رواية روعة

موقع أيام نيوز


ان كان فيه مسئوليات كتير وقتها ومكنش عندى رجالة كفاية 
ابتسم ايمن وهو يعقد ساعديه كأنه يدير صفقة 
كان اديك قولت بلسانك احنا فى دلوقتى بقا اعمل حساب حتى للمعرفة القديمة ايام انت وادهم ماكنتو اصحاب فى النادى ايام الجودو فاكر 
ابتسم فارس بصعوبة لينهى الأمر مسرعا 
ان شاء الله هحاول واكلمك فى اقرب فرصة 

صافحه من جديد وذهب مسرعا كأنه يفر من شبح وبالفعل هو يفر من شبح الماضى بكل المه وقسوته فالذى يقف امامه قد اصبح زوجا لحبيبته 
نعم حبيبته 
لن ينفض تلك الصفة عنها ابدا فقد دمغها قلبه بخاتمه منذ سنوات 
لم يعد هناك خلاص حتى بعد أن اختبر انانيتها وغرورها ستظل هى الانثى الوحيدة التى سكنت قلبه 
فريدة 
كم لها من اسمها نصيب 
فريدة فى حسنها الأخاذ 
في طباعها الشرسة التى لم يرى انثى عليها من قبل هي أشبه بنمرة صغيرة تخلبك بجمالها فتسقط صريعا لهواها لترقص فى النهاية على اشلائك بعد ان يفترس غرامها كل جزء فيك 
كيف يقبل بالعمل الى جوار ايمن الالفى بعدما علم بزواجها منه 
كيف ينظر اليها 
كيف يواجهها 
هذا لايمكن ان يحتمله 
كور قبضته وهو يتذكر اخر ما كان بينهما تلك الصڤعة التى انتهى بها كل شىء حين ذبحت رجولته بكلماتها 
لن يسامحها فقد سطرت بيدها اخر كلمات فى قصتهما 
ولكن 
ربما كانت هناك حسابات اخرى لم يتم تصفيتها بعد هناك أثمان كثيرة لم تسددها فريدة له 
ابتسم فى صمت وهو ينظر الى الباب الذى اغلقه منذ لحظات على يوسف وايمن 
جلس ايمن فى هدوء وفى المقابل جلس يوسف 
اخبارك واخبار ادهم ايه لسة برضه مقاطعك 
تنهد ايمن فى حزن واضح نادرا ما يراه عليه يوسف فأيمن شخص عملى للغاية ومشاعره قد يعتبرها البعض لاوجود لها من الاساس 
مش مقاطعين بعض اكيد بس مش زى الاول لسة مش قادر يسامح 
واشاح بوجهه مضيفا فى حزن 
انا كنت خاېف عليه 
مال يوسف اليه قائلا 
كان لازم تعرف هوا قد ايه بيحب مراته واللى بيحب مبيفقدش الامل 
وعاد ليستند بظهره الى كرسيه مواصلا فى شرود 
اسئلنى انا 
رفع ايمن حاجبيه وخغضهما 
انا بقا ريحت نفسى من كل الحسابات المعقدة دى كلها صدقنى مفيش اجمل من العقل لما بيمشى كل حاجة 
رد يوسف 
والسعادة 
لوى ايمن ثغره في تهكم 
يعنى ايه سعادة اصلا يا يوسف دى حاجة نسبية 
تمعن به يوسف للحظات واجابه بهدوء 
السعادة يعنى ممكن تكون لحظة من اللى عشتها زمان مع شهد 
ظلت عينا ايمن معلقة بصديقه دون ادنى رد فعل 
نعم يوسف يعلم بتلك القصة القديمة فحين بدأ بادارة كل اعمال والده كان ايمن يعود من نكبته فى حبيبته للعمل مع ابيه من جديد تعرف على يوسف فى هذا الوقت الصعب حين كان مختلفا تماما عن ايمن الذى يجلس امامه الان 
كان حزينا تائها يعيش حدادا طويلا على محبوبته وبالمثل كان يوسف شخصا اخر لا يعطى للمرأة اى اهمية ويحاول ان يهون عليه ويعرفه على غيرها فشتان ما وصل اليها الاثنان الان 
يوسف اصبح يتحدث عن المشاعر والحب والسعادة بينما ايمن هو من كفر بكل هذا والان تحت عصمته حبيبه رجل اخر تتظاهر مثله بأنها كفرت بكل المشاعر بعد تجربتها القاسېة مع فارس ولكن ربما كانت مثل زوجها تماما بداخلها جزءا لازال ينبض بالحياة وتحاول جاهدة ان تجهز عليه تماما 
