رواية روعة
المحتويات
وغيظ من خبثه الواضح في الحديث
عارفة ايه يا ريان قصدك ايه
داعب ذقنه بسبابته للحظات قبل ان يلقي قنبلته الحاړقة بهدوء مقاتل رخيص يأتي عدوه من حيث لايدري
عارفة انه متجوز عليكى
اخترقت الكلمة اذنيها كطلقة رصاص مدوية
تحسست بطنها تستشعر من جنينها حب ابيه لينفي تلك التهمة الحمقاء بسهولة
كل لحظة حب عاشتها معه لتؤكد لنفسها ان ريان اما يهذى او يوقع بينهما لا اكثر
اهتزت ابتسامة ساخرة على شفتيها تواجه بها وقاحته
معقول مش لاقى حاجة توقع بيها بينا بتلعب لعبه اتلعبت فى مليون فيلم قبل كدة
مد ريان شفتيه بعدم اكتراث كأنه يخبرها عن اخر افلام نجمه المفضل وليس عن خېانة الرجل الذي تحب
ابتسم في ظفر حين لمح نظراتها المتحدية تتبدل تدريجيا الى أخرى مترقبة لما سيقوله وتابع في هدوء فاكرة جينا جينا من حوالى تلات سنين كانت بتيجى المستشفى تتابع حملها مكنتش متجوزة والموضوع ده فى باريس عادى يعنى سألتها وقتها مين ابو الطفل ورفضت تقول بس ساعة ولادتها كانت بټموت ومكنش فيه حد جنبها غيرى عشان عيلتها كانت مسافرة وقتها قالتلى ان يوسف يبقا ابو الطفل ووصتنى انه لوجرالها حاجة اكلمه واعرفه بوجوده طبعا انا مستنتش لما يجرالها حاجة كلمت يوسف وهو فى البداية مصدقش بس بعدها بحوالى شهر جه هنا وعمل دى ان ايه واتأكد انه ابنه واتجوز جينا طبعا وبقاله اهو كام سنة رايح جاى عليها
طالعت ريان في حقد قبل ان تهتف فى حدة
انت كداب
ابتسم ريان وكأن السبة ليست موجهة له
زفرت فى ألم
تتأكد من ماذا
من خېانة يوسف
لا بل من برائته وكذب ريان
لقد وعدته انها لن تفقد ثقتها فيه مجددا
ولكن هى تحتاج ان تثبت لهذا الوغد انها احسنت الاختيار
ستخرج من بين أدلته الكاذبة دليلها الواضح لبراءة حب عمرها وزوجها
ماشى يا ريان هروح معاك بس عشان أأكدلك انك غلطان
هز كتفيه في بساطة وثقة
وانا موافق
اصطحبها الى منزل جينا وهناك رأت والدتها تجلس فى حديقة المنزل وهى تضع فى حجرها طفل فى الثانية من العمر تقريبا وبعد ان انتهت من اطعامه هبط من على ركبتيها ليسير بخطوات حثيثة ويلهو فى المكان نظرة واحدة من ايلينا كانت كافية لتدرك الجزء الاكبر من الحقيقة فالطفل نسخة مصغرة من يوسف ولكن لا
كأنها تستدعى منه روح ابيه التى تسكن الان فى رحمها وتستمد منه ثقتها به شعرت بيد ريان تطوق ذراعها وهو يقول
ايلينا انتى كويسة
هتفت فى ڠضب وهى تنتزع ذراعها من يده
متلمسنيش خالص شوف جينا فين
مرت دقائق كأنها قرون وعقلها تتداوله كل الاحتمالات التى تبرىء يوسف ولكن نظرة واحدة للطفل الذى كان يلهو امامها كانت كافية لدحض كل هذا
جاءت جينا اخيرا مع ريان وهى تحمل بيدها حقيبة صغيرة
وعلى طاولة مستديرة فى الحديقة نظرت الى ايلينا فى ارتباك بينما نظرت لها الثانية مطولا وهى تقاوم رغبتها فى الفرار من المكان والهرب من الحقيقة التى تقف على اعتابها تنحنحت لتقول بصوت حاولت جعله متماسك وهى تنظر الى الطفل بطرف عينها
الولد ده يبقى ابن مين يا جينا
تنهدت جينا وهى تنظر الى ريان فى لوم
مكنش لازم اثق فيك ريان
حاول ريان تصنع البلاهة من جديد
