قلوب حائرة
المحتويات
حد وخصوصا عزمش عاوزة الكلام يجرحه أو يأثر في نفسه
رد بسكون تعقيبا علي حديثها
إطمني يا ثرياأمر عز يهمني زي ما يهمك ويمكن أكترعلشان كدة عمري ما هخليه عرضة لأي شعور ممكن يأثر عليه بالسلب
متشكرة يا عبدالرحمن...نطقتها قبل أن تستمع لتلك التي خرجت عليهم من الداخل وتحدث متعجبة
ثريا!
إنت هنا من أمتي!
وإنت ليه ما ندهتش عليا يا عبدالرحمن علشان أجي أقعد معاكم
واستطردت وهي تلوي ثغرها بتهكم كعادتها
ولا زي عوايدكم كنتوا بتقولوا كلام ومش حابيني أسمعه
طول عمركم معتبريني غريبة عنكم يا ولاد المغربي
تنفس عبدالرحمن بضيق وهزت ثريا رأسها بيأس وتحدثت
كلام إيه بس اللي هنقوله من وراكوحدي الله يا راقية
أنا لقيت نفسي زهقانة من قعدة البيتقولت أجي أقعد معاك إنت وعبدالرحمن شوية وأشرب معاكم فنجان قهوةولسة داخلة حالا ما لحقتش حتي أخد نفسي
إقتربت من مجلسيهما وسحبت مقعدا وجلست ثم تحدثت بارتياح لعلمها لشخص ثريا التي لا تنطق إلا بالصدق
نورتي وشرفتي البيت يا أم رائف
يا هالةإنت يا هالة
أتت تلك المسكينة وما أن رأت ثريا أمامها حتي انفرجت أساريرها وتحدثت باحتفاء شديد
وانا أقول البيت منور ليه كدةأتاري عمتي ثريا مشرفانا
إبتسمت ثريا وردت بحبور
ربنا يكرمك يا هالة يا بنتيإزيك وإزي الولاد
عقبت بنبرة سعيدة
في نعمة الحمدلله يا عمتي
هو أنت ما صدقتي وفتحتي في الرغي
واسترسلت أمرة
ادخلي يلا إعملي قهوة لعمتك وليا أنا وعمك
تنهدت ثريا بأسي لأجل تلك التي لا تراعي حدود الله في تعاملها مع زوجة ولدها الهادئةفي حين أردف عبدالرحمن متهكما بلهجة حادة
تصدقي بالله يا راقيةإنت ما كان ليك واحدة أميرة وطيبة ومطيعة زي هالة
إنت كنتي تستاهلي واحدة تطلع القديم والجديد علي جتتك
خرجت إبتسامة من ثغري ثريا وهالة رغما عنهماوانسحبت هالة إلي الداخل لصنع القهوة بعدما شكرت والد زوجها الخلوق علي مدحه لها
أما راقية التي احتدت ملامحها وهي ترمق عبدالرحمن بنظرات غاضبة ثم تحدثت إلي ثريا تشتكي لها
شوفتي إبن عمك وعمايله يا ثرياعلي طول كاسر كلمتي قدام مرات إبنه لما قواها عليا
عبدالرحمن خاېف عليكي يا راقيةهالة طيبة وبنت حلال وحمالة أسيةوإنت طول عمرك بنت أصول ومايصحش تعامليها بالشكل ده
عقب علي صياحها موضحا حديثه
هو أنا علشان بقول لك إتقي الله في البنت أبقي بكسر كلمتك
واسترسل بتوجس لإخافتها علها تتراجع عن أفعالها تلك
أنا خاېف للي بتعمليه يترد في بنتي وحماتها تعاملها بنفس معاملتك ل هالة
رسمت علي ملامحها البرائة وأردفت بادعاء مبررة أفعالها
هو أنا كنت عملت إيه بس يا جماعة لكلامكم ده كلهأنا بعاملها كويس والله وعمري ما أذيتهاأنا بس بشد عليها شوية لمصلحتها
نظر عبدالرحمن إلي ثريا وتنهد بأسي جراء يأسه وتأكده من عدم تغير تلك المستبدة
بعد أن إطمأن علي حمزة وأيسل وتأكد من دخولهما في النوم صعد إلي خاطفة أنفاسه حيث أصبح لم يعد يطيق الإبتعاد عنها ولو مجرد سويعاتفقد سويعات ويعود إليها مهرولا كي يرتمي داخل أحضانها لينعم بدفأها وحنانها الذي عاش عمرا كاملا في البحث عنه وبالأخير عثر عليه بعد عناء
دخل من باب الحجرة دون إحداث ضجيجا كي لا يزعج عزيزتاهنظر علي مهد صغيرته وجدها غافية داخله بسلامإقترب عليها وبات يدقق النظر لها ويراقب حركاتها التي تؤسر بها قلبه
تهلل وجهه ودون إدراك منه إرتسمت إبتسامة واسعة حين رأها تضع إبهامها داخل فمها وتمتصه وكأنها تتخيله صدر أمها