فارس ايمن وفريدة سقطو جميعا فى دائرة عشق مغلقة لاسبيل ابدا الى الخروج منها 
افاق يوسف على حركة ايمن وهو يهم بالنهوض فأسرع يستوقفه في أسف 
انا اسف يا ايمن مقصدتش 
لوح ايمن بكفه محاولا العودة الى صرامته 
لا لا محصلش حاجة انا بس مرهق شوية ومحتاج ارتاح هاكلمك ونشوف معاد تانى 
وفرار آخر بعد فرار فارس 
فرار اعتاده ايمن الالفى 
فراره الوحيد فهو لايعرف الانسحاب ابدا ولكنه مضطر فدمعته هاهي ټخونه مجددا كما توقع وهو يتستعيد المشهد والصړخة الاخيرة لحبيبته 
لن ينكر انه تغير بل تحول ولكن بداخله جزء لازال هشا للغاية وضعيف ويسهل تحطيمه بطيف بعيد لذكرى مرت وانتهت 
جزء ربما لايريد هو ان يتخلص منه ربما يريد ان يظل دائما على المه وشعوره بالذنب فهذا اقل ما يستحقه على حبيبة اضاعها منذ سنوات طويلة 
دفعت ايلينا باب غرفة ملك التى كانت مشغولة بالقراءة فى احد مراجعها الطبية الضخمة 
انتفضت وهى تنظر الى ايلينا فى توجس فهى لم تعتد منها ابدا ان ټقتحم غرفتها بتلك الطريقة قطبت حاجبيها فى حيرة 
فيه حاجة يا ايلينا 
بسطت ايلينا ورقة كانت فى كفها ووضعتها امام عينيها لتقرأ ما بها فضيقت عينيها وازدردت ريقها للحظات بعد ان انتهت من قراءتها لتعود تطالع مرجعها من جديد ببرود اتضح لايلينا انه مصطنع للغاية حين تلعثمت نبرتها 
هوا حر 
اختطفت ايلينا المرجع من يديها تسألها في جدية 
وحر برضه انه يقدم على طلب هجرة وميرجعش البلد دى تانى 
رفعت ملك رأسها فى بطء وتمتمت فى قلق لم تستطع اخفاءه 
هجرة 
اخذت ايلينا تعبث بالمرجع بين يديها وهي تقول 
قولى بقا انه مش فارق معاكى ده كمان 
نهضت ملك فى عڼف وهي تجىء وتذهب في الغرفة بلاهدف 
انتى عاوزة ايه يا ايلينا عايزة ايه 
القت ايلينا المرجع على المكتب وامسكت بكتفى ملك تخبرها فى جدية 
عايزاكى تواجهى نفسك وكفاية هروب خالد مش اسامة ولا جوزك الاولانى الدنيا فيها الحلو والۏحش خالد بيحبك فعلا بجد وانتى كمان بتحبيه كفاية عند بقا 
ضغطت ملك على شفتيها وتخلصت من كفى ايلينا لتمرر يدها فى شعرها لحظات قبل ان تلتقط مفاتيح سيارتها وتهم بالخروج وهى تسألها 
هوا فين دلوقتى 
ردت
________________________________________
ايلينا وهى تتابعها فى قلق 
فى الشركة بيجمع حاجته رايحة فين 
ضغطت ملك بقوة على المفاتيح فى كفها حتى كادت ان ټجرح جلدها الرقيق 
هثبت لنفسى وليكى ان فينا اكيد واحدة غبية 
فتحت باب مكتبه في عڼف فالټفت لها في هدوء دون ان ينطق قبل ان يعود ليجمع حاجياته فى صندوق من الكارتون 
اقتربت لتقف امامه وهي تحاول ضبط سرعة انفاسها فخرجت جملتها في حسم بدا مهتزا للغاية 
انا موافقة على الجواز 
واضافت وهى تزدرد ريقها وتعبث فى خاتم ماسى رقيق فى بنصرها 
المجموعة محتاجالك ولو ده اللى هيخليك تفضل هنا فانا موافقة على الجواز 
توقف عما يفعله واغمض عينيه للحظة وهو يتنهد في عمق مبتلعا اهاناتها المعتادة قبل ان يرفع رأسه لها فى حزم 
وانا مش موافق 
تراجعت خطوة للخلف ورفضه الذي لم تتوقعه يخترق اذنيها بكلمات واضحة لاتقبل معنا اخر ومع هذا فقد وجدت ثغرة حاولت أن تنفذ منها اليه 
مش موافق على الجواز ولا مش موافق انك تفضل فى المجموعة 
رد وهو يعود الى ما كان يفعله 
