قلوب حائرة
المحتويات
وأنا وعزيزة قربنا نخلص أصلا
نطقت كلماتها وانسحبت إلي الداخل لتركهما بمفرديهماأمسك كأس المشروب وناولها إياه ثم أردف تحت إبتسامته
علي فكرةإنت لازم تكوني فخورة بنفسك لأن ماما حبتك قوي وده نادرا لما بيحصل
ثم استرسل شارحا قصده
ماما من الشخصيات الحذرة جدا في علاقتها مع الناس ومش سهل تحب إنسان وتقربه منهاوده حصل معاك وفي وقت قياسي كمان
طب وهو أنا أي حد بردوا
ثم استطردت بتواضع جديد عليها مما أشعل داخل هذا العاشق
ده كفاية إن كارم باشا المعداوي إختارني من وسط كل بنات الدنيا علشان أكون حبيبته
تنهيدة حارة خرجت من صدره المولع وتحدث بتأكيد وهو يقترب عليها
حبيبتي ومراتي ونور عيوني وأم أولادي إن شاء الله
خلي بالك إحنا في البلكونة
إبتسم وبالفعل إتخذ خطوتان إلي الخلف بعدما وعي علي حالهرفع كأس المشروب وارتشف منه القليل ثم تحدث بصوت مهموم
بدأت أتخنق من تحكمات سيادة العميد في علاقتنا يا أيسل
تنفست بصوت مسموع ثم أردفت في محاولة منها لمراضاته
بنبرة صارمة قاطعها معقبا
أنا جوزك مش خطيبك علشان ېخاف عليك مني بالشكل المبالغ فيه دهمن يوم ما كتبت كتابي عليك وإنت بقيتي عرضي وسمعتك بقت تخصني أكتر ما تخصه
ثم استرسل معترضا بنبرة حادة
والمفروض إنه معاشرني من زمان وعارف مين هو كارم المعداوي ومتأكد من أخلاقي كويس
طب أمال فين الثقة اللي المفروض موجودة بينا أصلا
عقبت بنبرة هادئة كي تمتص غضبه الذي اعتراه وظهر بين فوق ملامح وجهه
يا حبيبي الموضوع مالوش أي علاقة بثقة بابي فيكدي طبيعة شخصيته بعيدا عن مدي وثوقه في أخلاقك من عدمها
تنهد بثقل وتراجعت حدته وهو يحتوي كف يدها الممسك بسور الشرفة قائلا
واسترسل وهو يتعمق بزرقاويتاها
بس أنا نفسي أخرج معاك لوحدنا علشان يكون لينا ذكريات نفتكرها بعدين
ثم استرسل ساخرا
يا مؤمنة ده المرتين اللي خرجناهم من يوم ما كتبنا الكتاب مرة منهم بعت معانا حمزة ومروان والمرة الثانية هو بنفسه اللي جه معانا هو ومدام مليكةوفضل كاتم علي نفسنا طول السهرة
بابي ده ألذ راجل في الدنيا كلها
رفع حاجبه مستنكرا حديثها ثم أردف لائما إياها
لا واللهده الموضوع جاي علي هواك بقي يا أستاذة
ضحكة واسعة خرجت من ثغر تلك السعيدة أنارت وجهها وأسعدت قلب عاشقهاقطعت خلوتهما بثينة حيث تحدثت بإبتسامة
بابا صحي يا كارمهات أيسل وتعالي علشان تشربوا معاه القهوة في الرسيبشن
إنسحب ثلاثتهم إلي الداخل وانضموا لذاك الجالس ثم بات الجميع يتبادلون الاحاديث فيما بينهم وهم يتناولون بعض أصناف الحلوي بجانب المشروبات الباردة والساخنة أيضا
مر اليوم سريعا وقبل أن تتخطي الساعة العاشرة مساءا تحرك كارم مصطحبا جميلته واستقلا السيارة في طريقهما للعودة إلي منزل أبيها لكي
لا يستدعا ڠضب ذاك الغيور علي إبنته
بعد مرور يومان
داخل الشركة التي يعمل بها عمر المغربي
كان يتحرك داخل الرواق في طريقه إلي مكتب مدير الشركة بعد أن استدعاه كي يتحدث معه بأحد الموضوعات الهامة الخاصة بالعملوأثناء سيره وجدها تأتي عليه بالطريق المقابلإنتفض قلبه وارتبك حين إلتقت عيناه بخاصتهالم يعد يدري ما الذي يحدث له مؤخرا عندما يراهاجل ما كان يجول بخاطره بتلك اللحظة هو الهروب والنأي بحاله كما دوما يحدثه به قلبه ودائما يذكره بما حدث معه بالماضي الأليم
إقتربت عليه وبابتسامة ساحرة وعلي غير عادتها أردفت بنبرة خرجت رقيقة رغما عنها
إزيك يا باشمهندس
