قلوب حائرة

موقع أيام نيوز

عن أطفالها أو تفريقهم عن جدتهم الحنون
داخل الأراضي الألمانية
كان ياسين يجلس بصحبة هولاء النسوة اللواتي كن يسهرن مع من تدعي بخديجة الراوي وذلك بعدما طلب الجلوس معهن ووافقن عندما علمن أنه زوج تلك المغدورةتحدثت إحداهن إليه بصدق 
إحنا قلنا علي كل اللي نعرفه عن اللي إسمها خديجة الراوي للشرطة لما إستدعتنا وسألتنا عن علاقتنا بيها
فقد كشفت الشرطة الألمانية عن شخصية خديجة من خلال رسمة قام بها رسام مختص بعدما حصل علي وصف لها من موظفين الأوتيل الذين تعاملوا معها أثناء حجزها للحجرة 
واسترسلت المرأة بملامح وجه جادة 
صدقني إحنا ما نعرفش عنها أي حاجةإحنا إتخدعنا فيها زي مرات حضرتك بالظبطبس هي كانت عاملة كل ده ومرتبة له علشان توصل لها هي.
أومأ لهن وشكرهن علي تعاونهن معه وانسحب خاوي الوفاض
عندما حل الليل 
ذهب إلي منزل سليم الدمنهوري الذي إستقبله بحجرة المكتب وباغته ياسين بسؤاله المفاجئ عن علاقته بالمخابرات الألمانية مما أربك سليم ببادئ الأمر لكنه سرعان ما تمالك من حاله وسأله بنبرة صارمة 
هو سيادتك بتراقبني ولا إيه
الداخلة كدة غلط يا باشمهندس...نطقها ياسين ببرود ثم استرسل بنبرة مرتفعة ونظرات تحذيرية 
شكل علاقاتك مع المخابرات الألمانية قوت قلبك لدرجة إنك ناسي إنك قاعد قدام عميد في جهاز مخابرات بلدك
واستطرد بنبرة صارمة لملامح وجه حادة 
وبدل ما تجاوبني علي سؤالي واقف تحقق معايالا ومن بجاحتك كمان بتلومني
أجابه بثقة لإقتناعه التام أنه لم يفعل شيئا يشينه أو يجعله موصوما بالعاړ 
علاقتي بالمخابرات الألمانية شئ ما يعيبنيش ولا يخليني أخجل أو أخاف وأنا قاعد قدامك أو قدام أي حد أيا كان هو مين
رفع ياسين حاجبه مستنكرا حديثه وأردف بنبرة حادة محذرة 
ده انت طلعت جرئ قويأنا كان ممكن أبلغ عنك الجهات المصرية باللي عرفتهوزي ما أنت عارف إن دي تعتبر خېانة وقضية تخابر من الدرجة الأولى
إكفهرت ملامح سليم الدمنهوري ثم هتف معترضا بنبرة مستاءة 
من فضلك تسحب كلمة خېانة لأن العلاقة اللي بيني وبين المخابرات الألمانية ما فيهاش أي ضرر ولا خېانة لبلدي
بنبرة متفهمة وصادقة تحدث ياسين لثقته في شخص سليم وعقله الواعي حسب ما ورد من معلومات عنه أثناء التحريات الذين قاموا بها رجاله
طب إتفضل إشرح لي علي الأقل علشان أطمن علي مراتك وولادك اللي ملهومش ذنب تدخلهم في مواضيع خطېرة زي دي
أومأ بتفهم وشعر پخوف ياسين الصادق علي أسرته مما نال استحسانهفتحدث بنبرة واثقة 
من حوالي تلات سنينزارني في مكتبي شخص مسؤل من المخابرات وطلب مني الحضور لمبني الجهاز وقالي إن الموضوع سري للغاية وممنوع أكشف عنه لأي مخلوق حتي لمراتي
واستطرد بإبانة
وبالفعل روحت في الميعاد اللي إتحدد ليواستقبلني في مكتبه شخص له وضعه هناكفي الأول أثني علي شغلي وسيطي اللي سمع في ألمانيا كلها في المجالبعدها طلب مني إني أكون الراجل بتاعهم وإني أعمل نسخ إحتياطي لأي نظام مراقبة أركبه في أي مكان عام أو حتي خاص ووقت ما يحتاجوه يلاقوهلأن كتير بتحصل جرايم والمجرمين بيقدروا يوصلوا لنظام المراقبة ويهكروه ويحذفوا التسجيلاتزي ما حصل في چريمة مرات سعادتك كدة بالظبط
واسترسل شارحا
أنا طبعا فكرت ووافقت لعدة أسبابأولهم إني قاعد في بلدهم ومن الطبيعي أنفذ الأوامر اللي تخدم أمنهم وتحافظ عليهوتاني سبب إنهم ما كانوش هيسبوني في حالي لو رفضتوأكيد كانوا هيرحلوني أنا وعيلتي بعد ما يلبسوني مصېبة
واستطرد موضحا بملامح وجه جادة
ده طبعا لو طلعوا كرما معايا وسابوني عايش وما أتعرضتش لعملية إغتيال زي ما حصل لكتير قبلي
وأكمل بتبيان
