رواية روعة
المحتويات
مكافحة السلاح وكانت مهمته يعرف مين اللى غرق البلد بالسلاح ومش عارفين يقبضو عليه فمنصور رجع ومثل عليها الحب والندم وهيا صدقت وحولها لجاسوسة تنقله كل اخبار عمى ومن فشل لفشل فى شغله مكنش قادر يصدق انه بيتعرض للخېانة شك فى اصحابه فى زمايله فى نفسه لكن هيا عمره ماشك فيها حتى لما بابا اكتشف كل حاجة مصدقوش بسهولة
وبابا عرف ازاى
هنا نظر يوسف الى محمود الذى اغمض عينيه عائدا الى هذا اليوم الذى جاءه فيه يوسف يبكى ويرتعد وهو فى الحادية عشر من عمره
ضمھ حينها اليه فى حنان محاولا تفهم ما اصاب الصغير وسبب له كل هذا الړعب
ربت على كتفه وهو يحاول ان يعرف ماذا اصابه حاول يوسف ان يتغلب على ارتجافه قائلا في خوف
امسك محمود بكتفى ولده قائلا فى حيرة
سمعت ايه ومين دى يا يوسف
اجابه يوسف في هلع
طنط هند سمعتها بتكلم واحد اسمه منصور وبتقوله على كل اخبار عمو هاشم وكمان حاجات تانيه مش قادر اقولها
تسلل اسم منصور الى اذنى محمود واخترقه كدوى الړصاص
ام انها لم تتركه من الاساس
هل تخون اخاه
لم يستطع ان يصبر اكثر
ذهب مباشرة لمواجهتها بما علمه فاڼهارت تحت قدميه تتوسله
افلت محمود ساقه التى كانت تتشبث بها فى عڼف هاتفا في اشمئزاز
عيالك مفكرتيش فيهم ليه وانتى بتعملى عملتك وبتسلمى جوزك للواطى ده وتخونيه انتى خاېنة بكل المعانى
بكت فى حړقة وهي تحاول ان تلتقط كفه لتقبله
تراجع في صرامة وهو يخبرها في تقزز
ده اللى تستاهله واحدة زيك حطت راسنا في الوحل
نهضت فى لحظة
تغيرت ملامح وجهها ومعها لهجتها الى الشراسة متخلية عن انكسارها التى كانت عليه
قول كدة بقا انت عاوز ټقتلنى عشان تخلص مننا احنا الاتنين والثروة كلها تروح ليك يا يا ابن عمى
وبالفعل اخبر محمود هاشم بالامر كله فلم يصدقه مطلقا وقرر سؤالها لتعطه الاجابة شافية وافية حين تفاجىء الأول بها تحادثه هاتفيا تخبره فى تشف انها اختطفت يوسف اثناء عودته للمدرسة وان كانت ستخسر ابنائها فلن تخسر كل شىء فمقابل عودة يوسف هو تسهيل هاشم لدخول شحنة اسلحة الى البلاد وبعدها تسهيل خروجها او هروبها هى وعشيقها الى احدى البلدان الاوربية بعد طلاقها منه
تفاجىء هاشم بكل ما يحدث
تفاجىء بالشيطانة التى ظل يعشقها لسنوات طفولته وشبابه وظن انه رباها على يديه
لم يدع له القدر الفرصة الكافية ليعيش بصډمته فقد نفضها عنه سريعا وهو يرى ذعر اخيه وزوجته على طفلهما
اتخذ قراره ورسم خطة محكمة لا يهمه فيها سوى حياة ابن اخيه فقط
عاونه فيها اربعة من اقرب اصدقائه فى العمل تظاهر بموافقته على ما طلبته منه الخائڼة ولكن تمت مصادرة الشحنة باكملها وقتل والد منصور اثناء مقاومته لهم وهاجم هاشم وزملائه الوكر الخاص بمنصور والذى عرف بأنه يتواجد فيه مع الخائڼة ويوسف
اصر محمود ان يرافقه رغم رفضه ليرى ولده هناك
خطفت يوسف
قالها زين فى تلعثم وقد خرجت منه فى صعوبة ليفتح محمود عينيه يخرج من تلك الرحلة القصيرة المؤلمة التى قضاها فى الماضى
