قلوب حائرة
المحتويات
قاعد تشقط البنت قدامي ولا عامل لوجودي أي حساب
أطلق عز ضحكاته التي وصلت حد القهقهة وتلاه الجميع في حين رفع الصغير بصره وسأل عمه مستفسرا
يعني إيه تقشط يا عمو
بنبرة ساخرة أجابه طارق
تقشط ده إيه يا روح عمو
واسترسل مصححا
إسمها تشقط يا حبيبي
قطب جبينه وسأله من جديد
يعني إيه بقي
أردف عز موضحا لحفيده المحبب لديه بمراوغة
واسترسل مادحا إياه بدعابة
إستمر يا حبيب جدومستقبلك باهر زي أبوك إن شاء الله
ميرسي ياجدو...نطقها بترفع وهو يتبسم بخفوت مما جعل طارق يجن جنونه ويهتف بحنق مفتعل
شوف الواد وغرورهإبن ياسين هينقطني يا باشا
ضحكت چيچي وتحدثت إلي زوجها
ما تسيب الولد علي حريته يا طارقطب والله دمه زي العسل
عز أكتر حد من ولاد ياسين يشبهه وهو صغير
ثم حولت بصرها إلي عز وسألته بإبتسامة هادئة
فاكر ياسين وهو صغير يا عز
إبتسم بهدوء وعيناي لامعة ببريق الماضي والحنين إليه
طبعا فاكر يا منالوكان لمض وشايف نفسه زي إبنه كدة بالظبط
واستطرد بإيضاح
تنهدت منال وأردفت بتذكر
طول عمره راجل وسند لكل اللي حواليهإتحمل مسؤلية إخواته مع بباه ومعايا من وهو عنده عشر سنين
واستطردت وهي تنظر إلي عمر الذي يستمع إلي والديه بتمعن شديد
واسترسلت بإبانة
بباه كان إترقي ل عقيد وقتها ووقته كله كان مشغولوياسين كان دخل الكلية الحړبية وانشغل فيها
إبتسم عز لسردها للذكريات في حين تحدث عمر متمنيا بنبرة حزينة
ده من سوء حظي يا ماما
تنهدت بأسي حين علمت مخزي كلماته وتيقنت صحتهاهي من افرطت بدلاله وأفسدته بكثرة الأموال التي كانت تنثرها عليه
عزوهو كدة أنا عملت البيت صح
إبتسم برضا ثم تحدث بتفاخر
طبعا صح يا ليزا
واستطرد بمباهاة بحاله
مش أنا اللي علمتك
إبتسمت الصغيرة وهزت رأسها بموافقة فتحدثت ساندرا باعلام
نظر عليها وتحدث معقبا
برافوا عليك يا ساندرا
نظرت ليزا علي والدها وسألته مستفسرة وهي تشير للفافة ساقها بتملل وضيق
بابيهو أنت مش قلت لي إنك هتشيل القشرة الرخمة دي علشان بتضايقني
أومأ لها بإبتسامة وأردف مطمأنا إياها
حاضر يا قلبيهنروح بكرة المستشفي وهخلي الدكتور يشيلها لك
صفقت الصغيرة واردفت بوجه متهلل
وهتاخدني معاك الشغل زي ما وعدتني
تحرك إليها وقام بحملها وسار بها إلي المقعد ثم تحدث بنبرة حنون بعدما قبل وجنتها
أكيد يا ليزاومش بس الشغل اللي هنروحه مع بعضأنا هوديكي مدينة الملاهي ونروح محل الألعاب وتختاري منه كل اللي يعجبك
تهلل وجه عز وتنهد بارتياح عندما وجد نجله قد تحمل مسؤلية صغيرته وباتت علاقته بها طبيعية كأي أب وابنته وسعد داخل طارق وچيچي لأجليهما
أما منال فسألته مستفسرة
هو الكسر لحق يلم يا عمر!
