قلوب حائرة

موقع أيام نيوز

بعيناي حنون 
عاملة إيه يا حبيبي
بقيت أحسن لما شفتك...نطقتها بإبتسامة مشتاقة وصوت متحشرج جراء نومهاضحكت عيناه وبرغم ما يحمله من ألام تأن الجبال من ثقل حملها إلا أن كلماتها نزلت علي قلبه كزهرة برية داعبتها نسائم الصباح فأنعشتها وجعلتها تتمايل بدلال
أمسك كفها وقام بوضع قبلة ناعمة نالت استحسانها وجعلتها تبتسم ولمعة عشق سكنت عيناها جراء حنانه التي شعرت به من خلال شفتاه التي نطقت فوق كفهاجلس بالمقعد المقابل لها وسألها 
بقيتي أحسن
الحمدلله...نطقتها لطمأنته في حين هتفت سهير لإعلامه 
اسكت يا ياسين علي اللي حصل لها بعد ما مشيتو
نظر لها بترقب واردف علي عجاله 
خير يا ماما
جلست بالمقعد المقابل له بجوار إبنتها وأردفت بإبانة 
يادوب إنتوا مشيتوا من هنا وهي تعبت قوي وفضلت تصرخدكتور أحمد ومراته الدكتورة منى جم بسرعة وكسروا لها حقن وفضوها في المحلول وفضلوا جنبهاوفين وفين لما اتحسنتوما نامتش غير بعد أذان الفجر يا قلب أمها
هتف معاتبا إياها بنبرة مړتعبة 
وأنا فين في كل ده يا ماما 
واستطرد غاضبا 
وإزاي أحمد ما كلمنيش في التليفون زي ما قلت له
أمسكت كفه ونطقت بنبرة حنون في محاولة منها لاستدعاء هدوئه 
إهدي يا حبيبي ماحصلش حاجةدكتور أحمد فعلا كان هيبلغكلكن أنا اللي طلبت منه ما يتصلش بيك لاني عارفة قد إيه إنك تعبان وجسمك محتاج للراحة
اشاح بوجهه ونظر إلي سهير وتحدث معاتبا 
طب وليه حضرتك ما كلمتنيش إنت يا ماماده أنا مأكد عليك وقايل لك لو أي حاجة حصلت لها تتصلي بيا علي طول
عقبت علي حديثه بإبانة 
كنت هكلمك إزاي بس يا ابني وإنت ماشي من هنا بتنام علي نفسك
تنهد بأسي وإجتاح داخله شعورا بالعجزثم حول بصره إلي تلك الممددة فوق تختها ونظر عليها مټألما لحالهاضغطت علي كف يده بمؤازرة وتحدثت 
خلاص بقي يا حبيبيما أنا كويسة قدامك أهو
أومأ لها بهدوء ووضع كفه يتحسس جبهتها بحنان وعيناي متأسفةإنسحبت سهير متعللة بذهابها إلي الكافيتريا لتناول كوبا من قهوة الصباح تبدأ به يومهاتحرك من مقعده وجاورها الجلوس وأخذها بداخل أحضانه بعدما إعتدلتتنفست براحة بعدما أغمضت عيناها وكأنها وجدت ملاذها داخل أحضانه الحنونأبعد وجهها من جديد وغاص بالنظر داخل عيناها ثم أردف بنبرة تقطر عشقا 
أنا بحبك أوي يا مليكةعلشان خاطري إتحملي لحد ما تقومي لي بالسلامة إنت ومسك
واستطرد بۏجع ظهر بصوته واظهر كم الألم الساكن داخله من هول ما حدث معه مؤخرا وقلب حياته رأسا علي عقب 
أنا خلاصمابقتش حمل صدمات تانيكفاية عليا اللي أنا فيه
بإبتسامة حانية وعيناي عاشقة أجابته 
طمن بالك من ناحيتي يا ياسينأنا كويسة
مال علي شفتها وقام بوضع قبلة رقيقة نالت إستحسانهاثم ضمھا من جديد لأحضانه وبشدة ثم بات يتنفس بسكونضل علي وضعيهما بضعة دقائق حتي شعر كلاهما باستكانة داخل أحضان الأخرقطعت هي الصمت عندما تحدثت بنبرة خجلة 
أنا مكسوفة من نفسي قوي من اللي عملته مع طارق
واستطردت باستنكار 
مش قادرة أتخيل إن أنا شكيت فيه في الوقت اللي كان بيحاول يحميني أنا وولادي من شړ الخبيثة اللي اسمها لمار
أخذ نفسا عميقا ثم ظفره بهدوء وتحدث بعدما نظر داخل عيناها الحزينة 
ممكن ما تفكريش في الموضوع ده وما تحمليش نفسك فوق طاقتها علشان ما تتعبيش
واستطرد شارحا كي يخفف من وطأة حزنها 
وبعدين إنت معذورة في تفكيركالموضوع كله كان ملخبط وأنا وطارق كنا بنحاول نداري على الموضوع على قد ما نقدر علشان اللي إسمها لمار ما تلاحظش وتاخد احتياطاتها
هتفت بتيهة وهي تنظر إليه ذهول 
ولمار دي كماندي طلعت حكايتها حكايةأنا مش مصدقه لحد الوقت اللي حصل يا ياسينإزاي جت لها الجرأة تخدعنا وتعيش في وسطنا ثلاث سنين بحالهمإزاي كانت عايشه في وسطنا وبتاكل من عيشنا وملحنا وفي نفس الوقت قادرة تطعنا كلنا في ظهرنا بالطريقه الباشعه دي
