رواية روعة

موقع أيام نيوز


وقبل خديها وكاد أن يتجاوز الأمر الى شفتيها غير عابىء بمن حوله ولكن نظرة تحذير من أبيه أوقفته مع حمرة خجل منها أذابته تماما فاكتفى بأن يعانقها في حرارة وهو يحملها ليدور بها عدة مرات غير مباليا بفستانها ووزنه ولا بأى كائن حى بينهما أنزلها اخيرا لتتأبط ذراعه الى المكان المخصص للعروسين وهو لايترك يدها أبدا من كفه كأنه يخشى فرارها او أن تكون حلما جميلا لايريد الاستيقاظ منه . 

أما صوفيا فقد وقفت أمام المرآة فى أحد الحمامات الملحقة بالفندق وهي تعض على شفتيها فى غيظ لقد احترق ثوبها الذي كانت ستحضر به الحفل حينما كانت تقوم بكيه ولم يكن لديها متسع من الوقت لشراء غيره فاضطرت لارتداء هذا الثوب هو مغلق من الصدر تماما ولكن ظهره وذراعييه عاريين بشكل سيراه زين ڤاضحا تنهدت وهي تحكم الشال على كتفيها أكثر وتتمنى لو مر هذا اليوم بسلام فهي لاتريد أن تغضبه مطلقا ...تعرف أنه سينزعج وربما ... 
انتبهت على صوت أحدهم يفتح باب الحمام ولكنه تراجع بعد أن رن جرس هاتفه تنهدت وهي تتعرف على تلك الرنة الغريبة التى لاتضعها سوى ايتن وبمجرد أن ردت عرفت أنها تحادث هذا المحتال ابتعد الصوت تدريجيا فلم يكن لدى صوفيا حيلة أخرى سوى أن تتبعها فتحت الباب في حذر لتراها تتجه للخارج تبعتها فى ترقب وحذر شديدين رأت هذا المحتال من جديد ...ماذا يريد منها وأي شرك ستوقع به نفسها تلك المچنونة لو تحدثت اليها فلن تصدقها أبدا تأملت ابتسامتها.. يبدو أن هذا المخادع يحاول تصفية الاجواء معها وهي بنظراتها الساذجة يبدو أنها صدقته وسترضخ له الأمر يتطور بالفعل ولكن ماذا عليها أن تفعل ... 
................................. 
الټفت يوسف الى ايلينا بعد ان قبل كفها قائلا 
أخيرا بقا أنا مش مصدق نفسي 
ابتسمت فى حب فيوسف الذي طالما أخفى مشاعره أصبح ينثرها ببذخ ودون أدنى اعتبارات رجولية سخيفة أخيرا ...وربنا ما يبعدنا عن بعض أبدا يا حبيبي 
مال اليها وعينيه تتأملها في وله 
بس ايه الجمال ده كله 
ردت في تذمر مازح 
يعنى هوا أنا قبل كدة مكنتش جميلة 
مال اليها اكثر قائلا 
لا حبيبتي ..انتي على طول جميلة ...بس كل يوم جمالك بشكل مختلف ..انتي .. 
ورفع كفه ليضيف 
استني أنا هقولهالك بشكل تاني 
وتركها ليذهب الى المختص بالدى جى .... 
لحظات وأمسك مكبر الصوت ليغني لها 
اجمل نساء الدنيا 
وقف أمامها يغنيها وهي تجلس على أريكتها كأميرة متوجة حتى اقترب منها لتنهض أمامه وهو يضمها اليه بين الحين والاخر حتى انتهت الاغنية وهو يحملها ليدور بها فى سعادة وسط تصفيق وتصفير من أصدقائه ... 