الحمدلله...نطقها بجمود وأكمل طريقه متخطيا إياها دون تكليف حاله عناء النظر لها بعد أن تهرب من نظرات عيناها وكأنها طوفان يحتمي منه لينجو بروحه من الهلاك المحتم
غصة مرة وقفت بحلقها جراء شعورها بالإهانة والذي أصابها بفضل معاملته الجافة والتي لا تعلم سببهاحزن داخلها لأجل إصراره الدائم علي تجاهلهاأحبتهنعم فقد إنجذبت إلي شخصيته الغامضة التي تتسم بالجمود والضبابيةنعملقد أغرمت به منذ أن تشاركت معه بمشروعها الأول بالشركةلكنه دائم التهرب منها وما كان يزيدها هذا التهرب إلا إصرارا علي التقرب منه وإزاحة الستار عن أسبابه وراء صدها بتلك الطريقة العڼيفة
أما هو فكان بين نارينڼار الإستماع إلي قلبه الذي شعر بها وبات يلح عليه بأن يتبعه ليتذوقا معا الطعم الحقيقي للعشق الصادقوبين ڼار عقله الذي يصيح معنفا إياه ويحثه علي عدم إنخراط مشاعره وإنخداعه للمرة الثانية علي يد إحداهنوبرغم أن عقله استشف الصدق بعيناها إلا أن مرارة التجربة السابقة مازالت عالقة بحلقه وهذا ما جعل عقله ېعنفه رافضا للفكرة شكلا وموضوعا
ليلا
بعدما إطمئن علي أيسل وحمزة تحرك بطريقه إلي منزل رائف وأثناء مروره بحديقة والدهوجد ذاك الحائر يتحرك بعقل شارد وروحا أهلكتها كثرة الظنونخطي بساقيه لحتي إقترب منه ثم تحدث باكتراث وهو يضع كفه فوق كتفه بحنان
إيه يا بطلواقف لوحدك ليه
تنهيدة حارة تحمل الكثير من الارتياب وعدم الراحة خرجت من أعماق صدر ذاك الحائر الذي عقب علي تساؤل شقيقه قائلا بنبرة خرجت مهمومة
مافيشكنت قاعد مخڼوق جوة قولت أخرج أتمشي شوية في الجنينة واشم شوية هوا
كان يستمع إليه مدققا بعيناه مراقبا لتعبيرات وجهه مما جعله يستشف ضجيج داخل ذاك المبعثر الكياننظر بعيناه ثم باغته متسائلا بدهاء
إنت فيه واحدة في حياتك يا عمر
إرتبك بوقفته وعلي عجالة سحب عنه عيناه ونظر إلي الجهة الأخرى متهربا من ذاك الداهي ثم تحدث بصوت خرج مهزوز ليؤكد للاخر صحة حدسه
كلام إيه الفارغ اللي بتقوله ده يا ياسينواحدة مين وزفت مين اللي تكون في حياتي
وبلحظة تغيرت معالم وجهه إلي غاضبة حين تذكر ما تعرض له علي يد تلك الحقېرة وكأن شريط حياته معها مر أمام عيناهثم استرسل بنبرة حادة
ما حدش بيقع في مستنقع قذارة مرتين غير الغبيوأنا من ساعة اللي حصل قررت أكون إبن اللوا عز المغربي وأمشي علي خطاهمن الآخر كدة قررت أبعد عن جنس حوا كله وأعيش لبنتي وبس
تنهد پألم لأجل ما وصل إليه شقيقه بفضل تلك التجربة القاسېةفي محاولة منه بإزالة تلك الأفكار التي تملكت من عقله واستوطنت فجعلته مظلما وحولت حياته إلي صحراء تحدث بنبرة حاول بها إستفزازه
إنت لو إبن سيادة اللوا عز المغربي بجد ما تخليش تجربة خايبة زي دي توقف لك حياتك وتتحكم في شكل اللي جاى من عمرك
هتف بنبرة حادة معترضا علي تقليل اخيه من شأن ما حدث معه
تجربة خايبة!
التجربة الخايبة اللي بتتكلم عنها دي حولتني لمسخ دميمده غير إنها خلتني مسخرة الإسكندرانية كلهم
ثم استرسل بمرارة ظهرت بنبرات صوته
الموضوع عدي عليه أكثر من سنة ومع ذلك الناس لسة ما نسيتهوشأي مكان بډخله بشوف في عيونهم نظرات وكأنهم بيضحكوا بينهم وبين نفسهم وهما شايفين الاهبل اللي إتختم علي قفاه من حتة بت ما تسواش
واستطرد ضاحكا بطريقة ساخرة من حاله
لا وكمان طلعت له بنت عمرها سنتين ونص والمغفل ولا حاسس بأي حاجةشفت عار أكتر من كدة
عقب علي حديثه بإبانة
اللي حصل لك ماكنتش إنت المقصود بيه يا عمر ده غير إنه اتخطط له من جهات أكبر من قدراتك وكان صعب
متابعة القراءة