في مكتبة الجامعة
اسمي منين ! يبدو من ارتباكها أنها لم تفكر جيدا وتربط الأمور فاتسعت ابتسامته وأجاب _ ركزي أنا قولت صاحبتك جت وأعتذرتلي يبقى عرفت منين ! ابتلعت ريقها بارتباك شديد وعادت لتنهي باقة الورد من يدها وأخيرا أنتهت بعد دقائق وأخذتها إليه ظهر بعينيه بعض الضيق لسرعتها وقال _ جميلة أوي ابتعدت بعينيها بارتباك حتى قال وعادت لملامحه الابتسامة _ أقصد الورد أجابت بتلعثم ونظرتها تتهرب بحياء _ الحمد لله أنها عجبتك _ جدا نطق بتلك الكلمة ببطء ولمحة تأكيد ولا يعقل أن تلك الباقة البسيطة تجعله يبدو هكذا وعينيه تلتمع كأنه وجد ضالته أو شيء كان يبحث عنه طويلا قال _ هي الكتب دي للبيع ولا خاصة بالمكان هنا بس أشار لديوان الشعر الذي كان يقرأ منه منذ قليل نظرت ليلى للمكتبه وقالت وهي تكافح كي لا يظهر عليها الارتباك التي تشعر به واكتفت قائلة _ للبيع بس مافيش غير نسخة واحدة غير النسخة اللي قدامك دي هز رأسه برضاء وقال _ تمام عايز النسخة التانية مضت ليلى اتجاه المكتبة وحررت ابتسامة خبأتها من عينيه ثم أخذت النسخة الاخيرة من الكتاب ورسمت الجدية على وجهها مرة أخرى وهي تلتفت وتعود إليه سألها ثمن باقة الزهور والنسختين من الكتاب أخبرته مع بعض التعجب أنه سيأخذ النسختين !! وكي لا يشعرها بالحرج أكثر من ذلك وضع المبلغ بين أوراق نسخة الكتاب التي أتت به وقدمه لها قائلا _ أنت بتحبي الشعر زيي أعتبريها هدية كان وداعه ابتسامة وهو يأخذ النسخة التي كانت تقرأ فيها وباقة الزهور وقفت متجمدة للحظات من الدهشة انعقدت الكلمات بحلقها فجأة وحتى لو أرادت الرفض فأنه لم يترك لها فرصة ! أختفى من أمامها
________________________________________
گ الحلم السريع أخذت المبلغ ووضعته بخزينة الطاولة ثم قررت المغادرة يكفي تلك الدقائق لليوم وضعت الكتاب بحقيبتها بابتسامة حالمة فرحة لفرحة قلبها لربيع الحب التي تتمناه القلوب لفارسها الأسمر ومر أكثر من عشرة أيام بعد ذلك لم تر حتى طيفه ! لم يهجر ذهنها ولو دلدقيقة ! كانت تنتظر ظهوره كل لحظة ولكنه لم يظهر ! أجترت بالحديث مع صديقتها سلمى فعلمت أنه يأتي للجامعة گ المعتاد ! إذن ما الحال ! التلاعب شيء يتقنه شباب اليوم بحرافية وتنخدع الفتيات بسهولة ابتلعت ليلى غصة مريرة بحلقها وعند مساء اليوم العاشر من أختفائه اغلقت الباب الجرار للمحل وسقطت عينيها دمعة من الخذلان أو بالأصح من غبائها وسذاجتها ! وهي ابنة الخمسة وعشرون عام كان لابد أن تتخلى عن شعور المراهقة هذا ! وتكن أنضج من ذلك ! هطلت السماء بالمطر پعنف نظرت حولها بملابسها المبتلة من ماء المطر ولم تر أي سيارات أجرة بالطريق ! يبدو الطريق خال تماما تنهدت بخنق وهم ثقيل يملأ رئتيها وقلبها والرؤية أمامها كئيبة وضبابية أشتدت الرياح بقوة وهوت على الأرض المفاتيح التي غفلت أن تضعها بحقيبتها فأنحنت لتلتقطها لترى فجأة قدمين طويلتان ببنطال أسود استقامت ببطء وهي ترفع رأسها حتى تسمرت عينيها أمام عينيه المبتسمة !! يقف بمعطفه الأسود الجلدي وبأحد يديه مظلة مطر كبيرة حفظتهما من قطرات الشتاء كيف يفعل بها هذا كيف ! وكيف للبعض أن يأخذ منا بهجة الحياة وتعود فقط عندما يعود ! لاحظ أن عينيها حمراء ببريق دموع