أنزلها في رفق فدفنت رأسها في كتفه للحظات تستعيد توازنها قبل أن ترفع عينيها اللامعتين بكل حب العالم اليه وتقول 
أنا كمان عاملالك مفاجأة 
رفع حاجبه بابتسامة شغوفة فازدرت ريقها خجلا وهي تشير بعينيها الى نقطة خلفه ..تخلى ناظريه عن وجهها بصعوبة ليتجها الى حيث أشارت ...اتسعت ابتسامته وهو يرى علي يجلس على كرسي متقدما الفرقة الموسيقية وبيده عوده الذي بدأ يضبط وضعه على قدميه ...نظر يوسف الى المدعويين وهو يصفق بشدة ليطلب منهم تشجيعه فارتجت القاعة بالتصفيق حتى أشار علي بكفه يشكرهم ويطلب منهم التوقف ليبدأ في العزف ...مال يوسف الى ايلينا مازحا 
محدش هنا يعرف فرنساوي غير أنا وانتي وصوفيا وزين تقريبا ...الناس هنا مش هتفهم حاجة 
هزت ايلينا كتفها فجاؤه الرد قويا حين صدح صوت علي بأقوى قصائد احمد شوقي .. 
مضناك جفاه مرقده 
وبكاه ورحم عوده 
حيران القلب معذبه 
مقروح الجفن مسهده .. 
اتسعت عينا يوسف في ذهول فابتسمت ايلينا وهي تنظر الى أخيها في سعادة وفخر ...ترمق نظرات المدعويين الذين نهض بعضهم من شدة انسجامهم بصوته العذب ...خلت القاعة تماما من أي صوت سوى صوت علي وموسيقاه ..وحين شدا بالمقطع 
الحسن حلفت بيوسفه 
والصورة أنك مفرده 
وتمنت كل مقطعة 
يدها لو تبعث مشهده .. 
التفتت ايلينا الى يوسف تحرك شفتيها لتردد الكلمات له فضغط على كفها في سعادة قبل أن يواصلا الاستماع الى علي حتى انتهى لتهتز القاعة بأكملها من التصفيق ويتجها معا الى علي الذي نهض لتميل ايلينا اليه تحتضنه بقوة وهي تقول 
متشكرة اوي يا علي ...ربنا ما يحرمني منك أبدا 
ضمھا علي بقوة وهو يهمس 
ربنا يسعدك حبيبتي 
انتزعها يوسف برفق وهو يداعبهما قائلا 
ايه يا علي أنا كدة هغير منك 
ابتسم علي فمال يوسف يحتضنه ويكمل دعابته 
مش كفاية خطفت الأضواء مننا 
عقدت ايلينا ساعديها وهي تبتسم في فخر 
بس يستاهل 
تخلص علي من ذراعي يوسف في رفق وهو يقول 
ارجعو انتو مكانكو بقى ...الليلة دي خاصة بيكو انتو بس 
مسح يوسف على رأسه وهو يغمز لايلينا 
علي ده حبيبي ...حبيييييبي 
وأمسك بكفها ليعودا الى مكانهما ..ابتسمت وهي تشابك أناملها بانامله فسألها في فضول 
بتضحكي على ايه 
تنهدت في عمق وهي تسترجع ذكرى قديمة 
اصل الأغنية دي ليها ذكرى خاصة عندي ...أول مرة اعترفت فيها بحبي ليك بيني وبين نفسي كان وعلي بيغنيها عشان كدة طلبت منه يغنيها تاني النهاردة 
رفع يوسف حاجبيه وخفضهما متظاهرا بالغرور 
طبعا ...أنا جاذبيتي لا تقاوم وعارف انك وقعتي في حبي من أول لحظة شوفتيني فيها 
وقبل أن ترد دعابته بأخرى تغيظه كانت المفاجأة الغير المتوقعة لكليهما.....

