رواية روعة
المحتويات
بيه برسم ملامحكو وبشوف وشوشكو عمرى ما حسيت انى فيه حاجة ناقصة
طالعه محمود من جديد هذا ليس طفلا فى التاسعة ابدا بل هو رجل فى حكمة السبعين ربت على كفه قائلا انت عاوز تعرف ايه يا على انا كويس يا حبيبى
ابتسم على قائلا حضرتك قررت بعد سنين طويلة نرجع مصر رغم ان ماما ماټت من خمس سنين فليه التوقيت ده بالذات وبعدين طول الوقت حاسس انك تعبان وبتخبى
وقبل ان يرد سمير شعر الاثنان بباب الشقة يفتح فمال سمير الى ولده هامسا بحزم على اوعى تتكلم قدام اختك فى حاجة
كان على يريد ان يكمل حديثه او يسأله عن سر عدم رغبته فى الافصاح عن مرضه ولكنه رضخ لابيه وقال فى ادب حاضر يا بابا
رد سمير وعلى وعليكم السلام
ابتسم سمير قائلا اه بس الكافيه خد منى مجهود واضاف بضحكة حاول جيدا ان تبدو طبيعيه الظاهر انى كبرت وعجزت خلاص
ابتسمت ايلينا وهى تدلك رقبتها عجوز ايه يا بابا انت لسة فى عز شبابك
قال سمير فى اهتمام طمنينى عليكى اخبار الشغل ايه
مدت ايلينا شفتيها قائلة في سعادة ماشى الحال الشهر اللى اتحطيت فيه تحت الاختبار عدى خلاص وهبدأ اشتغل فى ازياء هتنزل فى الكوليكشن بتاع الموسم الجاى متتخيلش انا قلقانة قد ايه
هزت ايلينا رأسها قائلة التصميمات اللى انا قدمتها تعتبر غريبة شوية ومش عارفة الناس هنا هتستقبلها ازاى
وتنهدت وهى تنظر الى ابيها قائلة انا بحب اكون دايما عند ثقة اللى قدامى ويوسف ادانى ثقته وانا مش عايزة اخذله
تنحنحت ايلينا وقالت ماهو الشركة اللى بيديرها الباش مهندس يوسف وهوا ادانى كل الصلاحيات
نظر سمير فى عينى ابنته للحظات فارتبكت وتراجعت قائلة انا هروح اغير هدومى عشان نتغدى سوا
واتجهت ايلينا الى غرفتها وقفت تتأمل نفسها امام المرآة لحظات وهى تعبث فى شعرها فى شرود وتتساءل لماذا ارتبكت هكذا حين ذكر اسمه لماذا طالعها والدها بتلك النظرة هى لا تنكر مطلقا انها تعجب بذكائه ورجاحة عقله ففى هذا العمر يدير هذا الصرح الكبير ليحفر له اسما ناجحا واضحا فى سوق رجال الاعمال يعجبها انضباطه وجديته وايمانه بموهبتها فقد وافق على المغامرة بطرح
الفصل الثالث
تابعته في شرود وهو يتفحص آخر ما أنجزته من تصميمات على حاسوبها الصغير عبثت باحدى أطراف حجابها المتدلية على كتفها في ابتسامة لا تعرف كيف تستوطن شفتيها كلما تأملته عن قرب هكذا نظر اليها بابتسامة رضا محت بسرعة ابتسامتها البلهاء تلك وهو يقول في حماس التصاميم غريبة بس جميلة انا شايف ان شاء الله شركتنا هتنفرد بيها
اغلق يوسف الحاسوب أمامه ونظر لها فى تمعن داعب ذقنه بسبابته لحظات قائلا قلقانة
هزت كتفيها محاولة التظاهر بالثبات من هجوم نظراته المباغت دون أن تتحاشاه قائلة أكيد حضرتك شيلتنى مسئولية واسم المجموعة ودى حاجة مش سهلة أبدا
رفع يوسف حاجبيه وخفضهما قائلا في تقدير مكنتش هعمل كدة لو مكنتش واثق من النجاح واضاف وهو يشبك اصابعه ويميل اليها قليلا معطيا الفرصة لعطره أن يتسلل الى أنفها ليربكها أكثر وواثق كمان انك اضافة كويسة للمجموعة تراجعت للخلف وتنحنحت لتستعد ان ترد مجاملته وقبل أن تفعل فتح الباب عنهما نظر يوسف الى الفتاة قائلا فى ڠضب وبفرنسية سليمة جينا ماذا تفعلين هنا وكيف تمكنت من الدخول الى مكتبى
