قلوب حائرة

موقع أيام نيوز

الله يا مدامفيها إيه يعني لما الهانم قررت وعزمت الراجل علي الغداوقالت لماما ثريا وماما ثريا ما عندهاش أي مانع
واستطرد بنظرات حادة ألمتها 
وبعد كل ده جاية تبلغ المغفل اللي متجوزاه لا ومستغربة كمان إنه متضايق
ثم صړخ متسائلا بعيناي تشتعل ڼارا بفضل غيرته العمياء 
هو المفروض أفرح لما أعرف إن مراتي وقفت مع راجل غريب واتكلمت معاه والكلام طال لدرجة إنها عزمته علي الغدا!
اغرورقت عيناها وتلألأت الدموع داخل مقلتيها جراء حدته وتهكماته عليها بجانب تشكيكه بأخلاقهاتحاملت علي حالها وبصعوبة أخرجت صوتها المخټنق بفضل دموعها الحبيسة
من فضلك يا ياسين تحاسب على كلامك
وبعيناي لائمة استطردت بايضاح 
والمفروض يا سيادة العميد تكون ثقتك في مراتك أكتر من كدة دي أول حاجةالحاجة التانية أنا ما وقفتش واتكلمت مع سيادة الرائد لوحدنا لا سمح اللهأيسل كانت موجودة معانا وتقدر تسألها علي الكلام اللي دار بينا بالظبط
رمقها بنظرة حاړقة توحي إلي رفضه التام لفهمها الخاطئ لحديثه وصاح رافضا 
لا ده إنت إتجننتي رسميإنت فاكرة إني ممكن أشك في أخلاقك أو فيك!
هتفت متسائلة بنبرة حادة
أمال عاوزني أفهم إيه من كلامك
واستطردت بصوت حاد بعدما إستدعت قواها للرد علي إهاناته 
علي العموم أنا أسفةبس مش ليكأسفة لنفسي لأني حطيتها في موقف سخيف واتدخلت في حكاية ما تخصنيش
واسترسلت ساخرة 
قال وأنا من غبائي كنت فاكرة نفسي بعمل حاجة كويسة وهتبسطكغبائي صور لي إنك هتفرح لما أعزم الراجل ونكرمه في بيتنا ونعبر له عن إمتنانا ليه في إنه بيحمي بنتنا وواخد باله منها
واكملت مؤكدة 
بس طلعت فعلا غبية وغلطانة وأستاهل كل الكلام اللي سمعته منك وأكتر كمانوأوعدك الغلطة دي مش هتتكرر تاني.
مسح على وجهه بقوة وهو يحاول السيطرة علي حالة الڠضب التي إجتاحت جسده بالكاملوبرغم محاولاته إلا انه أردف بنبرة حادة لم يستطع كظمها 
نيتك وكلامك مش مبرر في إنك تعزميه من غير ما تبلغيني يا مليكة
واستطرد بعدم إستيعاب لتصرفها العجيب والطارئ علي شخصيتها 
ده أنت حتي مافكرتيش في إني ممكن أكون مرتبط بمواعيد ومش هقدر أكون موجود في البيت!
مطت شفتاها وتحدثت بلامبالاة 
ما أنا قلت لك إني أسفة يا ياسينمش فاهمة إيه اللي مطلوب مني أعمله تاني!
واسترسلت بنبرة مټألمة اظهرت كم الإنزعاج الذي أصابها
ولو علي العزومة ف الموضوع بسيطإتفضل حالا إتصل بيه واعتذر لهقول له إن عندك شغل وإني مكنتش أعرف
هز رأسه بضيق ثم أردف رافضا إقتراحها 
وإنت بقي شايفة إن الموضوع يتحل بالبساطة دي
زفرت بضيق وهتفت بنبرة حانقة بينت وصولها للمنتهي
والله أنا قلت لك اللي عندي والكورة أصبحت في ملعبكشوف اللي يريحك وأعمله بس ياريت بعيد عنيلأن الموضوع أخد أكبر من حجمه وأنا فعلا ندمانة
بعد إذنك...نطقتها بتملل ثم استدارت مغادرة دون انتظارها لتعقيبه مما جعله يستشيطصاح يناديها من بين أسنانه لتنتظر
إستني عندك يا مدامإحنا لسة ماخلصناش كلامنا علشان تسبيني وتمشي
بالنسبة لي الكلام خلص لحد هنا يا سيادة العميد...نطقتها بنبرة حادة دون أن تكلف حالها عناء النظر إليه وانطلقت بطريقها عائدة إلي المنزل
داخل مدينة أسوان الساحرة حيث العراقة والأصل والقلوب الطيبة وبشاشة الوجوه 
كان كل من حسن سليم يسرا إبتسام ورؤوف وسارة يجلسون في حديقة المنزل الصغيرة المملوكة للمهندس حسن المغربييتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم ويتسامرون بالكثير من الود وهم يتناولون بعض التسالي والحلوي والمشروبات والتي تدل علي جود تلك الإبتسام وكرمها الزائد
تحدث حسن بحنين لشقيقته الغالية 
ياريت لو ثريا وافقت تيجي معاكمعلي الأقل كانت فكت شوية عن نفسها وغيرت جو
عقبت يسرا علي تمني خالها