واستطردت بعدم إستيعاب
حقيقي أنا مصډومة من كل اللي حصل ومش قادرة استوعبه
واسترسلت پتألم 
ولا عمريا تري إيه احساسهأكيد شعور الغدر والكسرة مسيطرين عليهمافيش أصعب من غدر الحبيبوعمر إطعن علي إيد أكتر حد أمن له في حياتهمراته اللي كانت بتنام في حضنه
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بضيق أظهر كم اليأس الساكن داخله وتحدث شارحا
عمر أمره سهل ومقدور عليه يا مليكةده راجلومهما كانت الضړبة قوية ووجعته مسيرة مع مرور الزمن هينسي ويكمل من تاني حياته
واستطرد وهو ينظر إليها بۏجع ظهر بين داخل مقلتاه 
تعرفي أنا إيه اللي قاهرني بجدالبنت يا مليكهالبنت بريئة واتظلمت وهتعيش طول عمرها شايلة وصمة عار أمها فوق جبينها
واستطرد بقلب ېتمزق 
إزاي هتقدر تكمل حياتها في وسط نظرات الناس اللي مابترحمشومنين هتجيب القدرة اللي تواجه بيها المجتمع اللي دايما هيشوفها بنت واحدة مچرمة عاشت جاسوسة في بيت أبوها سنين علشان تدمر عيلتها البنت موقفها صعبصعب قوي يا مليكة
تنهدت پألم فسحبها من جديد لداخل أحضانه وتحدث معتذرا بعدما وعي علي حاله 
شفتي إزاي جرجرتيني في الكلام وخلتيني أنسي تحذير الدكتورة
وأستطرد وهو يقبل رأسها 
أنا أسف يا قلبيحقك عليا
إبتسمت وتنهدت براحةثم أراحت رأسها وظهرها علي صدره لتنال قسطا من الإستجمام والتي لا تشعر به إلا بحضرته وداخل ضمته
داخل حديقة منزل رائف
يجلس مروان حول الطاولة المستديرة وتجاوره تلك الليزا والتي أصبحت مسؤلة منه بحكم أنه الوحيد التي تقبلته الصغيرة بعدما كانت تصيح دائما وتنطق بإسم المربية
الخاصة بها وتطلب الذهاب إليهاتفهم مروان طلبها وبدأ بمجاراتها وإلهائها بالألعاب وتقديم بعض الحلوي ومنها مثلجات فاكهة الفراولة المحببة لديهاوالتي إستطاع علمها من بين كلماتها الغير مفهومة جراء حداثة سنها 
أمسك الشوكة وبدأ بإطعامها تحت سعادة الصغيرة من ذاك الإهتمام التي تتلقاه علي يد ذاك الفتي وهذا الشعور التي حرمت منه منذ نشأتهاأما أنس فكان يجاورهما الجلوس يتناول طعام إفطاره بصمت تامحيث أن ثريا قد قدمت إليهم الطعام بمساعدة العاملات وعادت إلي الداخل من جديد كي ترتدي ثيابها إستعدادا للذهاب هي ويسرا إلي المشفى للإطمئنان علي مليكة وأخذ بعض الأطعمة لها ولوالدتها
أشارت الصغيرة ونطقت ببعض الكلمات الغير واضحةكان يحادثها بالإيطالية التي تعلمتها الصغيرة من الجليسة الخاصة بها كي تفهم عليهسألها مستفسرا وهو يشير إلي تلك السلة المحملة ببعض أنواع الفاكهة 
أتريدين ثمرة موز ليزا
أومأت له بسعادة لتفهمه مقصدها وتحدثت
نعم
فابتسم لها وبسط يده والتقط إحدي الثمار ثم نزع عنها القشرة وتحدث بسعادة لشعوره تحمل مسؤلية أحدهم مع مسؤلية شقيقاه الصغيران 
هيا إفتحي فمكسأطعمك إياها بنفسي
تهلل وجهها وقضمت قطعة وبدأت بمضغهاسأله أنس الذي تابع الحوار بإهتمام بالغ
هو أنت عرفت منين إنها عاوزة موزة يا مارو
تابعت نظرة عنيها يا أنسده غير إنها نطقت كام حرف منه فقدرت أفهم...هكذا أجاب شقيقه فوافقه الأخرنظر كلاهما علي صياح ذاك الغاضب الذي دخل للتو من البوابة الحديدية محمولا علي كتف طارق بعدما رفض تناول طعام الإفطار بجانب جده عز وأتي يتناوله مع أشقائه وجدته ثريا كما تعودوما أن رأي حمزة يطعم الصغيرة حتي شعر بالغيرة تتسلل إليه وټقتحم قلبه البرئ
إنتوا قاعدين تأكلوا البنت دي وسايبين عزو جعانوالله لأقول لمامي ونانا
هلل أنس بسعادة وتحدث مرحبآ بشقيقه الأصغر الي إشتاقه
عزوووووو
لم يعر لسعادة شقيقه وترحيبه أية إهتمام لحالة الغيظ الشديدة التي تملكت منهبل ضل يرمق تلك الدخيلة بنظراته الساخطةرفع طارق
تم نسخ الرابط