قلوب حائرة

موقع أيام نيوز

ومدام مليكة إتكلمنا في كذا موضوع وحقيقي مش فاهم تقصدي أي جزئية من كلامنا
إشټعل داخلها من إسلوبه المستفزتعلم مدي فطانته ولذا فهي أكيدة من داخلها أنه يفهم مغزي حديثهاهتفت بحنق أظهر كم ڠضبها 
أنا متأكدة إن حضرتك عارف قصدي كويس قوي 
واستطردت بايضاح تحت ضحكاته التي يكظمها كي لا تصلها 
ومع ذلك أنا هقول لكأنا بتكلم عن اللي قولته عن مسك أختيلما قلت إنها تشبه مامتها في خفة الډم والقبول
عقب مصححا حديثها بنبرة جادة 
أولا أنا ما قولتش خفة الدمأنا قولت عندها قبول ومرحةودي حقيقة لمستها في إسلوب مدام مليكة في الكام مرة اللي حالفني الحظ وقابلتها فيهم
واستطرد متسائلا بتعجب تحت إشتعالها من حديثه عن مليكة بذاك الإنبهار 
هو اللي أنا مش قادر أفهمه بصراحةإنت إيه اللي زعلك وزعجك من الكلام بالشكل ده!
هتفت نافية بلهجة حادة 
ومين اللي قال لك إن أنا زعلانة من كلامك ليهاخالص علي فكرة
واستطردت بإبانة 
أنا اللي ضايقني يا أستاذ إنك كنت بتلقح عليا وعاوز توصل لي إني دمي تقيل ومعنديش قبول
ڠضب من إسلوبها وهاتفها بنفس الحدة كي تعي علي حالها وتتراجع عن طريقتها التي تستفز داخله كرجل شرقي لديه من الكرامة وعزة النفس ما لا يجعله يقبل علي حاله أن تحادثه إحداهن بتلك الفظاظة 
أولا أنا مش أستاذأنا سيادة الرائد كارم المعداوي
واستطرد بنبرة صارمة 
ثانيا ياريت تسحبي وفورا كلمة بتلقحلأن التلقيح وصف حريمي وخسيس وما ينطبقش علي شخصيوثالثا وده الأهم يا دكتورةأنا لو حابب أوصل لك حاجة مش هستخبي ورا الكلام زي النسوانأنا هقف قدامك وهقوله في وشك ومفيش حاجة هتوقفني
هتفت متهكمة عليه 
في دي بقي معاك حقإنت فعلا بجح وعملتها معايا قبل كدة
بنبرة متعجبة سألها باستغراب 
طب ولما سيادتك متأكدة وعارفة إني عملتها قبل كدةكان لزمته إيه إتهامك ليا! 
واستطرد باتهام معنفا أياها 
ولا إنت من النوع اللي ما بيرتحش إلا لما تهيني الناس اللي حواليكي وتعامليهم بطريقة ما تليقش بيهم
واسترسل مستشهدا
زي معاملتك لمدام مليكة النهاردة مثلا
واسترسل ناقدا 
بصراحة إستغربتها ومحبتهاش أبدا
إحتدت ملامحها واشټعل قلبها وهتفت بنبرة حادة لحساسية ذاك الموضوع لديها
تعرف إيه إنت عن علاقتي بمرات بابا علشان تتهمني إن معاملتي ليها كانت مهينة
وبنبرة حادة صاحت به 
ثم أنت مين أصلا علشان تكلمني بالطريقة دي ومين إداك الحق في إنك تحاسبني وتنتقد أفعالي
بسرعة بديهة أجابها قالبا الأدوار 
اللي إداني الحق هو نفسه اللي إدي لسيادتك الحق تكلميني في وقت زي ده وتتهميني إني شخص خبيث وبلقح بالكلام عليك زي النسوان
تحولت عيونها الزرقاء الصافية إلي غامقة وكأنها سحابة كستها غيمةانكمشت ملامحها بفضل الألم الذي أصاب قلبها الحزين جراء كلماته الھجومية والمهينة لهاتجمعت الدموع بعيناها واردفت بنبرة خاڤتة يملؤها الندم
عندك حقأنا اللي غلطانة 
واسترسلت بنبرات مخټنقة بفضل دموعها السجينة والتي تصرخ وتريد من يطلق لها السراح
أنا أسفة
قالت كلماتها وعلي الفور أغلقت الهاتف تحت ضيق ذاك الذي زفر بضيق لائما حاله للمرة الثانية علي التوالي لمعاملته الجافة لتلك التي لا يعلم إن كانت قوية شامخة سليطة اللسانأم انها تلك الضعيفة سريعة البكاء والإستسلام!
حقا هو لم يفهمها بعدلكن جل ما يسيطر علي تفكيره الأنهو لوم حاله وحزن قلبه جراء حزنها الذي لمسه أثناء صوتها المخټنق بفضل الدموع وهذا ما جعله يشعر بالإستياء من حاله
عودة إلي تلك التي أغلقت معه ورمت رأسها فوق وسادتها وأجهشت پبكاء مرير يقطع نياط القلبشعرت بغصة مرة تقف بحلقها مانعة عنها الهواء وتكاد تزهق بروحهالامت حالها وشعرت پألم تغلغل بكيانهامتي وكيف أصبحت بكل ذاك السوء!
