في مكتبة الجامعة

موقع أيام نيوز


تتعشى هز يوسف رأسه مبتسما وقال بلهفة _ جعان جدا يا شقيق .... ضم جاسر أصبعيه بفمه واطلق صفيرا عاليا للأطفال لينتبهوا له ....ثم هتف قائلا _ تعالوا معانا .... ركض الأطفال له بحماس وتجمعوا حول يوسف فرحين .....فقال جاسر بابتسامة مشجعة _ هنتعشى الأول ....وبعدين ماتش كورة هبهدلكم فيه ... قال يوسف بدهشة _ هنلعب كورة في الشارع .....معقول ! أتى رعد وآسر إليه بضحكات عالية _ يلا يا چو..... بجد هتبقى سهرة تجنن ..... اقتربت منهم بوسي وقد عشقت اتفاقهم ومحبتهم لبعضهم...تمنت لو كانت أحد أفراد هذه العائلة لتنعم بدفء ذلك الرباط والتجمع بينهما... وقالت بحماس _ ماليش دعوة هاجي اتفرج عليكم .... كنت حاسة أنه هيبقى أحلى عيد ميلاد ليا بصراحة .... أشار لهم جاسر أن يستعدوا للذهاب ثم أخذ ثلاثة من الاطفال بسيارته والخمسة الآخرون تقاسهم الشباب الثلاث بسيارتهم تركت بوسي رفقائها بالنادي الليلي وذهبت بسيارتها خلف الشباب للأستعداد لسهرة أخرى اكثر حماسة... خرجت ليلى من غرفة الأنعاش وحاولت أن تطمئن على صحة والدها ولكن حالته لم يحدث بها أي تطور أوتحسن .....أنفاس تدخل وتخرج فقط من هذا الجسد الصامت عن ضوضاء الحياة ..... توجهت بعد ذلك في الممر المؤدي لغرفة رئيسة الممرضات .... لمهام عملها الجديد .... لو ظن وجيه أنه يعاقبها بهذا العمل فقد أخطاء حتما ..... فهذا يبدو جنة مقيمة وهناء بالنسبة لما رآته بالماضي ..... تسع سنوات بالذاكرة جعلت منها حطام..... جلست بعقلها ورفضت مكوث أي مشهد وليدا آت ....! كأنها تعلن أستقلاليتها عن جميع الأفكار والذكريات ! وقفت أمامها فجأة الممرضة منى ونظرت لها بتعجب من أخمص قدميها حتى رأسها ...ثم قالت بأستغراب _ لما قالولي مصدقتش ! .... حتى موضوع القلم اللي ضربتيه لدكتور وجيه خلاني مش شاكة أنك تعرفيه من زمان يا ليلى .... دكتور وجيه لو دكتور عادي هنا كان زمان حكاية القلم دي على لسان اللي يسوى واللي ما يسواش .... بس عند دكتور وجيه والكل بيتخرس محدش يقدر يتكلم عليه ..... تساءلت ليلى كأنها لا تعرف عن طباعه شيء وقالت _ ليه...! ابتسمت منى بسخرية وقالت _ لأن دكتور وجيه له في المستشفى نسبة كبيرة ...يعني اللي يفكر يتكلم عليه نص كلمه يبقى مستغني عن أكل عيشه ...... بس غريبة موضوع شغلك اللي اترتب في ساعة زمن ده !! قالت ليلى بشبه سخرية هي الأخرى _ مش أنت لسه قايله أن دكتور وجيه ليه نسبة كبيرة في المستشفى ..... مستغربة ليه ! هزت منى رأسها بموافقة وقالت بابتسامة _ عندك حق ...نسيت ..... بس تعرفي أنا فرحت والله ...عشان بنوتك العسل هشوفها على طول ...وكمان أنا حبيتك وشكلنا هنبقى صحاب ....لو أحتجتي أي حاجة أنا موجودة .... وآه قبل ما أنسى ..... الريسة عفاف طبعها شديد خلي بالك منها .... دي ممشيانا بالساعة والدقيقة واللي بيغلط يا ويله منها ..... لم تقلق ليلى من الحديث فقالت منى بفهم وابتسامة ماكرة _ ماشي نسيت تاني..... أنت مسنودة وليك واسطة ...ومش أي واسطة يابنت الآيه ..... الله يسهله .... ضمت ليلى حاجبيها في عبوس وضيق ...يبدو أن امر عملها سيثير الشكوك حول علاقتها ب وجيه لم تستطع قطع الألسنة....