وطيف عتاب لم يفصح بالحديث أي كلمة ! قال بابتسامته المطمئنة الهادئة وبصدق _ جيت عشانك كلمتان طمسا أيام من الغياب ! ماذا أيضا ! لفت يدها حولها واجتاحتها برودة شديدة ورجفة تسربت لكافة أنحاء جسدها ورغم كل شيء ولكنها أرادت ان تبتسم من نفسها ! كأنهما على موعد وتأخر لبعض الوقت ! قالت برجفة ورغبة جامحة بالركض من أمامه ورغبة أقوى بالركض إليه _ بعد أذنك تحركت خطوتين مبتعدة عنه فأوقفها بصوت قوي _ ليلى أنا بحبك تجمدت گ الثلج ووقفت مكانها جف ريقها تقريبا حتى أقترب تلك الخطوتين وقال بابتسامة دافئة _ أنا عارف أنك هتستغربي إيه الجديد أنا نفسي مستغرب بس هو احساسي وأنا عارف نفسي ٣٣سنة أظن مش معقول ما ابقاش لسه مش عارف أنا عايز إيه ! نطقت بالكاد وهي تبتلع ريقها بقوة _ عايز إيه امتلأت عينيه بالدفء وقال _ عايزك أنت يا ليلى بأسرع وقت عايز اقابل أهلك أنا عرفت عنك كل حاجة في الكام يوم اللي فاتوا ما نستكيش لحظة ابتسمت وامتلات عينيها بالدموع وسرى دفء بقلبها من فقط كلمات ولكنها أغلى الكلمات لقلبها ! شعرت بيد رقيقة توضع على كتفها فأنتفضت ليلى من غفوتها التائهة وهي جالسة بالمسجد وقد تذكرت أجمل ما مر عليها من ذكريات وللذكريات بقية ! نظرت لها الممرضة منى وقالت _ تعالي معايا لقيتلك أوضة فاضية وبعيد عن أوض المرضى تقدري تباتي فيها نظرت لها ليلى للحظات حتى تستوعب ما تقوله الممرضة بعد شن الذكريات حملة حنين على قلبها وخاطرها تعجبت ! سألت مرارا عن الأمر وقبلت بالنفي التام لماذا الآن ! انتبهت لصغيرتها وهي ترتجف قدميها اسفل الغطاء الخفيف المدثرة به مع العجوز قالت بموافقة دون أن تفكر ما خلف الأمر _ جاية معاك حملت أبنتها الصغيرة وهي تكاد تفقد الوعي من شدة الدوار الشديد برأسها كان يحتاج لبعض الهدوء بعد هذه الكوكبة من المشاعر والحنين المقاتل بالبقاء يعرف أنها ستدرك أنه خلف ما سيحدث لها منذ اليوم كم يريد الاڼتقام منها والأخطر أنه يريدها هي أكثر من أي شيء وللآن يحاول أن يبعد كلا الاختياران عنه أتى بمكتبه طبيب شاب يرتدي نظارة طبية سميكة تقليدي المظهر ورغم ما يحمله من وسامة ولكنه يهمل مظهره لدرجة كبيرة تنحنح أمجد وقال بتهذيب _ ممكن اتكلم مع حضرتك شوية يا دكتور أشار له وجيه بالجلوس وادرك عن أي شيء سيتحدث د أمجد فبدأ أمجد الحديث بتلعثم يشبه خجل الفتيات المراهقات _ أنا عارف أن خلاص أقصد يعني الموضوع اللي كلمتك عنه واتناقشنا وكان أنتهى لما الحب يجعلنا مثابرين لهذه الدرجة التي تكاد تجعلنا نحط من كرامتنا ! لم يتعجب فهو يعلم جيدا خطړ أن يحب رجل بمنتهى الصدق ! أجاب على الطبيب الشاب بهدوء _ سمر بتعتبرني أخوها الكبير يا أمجد لما اتكلمت معاها عنك واديتها فرصة تفكر أختارت د محمود خطيبها وهيتجوزوا قريب أظن مافيش داعي اتكلم معاها تاني ! ظهر الحزن على وجه أمجد لدرجة لم يكن وجيه يتخيلها حتى قال ونبرة الألم تشتعل مع كلماته _ وأنا كمان بعتبر حضرتك أخ ليا أنا متأكد أني أكتر واحد هيحافظ عليها وهيصونها هيحبها من كل قلبه بس هي موهومة للأسف هز وجيه رأسه وفهم مقصد أمجد فقال _ د محمود أكبر من سمر ب١٦ سنة تقريبا أو يمكن أكتر حاولت أفهمها كده أن ممكن جدا يكون ميلها ليه لأفتقادها والدها من