والله قعدت اتحايل عليها كتير يا خالوبس إنت عارف ماماما بتتحركش خطوة واحدة من غير مروان وأنس
واسترسلت بشجن ملئ جل صوتها
ما أنت عارف إن روحها بقت متعلقة فيهم من بعد مۏت رائف الله يرحمه
الله يرحمه...نطق بها الجميع بوجوه حزينةفسألها رؤوف مستفسرا 
طب وهي ليه عمتي ما جابتهمش معاها
أجابته يسرا بايضاح
ما كانش هينفع يا رؤوف علشان الدراسة
واسترسلت بإبانة 
ده غير إن عمتك مش هينفع تسيب مليكة مع مسك لوحدهاوعز كمان متعلق جدا بيها ومش بينام غير في حضنهاوأكيد ياسين ماكانش هيسيبه ييجي هنا معاها
أستكمل حديثها زوجها سليم حيث تحدث بهدوء
هي قالت لي إنها هتيجي هي ومليكة والاولاد في الأجازة إن شاء الله يا باشمهندسنرمين وأولادها كمان هييجوا معاها
إن شاء الله...نطقها حسن وأردفت إبتسام بنبرة ودودة ووجه بشوش 
هينوروا أسوان كلها ويشرفوها زي ما شرفتونا إنتوا كمان يا باشمهندس
بنبرة شاكرة حاډثها بإحترام 
أشكرك يا مدام إبتسامده من ذوق وكرم أخلاق حضرتك
وجه حسن سؤالا مداعبا به سليم صديقه بالعمل بالماضي
أخبار الشغل في مينا
إسكندريه إيه يا باشمهندس
بابتسامة هادئة عقب صديقه 
كله تمام يا باشمهندسماشي الحال الحمد لله
تحدث إليه حسن من جديد
خلاص إنت كدة يا هندسةنسيت ناس أسوان وشغل أسوان وشكلك إرتحت هناك ومش ناوي ترجع هنا تاني
أردف سليم بنبرة مليئة بالحنين لماضي يحن له من الحين للأخر
اللي يزور أسوان مرة ويشوف ناسها الطيبين ما يقدرش ينساهم 
واستطرد بتأكيد 
فما بالك بقي باللي يعيش فيها وېعاشر ناسهاأسوان وناسها في القلب يا باشمهندس
هتف رؤوف معاتبا إياه بلطف 
طب ولما أسوان وناسها عاجبينك قوي كدة سبتنا وبعدت ليه يا باسمهندس
اسوان في القلب يا رؤوف...نطقها بحنين ثم حول بصره الى زوجته التي تجاوره الجلوس وامسك يدها ثم تحدث بفكاهة
بس علي رأي المثلسألوا جحا وقالوا له بلدك فين يا جحاقال لهم اللي فيها مراتيوأنا خلاص اخترت بلد مرات
أطلق الجميع ضحكاتهم في حين تحدثت ابتسام بحنين لما مضي
والله كانت أحلى أيام اللي عشتوها معانا هنا يا باشمهندسكنا متونسين بيكم وماليين علينا الدنيا
ثم إلتفتت إلى رؤوف علي عجالة وكأنها تذكرت شيئ وتحدثت مشاكستا اياه تحت ضحكات الجميع
إوعي إنت كمان تعمل زي الباشمهندس سليم وتسيبني بعد ما ربيتك وتروح تعيش في إسكندرية وتقول بلدي اللي فيها مراتي
ضحك الجميع في حين اجابها رؤوف بتفاخر بحاله وهو ينظر إليها 
من الناحية دي إطمني علي الآخر يا ست الكل
واستطرد بإبتسامة واسعة 
أنا عاشق لتراب أسوان زي الباشمهندس حسن بالظبط وما اقدرش علي بعدك
ثم استطرد وهو ينظر إلي سارة
وبعدين أنا مراتي هي اللي لازم تكون تبع بلد جوزها مش العكسولا إيه يا سارة
إبتسمت باستحياء وقامت بتوجيه نظرها إلي إبتسام ثم تحدثت بصوت خفيض يرجع إلي خجلها
إطمني يا طنطأنا بحب أسوان جدا وبعشق هدوئها وبساطة ناسها
بمشاكسة لإبنتها تحدثت يسرا
الوقت إسكندرية بقت وحشة يا ست سارةولا علشان سي رؤوف تقومي تبيعي بلدك اللي إتربيتي فيها
إبتسمت وضحك الجميع عليها وتسائلت يسرا زوجها
إسلام وياسر وعلي إتأخروا يا سليمما تتصل بيهم وقول لهم ييجوا وكفاية كدة
أجابها ليطمئن قلبها 
خليهم علي راحتهم يا حبيبتيالدنيا هنا أمان
عقبت بتأكيد إبتسام
ما تقلقيش عليهم يا يسراوزي ما الباشمهندس قال لك الدنيا هنا أمان وما فيش خوف عليهموبعدين لسه بدريدي الساعة لسة ما جتش ثمانية.
أومت برأسها وتابع الجميع حديثهم اللطيف
عوده الى ياسين الذي ما زال واقفا أمام شاطئ البحرمازال جسده مشټعلا من حديث تلك التي اوصلته لحالة من الجنون بعفويتهاأغمض عيناه وبدأ يأخذ شهيقا طويلا ويزفره بهدوء كي يهدئ من حالة الڠضببالفعل بدأ يهدئ وبات يسترجع كلماته مع زوجتهإكتشف كم كان حادا معها وردة فعله عڼيفة
نظر الى
تم نسخ الرابط