ولن تستطع دحض الظنون..... فأي شيء ستستطع إنكاره وهو بالفعل حقيقي !! هي تحبه .... وأن اخمدت هذا الحب لسنوات كي لا تشعر بخندق الذنب ېخنقها .... ولكنها الآن أقلا تستطع التفوه لنفسها بأنها لا زالت تحبه ...... بينما هو غارق تماما بتلك القصة القديمة .... تعرف أنه باقي على العهد .... قالت بعصبية _ دكتور وجيه كان أستاذ صاحبتي في الجامعة.....أظن ده كفاية يوضحلك معرفتي بيه !! نظرت لها منى بأسف وقالت _ أنت زعلتي ولا إيه أنا مش اقصد والله .... خلاص أسفة ما تزعليش ...خلينا في شغلنا .... وعند كلامي ...لو أحتاجتي شيء تعاليلي ..... تنفست ليلى بعصبية ...لم تكن تلك النوبة من العصبية من الممرضة منى.... عصبيتها هي قناع للخوف والقلق من الآت ....خوفا عليه ...وعلى أبيها ...وعلى أبنتها ....! وأخيرا نفسها ..... من ذلك المچرم الذي يخافل صفة اسمه !! صالح !! وهو أكثر فاسد رأته أو سمعت عنه حتى ! تركتها منى بالممر وذهبت لوجهتها.....وتابعت ليلى سيرها حتى غرفة رئيسة الممرضات ..... بالغرفة....... وقفت ليلى أمام مكتب عفاف التي رفعت للتو نظارة طبية على عينيها ....نظرت المرأة جيدا ل ليلى وتعجبت من ما أمرها به دكتور وجيه منذ دقيقتين....فقالت بشيء من العصبية _ هسلمك يونيفورم تاني .... واحدة من زمايلك هتدهولك...هتلبسيه وتستلمي شغلك دلوقتي ..... أنت وعنايات وبثينة مستلمين الدور ده كله ... هتعرفي منهم كل التفاصيل بالضبط أنا مش فاضية للشرح ..... لم ترد ليلى واكتفت بهزة من رأسها بتعابير هادئة.....تساءلت عفاف وهي تنظر لبعض الأوراق _ أنت معاك شهادات إيه قالت ليلى بثبات _ كلية آثار.... تفاجئت السيدة ونظرت لها بتعجب ....فقالت _ يعني مالقيتش شغل للدرجادي ! صمتت ليلى ونظرت للمكتب بصمت تام حتى أضافت السيدة سؤال آخر _ طب أنت علاقتك إيه بدكتور وجيه ! يعرفك منين يعني ! صرت ليلى على أسنانها بعصبية ....لم تحب أبدا هذا التطفل والتدخل بأمورها ....ريثما من الغرباء كأمثال منى وهذه السيدة الغليظة الطباع .....قالت بضيق _ كان استاذ صاحبتي في الجامعة....ممكن استلم شغلي بقا! نهضت عفاف من مقعدها پغضب....لم تعتاد أن يتحدث معها أحدا هكذا بل من يعملون هنا تحت رآستها لا ينبث أحدا منهم ببنت شفة أمامها ...! أطرقت على مكتبها بعصبية وقالت بتحذير _ لو اتكلمتي معايا كده تاني اعتبري نفسك مطرودة من هنا....وروحي على شغلك ...لو وصلني أي غلطة منك هتتجازي الضعف عن كل زمايلك .... ومش هيهمني حد .... شعرت ليلى أن هذه الكريهة تشير من بعيد لوجيه ...بما أن هو خلف عملها هنا .... ويملك نسبة بالمشفى أيضا..... ولكن لماذا الكل يخشاه إلا تلك السيدة الخمسينية ! قالت ليلى وتظاهرت بالهدوء وهي _ بعد أذنك .... خرجت من المكتب وتطلعت بها عفاف بعصبية وهي تتمتم بالسباب ...... وقفت ليلى بمنتصف الممر وهي لا تعرف إلى أين تذهب تحديدا .....حتى لمحت أحدى العاملات وهي تحمل علبة بلاستيكة من نوع من المنظفات وتخرج من أحدى غرف المرضى...اسرعت لها ليلى وعرفت عن نفسها .... كانت بثينة على علم بالعاملة الجديدة بينهم ....امرأة ثلاثينية متوسجة الجمال ويبدو من ملامحها هموم الدهر المتراكمة ...قالت بلطف _ تعالي هوديكي لعنايات وهي هتسلمك شغلك يا ليلى .... هي الأقدم هنا ومسؤولة عن الجديد.... رافقتها ليلى حتى غرفة بآخر الطابق ...بجانب مغسلة بعيدة عن الغرف....تحتوي على أدوات النظافة بكامل محتواياتها .... فتحت بثينة
الباب فوجدت السيدة المسماة عنايات تبحث عن شيء وسط كومة من الأقمشة المطوية برف
 

تم نسخ الرابط