قلوب حائرة
المحتويات
بنبرة صوت خاڤتة للغاية جراء حالتها
ما تخافش يا قلبيأنا كويسة
وبرغم تعبها وشدتها إلا أنها سألته مستفسرة عن صغارها
فين إخواتك يا مروان
رد عليها ياسين كي يحثها علي الهدوء والاسترخاء
إهدي وما تفكريش في حاجة غير في نفسك وحالتك يا مليكة
بعد مرور حوالي ساعة
كان يقف ممسكا بكفهاحيث كانت تتمدد علي التخت الخاص بغرفتها التي خصصت لها لتقبع بداخلها طيلة الأيام التي ستبقي بها داخل المشفي حسب قرار الأطباء ونظرا لحالتها الصحيةتحدث إليها عز الذي دخل للتو بعدما ترك المجال للأطباء والممرضات ليتابعوا عملهم
بعيناي تظهر كم التعب الساكن جسدها أجابته بنبرة خاڤتة تأثرا بحالتها
الله يسلمك يا عمو
نظر لها والدها ثم تحرك إليها ووقف بجانب سهير التي تجلس فوق المقعد المجاور لصغيرتهامال علي وجنتها وقام بوضع قبلة حنون فوقها وتحدث وهو ينظر بعيناها
حمدالله علي سلامتك يا نور عين أبوك
الله يسلمك يا بابا
نظر عز علي تلك الراقية الواقفة بالغرفة تتطلع علي ملكية ويجاورها مروان مساندا إياهاتحدث إليها بنبرة خرجت حنون رغما عنه
مالك يا ثرياإنت تعبانة
أجابته بنبرة خاڤتة أظهرت كم التعب الذي سكنها
أنا بخير يا سيادة اللواءما تقلقش
ماما إنت ما أخدتيش حقنة السكر ولا أكلتي لحد الوقت
هتف عز سريعا پذعر وهو يقترب عليها
إقعدي يا ثريا وأنا هخلي دكتورة مني تجيب لك جرعة أنسولين حالا وهخلي طارق يجيب لك حاجة تاكليها بسرعة من الكافيتريا
بعد قليل هاتف رئيس جهاز المخابرات اللواء عز المغربي ليشتكي له ياسين بشكل ودي ويرجع ذلك لصداقة الرئيس بعز ولولا ذلك لأحاله للتحقيق الفوري علي كسره وتعديه الأوامروذلك بعدما علم من خلال مصادره أنه كان متواجدا بدولة ألمانياحيث أنه كشف بعدما طلب طائرة خاصة من الجهاز لتقله علي وجه السرعة ليصل إلي مصرأبلغه الرئيس عن بعض الهواجس التي هاجمت تفكيره وخشيته من أن يكون السبب وراء ذهاب ياسين إلي ألمانيا هو أنه يبحث عن قاټل زوجته بعيدا عن التنسيق مع الجهازوأخبره أيضا أنه يخشي خسارة الجهاز لشخص مثل ياسين إذا تم تصفيته من عناصر تابعة لتلك المنظمة الإرهابية إذا ما علموا بتواجده هناك
بدولة ألمانيا
وبالتحديد داخل حديقة سليم قاسم الدمنهوري وقبل غروب شمس اليوموسط أجواء رائعة تتسم بالبهجة والسرورتجلس فريدة وتجاورها أسما صديقتها واطفالهم يلتفون جميعهم حول الطاولة المستطيلة المتواجد عليها أصنافا عدة من المقبلات والخبر
هتفت أسما بنبرة عالية لتحثهم علي الإسراع
هو إحنا مش هناكل النهاردة ولا إيه يا أساتذة
واستطردت بدعابة
الولاد أكلوا الطحينة والعيش حاف من جوعهم
عقب زوجها علي حديثها لائما بعذوبة
هو انت دايما كدة مستعجلة علي كل حاجةإصبري يا مدام علشان تاخدي حاجة نضيفة
أردفت فريدة بطرفة
يارب بس بعد كل الصبر ده ما تحرقوش اللحمة زي المرة اللي فاتت وترسي في الآخر علي تونة معلبة
تصدقوا بالله إنتوا ما بيطمر فيكم حاجةصدق اللي قال عليكم عاملين زي القطط بتاكلوا وتنكروا...نطقها سليم لائما بها فريدة التي أطلقت ضحكاتها هي وأسما
نظر علي إلي نجله سليم الذي بلغ الحادية عشر من عمره واصبح فتي واردف قائلا بتكليف
سوليهات الأطباق إنت وعلوة وتعالوا خدوا اللحمة
وضعت تلك الصغيرة كفها فوق فاهها وهي تكظم ضحكاتها علي ذاك الذي كان يوبخها منذ القليل علي مناداته بذاك الإسم وطلب منها پتعنيف بألا تنطق بذاك الاسم أمامه من جديد
