قلوب حائرة

موقع أيام نيوز

يحتويه وتحدث لطمأنتها رغم قلقه عليها 
إن شاء الله هتعيش وهتبقي كويسة
أومأت بملامح مهمومة والألم يعتصر داخلهاأسندها حتي جلست فوق ذاك المقعد الجانبي وأخرجت الممرضة الصغيرة وتحركت بها إلي ياسين الذي علي الفور تلقفها بلهفة وقربها من صدره وهو ينظر لها بعيناي متشوقة لرؤية كل أنش بوجههاوبرغم حزنه وقلقه عليها إلا أن شعورا هائلا بالإبتهاج قد تغلغل داخله بمجرد رؤيته لوجه صغيرته الناعمة وهو يحملها بين ساعديه
أردف بكلمات خرجت من أعماقه وهو ينظر لوجهها بعيناي حنون
أميرتي النايمةحمدالله علي سلامتك يا عمري
واسترسل متشوقا 
يلا يا حبيبي فتحي عيونك علشان تنوري دنية بابي
إبتسم ثم قربها من حبيبته التي وما أن رأتها حتي شعرت بقشعريرة سرت بكامل جسدهاثبتها هو داخل أحضانها بعدما أخرجت إحدي نهديها لتضع بدايته بفم تلك الصغيرة التي بصعوبة شديدة بدأت بسحب حليب والدتها وبدأت بامتصاصه رويدا رويدا بمساعدة ياسين والممرضةكانت تنظر عليها بحنين
أمسكت كفها الصغير للغاية وقامت بتقبيله وعندها تملكتها مشاعر من نوع خاص تجاة تلك الصغيرةإنه لشعورا هائلا أن يصبح لها فتاة صغيرة ولطالما تمنتهوها هو الأن حلمها قد تحقق ولكن يراودها شعورا مريبا يحدثها ويحثها علي عدم الإفراط بمسرة حضور تلك الجميلة ويوشي لها بوجود إحتمالية خسارتها عن القريب مما جعل داخلها مشتتا وحزين
أخذت الممرضة الصغيرة وأعادتها داخل ذاك الصندوق الزجاجي المعد لتلك الحالاتوقف ساندا إياها باحتواء وباتا ينظران لها وهما يأملان بأن يساعدها الله علي إجتياز تلك المرحلة الصعبة ويتحسن وضعها وتعود معهما إلي منزلهمابصوت حنون همس إليها قائلا بنبرة يملؤها الأمل 
قلبي بيقول لي إنها هتعيشإن شاءالله هتعيش
بتمني أجابته متلهفة
يارب يا ياسينيارب تبقي كويسة وأقدر أخودها في حضڼي 
مال علي وجنتها وقام بوضع قبلة حنون ثم باتا ينظران إليها بقلوب متطلعةفاقا من شرودها علي صوت أنس الذي هلل من خلف الحائط الزجاجي المطل علي ما بداخل الغرفة وكاشفهحيث تحدث مهللا بإغتباط
ماميبابي
نظرت متلهفة علي ذاك الصوت التي تحفظه عن ظهر قلب وبرغم وهنها إلا أن إبتسامة بهجة إعتلت ملامحها لمجرد رؤيتها لأطفالها الثلاث وهم يقفون بجوار جدهم عز الذي أشار لذاك الثنائي من خلف الجدار الزجاجي مما جعلهما يبتسمان ويردا له ترحيبهتعجبت من رؤيتها لمروان وهو يحمل فوق كتفه طفلة صغيرة يبدو علي ملامحها السكون والسعادةلكنها سرعان ما تذكرت ملامح تلك البريئة وكشفت شخصية تلك الليزا التي رأتها لمرة واحدة قبل أن تنقل إلي المشفي
أما ذاك المشاكس فقد إحتدم غيظا فور رؤيته لوالديه وهما يتطلعان بعيناي حنون ونظرات متشوقة علي تلك التي من المؤكد أنها ستكون غريمته الأوليبعيناي متلهفة بات يرفع قامته وجسده لأعلي وهو يتطلع علي تلك الصغيرة التي تقبع داخل صندوقها الزجاجي ليستطيع رؤيتهاوما أن تحقق من النظر إليها ورأي هيأتها المزرية حتي إقشعرت ملامحه وبوجه عابس حدقها بإشمئزاز وتحدث إلي عز الذي يحمله 
يعدي صغيرة ووحشة أوي
ضحك عز علي ذاك الغيور في حين تحدثت الممرضة وهي تشير لكلاهما إلي الباب في إشارة منها لحثهما علي الخروج للحفاظ علي سلامة الأجنة المتواجدين داخل الغرفة
إتفضلوا يا أفندم
بالفعل تحرك ياسين مصطحبا حبيبته وخرجا معا وتحرك مباشرة إلي غرفتها كي تستريح من بذلها لمجهود شاق عليها
ساعدها ياسين علي الإسترخاء فوق التخت حيث جلست وأسندت ظهرها علي الوسائد التي وضعها لها بمساعدة سهيرنظرت لأنس الذي سألها بطفولية 
هي مسك أختي ليه مش هنا معاكي يا ماميليه حابسينها في صندوق قزاز لوحدها