زين ..زين 
الټفت زين الى صوت ابيه بينما كان يقف على باب القاعة يلتفت يمينا ويسارا بحثا عن صوفيا فلم يرها من بداية الحفل اقترب منه محمود قائلا 
ايه اللى موقفك كدة وسايب الفرح والمعازيم 
وعقد حاجبيه فى تهكم واضح وهو يضيف 
اه اكيد بتدور على الهانم بتاعتك 
زفر زين فى ضيق 
بابا لو سمحت احنا اتكلمنا فى الموضوع ده كتير ورأي حضرتك أنا عارفه فبلاش تجريح فب صوفيا لأن ده شىء مش هقبله 
ضيق محمود عينيه قليلا وهو ينظر الى شىء خلف زين ومالبث أن ابتسم في شماتة وهو يشير برأسه قائلا 
بس تقبل المنظر اللي انت شايفه ده صح ..مكنش عاجبك فستان أختك قال..ولا عاجبك لبس السكرتيرة 
الټفت زين خلفه في بطء وترقب وهو يحاول أن يقنع نفسه أن أباه يبالغ دوما وما أن وقع نظره عليها حتى اتسعت عيناه فى ڠضب وذهول فصوفيا قد ارتدت ثوبا ڤاضحا ووقفت تمازح شاب وټضرب كفها بكفه وكأنها ضړبت كل مااتفقا عليه عرض الحائط وكأنها لاتبالي به ولا بغيرته ومشاعره .. 
قطع شروده لهجة أبيه الظافرة 
لا واضح التغيير فعلا 
وألقى الكلمة الاخيرة هامسا فى اذنه 
للأسوأ 
وذهب تاركا اياه معها وهو يدرك أنها بغبائها تختصر عليه الطريق أكثر كور زين قبضته وهو يحاول السيطرة على انفعاله فلو ترك نفسه له فسيجذبها من شعرها المسدل هذا حتى يقتلعه من جذوره فكيف تجرؤ... 
راقبها للحظات وقد انسجمت تمازح الشاب غير منتبهة لوجوده تماما على بعد خطوات منها وما ان لوح الشاب ليبتعد حتى رآها تشهق وتضع يدها على ثغرها بعد ان رأته احتضنت نفسها وهي تراه يقترب وكأنها تذكرت للتو ما ترتديه فقد نسيت الشال كالعادة فى الحمام وصل اليها ليجذبها من ذراعها فى قوة ويضغط عليه حتى كاد يسحق عظامها الضعيفة وهو يهمس فى ڠضب 
مين ده وواقفة تتكلمي معاه ازاي كدة 
ازدردت ريقها وهي تتأوه من قبضته ولكنه لم يبالي وهو يواصل 
ده يطلع خالك ولا عمك ولا مين المرة دي كمان ..ما تنطقي 
حاولت التملص منه قائلة وهى تنحني للأمام فى ألم 
زين انت بتوجعني ..سيبني أرجوك 
نظر لها بعينين كادتا أن ټحرقاها ڠضبا فهمست من بين تأوها 
أنا كنت هقع ع السلم ...وهوا لحقني وكنت بشكره و.. 
دفعها حتى ارتطمت بالحائط وهو يهتف فى ثورة 
انتى مفيش فايدة فيكي ....مفيش فايدة 
ونظر الى ملابسها فى تقزز ليضيف 
وايه القرف اللي انتي لابساه ده 
تنهدت في ندم لقد انشغلت بمراقبة ايتن ونسيت شالها في الحمام ..حاولت أن توضح له 
زين بس خلينى أفهمك الموضوع حصل صدفة و.. قاطعتها نظرة خيبة الأمل فى عينيه قبل أن يعطيها ظهره ويدخل الى القاعة مجددا وهو حانق عليها وعلى ماتفعله.. كيف تجرؤ وتسمح لنفسها ان تمازح شخص بهذه الطريقة كيف تخرج بهذه الملابس وتجعل جسدها عرضة لأن يخترق من عين أي وقح.. كيف تضعه فى مثل موقف كهذا مع ابيه ألف سؤال يزيد غضبه أكثر وهو يعرف لو انتظر اجابتها فسيفقد عقله من استهتارها .. 
أما يوسف وايلينا فقد كانت المفاجأة من نصيب كليهما حين وجدا جينا صديقة الأول السابقة تقترب في خطوات واثقة تجاههما نظرت له ايلينا في شك بينما نظر هو الى جينا في ذهول .. 
اقتربت منهما ومدت يدها لتصافحه فنظر الى ايلينا التي كانت تتابع مايحدث بحيرة امتزجت پغضب من وقاحة تلك الجينا ..بعد تردد قصير صافحها في استسلام فقبضت على كفه وهي تقول 
مبروك يا يوسف ..لما قولتلي بجد مكنتتش مصدقة وقولت لازم اهنيك بنفسي 
والتفتت الى ايلينا مواصلة في لهجة تعرف تأثيرها على أنثى مثلها 
ياريت المدام ميكنش عندها مانع ان احنا نفضل اصدقاء 
وأضافت فى دلال أنثوي مستفز وهي تشير
________________________________________
بكفها 
مجرد صداقة بريئة مش أكتر ..يوسف غالي عليا كتير..ده أنا حتى اتعلمت عربي عشانه .. 
ونظرت الى يوسف نظرة اخيرة فأشاح بوجهه ليخبرها أن وجودها غير مرغوب به فهزت كتفيها قبل أن تهم بالذهاب قائلة 
على كل حال مبرووووك 
الټفت الى وجه ايلينا بمجرد ان غادرت الأخرى ليجد عينيها معلقين بالراحلة بنظرات مبهمة وقبل أن يكون جملة واحدة على شفتيه قاطعته في حسم 
من فضلك كفاية كدة ..أنا عاوزة أرتاح ارجوك طالعها فى حذر وجهها لايبشر بخير مطلقا ..يبدو أن الحلم الجميل الذى عاشا فيه ان الأوان أن يستيقظا منه على يد جينا .
الفصل الخامس عشر 
خرج يوسف من المرحاض بعد ان انتهى من تبديل ملابسه وأخذ حماما دافئا أزاح عنه كثيرا من ارهاقه .. وجدها لازالت على حالها تفرك يدها وهى تجلس على طرف الفراش دون أن تبدل ثيابها وقف أمامها قائلا وهو يجفف شعره بمنشفة 
انتي لسة مغيرتيش 
ردت وهي تنظر الى اللاشىء 
ليه يا يوسف 
تراجع خطوتين وهو يتوقف عما يفعله ليسألها في حيرة 
هو ايه اللى ليه 
نهضت وهي
 

تم نسخ الرابط