رواية روعة
المحتويات
غير ما تبصى وراكى ولا تفكرى فى اى حاجة فاتت افرحى بجد يا صوفيا انتى تستحقى ده
واكمل فى نفسه وتذكرى يا حوريتى اننى احببتك اكثر مما احببت روحى
ابتسمت في رقتها المعتادة
وانت كمان يازين افرح بجد من غير ما تبص وراك
ابتسم فى سخرية شديدة وهو ينظر الى زياد قائلا فى حزن
خلى بالك منها
سار بخطوات بطيئة تسارعت تدريجيا وهو يمنع نفسه بصعوبة من الالتفات خلفه ولكن قلبه غافله فى لحظة والټفت ليروى ظمأه بنظرة قبل ان ېموت عطشا
بعدها نظر امامه من جديد وهو يهرب بخطوات اشبه بالركض لينفجر بركانه بعيدا وينعى كل احلامه پألم وهو يغلق قصة حوريته الشقراء وجنتها للأبد
قالها يوسف فى الهاتف بينما يفك رباط عنقه ويرتمى على فراشه وبعدها واصل
انا عارف ان دى تانى مرة بس حفلة مهمة زى دى مراتى لازم تكون موجودة الاسبوع الجاى بالكتير يالا سلام
اغلق المكالمة وهو يلقى بالهاتف فى عشوائية لينهض متجها الى خزانة الملابس يخرج بعضا من ملابس النوم تنهد وهو ينحرف بيده ليخرج احدى المنامات الخاصة بها ويقربها من انفه قائلا
تذكر مكالمتها الاخيرة له وهى تخبره ان اليومين قد امتدا لخمسة ايام لشعورها ببعض التعب وحين اخبرها انه سيترك كل شىء ليذهب اليها منعته تماما واقنعته انه مجرد ارهاق تنهد وهو يعيد منامتها الى مكانها حسنا لم يتبقى سوى اليوم لتعود صاحبة المنامة الى ذراعيه من جديد
زفر فى حيرة على ما اصبح عليه فجأة اهل هذا المنزل سفر زين المفاجىء الى باريس
ايتن تلك الصغيرة التى كبرت فجأة واختارت ان تعمل لدى حسام دون أن يدرى حقا مالذى يدور برأسها ولكن ثقته اللا متناهية فى ابن عمه ازاحت عن كاهله الكثير من القلق
لا يوجد شخص يحتفظ بهدوءه فى هذا القصر سوى علي
هذا الملاك الصغير الذى يشبه اخته الا في عنادها فهو هادىء الطباع يقضى اغلب وقته بعد الدراسة اما فى القراءة او فى العزف على العود مغرقا القصر بألحانه العذبة
ابتسم من نفسه حسنا لن يعيش فيلم الوسادة الخالية طويلا
ستأتى معشوقته لتأخذ مكانها من جديد
ستأتى حاملة طفله فى احشائها
طفلا طالما تمناه منها هى وطالما اخفى رغبته تلك حرصا على مشاعرها
طالما وقف بالمرصاد لكل من حاول طرح الامر ولو من بعيد امامها
فتح عينيه وفركهما بشدة ليستطيع ان يستوعب الامر وما هى الا لحظات حتى قفز من فراشه واتجه اليها يضمها فى قوة هاتفا
وحشتينى وحشتينى وحشتينى حبيبتى
رفع وجهها قليلا يقبل كل انش فيه قبل أن يعيدها الى أحضانه مجددا وهو يهتف
ليه حبيبتى مقولتيش عشان استناكى فى المطار و
توقف عن استرساله فى الحديث حين شعر بجمودها بين ذراعيه لا تبادله مشاعره كالعادة وكأنها افلتها ليمسك كفيها فى قلق
مالك يا ايلي انتى تعبانة
نظرت لكفيه للحظات قبل أن تنتزع كفيها منهما فى عڼف وبنظرة ثابته أفلتت كلمة واحدة كادت ان تفقده وعيه
يوسف طلقني
الفصل الثالث والعشرون
تنبيه هام
الفصل ممنوع لاصحاب القلوب الضعيفة
الفصل متعب ومرهق أرهقني جدا جدا في كتابته فرجاء شخصي يا جماعة توصيف المشاعر مش بالسهولة اللي انتو متخيلينها عاوزة ردود فعلكو على الفصل ده تحسسني ان تعبي ده له لزمة بلييييز مستنية ريفيوهات مش بس تعليقات واسيبكو مع الفصل