أجابها طارق نيابة عن شقيقه
الكسر بسيط جدا يا ماماوالدكتور قال تلات أسابيع بالكتير وهيعمل لها إشعة ويفك الجبس بعدها
أومأت منال وتحدث عز بهدوء
إن شاءالله خير
إحتضن عمر صغيرته التي إبتسمت له وباتت تتمسح برأسها علي صدره بدلال أسعده وشعر أنها باتت تتعلق به كما تعلقت روحه بهاشعر وكأنها عوضا من الله عن تجربته المريرة التي خرج منها مدمر الكيان
تحركت في طريقها إلي البحر وابتعدت حتي وصلت لمكانها المعتاد لتمتع نظرها بغروب الشمس حيث تعشق رؤيتهمزيجا لا متناهي من الجمال ترصده بعيناها أثناء تعانق لون الشمس الذهبي مع زرقة البحر الصافية لترسم أجمل لوحة فنية يمكن للعين أن تراها
إلتفت بجسدها لتقابل البحر وباتت تتأمل صفائه وتراقب غروب الشمس في مظهرا خلابا حبس أنفاسها من شدة جمالهدائما ما كان يشعرها منظر إنعكاس أشعة الشمس فوق سطح البحر بالسکينة والهدوءوكأنهما حبيبان يتعانقان ويتهامسان بأعذب الكلمات
منظرا ترق به المشاعر وتلين له القلوب ويسحر العيون ويبث داخل الروح السکينة والطمأنينة
أغمضت عيناها ورفعت أنفها للأعلي وبدأت تتنفس بإنتظامكم كان لرائحة اليود أثر السحر علي تحسين مزاجها العامباتت تأخذ شهيقا وتزفره بهدوء وترتيب حتي شعرت بتحسن حالتها المزاجية
إنتفض جسدها بارتعاب وشعرت پذعر إستمر لثواني فقط حينما شعرت بوقوف أحدهم خلفها وعلي عجالة قام بلف ذراعيه حول خصرها وضمھا محتضنا إياهاأزيل ذاك الشعور بغضون دقائق بعدما اشتمت رائحته التي تحفظها عن ظهر قلبإبتسم ومال علي اذنها وهمس
إتخضيتي
نفسا عميقا
أخرجته وأردفت برقة وهي تضع كفاها باحتواء كفاه المحاطين لخصرها
شوية بس في الأوللكن لما ريحتك وصلتني علي طول إطمنت
تنهد براحة ومال علي وجنتها واضعا قبلة حنون ثم انتصب بوقفته وبات ينظر علي البحر مع إحتفاظه باحتضانه لحبيبته
سألته باهتمام حبيبة
اتغديت
عقب مبتسما علي سهوها
لحقتي تنسي بالسرعة دي!
واسترسل مذكرا إياها
هو أنا مش قايل لك في التليفون إن سيادة الرئيس بعت جاب لنا غدا لما لقي الإجتماع طول
حولت وجهها إليه وابتسمت برقة وعقبت وهي تنظر داخل مقلتيه بوله
هو أنت خليت فيا عقل افتكر بيه حاجة غيرك
ما تيجي نروح...نطقها وهو يغمز لها بإحدي عيناه بوقاحه فضحكت وتحدثت بدلال
وبعدين معاك يا ياسين
واسترسلت وهي تنظر للأمام من جديد
خلينا نستمتع بمنظر الغروب وبعدين نبقي نروح
صمتا قليلا وباتا ينظران لروعة الغروب بعيون مبتهجة مع تشديد ضمته الحنون لهاقطعت صمتهما الهادئ وتحدثت وهي تتطلع إليه من جديد
بالمناسبة يا ياسينأنا عزمت الرائد كارم على الغدا بكرة عندنا
ضيق عيناه ونظر لها بعدم إستيعاب لما نطقت به للتوسألها مستفسرا بتعجب
كارم مين ده اللي عزمتيه!
بنبرة حماسية أجابته بايضاح
الرائد كارم يا حبيبيالحارس الشخصي بتاع أيسل
علي عجالة هتف مستفسرا
وشفتيه فين الرائد زفت علشان تعزميه!
قال جملته وفك وثاق ذراعيه من حول خصرها ثم ابتعد تاركا إياها ووقف مقابلا لها منتظرا لإجابتها علي أحر من الجمر وهو ينظر لها بملامح وجه حادةبنبرة هادئة أجابته بإبانة رغم تعجبها من طريقته المتهكمة
شفته لما كنت خارجة من عند الباشا وهو كان موصل سيلاعزمته يدخل يشرب فنجان قهوة مع ماما علشان يتعرف عليهاإعتذر وقال إن مامته مستنياه على الغداء
ثم رفعت منكبيها واسترسلت مبررة لتصرفها الأحمق
مش عارفة ليه حسيت إني إتحرجتولقيتني بعزمه على الغداء
واستطردت لإعلامه
على فكرة يا حبيبيأنا قلت لماما ثريا وهي ما عندهاش مانع.
إشتعلت عيناه ڠضبا وهتف متهكما
آهده أنا علي كدة طلعت الطرطور آخر من يعلم
وضع كفاه داخل بنطاله واستطرد سائلا إياها بنبرة ساخرة
طب ممكن الهانم تتكرم وتقول لي إيه اللي مطلوب مني!
شعرت بحزن تسلل داخلها وأردفت مستفهمة بنبرة خجولة أصابتها بفضل تهكمه عليها وتقليله من شأنها بتلك الطريقة المهينة
هو فيه إيه يا ياسين!
إنت ليه كبرت الموضوع بالشكل ده
واستطردت مستفهمة بنبرة حزينة
ومالك كدة بتكلمني وكأني إرتبكت جرم!
رمقها بنظرات حاړقة ولو كانت النظرات ټقتل لأنتهي أمرهاهتف بحنق بين أظهر كم الڠضب الذي أصابه حينما استمع الى حديثها الذي أشعل جسده بڼار غيرته العمياء علي من ملكت الفؤاد واستحوذت علي كل ياسين
ثم أخرج يداه ورفعهما في الهواء وهو يهتف مستكملا وصلة تهكمه الغاضب عليها
جرم إيه لا سمح
متابعة القراءة