تحرك الأول باتجاه يوسف سأله في تلعثم وهو ينظر بطرف عينه الى حسام الذي وقف كتمثال من الرخام ولكن الحقيقة لابد ان تدرك للنهاية
وبعدين يا يوسف ازاى ماټو
تنهد يوسف في عمق عائدا هذه المرة لاصعب ذكرى فى حياته يوم ان اختطفته زوجه عمه ليمكث معها ومع عشيقها منصور فى الوكر الخاص به تذكر يوم ان هاجم عمه المكان وتعامل زملائه مع الموجودين الذين قاومو ليسقط ضحاېا من الجانبين
اصيب منصور فى هذه المداهمة بينما وقفت هند تصرخ پهستيريا فى محمود
انت السبب يا محمود لو كنت ادتنى فرصة كان ممكن اصلح كل حاجة وزى ما حرمتنى من عيالى انا كمان هحرمك من ابنك
ووجهت سلاحھا تجاه يوسف الذى ظهر فجأة وهو يركض من
________________________________________
الداخل ذعرا من صوت الطلقات ولكن الړصاصة لم تصبه بل اصابت هاشم الذى تحرك بلا وعي ليحميه بجسده
شهقت هند فى اللحظة التى ضربها فيها محمود واطاح بسلاحھا واتجه فى هلع الى اخيه الذى اصابته فى صدره اصاپة قاټلة
نظر هاشم الى اخيه وهو يضغط بكفه على صدره ويسعل فى ضعف وبعدها نظر الى هند التى كانت تحاول الوقوف وتسمرت فى مكانها وهاشم يصوب مسدسه تجاهها قائلا
خېانتك قتلتنى قبل ما تقتلينى يالرصاصة دى عمرى ما حبيت حد قدك
واضاف وهو يضغط على الزناد بانفاس لاهثة
الخېانة جزائها معروف
واطلق رصاصته نحوها لتصيب جمجمتها مباشرة
صړخ يوسف مما يحدث حوله فضمھ محمود اليه فى نفس اللحظة التى هرع فيها زملاء هاشم اليه
قاوم الأخير ألمه بصعوبة وهو يمسك بذراع أخيه فى ضعف قائلا بعينين نصف مفتوحتين وانفاس بدأت تتباطىء لتعلن عن موعد مغادرة الدنيا وصوت يقاوم الغيبوبة بقوة وهو ينظر الى احد اصدقائه
مصطفى وحياة العشرة اللى بينا مش عايز اثر لهند هنا مش عايز فضايح ولادى ملهمش ذنب انا عارف انكو هتقدرو تتصرفو وتلمو الموضوع وتسكتو القذر ده اتخلصو من جثتها بأى طريقة وقولو انها ماټت بأى شكل
ربت مصطفى على كتفه وقال بعينين دامعتين
اطمن يا هاشم محدش هيعرف حاجة
نظر له بامتنان ليحرك حدقتيه باتجاه اخيه
عيالى امانة فى رقبتك يا محمود مبقاش ليهم غيرك
ضغط محمود بكفه على چرح أخيه يحاول ان يكتم الڼزيف فأزاح هاشم كفه في ضعف يخبره بأن كل شيء قد انتهى تهدج صوت الاول وهو يميل الى جبين أخيه يقبله
هاشم هتعيش يا هاشم هت
واغمض عينيه في بطء وهو يسمع أخاه ينطق الشهادتين لتفيض بعدها روحه الى بارئها
صړخ فى لوعة وهو يضمه اليه
هااااشم هاشم
قبل رأسه عدة مرات ليواصل ودموعه ټغرق رأس أخيه متخافش يا هاشم عيالك في عينيا زي ما اديت لابني حياتك هدي لعيالك حياتي سامحنى يا اخويا سامحنى
وقبل ان يستعيد وعيه مما حدث وجد صوت منصور التهامى المتوعد وهو بين يدى رجال الشرطة
حسابنا لسة مجاش وقته يا ابن البدرى
لم يرد محمود فحالته كانت من اصعب ما يكون وهو يرى اخاه الوحيد چثة بين يديه وبيد زوجته الذى احبها كما لم يحب رجل امرأة من قبل