إبتسمت له وأجابه ياسين الذي حمله وأجلسه فوق ساقيه برعاية 
علشان هي لسة صغننة ومحتاجة تكبر شوية جوة الصندوق وبعدها هنجيبها تنام في حضڼ مامي زي ما كان أنوس بينام وهو صغير
تحدث عز إليها بنبرة حنون 
حمدالله علي سلامتك يا بنتي
الله يسلم حضرتك يا عمو...نطقتها بإبتسامة هادئة وتحدثت مستفسرة إلي مروان الذي مازال حاملا الطفلة المتعلقة برقبته ومحاوطة إياها بذراعيها وكأنها تخشي فراره 
دي ليزا يا مروان
وما أن إستمعت تلك البريئة إلي إسمها حتي نظرت علي مليكة وابتسمت لها ببرائة خطفت بها قلب مليكةأجاب مروان والدته بحبور 
آه هي يا ماما
ثم حول بصره إلي تلك الصغيرة وتحدث بالعربية التي يحاول تعليمها إياها وهو يشير بسبابته إلي مليكة 
ليزا دي ماما
ماما...نطقتها مقلدة إياه فابتسم وأومأ لها في حين تحدثت مليكة وهي تشير إليها بإبتسامة حنون
هاي ليزا
هاي ماما...نطقتها بطلاقة فابتسم لها الجميع وتحدثت سهير بنبرة متأثرة لأجل تلك الصغيرة
ربنا يبارك فيك ويجازيك خير إنت وتيتا يا مروان 
أمن عز علي دعائهانظرت مليكة علي ذاك القابع بصمت تام فوق ساقاي جدهحيث كان مربعا ساعدية ناظرا أمامه بملامح وجه مكفهرة ساخطة علي كل ما حولهتحدثت إليه بانزعاج حين رأت تجهم وجهه الغاضب
إيه يا قلبيمالك يا حبيبي!
بتجهم نظر لها ولم ينطق بحرف بل زادت ملامحه حنقافقام والده الذي أجلس أنس فوق مقعدا وتحرك إلي صغيره وحاول حمله من فوق ساقاي جده قائلا
هو حبيبي
زعلان ولا إيه
بملامح وجه حادة أزاح عنه كفه وهتف غاضبا بإعتراض أظهر كم الحزن والغيرة اللذان أصابا داخله
عزو خلاص مش بقي حبيبكإنت سبته نايم لوحده في البيت وجيت نمت مع البنت اليع اللي في الصندوق
إتسعت عيناي عز وقام بإبعاده عن أحضانه قليلا لكي يستطيع النظر داخل عيناه وتحدث متسائلا وهو يرمقه بعيناي عاتبة 
سابك نايم لوحدك إزاي يا ولد! 
وبزيف استطرد لائما 
أومال مين اللي كان واخدك ومنيمك في حضنه طول الليل يا ناكر الجميل إنت!
مط شفتاه وتحدث بطفولية كي يستقطب تعاطف جده الحنون ولا يدع له فرصة بأن يغضب منه ويحرم من دلاله 
إنت حبيب عزو يا جدوأنا زعلان من بابي ومامي اللي قاعدين جنب البنت الۏحشة وسايبين عزو لوحده
ومن جديد ربع ساعديه بحدة ثم مط شفتاه وحول بصره إلي حمزة ورمقه وتلك الليزا بنظرات فتاكة لو خرجت لأشعلت كلاهماثم هتف بحنق كشف عن مدي إشتعاله من ذاك الثنائي
ومروان اللي مش بقي بيشيل عزو أبدا وطول الوقت بيلعب مع البنت اللي شايلها ديوقاعد يأكلها لما خلص لنا كل الأكل
واستطرد پغضب وعيناي مستنكرة 
دي نانا ثريا مش بقت بتلاقي أكل تأكله لعزو وأنوس خلاص
لم يستطع جميع من بالغرفة كظم ضحكاتهم العالية التي أطلقوها بعد إستماعهم إلي حديث ذاك الحانق ووصفه المبالغ بهحتي مليكة التي أمسكت بطنها وتأوهت بفضل الألم التي شعرت به جراء ضحكاتها التي خرجت عنوة عنهاحتي تلك الصغيرة نالها من الضحكات نصيب وباتت تطلقها دون فهمها لما يدور حولها وكأنها عدوي وأصابت الجميع
كان يتناقل النظر بين الجميع وهو يرمقهم بنظرات غاضبة وعيناي تطلق شزرا من حدتهاحمله ياسين عنوة عنه وقام بضمته داخل أحضانه وبدأ يربت عليه ليحتوي ڠضب صغيرهثم تحدث إليه بمداعبة 
هدي أخلاقك يا وحش وماتبقاش قفوش كدة زي أبوك
واسترسل بايضاح ليهدئ من حالة السخط التي تملكت منه 
مش إحنا فهمناك قبل كدة وقلنا لك إن ليزا مش عندها مامي ولازم نهتم بيها كلنا ونلاعبها ونأكلها
بغيرة واضحة هتف معترضا وهو يرمق الصغيرة بنظرات محتدة 
بس هي طول الوقت مش بتلعب ولا بتتكلم غير مع مروان وبس
هتفت سهير معلقة علي النظرات الفتاكة التي يقذفها الصغير علي تلك الليزا
وهتلعب معاك
تم نسخ الرابط