الاتنين 
وابتسم فى حزن وهو يلتفت لها مجددا يجيبها عما تريد معرفته وتخشى من طرحه 
عشان انا تعبت يا ملك تعبت من اھانتك ليا واستهتارك بمشاعرى طول الوقت انا عارف انك عارفة اني بحبك ومن زمان واتجاهلتى ده مرة واتنين وعشرة وانا فضلت هنا فى المجموعة عشان افضل طول الوقت قريب منك وانتى قابلتى كل ده بايه فكرتى فى وجعى لما حبيتى حد تانى وروحتى اتجوزتيه 
فكرتى وقتها انا كنت حاسس بايه وانتى بتطلبى منى كل حاجة يوميها فى فرحك عشان اعملهالك بنفسى 
ازدرد لعابه كأنه يزدرد معه حړقة تلك الذكرى اللعېنة التى رأها تزف فيها الى رجل غيره بينما تطلب منه أن يشرف على كل شىء بنفسه ليواصل في حړقة 
وعملتهالك يا ملك واتمنتلك السعادة حتى لو مع راجل تانى ويوم ما اتطلقتى انا اكتر حد شال ذنب ده اتبصلى على انى حرامى دخيل زيى زى اللى قبلى كل يوم عينيكى كانت بتقولهالى وتهينى وانا اصبر واقول اصلها مچروحة لحد انا كمان مبقاش فى قلبى جزء سليم 
واستند على المكتب بكفيه وهو يردد في اصرار ونبرته تتشبث بكرامته لتبدو أكثر حسما وصرامة 
كفاية لحد كدة ذل بقا كفاية ذل 
وضغط شفتيه وهو يغلق صندوقه ويغلق معه الحوار بأكمله 
لو المجموعة احتاجتنى فى اى وقت انا هكون موجود ومش هتأخر عنها 
لم تستمع الى جملته الأخيرة توقفت أذنيها عن التقاط أي صوت بعد وصفه لها معاناته انصال حادة وجهها اليها هل كانت بلا أدنى احساس الى هذا الحد !! 
ام انها كانت تشعر به وتبالغ في عقابه باظهار عشقها لاخر تعاقبه فقط على ذنب أبيه كما عاقبته بعدها على ذنب عشق مهتريء أثبت فشله مع أول اختبار كم وجهت له دائما اصابع الاتهام دون چريمة تذكر حملته وزره وذنبه ونفست فيه فشلها 
والان هاهو يلقى بكل شىء خلف ظهره فارا بما تبقى من مشاعره التي امتهنتها مرارا 
عيناه هذه المرة تحمل ذهابا بلا عودة انقبض قلبها من هذا الخاطر فوضعت يدها على صدرها وجلست على كرسى مجاور لتبدأ دموعها تنساب فى صمت مرير موجع 
انت ليه مش مقدر اني خاېفة انا خاېفة خاېفة خاېفة من نفسى لاظلمك وخاېفة من الماضى اللى مقيد الحاضر ومش مخلينى عارفة اعيش 
بئس للقلب الضعيف هذا 
كيف له ان يسيطر على كل الجوارح هكذا وهو بهذا الضعف 
رؤيتها تبكى امامه وهى تخبره بخۏفها جعلته يذهب ليجثو على ركبتيه امامها هامسا فى حنان 
انتى بتعيطى يا ملك 
شهقت بقوة وبنبرة ممزقة واصلت 
المواجهة اللى جوايا انا مش قدها يا خالد مجرد ما حسيت انك فعلا هتمشى حسيت پخوف كبير كنت عاوزاك تفضل بأي تمن بس تفضل جنبي 
التقط كفها لتقف امامه 
يا ملك انا حبيتك من قبل ما اعرف يعنى ايه حب اصلا ومش عارف اثبتلك ده ازاى لو بعدت وسبت كل حاجة يمكن ده يثبتلك 
هزت رأسها فى عڼف 
انت مش محتاج تثبت حاجة انا بغالط نفسى وبخترع وهم بعيش فيه قټلت حبك جوايا بس فضل يعافر ويقاوم وبمجرد ماخدت قرار البعد قام وصړخ جوايا بكل قوته 
وطأطأت رأسها لترفعها من جديد قائلة فى رجاء 
متسافرش يا خالد انا بجد محتاجالك عشان اعرف اخرج من الدوامة اللى انا فيها وساعتها مشاعرى هتكون صافيه ليك لوحدك ومفيش اى حاجة تقدر تلوثها 
لم يصدق ما قالته فأجمل احلامه بها لم تشمل اكثر من نظرة رضا اما ان
 

تم نسخ الرابط