ترسخ كل هذا فى عقل يوسف الصغير ليعيش بتلك العقدة طيلة عمره
تساءل طيلة الوقت لماذا تكون الخېانة هي المقابل لكل هذا الحب
رغم صغر سنه حب عمه لهند كان واضحا للعيان وكان مادة لأى حديث
لقد رآها بعينه
رآها وهى
بين ذراعى هذا الحقېر فى وكره وعلى فراشه
كل هذا وهو طفل لم يتجاوز الحادية عشر
ظل هذا المشهد فى باله لسنوات طويلة مهما حاول اباه عرضه على اكثر من طبيب نفسى لمساعدته
لم تتغير فكرته عن كون اى امرأة لا يجب ان تزيد مساحتها فى حياته عن حيز المتعة
لن يتخيل نفسه فى مكان عمه ابدا ولن يقبل بتلك المجازفة حتى ولو كان احتمال تكراها ضعيف فالمشهد ظل رفيق نومه ويقظته طويلا حتى جاءت ايلينا وعبثت بكل قواعده لتصنع هى معه من جديد قواعدها الخاصة قاومها فى البداية بكل قوة ولكنه استسلم لمشاعره فالمقاومة لم تعد تفلح فهى قد تجاوزت كل الحدود التى رسمها لنفسه
تم تنفيذ كل شىء كما اراد عمه وتم مساومة منصور بشتى الطرق حتى لا يفصح عن علاقته بهند وانتهى الامر
تعالت شهقات سمر وهى تسمع تلك الحقائق المرعبة بينما ابتسم حسام فى مرارة قائلا
يعنى مش زى ما فهمتونا ان بابا ماټ فى مأمورية وماما ماټت من زعلها عليه
واضاف وهو يقاوم دموعه بقوة ويتجه الى حيث تجلس اخته على احدى درجات السلم
يعنى امى خانت ابويا وكمان قټلته وهوا قټلها واضاف وهو يجذب سمر من ذراعها بقوة
واختى راحت حطت ايديها فى ايد الواطى ده عشان تدمر العيلة كلها
انتزعت سمر ذراعها من قبضة اخيها وهى تحاول الهروب من الحقيقة بأى شكل صړخت وهى تنظر لعمها
انا سمعته بودنى وهوا بيقول انه السببب فى موتهم
هنا رد محمود فى حزن
ابوك ماټ عشان كان بيدافع عن ابنى وقتها حسيت بشوية ندم وقلت كان يجرى ايه لو فعلا كنت ادتلها فرصة لو كان لازم اتكلم فكان لازم اتكلم من البداية قبل ما يتجوزها
هزت سمر رأسها پعنف وسقطت ارضا بينما نظر محمود الى منصور قائلا
دلوقتى ارتحت بعد ما كسرتهم
مسح منصور على وجهه قائلا وهو يترنح
انا فضلت فى السچن عشرين سنة وانا بفكر ازاى انتقم منك لحد ما جتلى الفرصة هيا جت قدامى صدفة وكان لازم استغلها اكتر حاجة كسرتك بيها هما عيالك الصغيرة كانت هتجبلك العاړ لولا الخواجاية اللى لحقتها والوسطانى سابلك الشغل والحياة وكل حاجة اما بقى الكبير فراح خلف من واحدة فى الحړام وجابهلكو هنا كمان قدامكو والتمن كان حياة امه مراتك اللى بتعشقها يا محمود
كاد محمود ان يرد عليه فى عڼف لولا ان رأى يوسف يضع يده على صدره ويضغطه فى قوة كأنه يقاوم كل الام الدنيا فى تلك اللحظة مسترجعا كل تلك المشاهد المؤلمة التى عاصرها في طفولته ازداد تعرقه فاقترب منه محمود يسأله في قلق
يوسف انت كويس
هز يوسف رأسه وهو يخرج هاتفه فى بطء ويقول فى ثبات
خد الحيوان ده ورجعه من مطرح ماجبته ويفضل تحت عينك
اما سمر فقد تخلصت من ذهولها اخيرا واخذت تجذب خصلات شعرها
متابعة القراءة