شعر بإنتعاشة وانتشاء بروحه ككل مرة يري فيها تلك الساحرة الصغيرة خاطفة قلبه تماما مثلما فعلت والدتها بقلبه المغرم بعيناهابحذر شديد مال بطوله الفارع مقتربا من وجنتها الوردية وقام بوضع قبلة متلهفة مع اتخاذه الحذر والحيطة كي لا يزعجها وتستيقظ من غفوتها
إنتصب من جديد وصوب بصره علي باب الشرفة وتأكد أن متيمته داخلها حيث كان موارباتحرك إليه وجدها تجلس فوق المقعد الهزاز مسترخية حيث تلقي برأسها للخلف مع غلقها لعيناها في محاولة منها لأخذ قسطا من الإسترخاء علها تزيل من خلاله توتر يومهاوقف خلفها وقام بالإنحناء ليقبل جانب كريزتيهاإبسامة جذابة إرتسمت فوق ثغرها فور تأكدها من حضور حبيبها الذي تحدث بجانب أذنها بنبرة أسرتها
حبيب جوزه اللي مدلع نفسه
رفعت بصرها لتنظر داخل مقلتيه بسحر أسر قلبه
وتحدثت بنبرة أنثوية أشعلت صدره
وحشتني
وإنت كمان وحشتيني يا عمري...نطقها بعيناي مشتاقةتحرك حتي وقف أمامها ثم أمسك كف يدها وحثها علي الوقوف وعلي الفور استجابتجلس هو فوق المقعد وجذبها برقة لتجلس بمكانها المفضل فوق ساقيه وقام باحتضانها وډفن رأسه داخل صدرها مما أسعد تلك العاشقة التي لفت ذراعيها حول عنقه بعناية وهمست
بحبك يا مالك قلبي
بعيناي مغمضتان إبتسم باسترخاء ثم تنفس بانتشاء وراحة أظهرت كم السکينة التي توغلت بروحه من مجرد الإرتماء داخل أحضانها الدافئة والتي لم يشعر بها إلا من خلال ضمتها وفقط
أجابها وهو يشدد من ضمته لها
حبيبي إنت
سألته بنبرة هادئة
أنا كنت فاكرة إنك هتبات في ڤيلا الباشا النهاردة
واسترسلت بايضاح
أقصد يعني علشان أيسل ماتضايقش
رد عليها بارتياح ظهر بصوته
أيسل الحمد لله أحسن كتير الفترة ديمن وقت ما بدأت تنتظم في جلساتها مع الدكتور وأنا حاسس بتغيير كبير في شخصيتها
إبتسمت لتيقنها من السبب الخفي وراء تحسن الحالة المزاجية لتلك المتمردة لكنها احتفظت به لنفسهاواسترسل هو من جديد
إنت مش متخيلة أنا قد إيه ارتحت بسبب الموضوع ده يا مليكة
أجابته بابتسامة
ربنا يهديها وترجع زي الأول وأحسن ويريح قلبك يا ياسين
يارب يا حبيبي...نطقها وشدد من احتضانها ثم استمع كلاهما لصوت ذاك المشاكس الذي تحدث تحت انتفاض جسد مليكة وفزعها أثر المفاجأة
بابي
رفع ياسين وجهه لينظر علي ذاك الواقف بجوارهما بهيأة مبعثرةعيناي ناعسة وشعر رأس مشعثا حيث فاق من غفوته مشتاقا إلي أبيه وبدون تفكير تحرك من غرفته المشتركة مع أنس وجاء إلي غاليه كي يغفو بأحضانههبت مليكة واقفة وتحدثت وهي تنحني من صغيرها كي تصبح في مستواه
مالك يا قلبي إيه اللي صحاك
رد الصغير وهو ينظر إلي أبيه
عاوز أنام في حضڼ بابي
إنتفض قلبه وهتف سريعا وهو يحمله ويضمه ويثبته داخل أحضانه
تعالي يا حبيبي
لف الصبي ساعديه الصغيران حول عنق أبيه وډفن وجهه داخل ثنايا عنقه وبنبرة طفولية تحدث بصوت ناعس
أنا بحبك قوي يا بابي
ضمھ ياسين إلي صدره واسترخي فوق مقعده إلي الخلف وتحدث بنبرة تقطر حنانا وهو يقبله من وجنته
وبابي بيحب عزو قوي
جلبت مليكة من الداخل غطاءا وغمرت به جسد الصبي ثم قامت بوضع قبلة حنون فوق جبينه مع لمساتها الحنون لشعر رأسه مما جعل الصغير يبتسم بحبور ويغمض عيناه مستمتعا بحنان والديه الذي غمراه به
جلست بمقعد مجاور في حين تحدث الصغير بعدما وضع قبلة علي عنق والده عبر له من خلالها عن كم الحب والاشتياق الذي يحملهما داخل قلبه إلي والده
بابيأنا عاوز أنام في حضنك علي السرير بتاعك إنت ومامي
بنبرة حنون طمأنه وأشبع حنينه
حاضر يا قلبيهنيمك في حضڼي أنا ومامي
حبيبي يا بابي...نطقها بنبرة أظهرت نعاسه وبعد قليل دخل
متابعة القراءة