد جه يشوفه أو حد من قرايبه سأل عنه لازم أعرف في وقتها وإلا انتوا عارفين هيحصل إيه .... هز الرجلان رؤوسهما في موافقة ثم غادرا لمهمتهما الجديدة .....نظر وجيه بثبات أمامه في شرود حتى رفع مرفقيه على المكتب ووضع رأسه على ضمة يديه في حزن وضيق شديد ..... يعترف الآن بكل صدق .....أنه لا يستطيع غير أن يحبها أكثر ....الآن فقط يعترف أنه لم يكرهها لحظة حتى عندما عذبته ..... أي لعڼة وضعته بها ليصبح مهووسا بها هكذا .....!! كان الفندق على فخامته وموقعه الراقي بأحياء القاهرة لم يروح على قلبها المكدود ....ولم يرفه عنها ولو لحظة واحدة .... تصبح الفخامة ضبابية النظرة عندما يكون القلب مثقل بالهموم والآلام .... هدأت الصغيرة بعض الشيء ...وليس الهدوء الذي جعلها تغفو مثلما كانت تغفو بالمشفى ! قالت ريميه بصوت يلوح بالحزن والدموع _ ماما ..... عايزة اروح عند جدو عزيز ...... استخدمت الصغيرة الاسم المختصر لوالد ليلى ....وعلمت ليلى أن خلف حديثها رغبتها القوية والغريبة بالعودة إلى وجيه ! يبدو أن قلب ابنتها مثل قلبها تماما ...! سيطر عليها قرب هذا الرجل ولو كان حب الصغيرة حب طفلة لرجل تريد ببراءة أن يصبح أبيها وتغفو على عاطفته ودعمه! ولكنها هي .... تريده كرجل ...حبيب لم يرأف بقلبها ....ولم يترك لحبيب آخر مساحة دخول بالقلب... تنهدت ليلى بهموم طلت بعينيها لامعة .....وأجابت على ابنتها _ هوديكي لجدو قريب أوي .... عشان خاطري ما تعيطيش تاني بقى ..... لم تبدي الصغيرة أي اجابة ...كأنها تشك بما تقوله أمها ...صمتت بعبوس يملأ وجهها ...وعينين تلتمع كعين هرة رضيعة مختبئة بجسد أمها ..... كانت إشارات جهاز القلب تؤكد أن حالة المړيض ليست جيدة تماما ..... وقف وجيه أمام السرير الطبي بغرفة العناية لمريض في غيبوبة منذ مجيئه إلى هنا ..... لا يذكر لهذا الرجل إلا الخير .....كان يدعم ابنته بقرارها ولكنها خذلت الجميع بقرارها الصاډم ..... انحنى وجيه بالقرب من والد ليلى وقال بصوت خاڤت ورغم ذلك خرج من حلقه كأنه ېهدد ويتوعد _ اكيد في السنين اللي فاتت دي كلها عرفت حاجات كتير ....عرفت هي وافقت ليه تتجوز أبن عمها فجأة .....عرفت اللي لحد دلوقتي أنا مش قادر أوصله ....أنا متأكد أن ليلى مخبية حاجة .... قوم وقولي الحقيقة ...قولي أنها مظلومة .... قولي اللي حصل ..... يمكن أنت طرف الخيط اللي بدور عليه ومكنتش شايفه ..... ظهرت مرارة بعين وجيه وهو يقول بحزن _ أنا لحد دلوقتي بحبها .... لو عرفت انها مظلومة هحميها من الدنيا بحالها بس مش قادر أعرف اللي حصل ! وهي مش عايزة تتكلم ...... نظر وجيه للرجل النائم بنظرة رجاء وأضاف _ لما جيتلك من عشر سنين وفهمتني قرار جدها ساعتها كنت مستعد أقف قدام الدنيا بحالها عشانها ..... لكن اټصدمت بقرارها وأنها وافقت ! لحد دلوقتي مش قادر اقتنع أنها وافقت برضاها ! ....لحد ما اتقابلنا تاني ...نفس الشغف ...نفس المحبة واللهفة ....ونفس كل حاجة حسيتها زمان يمكن دلوقتي الأمر زاد....! واستطرد وتملكه القوة وهو يقبض على يد الرجل الغائب عن الحركة _ قوم عشان بنتك ....هي مش هتتكلم ...ليلى هربت مني تاني ...اكيد أنت سامعني ....أنت فاهم يعني ايه هي دلوقتي لوحدها هي وريميه ! أنا بحاول أتجنب التفكير في ده بكل طاقتي وقوتي عشان ما اتجننش ! انتبه وجيه لخطوات طبيب العناية تقترب إليه فأستقام معتدلا بوقفته وتبدل وجهه للثبات مرة أخرى ....وقف الطبيب بجانبه وقال بغموض _ المړيض ده ماله يا دكتور ! حضرتك بلغتني من فترة أني ارفض قرار خروجه ...ودلوقتي موصي أن مافيش مريض يخرج من هنا ....بس حاسس أن الموضوع يخص المړيض ده برضو ! تنهفس وجيه بحدة ونظر للطبيب قائلا بنبرة تحذير _ شوف شغلك يا دكتور .....وبس ! توجه إلى باب الخروج دون إضافة كلمة أخرى ....نظر له الطبيب بغرابة ثم نظر للرجل المدد بعدة اسئلة فضولية .....كاد أن يغادر عندما وجد يد الرجل بها أصبع الأبهام يهتز قليلا .....ثبت الطبيب نظره على اليد جيدا فلم يجد أي حركة ...! اعتقد أنه يتوهم أو ربما حركة عصبية باليد .....صرف انتباهه على بقية المرضى الآخرين باليوم التالي ..... اضطر الشباب الأربعة المبيت بالخيمة نظرا لإكتفاء الآسرة المجهزة للفريق ..... ربما لأن العدد في الأساس كان محدد وضابطا حتى زاد أثنين من أطباء الأطفال بآخر الوقت ...لذلك لم يصل الخبر قبل أن يصل الفريق الطبي للقرية .... غفا الشباب على المقاعد طيلة الليل .....استيقظ يوسف بكسل في تمام الساعة الثامنة صباحا وهو يتثاءب ويفرد ذراعيه على وسعهما ....ثم قال _ أنا معرفتش أنام خالص ....نومة الكراسي دي عاملة زي اكلة المكرونة اللي مش جنبها مخلل شطة ! رد عليه رعد ولا زالت عينيه مغمضتان _ أنت مدخل الأكل حتى

في النوم ! ..... أنت في البطاطس والله ! دندن يوسف وهو ينهض مبتسما متجها ناحية الطاولة المفترش عليها الفطائر اللذيذة _ الأكل جميل ...جميل الأكل ....الاكل جميل ...وله بهارات .... صمت فجأة متسع العينين عندما
 

تم نسخ الرابط