قلوب حائرة

موقع أيام نيوز

كلام غيره...نطقها بتعنت أشعل داخل الآخر مما جعله يهب واقفا من جلسته ثم تحدث بنبرة جاهد في إخراجها بشكل هادئ وهو ينظر إلي عز المغربي مع انحناءة بسيطة دلالة علي توقيره لشخصه 
بعد إذن سعادتك يا باشا
أردف عز المغربي باهتمام 
رايح فين يا كارم
هروح يا أفندمكدة حلو قوي...نطقها بنبرة جادة فتحدثت مليكة كي تهدئ من وطأة غضبه وتلطف الأجواء بينه وبين زوجها بعدما رأت نظرات الحزن والألم ظهرت بينة بعيناي تلك العاشقة الصغيرة 
إنت ليه أخدت كلام ياسين علي إنه جد يا سيادة الرائدياسين بيهزر معاك وبينكشك مش أكتر
أردف بنبرة صارمة وهو يرمقها بنظرات ثاقبة 
المواضيع دي مافيهاش هزار يا مدام
واستطرد بنبرة صارمة 
دي ثوابت عندي وما فيهاش نقاش
الكلام ما يبقاش كدة يا ياسين...نطقها عز بجدية فانطلق كارم بوجه غاضب متجها إلي الخارج بعدما تحدث بنبرة حادة توحي لمدي غضبه 
بعد إذنكم
وقفت أيسل وباتت تتطلع علي والدها بنظرات لائمة حزينة ثم هرولت إلي الدرج وصعدته بسرعة كبيرةأردفت مليكة بصوت لائم 
ليه عملت كدة يا ياسين
واستطردت بنبرة جادة أثارت حنق زوجها
إتصل بيه وقول له إنك موافق علي العشا برة علشان خاطر سيلا
إستشاط داخله من حديثها ثم هتف بنبرة عالية محذرا إياها بسبابته 
مليكةخدي لك ساتر الساعة دي وبلاش تدخلي نفسك في الموضوع ده بالذات علشان ما تسمعيش كلام يزعلك
ثم استطرد باتهام بنبرة أكثر حدة 
ما هو إنت بردوا اللي فضلتي تزني عليا علشان أوافق إنها تروح تتغدي في بيتهوادي النتيجة يا هانم
نطقها بحدة واسترسل راميا كامل اللوم عليها وكأنه وجد بها الشخص الذي سيفرغ به جل ما أصابه من ڠضب جراء طلب كارم الجرئ بالنسبة له
البيه إتجرأ وبقي كل يومين عاوز يخرج معاها وكأنه بقي حق مكتسب ليه
إتسعت عيناها وهي تتطلع إليه باندهاش من الطريقة الحادة التي عاملها بها أمام والداه وطارق والتي ولأول مرة تحدث منذ أن حقق حلمه وتزوج بها
ألقت عليه نظرة لوم قبل أن تنطلق بخطوات متعجلة إلي الخارج في طريقها إلي منزلهازفر بقوة ثم قام بوضع كفه فوق شعره ليسحبه إلي الخلف بطريقة عڼيفة كادت أن تقتلع جذورهمما أوحي إلي ندمه وتعنيفه لحاله
إبتسامة جانبية خرجت من فاه عز الذي أردف بطريقة ساخرة بعدما استشف تكبيت نجله لحاله فور خروج زوجته 
قابل بقي اللي هيجري لك يا باشاقدامك إسبوع بحاله هتشرب فيه جرعة نكد أورجانك
تنهد بضيق في حين تحدث طارق لائما شقيقه 
مالكش حق في الكلام اللي قولته لها يا ياسينإنت أحرجتها قدامنا كلنا
أردفت منال بنبرة تعقلية 
زعل مليكة مقدور عليه يا طارقياسين يبقي يراضيها بعدين
واستطردت بنبرة غاضبة بعدما فاض بها الكيل من أفعال وتعنت نجلها مع زوج حفيدتها الأقرب لقلبها 
خلينا في كارم اللي مشي وهو زعلان والبنت اللي طلعت مقهورة علي اوضتها بسبب أخوك وتحكماته الفاضية
نظر علي والدته ثم
أردف معترضا 
ماما أرجوك
هتفت بحدة وسخط ظهر بعيناها 
بلا ماما بلا باباأنا مش فاهمة إنت بتعمل كل ده ليههو أنت أول واحد بنته تتخطب يا ياسين!
زفر بقوة في حين أردف عز بنبرة جادة بعد صمت أرغم حاله عليه كي يري تصرف نجله إلي أين سيصل به
إتصل بكارم وراضية يا سيادة العميدوحاول تتعود علي وضع بنتك الجديد
واستطرد بنصح وارشاد
وياريت ما تنساش إن كارم يبقي جوزها ومن أبسط حقوقه إنه يخرج معاها لوحدهموإحمد ربنا إن الولد مؤدب وإبن عيلة.
بوجه صارم يختبئ خلفه خجله الذي أصابه بعدما رأي معارضة الجميع له وتأكد من سوء تصرفه ويرجع ذلك إلي حبه وخوفه المبالغ به لصغيرة أبيها التي مهما بلغت من العمر سيضل يراها صغيرته الواجب عليه حمايتها حتي من حالهاأردف بتراجع عن موقفه موجها حديثه الى والده
