قلوب حائرة
المحتويات
بغفوة من جديدفحمله ياسين ووضعه ليتوسط التخت وتمدد العاشقان وغفيا بسلام جانب صغيرهما
بعد مرور حوالي إسبوعان أخران
كان ينتظرها خارج البوابة الحديدية للجامعة بعد أن أبلغته عبر الهاتف الجوال أنها بصدد الخروجلاحظ تأخرها فتحرك باتجاه الباب كي يراقب الوضع الداخليبات يبحث متجولا بعيناه عن تلك المتمردة التي بدأت مؤخرا بشغل حيزا ليس بالقليل من تفكيرهوأخيرا وبعد معاناة عثر عليها من بين جموع الطلبةضيق عيناه باستغراب بعدما رأها تقف مقابلة لشاب أنيق يبدو عليه وكأنه بأوائل العقد الثالث من عمره
تعلل بتفوقها وبات يتحدث إليها ويشيد عن حضورها الطاغي اليوم داخل المحاضرةجل هذا فقط للتقرب منها والتعرف عليها أكثر بعد أن نالت إعجابه ورأي أنها من الممكن أن تكون الزوجة المناسبة لإبن رجل الأعمال الشهير وخصوصا بعد علمه بشخص أبيها ومكانة عائلتها المرموقة من حيث الجاه والسلطة والمال
بعد اذنك يا دكتورةياريت تتفضلي معايا علشان كدة هنتأخر علي ميعاد رجوعنا
إرتبكت حين رأته واقفا أمامها بهيأته الخاطفة لأنفاسهاأومأت له وكادت أن تتحرك لولا ذاك المغرور الذي حدثه بنبرة متعالية وهو يشمله بتقليل من قمة رأس إلى أخمص قدمه
ثم رفع قامته واسترسل بغرور
إنت إزاي ټقتحم وقفتنا وإنت شايفها واقفة معايا وبنتكلم
إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فمه وتحدث مقللا من شأنه
أفندم! إنت بتكلمني أنا بالطريقة دي!
عقب دكتور باسم بغرور بعدما استفز من حديث ذاك الكارم
بكلمك بالطريقة دي!يظهر إنك مش عارف إنت بتتكلم مع مين
أنا دكتور باسم عبدالكريمإبن رجل الأعمال الشهير عبدالكريم السيوفي اللي أكيد تعرفه
أجابه كارم بغرور مماثل تحت ذهول أيسل التي تقف بالمتتصف تنظر حائرة إلي هذا تارة وذاك تارة أخري
يظهر إن إنت اللي مش عارف إنت واقف قدام مينومن الأفضل ليك إنك ما تعرفش
ضحك باسم ساخرا وأردف متهكما علي شخص كارم
إلي هنا لم يعد باحتمالها الصمت فتحدثت بنبرة دفاعية عن ذاك الفارس الذي أصبح بين ليلة وضحاها فارس أحلامها التي طالما حلمت به وتمنت رؤياه
من فضلك يا دكتورسيادته بيكون رائد في جهاز المخابرات الحړبية وليه وضعه وكيانه اللي ما ينفعش حضرتك تيجي وتقلل منهم
ڠضبت من إسلوبه الحاد في معاملتها وخاصتا أنه حدث أمام أستاذها الجامعي مما جعل داخلها يحتدم غيظا لكنها فضلت الصمت كي لا تغضبه أكثر بعد ان أصبح يعني لها الكثير
في حين إقترب كارم من ذاك المغرور حتي كاد أن يلتصق به وتحدث متهكما عليه بنظرات تطلق شزرا
إسمعني كويس وإفهم الكلام اللي هقوله لك ده يا إبن
واسترسل محذرا إياه بابتسامة ساخرة
يا أبن رجل الأعمالتبعد عن الدكتورة نهائي وكل علاقتك بيها كأستاذ تكون داخل مقر قاعة المحاضرات
واستطرد بټهديدا صريح
غير كدة هعتبره تعرض لسلامة أمن وتعريض حياة الدكتورة للخطړ وهبتدي أشوف شغلي اللي أنا مكلف بيه
واستكمل بنظرات متوعدة
وربنا يكفيك شړ رجالة المخابرات لما بيقوموا بشغلهم وخصوصا مع الناس اللي ليهم معزة خاصة زي اللي بينا كدة
إبتلع باسل لعابه واتخذ خطوة للخلف كي يستطيع إلتقاط أنفاسه التي حپسها بفضل نظرات ذاك الشرس الفتاكة
إبتسم كارم علي تعبيرات وجه الأخر واسترسل بنبرة ټهديدية
ياريت بعد كدة تحترم نفسك وإنت بتتكلم مع الناس وتبطل تتباهي بفلوس بابيمفهوم الكلام يا شاطر ولا
نطقها بعيناى تحذيرية فأومأ باسم برأسه بعدما ابتلع لعابه من شدة توتره بفضل هيأة كارم الصارمة وملامح وجهه التي توحي بالخطړ
باستحسان مال كارم برأسه بخفة ثم حول رأسه إلي تلك الغاضبة وتحدث بهدوء وهو يشير لها بيده إلي الأمام بعدما استعاد رجولته التي هدرت منذ القليل علي يد ذاك الإمعة
إتفضلي قدامي يا دكتورة
لم ترد الذهاب قبل أن ترد له صڤعتهبحركة إستفزازية نظرت إلي باسم
وتحدثت بابتسامة خاڤتة كناية في كارم
بعد إذن حضرتك يا دكتور
تنفس بانتشاء وشعر ببعض من رد كرامته وتحدث بابتسامة استفزازية وكأنه وجد متنفسا ليتحدي ذاك الصقر بعد هزيمة ساحقة تلقاها علي يداه
إتفضلي يا دكتورة.