للوهلة الأولى ظنها مزحة سخيفة منها فلوى ثغره في امتعاض
ايلينا هيا هرمونات الحمل اشتغلت ولا ايه انتى عارفة اني مش بحب الهزار السخيف ده
تأملته بنظرات ثاقبة كأنها تراه للمرة الاولى اقتربت منه في بطء تعيد جملتها في ثبات اكبر
طلقني يا يوسف
ضيق عينيه يتمعن هذا التحدى القابع فى نظراتها حابسا خلفه شلالات من الدموع يرى لمعانها بوضوح ليدرك أنها ليست مزحة تماما
انتى بتقولي ايه تطلقي !!! ليه
عضت على شفتها السفلى حتى كادت تمزقها وأجابته في هدوء قاټل
انت خمن وشوف انا عاوزة اطلق ليه تفتكر ليه يا يوسف ايه اللى يخلينى اطلبها منك ايه اللى يخلينى اقولك سيبنى وانت جزء من روحى ليه يا يوسف
اغمض عينيه بقوة لايريد ان يضع احتمال علمها بكل شىء واردا ابدا
ربما كانت نوبة من نوبات غيرتها التى لا تنتهي وسيسهل عليه احتوائها لاداعى لأن يورط نفسه ويعترف لها بحقيقة بعيدة تماما عن مرمى خيالها ولكن هى كانت فى باريس فربما
قاطع افكاره صوتها وهى تهتف فى ڠضب بينما تخلع حجابها فى عڼف
احكيلى امتى وفين قدرت تخونى
كلمتها كانت كاڼهيار صخري سقط على رأسه فجأة دون ان يحسب له حساب انعقد لسانه يريد ان يحتفظ بالأمل لاخر لحظة
اخونك!! ايه اللى بتقوليه ده
قبضت على طرحتها بكلتا يديها
كورتها وهى تسابق انفاسها المتسارعة
هزت رأسها فى قهر
أفلتت حروفها بصعوبة تلوذ بالتماسك لاخر لحظة
فى نفس الليلة اللى سبتنى فيها بمۏت من الخۏف عليك رحتلها وخنتنى معاها
ادار ظهره لها ليخفى علامات ذهوله
اخبرته بالمكان والزمان فلم يعد هناك شك في علمها بالحقيقة
لقد علمت بكل شىء
حانت لحظة المواجهة التى لم يستعد لها مطلقا
تحركت لتقف فى مواجهته
لن تسمح له بالهرب
عليه أن يواجه ويقر بذنبه
اتسعت عيناها فى شراسه أسد جريح يلفظ أنفاسه الأخيرة
رجعت للي شبهك رجعت لطبعك الحقيقى اللى ياما ضحكت عليا وقولت انك غيرته
ازدرد ريقه وهو يرفع ناظريه ببطء اليها أمسك بكتفيها فى رجاء
ارجوكى اسمعينى قبل ما تحكمى
انزلت كفيه فى عڼف
اذن هو بداية الاعتراف
لقد خاڼها
هذا ليس كابوسا بل حقيقة تعيش مرارتها
وضعت كفيها على اذنيها وصاحت وهى تهز رأسها فى الم
مش عاوزة اسمع حاجة مش عاوزة الخېانة ملهاش مبرر انت مش بس خنتنى
واضافت وهى تدفعه فى صدره
انت روحت اتجوزتها يا يوسف وخلفت منها ولد
صړخ فى تلك
________________________________________
اللحظة وهو يمسك بكفيها
الولد ده اللى خلانى اتجوزها
هنا توقفت الارض عن الدوران
توقفت كل حواسها عن العمل الا عن شىء واحد الألم
الم لايحتمل يسرى فى جسدها وفى كيانها بأكمله ألم ترتج له روحها وتتصدع له جدران قلبها التي طالما تحصنت بعشقه الذي كشفت الخېانة زيفه
اعتراف قاس
ليس بالخېانة فحسب بل انجابه لطفل من علاقة غير شرعية
لم تتحمل قسۏة كل هذا
لم تتحمل تخيله معها وهو
ضړبته على صدره بقبضتيها وهى تصرخ فى هستريا بينما صورتهما معا ټضرب خيالها في عڼف
حيوان ساڤل خاېن طلقنى مش قادرة اشوفك قدامى