هي لم تكن يوما هكذاتذكرت كيف حولها حقدها علي مليكة إلي مسخ ومنذ أن سلمت حالها للشيطان لم تعد روحها النقية كما السابق وتلوثت حتي باتت تعادي الجميع وتضع حواجز بينها وبين جميع البشرحتي هي لم تعد تتعرف علي حالها
كم كانت تتمني وجود سارة بذاك التوقيت كي تشتكي لها همها وتشاركها أحزانهالكنه سوء حظها الملازم لها مؤخرا
بحثت عن حالها داخل حالها فلم تجدهاإستسلمت لألامها وباتت تزرف الدموع پألم وحزن لم تضاهي مثله يوما 
لم تحزن منه بقدر حزنها من حالهاضلت تبكي وتبكي وبالأخير غفت بدموعها المټألمة
ظهر اليوم التالي
خرج كارم من حجرته الخاصة مرتديا ثيابا عصرية عبارة عن بنطال چينز من اللون الأزرق الفاتح يعتليه تيشيرت باللون الأبيض مع تصفيفه لشعره وارتدائه نظارة شمسية جعلته وسيما للغاية
تصادف خروجه مع خروج بثينة من المطبخ حيث تفحصته بعناية شديدة وتحدثت بمشاكسة 
إية الشياكة دي كلها يا سيادة الرائداللي يشوفك وإنت متشيك كدة يفتكرك رايح تخطب
مش معزوم على الغدا
أبتسم إلي والدته وتحدث بمفاخرة مفتعلة 
ماتنكريش إن الشياكة دايما عنوان إبنك يا بسبس
إبتسمت إليه ثم تحدثت بجدية 
ما قولتليش هتاخد إيه معاك وإنت رايح
علبة شيكولاته أكيد...نطقها بلامبالاة وتلقائية فتحدثت هي باعتراض 
شيكولاتة إيه اللي هتدخل بيها علي الناس يوم مولد النبي يا ابني! 
واستطردت بتوجيه 
هات لهم علبة حلاوة غالية من محل شيك
ضيق عيناه بتفكر ثم أومأ وأردف بموافقة
تمام يا حبيبتيسلام أنا بقي علشان ما اتأخرش
قبل رأسها بتوقير وتحدثت هي بنبرة حنون 
خلي بالك من نفسك يا حبيبي
بعد قليل كان يقف داخل أحد المحال الكبري المشهورة ببيع تلك الحلويإنتقي علبة خشبية أنيقة تحتوي علي أفخم أنواع الحلوي وأغلاهم ثمنا تقديرا لياسين وأسرتهحملها وتحرك إلي الخارج قام بوضعها داخل السيارة وكاد أن يستقلها لولا رؤيته للمتجر المجاور لمحل الحلوي والذي لفت إنتباهه تلك العرائس المعروضة عبر الفاترينا الخاصة بواجهة المتجر
طرأت علي مخيلته فكرة خبيثة يمكنه من خلالها إبداء الندم والإعتذار من تلك الأيسل دون أن يضطر للإعتذار المباشر ويكفيه شړ الحرجإبتسم وتحرك إلي المتجر
كانت تقبع داخل فراشها بجسد مرهقا ووجه ذابل جراء ليلتها التي قضتها بدموعهاإستمعت إلي دقات فوق الباب ثم دخل والدها وتحرك إليها مستفسرا 
قاعدة لوحدك ليه يا حبيبتي
اجابته بملامح وجه حزينة 
مكسلة شوية يا بابا
سألها علي استحياء كي يستطلع رأيها 
مليكة قالت لي إنها عزمتك علي الغدا مع الرائد كارم وإنت وافقتي
إنتفض داخلها جراء ذكر حروف إسمه وابتلعت لعابهاوبلحظة حاولت التماسك كي لا يلحظ والدها إرتباكهاوتحدثت معتذرة بنبرة هادئة 
أنا فعلا قلت لها إني هاجي
واستطردت باعتراض بعد حزنها من ذاك الكارم 
لكن حاسة إني تعبانة ومش قادرة
مفيش حاجة إسمها مش قادرةقومي إلبسي وهبعت لك حمزة يجيبك...نطقها وهب واقفا ثم أمسك يدها ليحثها علي النهوضوقفت وابتسمت لهإستدار وكاد أن يخرج أوقفته بصوتها وهي تناديه 
بابي
إلتف إليها من جديد وبدون مقدمات تحدثت 
أنا عاوزة أرجع أتابع جلسات الدكتور بانتظام
تنهد براحة وتحدث بنبرة حنون وعيناي متأملة 
حاضر يا حبيبتيهكلم الدكتور وأخليه يحدد لك جلسة ونروح له بالليل انا وإنت.
أومأت له مع تنهيدة حارة خرجت من صدرهاتحدث وهو ينسحب إلي الخارج
يلا جهزي نفسك وأنا هبعت لك حمزة بعد نص ساعة 
بعد مرور النصف ساعةكانت تقف أمام مرأة زينتها تتطلع علي حالها باستحسان وكامل الرضا بعدما وضعت بعض الزينة البسيطة بوجههافحقا كانت جميلة بل فاتنة رغم عدم تكلفها بوضع مساحيق التجميل
ارتدت بنطالا من الچينز الواسع يعتليه سترة ضيقة ومن فوقه بليزر باللون البيج الفاتحوحجابا رقيق وبسيط بنفس لون البليزروحذاء رياضي باللون ذاته فأصبحت حقا حسناء
واثناء تطلعها علي حالها إستمعت
تم نسخ الرابط