ابتسمت فى خبث قائلة اتعني الى مصر
أم الى عملك
زفر فى نفاذ صبر وهو يترك ذراعيها في ملل الاثنان
مالت بوجهها قليلا لتنسدل خصلة من شعرها على وجهها فى اثارة وهي تقول أنسيت أنني مضيفة طيران ياعزيزي كان لدي رحلة إلى مصر وبمجرد أن وطئت قدمي أرض وطنك قدمت إلى هنا مباشرة لأستزيد برؤية عينيك البنيتين هاتين وملامحك التى أعشقها يا فارسي الجميل
نظر يوسف الى ايلينا التى أشاحت بوجهها الى الاتجاه الآخر وهو يتنهد ظنا أنه قد افلت فهى لا تعرف الفرنسية على حد علمه عليه أن يتظاهر بأقصى درجة من الجدية اذن لتظن أنها مجرد عميلة أجنبية تتعامل بوقاحة الغرب وانفتاحهم ليس أكثر الټفت الى جينا قائلا في صرامة جينا لا تخدعي نفسك لم تكن بيننا هذه العلاقة أبدا علاقتنا كانت عابرة خالية من أي مشاعر علاقتنا كانت للمتعة فقط أنا لم أخدعك فلاتوجد أنثى على وجه الأرض بامكانها تحريك مشاعر يوسف البدرى
اقتربت جينا وأمسكت بياقة قميصه قائلة في دلال أواثق أنت أنني لم أفعل أم أنني لا استطيع أن أفعل
زفر في ضيق وهو ينزل كفيها أخبرتك أن تتوقفي عن هذا
التفتت جينا الى ايلينا ورمقتها من اخمص قدمها الى رأسها كأنها لم تنتنبه لوجودها سوى الان رفعت الثانية نظراتها اليها هذه المرة لتتواجه العيون بتحد لم يفهم له يوسف معنا نظرت جينا من جديد اليه قائلة وهى تكتف ذراعيها حسنا عزيزى انت تعرف اين انتظرك واعرف جيدا كم تشتاقنى وان تظاهرت بالعكس هل ستأتي
اراد يوسف ان يصرفها من امامه بأى طريقة فهو يخشى من تماديها أكثر من هذا فعض على شفته السفلى قائلا نعم سأفعل
ابتسمت فى ظفر وهى تتراجع للخلف وترسل له قبلة فى الهواء اغمض يوسف عينيه فى تقزز كأنه يمتنع عن استقبال تلك القبلة المجازية الټفت الى ايلينا التى كانت تشيح بوجهها عنه محاولة بقدر المستطاع اخفاء انفعالاتها وصډمتها فيه فقال لها بالفرنسية دون وعي اذهبي الى مكتبك الان ايلينا وسنتابع غدا انتبه للغة وحين هم ان يكرر ما قاله بالعربية وجدها ترد فى حنق بالفرنسية أيضا
حسنا سيدي نتابع غدا
اتسعت حدقتا يوسف وقبل ان تصل الى الباب لترحل ناداها قائلا فى تلعثم انتى بتعرفى فرنساوى
توقفت لحظات قبل ان تستدير له قائلة فرنساوى والمانى وانجليزى بعد اذنك
مرر يوسف يده فى شعره وهو يشده فى غيظ من هذه الفرنسية الغبية لا يحب ان تنتقل تلك الصورة عنه بين موظفينه او اهله وان كان والده قد علم بالمصادفة فلن يسمح لتلك المصادفة بالتكرار من جديد لايعرف حقا هل يمقت نمط حياته هذا ام يحبه ام هو مجرد اعتياد ورهبة من التغيير هل بامكانه ان يغير معتقده عن النساء يوما ما انهن لم يخلقن الا من اجل المتعة وان الزواج بمسئولياته قد يسلبه اياها عض على شفته السفلى فى حنق وهو يتذكر نظرة ايلينا له وحظه العاثر فى معرفتها بالفرنسية بينما كان يتحدث مع جينا بحرية ظنا منه انها لاتفهم اى شىء مما يقول حاول تذكر ماقاله وهو يجول فى مكتبه فى ڠضب حاول التنفيث عنه فرفع سماعة الهاتف اخيرا وطلب من هالة مديرة مكتبه الحضور وفى لحظات كانت أمامه نظر لها يوسف فى ڠضب أرعبها قائلا سيادتك كنتى فين
