في مكتبة الجامعة
دكتور ...فرحان ....سكرة ولدت وقامت بالسلامة ....هسمي العجل على اسمك .... فغر جاسر فاه من الصدمة فدخل يوسف ورعد في نوبة من الضحكات ...جر جاسر الصبي من ياقة ملابسة بغيظ وقال _ أنا عصبي ....أنا إيه قال الصبي بابتسامة واسعة _ أنت عسل يا دكتور ..... ضمھ الصبي بعناق وقال _ وشك حلو على الجاموسة ..... هجيبهالك كل يوم .... سامع صوتها حاسس أنها بتندهلك .... نظر جاسر بذهول للصبي الذي يضم بسعادة ....ولم يستطع غير أن ينظر له پصدمة ...... وفي الخيمة التي وبصعوبة شديدة تم نصبها مرة أخرى .....بدا آسر شديد العصبية وهي يضع الأدوية التي لم يطالها الأڈى بترتيب ......دلف الشباب للخيمة ووجدوه هكذا .....بينما كان جاسر من كثرة غباء الصبي نعناعة تبدل غيظه للمرح ..... قال جاسر وهو يجلس على مقعد وبنظرة خبيثة _ الا قولي يا آسر بيه .....هي لما الخيمة وقعت عليكم حصل ايه ! قال يوسف بسخرية _ هيشرب نسكافيه !! .....هيعمل ايه يعني يا معشوق المواشي رمى جاسر نظرة حذرة ليوسف فصمت الآخر ...وعاد بمكره الى آسر الذي ارتبك فجأة .....وقال _ ايه اللي حصل يعني ! طلعت أنا وهي ! ضيق رعد عينيه بخبث _ وهي ! .....وهي مين بقا ! رد يوسف بتأكيد _ الجاموسة اكيد يا ناصح ! وقف جاسر أمام يوسف وقال محاولا الهدوء _ يوسف ....أنت في عالم ميكي موس ....ياريت ما تدخلش في كلام الكبار ! لوى يوسف شفتيه باستهزاء وقال _ أنت محسسني انكم سلاحف النينجا ! وبعدين أنت بتعايرني عشان بسمع كرتون لحد دلوقتي يعني ! أصر جاسر على أسنانه وكتم غضبه ثم اتجه لآسر قائلا بمكر _ أحكيلي بعدين ...أنا بحب اسمع الحكايات دي .... قال يوسف بضحكة _ أنت موسوعة في الأنحراف .....بكرة نشوف .... نظر له جاسر بثقة وقال بابتسامة ماكرة _أنا عالمي يابني ....صعب أقاوم ...... هز رعد رأسه بتأكيد وقال _ صادق ....الحيوانات نفسها مقدرتش تقاوم يامفتري ! ضحك عليه الشباب وهو يرمقهم بغيظ ..... وبمنزل العمدة ....... كان الفتيات عادوا للمنزل .....وكل واحدة انشغلت بتحضير الطعام ....ولم تسمح واحدة منهم أن تظهر أي شرود عليها ......كل واحدة دخل بحياتها غريب اطلق شرارة متوهجة بقلبها .....رغم حدة لقاء بعضهم ....ولكن هناك شيء قد نبض بالقلب ..... وكان قد عاد أيضا الصبي ومعه الماشية التي أتي بها بعربة خشبية تحملها هي وصغيرها من الوحدة البيطرية...... وارتفعت ضحكاته بالمنزل وهو يروي لهم ما حدث .....ثم يعود يتحرك هنا وهناك لأعداد الوليمة للفريق الطبي ..... دخلت زوجة العمدة وهي امرأة طيبة الخصال ...قالت بمحبة للفتيات _ شدوا حيلكم يابنات.....ربنا يبارك فيكم يارب ....والله انتوا منورين بيت خالكم ....لولاكم لكنت احتست لوحدي دلوقتي وأنا ست كبيرة مابقتش قادرة على الشغل زي زمان ..... نظرت لها حميدة بابتسامة وهي تغسل يديها أسفل صنبور المياه _ البركة فيك يا أمه أمينة ......ما احنا بناتك برضو .... مټخافيش ...الأكل فاضلة شوية صغيرة ويستوي ..... على ما الضيوف يجوا .....بس مين اللي معزوم من الوحدة يا امه أمينة ! أجابت السيدة وقالت بصدق _ والله يابنتي ما أعرف ....هو خالك بيقولي حاجة ! ....كل اللي أعرفه أن في عزومة لضيوف جايين من مصر .....سمعته بيقول كده ...