قلوب حائرة

موقع أيام نيوز

ملامحهوضعت كفها فوق ساعده وأردفت مستفسرة 
مالك يا ياسين 
فيه حاجة مضايقاك يا حبيبي
أخذ نفسا عميقا وبهدوء زفره في محاولة منه لتهدأة حاله كي لا ينفجر بها ويصيبها بغضبه العارم قبل التأكد من شكوكه التي راودته تحدث بملامح وجه مبهمة في خطوة خبيثة منه لإكتشافه ما إذا كانت تعلم بأمر قصة عشق ذاك الثنائي أم لا 
كارم المعداوي طلب يتجوز أيسل
تهللت اساريرها وظهرت أطراف ابتسامة سعيدة على شفتيها وهي تحدثه بعفوية 
بجدألف مبروك يا حبيبي
ضيق عيناه وهو يراقب تعابير وجهها بدقةشعر پألم يغزو قلبه فور تأكيد شكوكه التي راودته منذ أن طلبت منه أن يصطحب أيسل معه لزيارة كارم بالمشفيأردف متسائلا بهدوء ما قبل العاصفة 
غريبةأنا كنت فاكر إنك هتتفاجأي بالخبر زي ما أنا إتفاجأت!
ابتلعت لعابها بارتعاب وشعرت بكم غبائهاثم هربت بمقلتيها بعيدا عن مرمى نظراته التي تنطلق نحوها كسيل طلقات من الړصاصبسط يده باتجاه وجهها وقام بمسك ذقنها ورفع وجهها كي يجبرها علي النظر داخل عيناه ليستكشف ما تخبأه عنه 
ساكته ليه يا مدام
بصعوبة بالغة أخرجت صوتها المهتز ونطقت بتلعثم 
هرد أقول لك إيه بس يا ياسين
إحتدت ملامحه وحدقها بنظرات مشټعلة وهو يهتف قائلا پغضب عارم 
تقولي لي إن إنت كمان كنتي مستغفلاني زيهم يا مراتي يا اللي المفروض إنك مرايتي وعشرة عمري
هزت رأسها بارتعاب فاستطرد هو بنبرة ساخطة 
كنتي عارفة إن بنتي عايشة قصة حب مع قائد الحرس بتاعها اللي رايحة جاية معاه في عربية واحدة ومخبيه عليا!
واستطرد بحدة 
ده مش بس كدةده جنابك كنتي بتساعديهم وتخلقي لهم الفرص علشان تجمعي فيها العشاق وأنا قاعد أتفرج زي الأهبل
فطنت سريعا المغزي من وراء حديثهأردفت بعدم تصديق بعدما هزت رأسها بنفي تام 
إنت بتقول إيه يا ياسين
رمقها بنظرات حادة وأردف متسائلا بنبرة تهكمية 
إيه يا مدامبفتري عليك لا سمح الله! 
ولا فاكراني نايم علي وداني وناسي عزومة كارم باشا اللي إخترعتيها من الهوا ومن غير مناسبة وعزمتي فيها أيسل
أردفت بدفاع عن حالها 
والله العظيم وقتها ما كنت أعرف إنها بتحبهأنا إكتشفت ده بالصدفة يوم العزومة من نظراتها لكارموأساسا ما كنتش أعرف إنه بيبادلها نفس الشعور غير يوم الحاډثة
صاح پغضب عارم أرعبها 
ولما عرفتي ليه ماجتيش بلغتيني بالمصېبة دي
أجابته بايضاح 
أبلغك أقول لك إيه يا ياسينالموضوع ما يخصنيش علشان أتكلم فيه 
واسترسلت بنظرات متعجبة
وبعدين فين المصېبة في إن أيسل تحب!
إبتسم ساخرا وأردف بخيبة أمل وهو يستعرض بكفاه في الهواء 
طبعا الموضوع ما يخصكيشطالما بعيد عنك وعن ولادك يبقي أنت كدة في السليم وامورك كلها تمام
جحظت عيناها وشعرت بغصة اصابت منتصف قلبها جراء إتهامه الباطل لها وتحدثت پانكسار وعيناي لائمة تظهر كم خزلانها منه 
الله يسامحك يا ياسين
لم يهتم بأمر حزنها وتحدث باتهام 
يا خسارةكنت فاكر إن قلبك علي ولادي وإن أمرهم يهمك وإنك بتعتبريهم زي اولادك بالظبط
إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فمه واسترسل بما أوجع روحها 
لكن ما طلعتيش أكتر من مرات أبوهم.