نظرت له هالة فى تساؤل فواصل يوسف بلهجة لاول مرة يحدثها بها الاقى الناس داخلة عليا من غير معاد وكأنها وكالة من غير بواب سيادتك ملكيش لزمة هنا ولا ايه
قالت هالة بسرعة وفى توتر يافندم انا روحت الحسابات عشان
بسط يوسف كفه امامه قائلا ولا كلمة انتى من النهاردة مش مديرة مكتبى وهنقلك مكان تانى لمعت الدموع فى عينى هالة ولكنها لم تؤثر تماما فى يوسف وحين همت بالحديث لتسوق له اى مبررات اكتفى يوسف بأن اشار الى الباب وقال فى اصرار على مكتبك وفترة مؤقتة وحد هياخد مكانك فذهبت من امامه وهو يلعنها ويلعن جينا فى سره كلما تذكر ماحدث وڼار غضبه تتأجج اكثر ولا يعرف لما غضبه يتضاعف اكثر لان المصادفة هذه المرة اختارت ايلينا بالذات زفر فى ڠضب وهو يغلق عينيه ويزيح تماما الفكرة عن رأسه نعم هى
مختلفة فى كل شىء وذكية ولكن اعجابه بها لا يتعدى اعجابه بموظف نشيط ومجتهد ولا يمكن ان يتخطى اكثر من ذلك فهى فى النهاية مجرد انثى والاناث لديه يخضعن لقاعدة لاتشذ عنها سوى أمه لم يستطع ان يبقى فى مكانه اكثر غادر المجموعة بعد ان ترك خبرا لزين وحسام برحيله وبينما كان يغادر طرد هاجسا قويا عن باله بلا رجعة هاجسا يدفعه الى الذهاب الى مكتبها وتقديم اى مبرر لما حدث ولكنه تراجع فلتعتقد ما تعتقد ولتذهب الى الچحيم ما شأنه فقد حدث ما حدث
قلقتنى ياسمير مالك هتف بها محمود في خوف بينما كان يجلس مع سمير على إحدى الطاولات فى مقهاه
وضع سمير جبينه بين سبابته وابهامه ليمسده قائلا خاېف اوى يا محمود
قطب محمود حاجبيه في قلق قائلا من ايه يا سمير ما تتكلم على طول
لاحت شبح ابتسامة يأس على شفتى سمير وهو يتنهد قائلا الدكاترة قالو خلاص اني حالة قلبى مش مستحملة
اغمض محمود عينيه فى ألم متذكرا ماعاناه سمير مع مرضه في الماضي وقال المړض ده لسة بتعاني منه
مسح سمير وجهه كأنه يخفي علامات ألمه البادية بوضوح على ملامحه قائلا طول عمرى متعايش معاه بس الظاهر خلاص هنجيب اخرنا مع بعض
مد محمود يده ليربت على كف سمير قائلا في حنان متقولش كدة يا راجل الدكاترة بتحب تهول خلى املك فى الله كبير
رفع سمير حاجبه قائلا انا مش خاېف على نفسى يا محمود انا خاېف على عيالى من بعدى مش هيبقالهم حد انا لما لقيت المړض بيتمكن منى رجعت بيهم على مصر على طول كنت خاېف يكملو باقى حياتهم فى الغربة وينسو كل اللى اتعلموه
ويبقو خواجات زى اللى عايشين معاهم لكن هنا اهو الاسم عايشين وسط اهلهم وناسهم
عض على شفته السفلى وهو يقاوم تأثير هذا الهاجس الصعب في تخيل قسۏة الحياة على أبنائه من بعده قبل أن يرفع رأسه مجددا ويضيف بلهجة كلها رجاء لو جرالى حاجة يا محمود عيالى أمانة فى رقبتك
قال محمود ودمعة تعاطف تلوح فى عينيه
ياراجل ان شاء الله تبقا كويس وتفرح بيهم وعيالهم وعيال عيالهم كمان واشاح بوجهه للحظات قبل
متابعة القراءة