في مكتبة الجامعة
ابنتها ...واقتربت لها حتى اعتدلت الصغيرة من جديد ...ضمتها ليلى وهي تبك بقوة ولم تستطع تفسير بكائها بأي كلمة ! ......سوى أنها تردد على دعوة صغيرتها التي لم تجرأ على التفوه بها ....ولكن الله استمع لأنين قلبها ....ودموعها .....وما كانت تخشى قوله والقلب صړخ به ..... وفي الصباح .....ودع وجيه وزوجته جيهان والجد رشدي الشباب الأربعة وهم يحملون حقائبهم للسيارة التابعة للقافلة ...... قالت جيهان وهى ترى الشباب يبتعدون أمامها _ أظن أنت النهاردة عندك أجازة لحد العشا ! قال وجيه ووجهه لا يعبر عن أي شيء _ لأ ....في شغل كتير مستنيني مش هقدر أأجله .....دلوقتي من بليل مش هتفرق كتير.... قالت دون أعتراض _ خلاص هاجي معاك .....باي يا بابا أشارت لوالد وجيه الذي هز رأسه بابتسامة بسيطة ...... ثم اختفت ابتسامته وهو يراقب ابنه وجيهالذي يبتعد الى سيارته وكأنه يريد الهرب من الجميع ...! وبالمشفى ...... كان استقبال الجميع لوجيه بعد معرفتهم بالزفاف حافلا....فقرروا أن يحتفلوا بالفعل وااوا بحلوى كبيرة وارغموا وجيه أن يقطعها لقطع ويده بيد زوجته چيهان ...... تم ذلك بالفعل حتى أتت منى قائلة له بمباركة ونظرة عميقة _ الف مبروك يا دكتور ....على فكرة رميه سألت عنك كتير أوي ...صعبت عليا من كتر سؤالها عنك ..... ومن وقت ما أكلتها آخر مرة وهي مش عايزة تاكل غير من ايدك ....! شعر وجيه بغصة في قلبه ....يقسم أن هذا الصغيرة أخذت حيز في قلبه ولم يشعر كيف حدث ذلك ! أخذ طبق فارغ ونظم فيه عدة قطع من الحلوى وهو يسأل الممرضة منى _ هي فين ! في أوضتها ! نفت منى الأمر وقالت _ لأ ..... من كتر عياطها امها خدتها للجنينة عشان تسكت ..... هز وجيه رأسه بتفهم وتحرك مبتعدا عن جيهان التي انشغلت بالمباركات والتهنئة .....أو يظنها انشغلت ! تنهدت ليلى بضيق وهي ترى ابنتها ترفض الطعام وقالت _ يا حبيبتي ....تعالي بقى عشان ااكلك أنت مكلتيش من امبارح غير مرة واحدة بس ! هزت الطفلة رأسها وقالت بتصميم _ لأ ....لما يجي الشاطر وجيه هيأكلني ..... صاحت فيها ليلى بعصبية _ ما تتكلميش كده تاني ومالكيش دعوة بيه وما تسأليش عليه تاني ! امتلأت عين الطفلة بالدموع وقالت وهي على شفير البكاء _ حلمت بيه تاني وكنت بقوله يابابا .....يارب يارب يبقى بابا عشان ما يسبنيش تاني وأنت تزعقيلي كده ...... تأسفت ليلى وهي تضم أبنتها وبكت رغما عنها وهي تعتذر وتقبل رأسها ......حتى انتبهت لصوته ولم تشعر بخطواته وهو يقترب لها مع عصبيتها بالدقائق الماضية ....قال وجيه بنظرة بها دفء غريب _ وحشتيني أوي ..... رفعت ليلى رأسها له بدهشة ....كانت سمعت أنه سيأتي ليلا وليس الآن ! ابعدت عينيها عن نظرته الثابته عليها ولم تستطع وقف دموعها ......ابتسمت ريميه وكأنها نالت دمى كبيرة ورددت بهمس _ بابا وجيه اعتقدت ليلى أنه سيغضب أو على الأقل لم يرحب بالأمر ولكنها رأت نظرته الحنونة على صغيرتها وقال _ أحلى من الشاطر وجيه ..... قوليها دايما ...... تنهد بعمق وقال _ قالولي أنك مش عايزة تاكلي .... هتاكلي من ايدي ولا أمشي هزت الصغيرة رأسها بابتسامة واسعة فقطع وجيه قطعة صغيرة من الحلوى بمعلقة صغيرة وقربها لفمها الطفلة فأبتلعتها في شهية....وتلاها قطعة أخرى ..... والقطعة الثالثة لم يوجهها لفم الصغيرة ...بل وجهها الى ليلى....وتجمدت من لافتته مع نظرته الغامضة....هز رأسه كي تبتلعها فنظرت له في تعجب وحيرة ....... قلبي_وعيناك_والأيام رحاب_إبراهيم_حسن
لحظة اشتياق....وحنين ...وحب ...كنه رجل ليس يسيرا عليه أن يحب ! أضاف بشيء أخبرها أنه صادق _ اقتنعت بجملة .... أترك الشيء الذي تريده