تالت سبب خلاني أوافق هو إنهم عرضوا عليا الحماية الكاملة وكتير من الإمتيازات اللي لا تقاوم في حال موافقتيوبصراحة حسيت إنه حقهم يضمنوا أمن بلدهم ويحاولوا يفرضوا سيطرتهم علي أراضيهم
واستطرد مؤكدا 
وأكتر حاجة خلتني أوافق بدون تفكير هو إن الموضوع بعيد عن أي أذية لبلدي
كان يستمع إليه بتمعن شديد وبعد إنهاء سليم حديثه أردف هو بإطراء واستحسان 
هايل يا باشمهندسأنا كنت واثق من وطنيتك وإنك لا يمكن تكون جاسوس علي بلدك
واستطرد مطالبا 
وعلشان كدة أنا طالب منك تقف معانا وتمدنا بأي معلومات تعرفها من الجهاز عن أي حاجة وخصوصا التسجيلات والمعلومات اللي تخص الجماعات الإرهابية
زفر سليم وتحدث بنبرة ساخطة 
يعني سيادتك لسة من دقيقتين بس بتشيد بعقلي وبإني ما أعرضتش مراتي وألادي للخطړ
واسترسل متعجبا 
وجاي تطلب مني أتجسس علي مخابرات البلد اللي أنا عايش فيها لحسابكم!
دول لو عرفوا هيمحوني أنا وكل أهلي من علي وش الدنيا ومش هيخلوا لينا أثر...نطقها موضحا له ما سوف سيحدث إذا ما تم كشفهفتحدث إليه ياسين مطمأنا إياه 
الموضوع مش بالخطۏرة دي يا باشمهندسثم أنت راجل ذكي وأنا متأكد إنك هتقدر تساعد بلدك من غير ما تورط نفسك وتنكشف
واسترسل ليحثه علي الموافقة 
إنت بموافقتك هتبقي بتقدم خدمة كبيرة لبلدكلأن زي ما أنت عارف ما فيش بينا
وبين معظم دول أوربا تبادل معلومات وده عن قصد
واستطرد موضحا 
ده غير علاقاتهم المريبة بالجماعات ديوكتير بتم إتفاقيات بينهم من تحت التربيزة علشان يضربوا بيها بلادنا ويدمروها بالإرهاب اللي هو في الأصل صنيعة أديهم
واستطرد مطمأنا إياه بعدما لاحظ توتره 
تأكد إن بلدك عمرها ما هتعرضك للخطړ لا انت ولا عيلتكومن اللحظة اللي هتوافق فيها علي الإنضمام لينا فورا هتكون تحت عنين رجالتنا وفي حمايتنا إنت وعيلتكوهنكون معاك في كل لحظة
بعد محاولات عدة من ياسين وافق سليم تحت توجسهوأتفقا علي أن يرسل لهم جميع ما سيطلب منه من قبل المخابرات الألمانية واتفقا علي السرية التامة فيما دار بينهما لأمانه وأمان أسرته أولا
بعد مرور عدة أيام أخر
وصل ياسين إلي فرنسا حيث علم من خلال تحرياتهم والتي ساعده بها سليم عن طريق الكاميرات المتواجدة بالأماكن العامة والخاصة والتي أشرف هو علي تركيبها من خلال الشركة التي يعمل بها
داخل أحد المنازل المتواجدة بإحدي الضواحي المجاورة للعريقة باريسكانت تلقي بجسدها بإهمال فوق أريكتها بجوار ذاك العلاء بحالة يثري لهاملقيان بجسدان مرتخيان حيث كانا يتناولان أحد المشړوبات الكحولية التي حرمها الله وحرمتها جميع الديانات السماوية الثلاثبما لها من أثار سلبية ضخمة علي صحة الإنسان وأيضا تذهب العقل وتغيب الوعيإستمع كلاهما إلى رنين جرس الباب ليعلن عن زائر لمنزلهما
هتفت بنبرة حانقة
ده إيه قلة المزاج اللي علي المسا ديمين قليل الذوق اللي هيجي لنا في الوقت المتأخر ده
بيده أشار مترنحا باتجاة الباب واردف بصوت حاد
قومي إفتحي وشوفي مين الرخم ده
باعتراض ونبرة ساخطة أجابته 
هي كل حاجة ترميها عليا يا علاءما تقوم تفتح إنت
رد عليها بمعارضة
أنا تعبان يا ناهد ومش قادر أصلب طولي
أشاحت بيدها وأستندت علي حافة الأريكة وبصعوبة وقفت وتحركت باتجاة الباب بخطوات مترنحة وجسد يتمايل باضطراب بفضل عدم إتزانها من إفراطها في تناول مشروب الكحولوصلت إلي الباب وقامت بفتحهحاولت بصعوبة فتح عيناها المرتخيتان لتنظر لذاك الواقف أمامها بطوله الفارع ينظر عليها بعيناي مشټعلةفسألته مستفسرة بالفرنسية 
من أنت وماذا تريد!
وما أن إنتهت من كلماتها حتي وجدت ذاك الحانق وهو يباغتها بتسديد لكمة قوية بأنفها أفقدتها لوعيها في الحال وجعلتها تترنح قبل أن تقع منبطحة أرضا بفضل تلك اللكمة القوية

أشار إلي رجاله وتحدث بصرامة أظهرت كم النيران المشټعلة
تم نسخ الرابط