قافلة كده .....مش عارفة ..... قالت سما وقد تبدل حالة مرحها طيلة اليوم للصمت والوجوم _ واحنا مالنا بالضيوف ...ما اللي يجي يجي ...المهم نكرمهم وخلاص .... نظرت رضوى لسما بشك ....اقتربت لها هامسة _ مالك يابت ! ابتلعت سما ريقها الحاف وقالت بنفي _ مافيش .....دماغي واجعني بس شوية ....يمكن من تخريط البصل.... صدقت رضوى اجابتها وانشغلت بتقطيع خضار السلطة ....حتى تذكرت ذاك الغريب وابتسمت برقة وهي تعود ساعات ماضية وكيف كان اللقاء الهادئ.... اجتمع الفريق الطبي وبعض عاملين الوحدة بمندرة منزل العمدة ... في حين قال العمدة _ أنا عرفت أن المكان مكفاش الدكاترة للبيات ......أنا فضيتلكم مندرة الضيوف جنبنا هنا....تقعدوا فيها براحتكم طول ما انتوا هنا .... هي مش كبيرة بس هتاخد العدد اللي فاضل منكم بأذن الله ..... قال رعد بشكر _ الف شكر يا عمدة ....بجد عملت فينا معروف ....الخيمة كانت برد أوي ومكناش هنعرف نشتغل بالشكل ده ..... رد يوسف بموافقة _ خلاص أنا وأخواتي هناخد المندرة نبات فيها .... هو العدد ناقص اتنين في مكان الفريق بس أنا مش بعرف اغيب عنهم بصراحة ....هروح معاهم ..... همس له آسر بغيظ _ اسكت بقا ...هو أنت لازم تحكي مآساتك للقريب والغريب ! ....ايه جو كي جي وان اللي أنت فيه ده !! نظر له يوسف وقال بنرفزة _ مالكش دعوة بيا .... قال العمدة مبتسما ومجيبا على يوسف _ خلاص يا دكتور ....نبعت نجيب الشنط بتاعتكم من الخيمة ..... لم تذهب ليلى للعمل مثلما اتفقت مع جيهان بل انشغل بالها بقلق ووحشة على والدها ....كيف هي هنا وتتركه وحيدا بالمشفى !! وجيهان لم تتصل بها إلى الآن... فكرت كثيرا واحتارت في الأمر ولكن أخيرا قررت الاتصال على رقم بثينة ......أجرت الاتصال من هاتف الغرفة بالفندق وردت الأخرى بعد عدة محاولات _ الو ...! قالت ليلى بتوضيح _ أنا ليلى يا بثينة .....اللي معاك في الشغل .... قاطعتها بثينة بلهفة _ أنت فين يا ليلى الدنيا مقلوبة عليك هنا ! ....لو كنت أعرف أن ده هيحصل مكنتش خليتك تخرجي ...! قالت ليلى بضيق _ عرفت اللي حصل ....طمنيني على أبويا ارجوك .... قالت بثينة بحيرة أن تخبرها أم لا ....فقالت أخيرا _ بصراحة انا سمعت دكتور العناية بيكلم دكتور تاني عن حالة ابوكي والموضوع شكله فيه حاجة ....خصوصا أن كام دكتور جهم شافوا ابوكي النهاردة ...مش عارفة في ايه ! دق قلب ليلى بعذاب....فقالت بثينة _ ارجعي يا ليلى ...مايصحش تسيبي ابوكي لوحده كده ومالوش حد !! ....أفرضي الدكاترة طلبوا شيء مايلاقوش حد جنبه ! ادمعت عين ليلى وقالت _ ڠصب عني مقدرش ارجع صدقيني .....ينفع أشوفه ولو دقيقة واحدة بس ! نظرت بثينة للمر المؤدي لغرف العناية وقالت _ الحرس بياخدوا راحة دقايق بسيطة وبيرجعوا ....وبفضل واقفة على ما بيجوا تاني .....لو قدرتي تدخل المستشفى هدخلك في وقت الراحة بتاعتهم ...... قالت ليلى بقلق _ ربنا يستر ....هحاول ادخل من غير ما حد ياخد باله .....أنا جيالك .... انتهى الاتصال وتعجبت بثينة من الخۏف في العودة للمشفى من جهة ليلى ....! ماذا فعلت لتخاف
الحلقة_الرابعة_عشر اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي وأنا عبدك لمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي