قلوب حائرة
المحتويات
قرب وهي تجاور زوجها الوقوف بجانب باب المكتبألقي بنظراته الأشبه بالأسلحة الفتاكة ثم أندفع للأمام متخطيا وقوفيهما وكاد أن يصل إلي الباب الخارجي لولا صوت تلك التي تحدثت إليه باستفسار
مش حضرتك اللي مراتك إتقتلت في أوتيل هنا في ألمانيا من كام يوم
تسمرت ساقاه بالأرض وألتفت يتطلع عليها بإستغرابأما سليم فحول بصره عليها سريعا وبات ينظر لها باستغرابفاسترسلت هي بتأكيد
بنبرة حادة أردف سليم مؤنبا إياه
يعني إنت جاي لحد بيتي وقاعد تلف وتدور وتألف لي في قصص وهمية وعامل لي فيها رجل المخابرات الأول علي صبري!
واستطرد متهكما بسخط
لا وراسم لي دور الوطنية وماسك منصب في المخابرات وقضية أمن دولة ومعرفش إيهوأنت جاي تدور علي اللي قتل مراتك
هو فعلا ظابط في المخابرات الحړبية يا سليمأنا قريت ده علي الموقع الإخباري قبل الخبر ما يتحذف بعد دقايق من نشره
وضع كف يده ومسح به وجهه بإرهاق وألم ظهر عليهفشعرت به فريدة التي تحدثت إلي زوجها بإستفسار
هي إيه الحكاية يا سليم
بنبرة حادة وعيناي غاضبة هتف سليم بامتعاض
بنبرة جادة تحدث بإبانة
أنا ما قصدتش أهددكأنا لما لقيتك رافض تساعدني اضطريت أكلمك بالطريقة دي علشان أجبرك علي إنك تتعاون معايا
واستطرد بصدق ظهر بين داخل عيناه
أنا كل اللي عاوزه هو إني أعرف مين اللي عمل كده في مراتي.
أرجوك تساعده يا سليم
واستطردت وهي تشير لذاك الواقف بالدخول إلي حجرة المكتب من جديد
إتفضل يا حضرة الظابط وأكيد سليم لو في إستطاعته يساعدك مش هيتأخر
فريدة...كلمة نطقها سليم بنبرة حادة وعيناي تطلق تحذيرا متوعدا
ترجته بعيناها وتحدثت وهي تمسك كفه لتحثه علي الموافقة
إكفهرت ملامحه وبسهو منه هتف بما كشفه أمام ذاك الداهي
إسكتي يا فريدة إنت مش فاهمة حاجةالموضوع كبير ودي مش مجرد قضية قتل عادية علشان أساعده فيها
واستطرد شارحا بتغافل منه
دي قضية مخابرات من النوع الأول وداخل فيها منظمة إرهابية وجماعات متطرفةيعني القتل ده أسهل حاجة عندهم
وبتتهمني بإن أنا اللي بلف وادور!
واستطرد لائما بتعجب
طب ولما أنت عارف كل حاجة عن القضية قاعد تتلائم عليا وعامل فيها مش فاهم حاجة ولا عارفني ليه!
بمتتهي الثقة عقب علي حديثه بصدق تام
أنا فعلا ما أعرفش شكلك ولا شخصيتكلكن بالنسبة لچريمة القتل أنا عارف كل تفاصيلهالأن الشرطة الألمانية لجأت لي في التحقيقات علشان أساعدهم
واستطرد بإيضاح لائم
وبيتهئ لي حضرتك أكثر واحد عارف إن ما ينفعش لا أتدخل ولا أكشف عن معرفتي لأي تفاصيل وصلتنيأنا مش عايش في بلدي يا حضرةأنا واحد مغترب أنا وأسرتي ولازم أمشي جنب الحيط وأتجنب المشاكل
أنا قلت لك إني هحميك...جملة قوية نطقها ياسين بثقةتنهد سليم وزفر بقوة والحيرة سكنت عيناهشعرت أميرته بحيرة قلبه وضميره الحيوتردد عقله الواعي الذي يدرك جيدا كم المخاطر التي تكمن داخل ذاك الموضوع الأشبه بقنبلة موقوته والتي ستنفجر حتما بوجه من يتجرأ علي الإقترب منهاتحدثت بنبرة هادئة
تعال نتكلم بهدوء ونشوف إزاي ممكن نساعده في إنه يرجع حق مراته
مبدأيا كدة إنت تبعدي عن الموضوع ده وماتدخليش فيه نهائي...جملة مړتعبة نطقها سليم بحدة خشية علي متيمة روحه من أن يصيبها مكروه من هؤلاء الخارجون عن القانون
أومأت له لتستدعي سكون روحهتنهد بأسي ثم نظر إلي ياسين من جديد وتحدث مرغما وهو يستدعيه للعودة إلي حجرة المكتب من جديد
إتفضل
تقدمهما ياسين وجلس بعدما أشار له ذاك السليم بالجلوس
داخل الحجرة الخاصة بأيسلحيث كانت تجلس القرفصاء ودموعها تنهمر فوق خديها بغزارةخليطا من المشاعر تجتاح داخلها لتحدث ضجيجا وتجعل من عقلها مشوشاشعورا بإنشطار قلبها لاجل غاليتها التي إستعجلت الرحيل تاركة عالمها قبل الأوانوشعورا بالذنب يتأكل من روحهاتعض أصابعها ندما علي ما أقترفته من خطئ فادحا بحق تلك الراحلةصوتا عاليا داخلها دائما ما يؤنبها ويحملها جزءا كبيرا مما حدثيحدثها داخلها لو أنها لم تنصت لتحذيرات والدتها واخبرت حينها أبيهالكانت نأت بحال والدتها من الهلاك
وما زاد من أحزانها وجعل من ثقل أحمالها تتزايد وتكاد تقطم ظهرهاهو مكالمتها الهاتفية مع أستاذها بجامعة هايدلبرغ الألمانية والذي أخبرها بأن الجامعة لا يوجد بها فرعا لدراسة الطب البشري بالقاهرة
أخرجها من شعور الذنب الذي يعتصرها داخل مفرمته القاسېة إستماعها لبعض طرقات فوق البابعلي عجالة جففت دموعها ثم سمحت للطارق بالدخولفتح الباب ودخلت منه تلك الرقيقة التي تحدثت علي استحياء
ممكن أدخل
تعالي يا سارة...نطقتها بصوت خاڤت حزينتحركت إليها وجاورتها الجلوس فوق تختها وتحدثت بنبرة حزينة لأجل صديقتها
لحد إمتي هتفضلي حابسة نفسك في أوضتك كدة يا سيلا
إنت كدة بتدمري روحك
أجابتها بدموعها الحارة
مش قادرة أشوف حدحاسة إني فقدت القدرة على كل حاجة
تنهدت سارة لأجلها وتحدثت في محاولة لإخراجها من
تلك الحالة المؤلمة
لو حابة تريحي طنط ليالي يبقي حاولي تخرجي من اللي إنت فيههي أكيد حاسة بوجعك ده ومش مبسوطة علشان اللي إنت عملاه في نفسك
أردفت شارحة بنبرة مټألمة
لو فضلت قاعدة في إسكندرية يبقي عمري ما هرتاح يا سارةأنا راحتي الحقيقية إني أرجع ألمانيا تاني وأبعد عن هنا خالص
واستطردت وهي تهز رأسها برفض أظهر كم الألم التي تشعر به روحها المعذبة
مش هقدر أشوف بابي عايش حياته مع اللي إسمها مليكة ومكمل وسعيد من غير مامي
أردفت سارة بنبرة تعقلية
طول ما إنت بتفكري بالطريقة دي هتتعبي أكتر يا سيلاهوني علي نفسك يا قلبي
نظرت لها بترقب ثم تحدثت بنبرة مټألمة بعدما أنهمرت دموعها فوق وجنتيها
أنا كلمت دكتور عندي في الجامعة النهاردة علشان أعرف وضعي هيكون إزاي
نظرت لها سارة بترقب فاسترسلت الأخري بدموعها الحارة
الدكتور بلغني إن هايدلبرغ ملهاش فرع لدراسة الطب في القاهرة
واستطردت بإبانة
كلمت بابي وحكيت له علي اللي عرفته وأترجيته يخليني أرجع جامعتي تانيرفض وقال لي إنه سأل وعرف إن التحويل هيكون لجامعة القاهرة نظام الكريدت
واستطردت وهي تهز رأسها بذهول ورفض لواقعها المرير ولصفعاتها التي تتلقاها واحدة تلو الأخري
أنا ليه بيحصل لي كدة يا سوأخسر مامي وحلم حياتي في نفس الوقتليه!
واستطردت بروح محترقة
ده كتير قوي اللي بيحصل ده علياكتير...نطقت جملتها وأجهشت پبكاء مرير يقطع نياط القلبأخذتها الفتاة داخل أحضانها وباتت تربت علي ظهرها بحنان كي تهدئ من روعها وما أصابها من ألام وأحزان جعلت من روحها متوجعة
أما بالأسفل
تجلس منال محتضنة تلك الصغيرة التي أرسلت إحدي العاملات لديها لتجلبها من منزل ثريا كي تتأنس بها وتتعرف عليها أكثروذلك بعدما أستغلت خروج عمر وذهابه مع طارق لأحد الأماكن العامة كي يخفف من وطأة حزن أخيه وعزلته وما حدث له جراء تلك الطامة الكبري التي زلزلت حياته وجعلت من كيانه مبعثرا
كانت ټحتضنها وتبكي بمرارة علي ما أصاب عائلتهادخلت راقية كي تطمئن عليها وكعادتها الفضولية تستطلع علي أخر
متابعة القراءة