تحركت إلي الأمام تحت نظرات ذاك الذي كاد أن يفترسها من شدة غيظه الذي كظمه وبكل برود نظر إلي باسم وأشار بسبابته نحو وجهه ومال بجانب رأسه في حركة تهديديه وكأنه يذكره بما نبهه إليه منذ القليل
بجسد ممشوق تحرك بخطي سريعة لكي يلتحق بتلك التي هرولت إلي الخارج مما يدل علي مدي إستشاطتهالحق بها وضل محاوطا إياها بعيناه وهو يتفقد المكان بعناية فائقة حتي إقتربوا من محل السيارة وقام بتخطيها ليقوم بفتح الباب لها وبالفعل دخلت وألقت بحالها فوق مقعدها بضيق
أغلق لها الباب بحدة أظهرت إستشاطته منها وتحرك للجهة الأخري كي يستقل السيارة وينطلققطع طريقه إبنة خالته التي أتت مسرعة من الداخل كي تلحق به قبل المغادرة وتحدثت إليه بإبتسامة مشرقة
إزيك يا سيادة الرائد
أهلا يا مايان...نطقها بملامح وجه جادة وتحدث منسحبا تحت نظرات أيسل الثاقبة والمراقبة لهما من خلف زجاج نافذة السيارة
معلش يا مايا هبقي أكلمك في التليفون علشان لازم أتحرك حالا
إبتسامة رقيقة إرتسمت علي ثغرها وتحدثت بنبرة حالمة جعلت من قلب أيسل جمرة مشټعلة
أوك يا كارمهستني مكالمتك
أومأ لها واستقل مقعده وانطلق في طريقه إلى الأمام تحت صمت كليهما التام مع نظراتها المشټعلة بعدما رأت ارتياحا فوق ملامحه أجاد صنعه بمهارة عالية كي يوصلها لتلك الحالة وبالفعل حدث ما سعي إليه
كسرت تلك المتهورة حاجز الصمت بينهما وهتفت بنبرة حادة بعدما فقدت صبرها وهي تنتظر هذا الغامض والتي لم تتعرف بعد علي طبعه إلي الأن
ممكن أفهم إيه اللي حضرتك عملته مع الدكتور ده
ثم أنت بأي حق تدخل تجيبني من جوة الجامعة
واسترسلت هاتفة بسخط بنبرة حادة
وبعدين إنت إزاي تسمح لنفسك تتكلم معايا بالطريقة دي وتعلي صوتك عليا قدام دكتور باسم!
بنبرة جادة لملامح وجه مبهمة تحدث إليها
ياريت يا دكتورة توطي نبرة صوتك وإنت بتتكلمي معايا ده أولا
واسترسل بإبانة وهو ينظر أمامه بتركيز دون النظر إليها مما جعلها تغضب
ثانيا دخولي لحضرتك داخل الحرم الجامعي ده من صميم شغليلأن لو تفتكري سعادتك إتصلتي بيا وقولتي إنك خارجة حالا وما خرجتيش
ونظر لها واستطرد بايضاح
ف كان لازم أدخل أأكد علي أمانك اللي أنا مسؤول عنه قدام رؤسائي
نزلت كلماته الحادة علي قلبها الحالم فاوجعته وأكثر ما جعلها تتأثر هو إنهيار احلامها حيث اعتقدت أن استشاطة أعصابه التي حدثت منذ القليل كانت بفضل غيرته عليها والان اڼهارت أحلامها
بنبرة حزينة سألته مستفسرة
وهو ده بقي السبب اللي خلاك تدخل تدور عليا
متابعة القراءة