في مكتبة الجامعة

موقع أيام نيوز


أتى الهواء رطب بارد لهذا المساء .....محمل بنذير شتاء ممطر يحوم بالغيوم ...... دخل وجيه لمكتبه أخيرا بعدما انشغل طيلة نهار اليوم بالعمل ...بدا عليه الأرهاق .....وقف أمام مكتبه وهو يضع بعض الأوراق ويرتبها..... ويتلهف لرؤية من أرسل في مجيئها حتى يتحدث معها بأمرا ما كان قد قرره بخصوص ابديل عملها لعمل آخر..... دخلت بعده بدقائق جيهان ....وبيدها طبق كبير بع كوب عصير وبعض السندوتشات السريعة ......قالت مبتسمة وهي تضع الطبق على المكتب _ ما اتغديتش خالص النهاردة ! ....بس أنا ما نسيتكش .....جبتلك الغدا لحد هنا على ما نرجع البيت ..... جاملها بابتسامة سريعة وقال _ مش بتغدا مرتين ...خلينا لما نرجع البيت أحسن .....عشان ناكل كلنا مع بعض .....وما اسيبش بابا يتعشا لوحده .... اقتربت منه جيهان بنظرة متدللة وقالت بنعومة _ بس ده حاجة بسيطة مش هتشبعك .....طب أشرب حتى العصير ! رفض وجيه بهدوء فأقتربت منه أكثر ووضعت يديها على كتفيه بنظراتها المتمايلة مكر ....وابتسامة تظهر ما بعينيها ....وكانت جريئة في الخطوة التالية حتى دقت على الباب ليلى بخفوت ثم فتحت الباب ..... كانت لهفتها هي أيضا في رؤيته أكثر من أن تنتظر تسمع صوته يسمح لها بالدخول .....ليتها ما تسرعت .... كان وجيه يتذكر جيدا أمر ليلى .....ترك جيهان تفعل ما يحلو لها ....لم يعرف لما أراد بقوة أن يرى رد فعل ليلى ....سيظهر على وجهها وعينيها تحديدا ....أن كانت ستشعر بالحرج لمجرد مقاطعة انفراد زوجين ...أم أنها ستتألم لرؤية رجل تحبه مع امرأة أخرى بموقف شاعري تسمرت ليلى بمكانها واهتز قلبها ڠضبا وألم ....ابعدت عينيها في اللحظة التالية بعدما رأته .....وبالأخص عندما قصد أن يرفع يديه ويضم زوجته اليه ...حقها وحقه....لم يفعلا شيء محرم واذ كان المكان غير مناسب بالتأكيد ..... ماذا تفعل هنا غير تلقي الاھانة والألم ! هكذا هتفت بقلبها الأحمق ..... اغلقت الغرفة سريعا ثم اسرعت باكية الى ابنتها ...كأنها تلجأ إليها لتحتمي ببراءتها عن الكون ..... ابتعد وجيه عن جيهان وانتبهت الأخرى لحركة الباب ونظرت له قائلة بحيرة وكأنها لا تعرف انها ليلى _ مين اللي فتح الباب وقفله ....! رد وجيه وهو ينظر للباب بنظرة عميقة _ مخدتش بالي ..... ابتسمت وتظاهرت بالخجل منه ثم قالت _ طب هسيبك تخلص الشغل ...أنا في مكتبي ...ماتنساش العصير ..... خرجت من المكتب وتوجهت لمكتبها .... وفعل وجيه ذلك أيضا.....توجه للمكان الذي يعرف أنها ستذهب إليه ....غرفة الصغيرة ...... ربتت ليلى على رأس صغيرتها التي قاربت على الدخول بغفوة ....سقطت دموعها صامته دون آنين .....كي لا تزعج صغيرتها .....حتى اقتحم وجيه الغرفة فوجدها تجلس على الفراش بجانب الصغيرة الممددة وشبه نائمة.... صوت فتح الباب هلع قلبها ونهضت من مكانها بقوة...وفتحت الصغيرة عينيها وهي تعتدل .... صوت أنفاسه اكد ظنونها ...أنه هو ....رفعت يدها لتمسح عينيها سريعا قبل أن يراهما .....فأقترب إليها قائلا بصوت حاد وكأنه يعرف أنها تبك _ ممكن افهم سبب دموعك ! .... ابتلعت ريقها المر بقوة وكم ودت لو تصرخ بوجه ...ولكن بأي حق ! استجنمعت قوتها واستدار له وقد مسحت عينيها _ مكنتش بعيط !! كانت الصغيرة تبتسم له ....مرر يده على رأسها بحنان ليطمئنها أنه يتذكرها ..... ثم اتجه الى ليلى وقال بنظرة ماكرة _ آه واضح ....