إتصل بيه حضرتك يا باشا أو خلي طارق يكلمه
إبتسامة محبطة إرتسمت فوق ثغر عز الذي تضايق من وصول والده لذاك المستويأما ياسين فانطلق مسرعا نحو الباب الخارجي ليلحق بتلك التي خرجت بقلب منكسر جراء حدته معها أمامهم
وصل إلى جناحه وجدها تقف بشرفتها ممسكة بسورها الحديدي تنظر أمامها باتجاه البحر ويبدوا علي وجهها الحزن والضيقوقف خلفها ولف ساعداه يحتوي بهما كتفاها ثم همس بجانب أذنها بعدما قرب شفتاه منها
أنا أسف
ثم استطرد بنبرة تحمل الكثير من الندم 
والله أسف
بنبرة حادة وعيناي ثاقبة تنظر أمامها في نقطة اللاشئ أردفت متجاهلة النظر إليه
بقيت بسمع كلمة أسف منك كتير قوي الأيام دي
تنهيدة حارة خرجت من صدر ذاك العاشق وتحدث بنبرة عاقلة 
ما فيش حياة زوجية بتمر من غير مشاكل ولا زعلالمهم إننا نتدارج غلطنا بسرعة ونعتذر عنه 
إحنا عايشين علي الأرض يا مليكة مش في الجنة
تنهدت بهدوء ثم أردفت بنبرة تحمل الكثير من الهموم 
بس أنا زهقت من عصبيتك وتسرعك يا ياسين
لصق شفتاه بأذنها ثم همس بنبرة مٹيرة بعثرت كيان تلك العاشقة في دهاء منه لاستقطاب قلبها الحنون 
ما تنكريش يا قلب ياسين إن بعد كل زعل بينا براضيكي وبنعيش جنون الحب من جديد وكأن حبنا لسة في أوله
إنتفض جسدها بالكامل جراء تلميحاته الجريئة وانقادت خلف نداء قلبها المتيم بعشق ذاك الوسيم فابتسمت مما جعله يضمها بقوة وتحدث بهدوء 
الدنيا كلها بتنور مع إبتسامتك يا قلب ياسين
إبتسمت فتحدث بنبرة حماسية 
إيه رأيك ننزل نتمشي شوية علي البحر
إستدارت بجانب وجهها وتطلعت عليه ثم سألته مستفسرة
ومسك هنعمل معاها إيه
قرب أرنبة أنفه وډفنها داخل عنقها وبات يشتم رائحتها المميزة لديه ثم تحدث ليطمأنها
مسك قاعدة هناك مبسوطة مع جدها وحمزةما أنت عارفة هي بتحبهم ومتعلقة بيهم قد إيه
نظرت إليه بتعمق ثم سألته بنبرة جادة 
وأيسلهتعمل معاها إيه يا ياسن
ضيق عيناه ثم أجابها بنبرة جادة 
هو ليه كلكم شايفيني غلطان ومعنديش قلب وجاحد علي بنتي 
واستطرد متسائلا 
كل ده علشان خاېف وعاوز أحافظ عليها
عقبت باعتراض 
من أيه يا ياسين
علي عجالة أجابها بصرامة 
من نفسها قبل كارم يا مليكةبنتي لسة صغيرة والحب بيضعفمن حقي كأب أخاف عليها من الشيطان ووسوسته لما أسيب لها مطلق الحرية مع جوزها ويختلي بيها
ثم استرسل بنبرة صوت هادئة 
بنتي جمالها فتان ووصلت لكامل انوثتهاوكارم راجل وبتحركه مشاعره ليها وغريزته الذكورية
واستطرد بعيناي تطلق شزرا وكأنه تحول
وأنا مش هسمح بأي تجاوزات تحصل منه في حق بنتي
تنفست بهدوء وباتت تتطلع عليه بنظرات حائرة لتيقنها من حقه المشروع في الخۏف علي صغيرتهأرادت أن تخرجه من حالته تلك فتحدثت وهي تحثه علي المضي للأمام 
طب يلا نتمشي علي البحر ولا رجعت في كلامك
إبتسامة هادئة إرتسمت فوق شفتاه وهو يسحبها من كفها ويتحركا نحو الباب في طريقهما إلي البحر

بنفس التوقيت
داخل حجرة أيسلحيث كانت تجلس فوق مقعدها المجاور لتختها تتحدث عبر هاتفها الجوال مع ذاك الحبيب الذي خرج مسرعا والڠضب يملئ صدرهأردفت بنبرة حنون في محاولة منها لإزاحة الحزن وابعاده عن قلبه 
ممكن علشان خاطري ماتزعلش
بنبرة جادة عقب 
أنا علشان خاطرك مستحمل جبروت سيادة العميد وذلة ليا يا سيلا
ثم أخذ نفسا عميقا واسترسل بما ينم عن مدي ضيقه 
طول عمري وأنا بهرب وبخاف من الحب لأني كنت عارف إنه هيضعفنيوفعلا اللي عملت حسابه لقيته
واستطرد بإبانة 
لولا حبي ليك ما كنتش استحملت تحكمات سيادة العميد فيا لحظة واحدة
وبنبرة خرجت تفيض حنانا وكأنه تحول لأخر
تم نسخ الرابط