في مكتبة الجامعة

موقع أيام نيوز


رغما وقالت بصدق _ لو تعرف اللي أقصده يمكن مكنتش فكرت تعاقبني ! أطرقت رأسها للأسفل وهي تمسح عينيها من الدموع ....ف رقت نبرته فجأة وقال _ كتر الكدب بيوصل الانسان أنه بيبقى نفسه يصدق حد معين....وخاېف يصدقه ....لا عارف يقسى ...ولا يرجع بطبيعته معاه !! دقت كلمات صالح بعقلها ....اغمضت ليلى عينيها بقوة كي تبعدها .....يبدو أن وجيه من بين جميع قسوته ينتظر بادرة منها ليقترب !! قالت مقاطعة _ طب بعد أذنك يا دكتور....دكتور عفاف قالتلي ما تتأخريش .... نظر لها بغيظ وعصبية ثم هتف بها _ طب أبقي قوليلي تغيرلك مقاس اليونيفورم ده ....!! تعجبت ليلى منه وتسائلت وهي تنظر لنفسها _ ليه ماله ! صر على أسنانه بحدة وصاح بحدة _ ضيق .... اتسعت عين ليلى بدهشة .....لم يكن المقاس بالضيق أبدا ....ولم يكن بالفضفاض أيضا ولكنه مناسب تماما ولا يبدو فيه شيء ملفت للأنتباه !! أحمرت وجنتيها بحياء وخرجت من المكتب دون حتى أن تستأذن منه ...... في إحد النوادي الليلية .... جلس الرباعي الشباب من عائلة الزيان حول طاولة في قاعة يضج فيها كثير من الأضواء المتراقصة ..... قال يوسف بضحكة ساخرة _ عندي أحساس أنه كباريه ! رد رعد بسخرية وهو يضع ساق على ساق بثقة _ حاسس مش متأكد ! نفخ آسر بعصبية وهو ينظر حوله بنظرة ضائقة وقال _ أنا جيت بس عشان أخد بالي منكوا ....حاسس أن الليلة دي مش هتعدي على خير ..... نظر جاسر لهم وقال بغيظ _ جاتكوا الهم...عيلة كئيبة !! أزاي حد فرفوش زيي يبقى قريب من ٣أكئب من بعض !! سومه رعد بنظرة ماكرة وقال _ كنت عايز بوسي هي اللي قريبتك صح ! اشار له جاسر بتحذير _ كنت خنقتها بإيديا ..... ليه أنت شايفني إيه قال يوسف وهو ينظر لاتجاه آخر _ طرابيزة.... ضحك رعد وآسر بينها هتف جاسر بعصبية وهو يمنع نفسه أن يلكمه في صدره _ طولة لسان مش عايز !! صحح يوسف وقال وهو يشير للطاولة المتحركة التي تثبت عليها حلوى عيد الميلاد وتقترب بيد النادل لنصف القاعة ....وقال _ يابني أنا بتكلم عن الطرابيزة اللي عليها التورته .....هناك أهيه .... خطفت قلبي بفانليتها ....بالكيوي المدفون حواليها ....بالمانجا المترصصة بالراحة على طبقة الكريمة ..... كاد جاسر أن يرد عليه حتى أتت فتاة برداء ڤاضح قصير رغم برودة الطقس فهمس يوسف بدهشة بأذن رعد _ إيه ده هي مش سقعانة ليه ! أنا سقعان ۏجعان !! أجاب رعد بهمس _ يابني البنات قدام اي فستان حلو بينسوا أننا في أيام الشتوية ....خليك أنت في المهلبية اللي في دماغك..... رحبت بهم الفتاة التي تدعى بوسي وقالت لجاسر بدلال _ أحلى عيد ميلاد مر عليا ..... عشان أنت موجود معايا يا جسورة .... ضحك يوسف عاليا ولم يستطع أخفاء ضحكته _ اتبسط من جسورة !! عامل علينا بس الشبح وأنت كوكو واوا خالص !! بالكاد كبت آسر ضحكته من حديث يوسف حتى رمق جاسر شقيقه يوسف بنظرة عڼيفة تنذر بالضړب لاحقا... قال يوسف وهو يضع يده على فمه _ خلاص مش هتكلم ....أنا جاي أكل وبس...... جذبت بوسي يد جاسر بقوة وشجعت الثلاثي أن يتبعوها لمنتصف القاعة .....وبعد دقائق أظلمت القاعة وهمس بوسي لجاسر _ ۏلع الشمع يا بيبي عشان يبدأ الأحتفال .... أخذ جاسر القداحة من يدها في الظلام وأشعلها....ولكن الجميع تفاجئ بأختفاء التورته .......! وعلى نور القداحة وأنظار الجميع بذهول ...همس رعد بضحكة مكبوته _ يوسف ... هز آسر رأسه بضحكة وتأكيد _ يوسف .... __________________________ 