نزلت كلماته القاسېة علي قلبها كطعنات جعلته ېنزف من جميع الإتجاهاتإنسابت دمعة شاردة فوق وجنتها وتحدثت بصوت مخټنق بفضل دموعها الحبيسة 
إمشي يا ياسينأخرج برة من فضلك
شعر بأنه جرحها بكلماته مما جعله يؤنب حاله لكنه الأن ليس بحال جيدة كي يعتذر منها أو يتراجع عن كل ما قيلفجسده الأن مشتعل ويريد إطفائه بأفعالا وقرارات لا إعتذارات
اولته ظهرها عندما شعرت بعدم تمالكها لدموعها التي ما أن إستدارت حتي إنسابت بغزارةزفر بضيق ولم يدري ماذا عساه أن يفعلإكفهرت ملامحه ورفع ساعديه في الهواء ثم انزلهما پعنف وتحرك سريعا إلي الخارج صافقا خلفه الباب بقوة جعلت الرجفة تسري بكامل جسدها
إنفطر قلبها واجهشت
پبكاء مرير بعدما ألقت بجسدها فوق الفراش باستسلام
هبط الدرج مهرولا فسألته يسرا عندما وجدته يتجه إلي الخارج غافلا عن هؤلاء الجالسات 
مش هتتغدي يا ياسين
وكأنه للتو وعي علي حاله فعاد ببصره إليهن وتحدث بابتسامة خاڤتة اصطنعها باعجوبة 
مش هينفع يا حبيبتيأصل الباشا كلمني وعاوزني في موضوع خاص بالشغل وهروح أتغدا وإحنا بنتكلم
معلش يا أمي...نطقها بعيناي معتذرة من ثريا التي أومت له وتحدثت بنبرة متفهمة 
ولا يهمك يا حبيبيروح شوف الباشا
هتف الصغير وهو يهرول إلي والده ويمسك ببنطاله متشبث به 
خدني معاك عند جدو يا بابيعاوز ألعب مع ساندرا وليزا
مال بطوله الفارع والتقط الصغير وتحرك حاملا إياه تحت نظرات نرمين التي تحدثت مخمنة بدهاء 
ياسين شكلة متغير وفيه حاجة مش طبيعيهشكله كدة إتخانق مع مليكة
أنتبه مروان الجالس يتصفح بهاتفه إلي حديث عمته واړتعب داخله علي والداته فتحدثت يسرا نافية 
وهو إيه اللي هيخليه يتخانق مع مليكة يا نرمين
أردفت الأخري بإبانة غافلة عن وجود الفتي 
ما هو بالعقل كدة إيه اللي يخليه ينزل من غير حتي ما يغير هدومه ويخرج بالسرعة دي بعد ما كان ناوي يتغدا
أردفت ثريا بعدما لاحظت إرتباك الفتي ونظراته الثاقبة الموجهة إلي عمته 
وبعدين معاك يا نرمينهو أنت دايما كدة بتحبي تكبري الصغيرة
واسترسلت بحركة من عيناها كي تنتبة الاخري لوجود إبن شقيقها 
خلينا في حالنا أحسن يا بنتي
إبتلعت نرمين لعابها فهب الفتي واقفا وصعد الدرج سريعا تحت ضيق ثريا التي تحدثت إلي إبنتها بنبرة لائمة 
عاجبك اللي حصل ده يا نرمين
أردفت بايضاح نادم 
ما أخدتش بالي من وجوده والله يا ماما
أردفت يسرا لتهدأت الوضع بين والدتها وشقيقتها 
حصل خير يا ماما
تنهدت ثريا باستسلام
تحرك الفتي داخل الرواق بقلب مشتعل حتي وصل إلي غرفة والدته ودق بابهاإرتعبت اوصالهاهرولت إلي الحمام وقامت بغسل وجهها بالماء الفاتر ثم خرجت سريعا بعدما التقطت منشفة وباتت تجفف بها وجههاتحركت إلي الباب وقامت بفتحهتفاجأت برجلها الصغير يقف أمامها وبات يتطلع علي عيناها العالق بها أثار الدموع وتحدث بنبرة مرتابة 
إنت كويسة يا ماما
إبتسامة حانية خرجت منها وتحدثت وهي تتحسس وجهه
أنا بخير يا حبيبي
هتف بنبرة حادة 
هو عمو ياسين إتخانق معاكي
بهدوء سألته مستفسرة
إيه اللي خلاك تقول كدة
بملامح وجه ساخطة اردف بنبرة حادة أظهرت كم الڠضب الذي أصاب داخله جراء رؤيته لدموع غاليته العزيزة 
الدموع اللي في عيونك الحمرا هي اللي قالت لي يا ماما
أمسكت بكفه وسحبته إلي الداخل حين رأت بعيناه الڠضب ثم قامت بغلق الباب وتحدثت بنبرة هادئة
عمو ياسين مازعلنيش يا مارو
نطق محتدا بطريقته 
غضبه العارم 
إنت راجلي وسندي بعد ربنا يا مروانومش بس سندي لوحديده إنت سند لإخواتك كلهم يا حبيبي
إنفرجت أسارير الفتي وشعر براحة غزت روحهتنهد ثم تحدث مستفسرا 
طب ليه مش عاوزة تقولي لي سبب دموعك
واستطرد بنبرة متوجسة 
عمو ياسين زعق لك ولا قال لك حاجة ضايقتك
أجابته نافية 
صدقني يا حبيبي ما فيه أي حاجة
ماما...نطقها بتشكيك فأردفت الاخري موضحة 
عمك ياسين بيحبني وعمره ما جرحني ولا في يوم فكر يأذيني نفسياهو بس متضايق لأن عنده شوية مشاكل في الشغل
سألها مشككا
وهي مشاكل شغله سبب يخليكي ټعيطي!
أخذت نفسا عميقا وزفرته بهدوء كي تضبط إنفعالاتها وتحدثت 
بص يا حبيبيالراجل ومراته ساعات بيحصل بينهم مشادات في الكلام وعلي اتفه الأسباب المشاكل بتتخلقإحنا بقي كستات دموعنا قريبة
واسترسلت بدعابة كي تخرج من عقله أية ضيق 
وبصراحة كدة بنتلكك علشان نخرجها
يعني إنت كويسة يا حبيبتي...نطقها متوجسا وهو يتحسس كف يدهافأجابته بابتسامة طمأنة
أنا كويسةما تقلقش يا قلب ماما
إبتسم لها وتحرك من جديد عائدا إلي الأسفل بعدما
تم نسخ الرابط