رمقها بحدة وباعتراض حاد هتف بنبرة غاضبة وهو يجذب ذاك الصحن المستطيل من فوق المنضدة بحدة ويتحرك في طريقه إلي والده
أنا قلت لحضرتك قبل كدة إني ما بحبش حد ينده لي بإسم سولي ده
واستطرد برجولة مبكرة
أنا راجل يا باباومافيش راجل بيتقال له يا سولي
بتفاخر وانسجام هتف سليم قائلا
عاش يا سليمراجل بجد
إنتعش داخله من مدح ذاك الذي دائما يعتبره غريمه ومزاحما له في حب تلك الصغيرة التي عشقها بمفهومه الضيق للعشقمنذ أن رأها تنطق بحروف إسمه بعامها الثاني
بعد قليل كان الجميع يتناول الطعام بشهية عالية ويرجع ذلك للأجواء الجميلةتحدثت فريدة إلي كلا المتجاوران بالجلوس
تسلم اديكوا يا هندسةاللحمة حلوة أوي والسوي بتاعها مظبوط جدا المرة دي
أجابها وهو يقتطع بالشوكة والسکينة من شريحة اللحم المتواجدة بداخل صحنه
بألف هنا يا حبيبي
إبتسمت له وشكرته بعيناها ثم إقتطمت قطعة من اللحم وتحدثت إلي أسما
لينا فترة ما أتجمعناش علي الأكل
في البيت بسبب الشغل ودراسة الولاد وتمريناتهم
واستطردت بحنين
حقيقي كانت وحشاني اللمة واشتقت لها جدا
تحدثت أسما مؤكدة علي حديثها
فعلا يا فيريلمتنا وحشتني قوي
تحدث علي غلاب إليها بفكاهة
هانت خلاص يا باشمهندسةالأجازة الصيفية قربت وهننزل نقضي أجازتنا في مصروخدي عندك شهر ونص بحالهم تجمعات وخروجات لحد ما هتزهقي
بنبرة حماسية عقبت أسما علي حديث زوجها
أنا عن نفسي مستنية الاجازة تيجي علي ڼارنفسي أتكلم مصري مع ناس غيرنا بقي
هتفت الصغيرة قائلة ببرائة
إحنا إتكلمنا مصري مع الضيف اللي إتعشي معانا إمبارح بالليل
بغيرة شاعلة رمقها الفتي بنظرة حادة متوعدا إياها علي جلوسها والحديث مع أحدهم حتي من قبل أن يستمع لتفاصيل الحكايةمما جعلها ترتعب وتعض أصابعها ندما علي ما تفوهت به أمام ذاك الغيور
إرتبكت فريدة بعدما رأت علامات الضيق إرتسمت فوق ملامح سليم التي تحولت إلي حادة بعد تساؤل علي المستفسر
ضيف مصري
شعرت بالخجل من حالها فكان يجب عليها أن تؤكد علي طفلاها بألا يتحدثوا أمام أحدا عن زيارة ذاك الغريب لهمهتف علي مؤكدا علي حديث شقيقته
آه عمو المصريجه واتعشي معانا كمان
ده مين ده يا سليم...سؤال فضولي وجهه علي لصديقه الذي رد باقتضاب
ده عميل شغال هنا في شركة بتاعة واحد صاحبهوكان جاي يستفسر عن نظام كاميرات المراقبة عندنا في الشركة وعن الأسعار
واسترسل سريعا لينهي الحديث بذاك الموضوع الأمني البحتمختصا بحديثه أسما
جبت لك البسبوسة من المحل اللي بتحبيها منه يا أسما
ميرسي يا سليممتشكرة قوي...نطقتها بحفاؤة واستكمل الجميع تناولهم للطعام مع تبادلهم لبعض الأحاديث الشيقة
ليلا داخل المشفي
كان يجاور زوجته الجميلة بجانب والدتها بعد أن ذهب الجميع واتجه كل الى وجهتهأصر ياسين علي المبيت بصحبتها ليؤازرها ويخفف عنها وطأة حزنها الذي أصابها جراء ما حدث لطفلتها الوليدة
أما ياسين فقد ذهب عصرا إلي منزله كي يطمأن علي أولاده وثريا التي أصابها الإرهاقوأيضا أخذ حماما دافئا أزال به إرهاقه وعاد من جديد إلي المشفي ليطمأن علي حبيبته وصغيرته التي من المفترض أنها أنارت بوجودها عتمة ليله لكنه لم يشعر بذاك لشدة خوفه من فقدانها وحينها ستحزن حبيبتهوأيضا لأسبابه الكثيرة المحزنة من حوله
كان يجلس
متابعة القراءة