الفصل_الثامن .... اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي وأنا عبدك لمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله بيديك والشړ ليس إليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك. صل على النبي 3مرات لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات ... كيد النساء... تفاجئ الجميع بأختفاء جزء كبير من تورته عيد الميلاد والذي به اسم بوسي منقوش بالحلوى ..... ضيق جاسر عينيه وهو يدمدم متلفظ الشتائم .... فهو يعرف من يستطع فعل ذلك ! ابتسمت بوسي بمرح وهي تضع يدها على فمها ثم قالت لجاسر بضحكة خافته _ يوسف أخوك قالي قبل ما نقفل الاضاءة هاخد حته من التورته وهيطلع الجنينة بس هو خدها كلها تقريبا !! تعصب جاسر من الأمر وتحرك اتجاه الحديقة فتوجست بوسي من عصبيته .... لم يكن اختفاء الحلوى بتلك الاهمية بالنسبة لها وبالأخص أن الفاعل شقيق هذا الطبيب الوسيم التي ظلت تحوم حوله لأشهر حتى صادقته .... أنشغل الجميع بالضحكات والهمهمات بينما ركضا آسر ورعد خلف جاسر لكي يصدوه عن أي عڼف يقدم عليه اتجاه أصغرهم....يوسف قسم يوسف الحلوى لأكثر من ثمانية قطع وهو يستند على سيارته بالخارج ووزعهم على أطفال كان قد انتبه لهم فور وصوله لهنا منذ ساعة تقريبا .....قال بابتسامة واسعة وهو يراهم يأكلون بنهم قطع الحلوى _ لو فضلنا جعانين يا أبطال هاخدكم ونروح على أقرب حلواني نملا المعدة لحد ما نشبع.... كان الأطفال أكبرهم لا يتعدى السبع سنوات ...ملابسهم قديمة بالية .... يستعطفون المارة كي يمدون لهم العون ببضع جنيهات يستطيعون بها أن يسدوا جوعهم لهذا اليوم .....ولكنهم يأخذون الخذلان من قسۏة بعض البشر بدلا من العون رقت نظرة يوسف بابتسامة راضية وهو يراهم مبتسمين بفرحة ويبتلعون الحلوى بشهية عالية ..... خرج جاسر وخلفه أبناء العم الأثنان وتتبعهم بوسي ببعض القلق ...ولكنهم توقفوا أمام النادي الليلي عندما شاهدوا هذا المشهد البسيط الدافئ .... ابتسم رعد بمحبة وقال _ مش بحبه من شوية .... رد عليه آسر بابتسامة واسعة _ هو ده يوسف ... طفل وهيفضل طفل ...بس يارب يفضل جميل كده دايما .... لم تظهر أي تعابير عصبية او حتى رضا عن ما يشاهده ...وبعدما توقف تحرك مجددا إلى يوسف بحركة واسعة ..... انتبه له يوسف وامتلأت عينيه بالقلق .....ليس خوفا ولكن قلق أن بتهور جاسر ويتعصب وبالتالي ستنجرح شعور الأطفال الفقراء ..... تركهم قائلا بابتسامة مطمئنة _ دقيقة وراجعلكم .... هز الاطفال رؤوسهم في موافقة وهو يلعقون أصابعهم الملتصق بها الشيكولاته وكريمة السكر ..... حتى توجه إلى جاسر قائلا بحذر _ استنى ما تزعقش....أنا قولت لبوسي أني هاخد حته من التورته ....! ما المكان مليان خمر وميسر ومكان حرام في حرام بصراحة.....قولت اتصرف أنا بالحلال ... ابتسم جاسر ابتسامة واسعة وهو يهز رأسه ....وقال بابتسامة صادقة _ لأ جدع ... بس تصدق ...أنت اجدع واحد فينا
.... أنا مزاجي اتحسن لما شوفتك مع الاطفال دي..... انت مش كنت عايز
 

تم نسخ الرابط