امسك بقبضتيها يهتف في قلق
اهدى يا ايلينا اهدى
صړخت به وهي تنتزعهما من قبضته
ماتلمسنيش ابعد عنى انا بكره جسمى لانك لمسته بكره قلبى لانه دقلك بكرهك يا يوسف بكرهك
أغمض عينيه في الم وهو يتراجع للخلف
هعملك اللى انتى عاوزاه بس الاول اسمعينى
شهقت في عڼف تحاول ان تلتقط بعض الهواء لتقاوم هذا الضيق الذي الم بصدرها فجأة
الخېانة متبررش انت مفيش فايدة فيك هتفضل طول عمرك حقېر ونجس وۏسخ
واستمرت فى سبه ولعنه بأشنع الالفاظ التى تعرفها غير معطية له اى فرصة للنطق حتى اصبح على وشك فقدان اعصابه يريدها فقط ان تسمعه
بقولك حاولى تسمعينى
طالعته فى حقد وازدراء لا يليق حتى بفأر اجرب
انت من النهاردة بالنسبالى ولا حاجة انا مهما حاولت انضفك من الوحل اللى انت فيه برضه هتفضل ۏسخ ياريتني كنت في قذارتك ياريتني كنت اقدر احسسك بجزء من اللي انا حاسة بيه يا ريتني كنت اقدر أخليك تدخل اوضتك هنا وتلاقيني على سريرك ده وفي حضڼ راجل غيرك
ولا يدرى حقا كيف حدث هذا
كيف سمح لأنامله التى طالما ضمتها اليه وازاحت خصلات شعرها عن جبينها خوفا ان تزعجها ان تلطمها بتلك القوة
هل اراد اسكاتها فقط لتسمعه
هل تلويحها بالاڼتقام منه بهذه الطريقة أذهب بعقله
لا لن يسامح نفسه ابدا
نظرة الى يده واخرى اليها وهي تتحسس الم صڤعته التي فجرت دموعها فجأة كأنها ابرة اخترقت بالون منتفخ من المطاط
بكت في حرارة وهي تنظر له في قهر وخيبة امل
لم يحتمل أكثر
اقترب ليضمها اليه فدفعته بقوة وهى تهتف به
اطلع برة مش قادرة أشوفك مش قادرة
لم يكن امامه سوى ان يرضخ لها ولو لدقائق ترك الغرفة بأكملها وهو يلعن نفسه ويلعن تلك الجينا
اما هى فاڼهارت ارضا
تمنت ان ينكر كل شىء وان يظل على انكاره للنهاية ولكنه اعترف ببساطة
اعترف بچريمة كانت هي ضحيتها فكيف ستصدق كلمة يطلقها عن الحب بعدها
اخذ ما حدث يجوب بذاكرتها من جديد
الحقيقة المرة التى ساقتها الاقدار اليها صدفة
مجرد صدفة فبعد ان اطمئنت على صوفيا دلتها احدى صديقاتها على مشفى جيد لتطمئن فيه على وضع حملها ذهبت الى هناك وبالمصادفة التقت بريان الذى كان يعمل بالمشفى بدوره حاولت ان تكون على طبيعتها حين رأته وردت تحيته فى روتينيه شديدة وقبل ان ترحل اوقفها يسألها عن احوالها
ايلينا مبسوطة مع جوزك
تنهدت تخبره في بساطة
مبسوطة جدا اتمنالك السعادة انت كمان مع حد يقدرك
تنهد بدوره فى حزن
كنت اتمنى السعادة دى معاكى انتى ايلينا
زفرت فى ضيق وهي تمنعه أن يأخذ الحديث الى مسار اخر
ريان الموضوع خلص بلاش الكلام ده انا اتجوزت وبحب جوزى جدا وهوا كمان بيحبنى
عقد ساعديه على صدره فى تهكم
متأكدة أنه بيحبك ولا خيالك بيصورلك
ردت في ثقة وهي ترفع رأسها كأنها تفخر بحبه لها
طبعا متأكدة
ابتسم وهو يشيح بوجهه
واللى بيحبك ده ينفع يتجوز عليكي
لم تفهم ما يرمى اليه فى البداية
يوسف يتجوز عليا انا لا طبعا
رد في خبث وهو يتصنع البلاهة
ايه ده هو انتى متعرفيش
قطبت حاجبيها في نفاذ صبر
معرفش ايه
هز كتفيه وهو يواصل ادعاءه للبراءة
افتكرتك عارفة
هتفت فى حدة
متابعة القراءة