في حاجة كنت هتكلم معاك فيها لما بعتلك ....بس أنت مشيتي .... تعالى الڠضب بداخلها من رنة كلماته ....التي تقصد إيذاء مشاعرها وكبريائها ......قالت بانفعال _ كنت عايزني أقف مكاني !! .... أجاب بهدوء وهو ينظر للصغيرة ريميه الذي عادت لتغفو وتمددت على الفراش واسفل الأغطية ...قال بغموض _ مكانك كان ممكن جدا يبقى مكانها ....بس أنت اللي أخترتي .... هنا سقطت دموع ليلى وهتفت به باكية _ وأنت بتقصد تعمل كده قدامي ! نفى وجيه الأمر وقال بصدق _ مقصدتش ....الصدف هي اللي بتقصد تظهر اللي بتخبيه ..... وعموما خلينا في الموضوع المهم ..... قاطعته ليلى باعتراض _ مافيش بينا مواضيع ....لو سمحت خليك فاكر ده ! نظر لها بعصبية وقال بتحذير _ وماتنسيش أني خيرتك وأخترتي تنفذي أوامري ! قاطعهم صوت دخول عنايا لغرفة ليلى وهي تطلق صوتها پغضب ولم تدرك أن وجيه بالداخل .....هتفت فور دخولها _ هو انا بقى شغالة عندك ولا ايه يا زفته أنت ! نظرت ليلى إلى وجيه الذي استدار ونظر لعنايات بنظرة شرسة اوقفت الكلمات بحلقها .....يبدو أنها عندما نفذت أوامر جيهان كانت تدق مسمار طردها من هنا ......انتفضت الصغيرة بخضة من فراشها ....ربتت امها عليها ختى تهدأ وردت ليلى عليها بنظرة عاتبة الى وجيه _ لأ أنا اللي بشتغل هنا ... مرت ليلى من أمامه وخرجت من الغرفة ....اتجه وجيه ناحية عنايات التي شحب وجهها بتوجس منه حتى قال بحذر والڠضب كالمطر العڼيف بعينيه _ لو سمعتك بتغلطي فيها تاني اعتبري نفسك مطرودة من هنا ومحدش هيقدر يرجعك ..... ده أول وآخر تحذير ليك ...... هزت عنايات رأسها بالموافقة وعينيها يملأها القلق والخۏف ....لم تدرك أن تمسك وجيه بتلك الفتاة سيكن صاډم وشرس لهذا الحد !! لم تتوجه ليلى إلى عملها بل إلى مكتب جيهان التي يبدو انها كانت تنتظرها ....بعدما خمنت شعورها الآن ....نظرت جيهان المبتسمة كانت منتصرة بخفاء ....قالت بلطف _ تعالي يا ليلى....واقفلي الباب وراك .... اغلقت ليلى الباب وتحكمت بدموعها اخيرا ثم اقتربت إلى مكتب جيهان قائلة _ أنا موافقة على العرض اللي قدمتيه ليا ..... نهضت جيهان من مقعدها وقالت بتنهيدة ارتياح _ أنا رتبت كل شيء ...ما تستغربيش ...تليفون بسيط مني كفاية يفتحلك أبواب كتير .....حجزتلك اوضة في فندق لمدة أسبوع على ما الشركة ترتب موضوع الشقة ده .....شغلك حتى اتحجز وتقدري من بكرة تبدأي فيه .....والدك بقا مش هينفع يتنقل على طول لأن دكتور العناية لما سألته رفض يتنقل ....الموضوع هياخد وقت بس هخلصه ما تقلقيش ..... صدمت ليلى من السرعة الفائقة التي رتبت بها جيهان كل شيء !! قالت بدهشة _ بالسرعة دي ! ابتسمت جيهان لها وقالت بثقة _ أنا قولتلك ما تستغربيش .....الشركة اللي هتروحيها لصديق قديم جدا لوالدي ....أنا وصيت عليك أوي....هتشوفي بنفسك الاستقبال وهترتاحي في الشغل.... هتمشي النهاردة بليل من المستشفى بعد ما أنا ووجيه نمشي.... لو رجعتي هنا يا ليلى أنا مش همنعك بس ااكدلك أنك مش هترتاحي لحظة واحدة ..... وطبعا أنا مش غبية عشان اسيب دليل ورايا أني كنت ورا شغلك .....يعني ما تحاوليش تفكري حتى أنك توقعيني ....... تأكدت ليلى من ټهديدها الخفي فيكفي أمر

عنايات ليجعلها تتأكد ......قالت _ أنا مش في دماغي أني اوقعك ....ولو عايزة مكنتش هطلب أمشي .... ووجودي هنا اكتر من كده عارفة أنه هيضايقك ومش هيريحك......الأفضل أبعد .... اخفت جيهان
 

تم نسخ الرابط