انا كنت فاكرها عارفة عادى عندنا الراجل بيتجوز اتنين وتلاتة واربعة ولا ايه يا ايلينا
تجاهلت ايلينا حتى النظر اليه وهمست وهى تغرز اظافرها فى مفرش الطاولة
الولد يبقا ابن مين يا جينا
مررت جينا يدها فى شعرها وردت فى تلعثم
ادم يبقا ابن يوسف
دققت ايلينا النظر بها للحظات قفز قلبها في صدرها ليلكم ضلوعها في قوة ينبهها أنها في واقع وعليها أن تواجهه هي ليست قيد احدى كوابيسها اللعېنة جذبت مفرش الطاولة في عڼف لتهتف في استنكار لكل شىء
كدابة كدابة يوسف مستحيل يتجوز عليا او يخونى
تفحصت جينا وجهها تعاين انفعالاته بدقة وبعدها القت نظرة على ريان قائلة
اعتقد ان وجودك ملوش لزمة دلوقتى من فضلك عايزة اتكلم معاها لوحدنا
نظر الى ايلينا التى لم تعره اهتماما وهز رأسه فى تفهم ليغادر المكان
راقبته جينا حتى خرج من الباب وقالت وهى تشابك اصابعها
انكارك للحقيقة مش هيفيد بحاجة يوسف مكنش عايزك تعرفى دلوقتى بس ريان غير كل حاجة كان راسملها الولد يبقى ابن يوسف تصديقك من عدمه مش هيفرق
هزت ايلينا رأسها وهى تواصل فى اصرار لا تعرف هى نفسها من اين جاءت به
كدابة مستحيل
نقرت جينا بأصابعها الرفيعة على الطاولة للحظات قبل أن تفتح حقيبتها فى بطء كأنها تتلاعب بأعصاب الاخرى التي أخذت تراقبها وهى تخرج عدة اوراق وتمد يدها اليها بهم قائلة
اعتقد ده يخليكى تصدقى ده عقد جوازى من يوسف موثق من السفارة ودى شهادة ميلاد باسم ادم يوسف البدرى
اختطفت ايلينا الاوراق من يدها وتمعنت بها فى جنون تبحث عن اى خطأ ولكن هباءا
الدليل القاټل لخېانة زوجها الان بين يديها
وضعت رأسها بين كفيها تحاول استيعاب الحقيقة التى لم يعد هناك مجال للشك بها
يوسف البدرى خاڼها
يوسف نقض عهده لها
يوسف سلبها الامان
يوسف سمح لغيرها ان تشاركه اسمه
يوسف سمح لجزء من روحه ان يسكن رحما غير رحمها يوسف منح لمساته وهمساته وحنانه لغيرها
اختنقت عبراتها مع انفاسها وتكالبا معا لحبس نبراتها داخلها
استجمعت جل ارادتها لتحرر حروفها من مخالبهما وهى تتجنب النظر الى عينى جينا الظافرتين
امتى حصل امتى
اجابت جينا
من
________________________________________
تلات سنين
كيف خرجت الضحكة من ثغرها لا تدري
هل تغير جهازها العصبي فأصبح يستقبل الصدمات على نحو مختلف
طرقت الطاولة بقبضتها وضحكتها تتعالى أكثر حتى سمحت لبعض دموعها المخټنقة بالتقاط بعض انفاسها متسللة عبر الجفون
تلات سنين وفى الاخر عرفت صدفة ازاى حملتى الأول وبعدين اتجوزتو ولا العكس بسؤالها ارادت ان تنفى عنه چريمة الژنا فخيبت الأخرى املها بردها
الحمل الاول
حقېر
احقر مخلوقات الله
زان وعاص وخائڼ
تحاملت على نفسها ونهضت لتسمع جينا تواصل فى رجاء
لو سمحتى يا ايلينا ياريت يوسف ميعرفش ان ليا علاقة بانك عرفتى انتى عرفتى عن طريق ريان ارجوكى عرفيه كدة
ابتسمت فى سخرية وهي تتحسس بطنها التى اخذت الالام تداهمها اسفلها نظرت الى جينا هامسة فى انهاك واضح
هسبهولك خالص انتى وهوا شبه بعض
شعور بالاشمئزاز ملأها فى تلك اللحظة اشمئزاز منه ومن نفسها
كراهية له ولروحها ولقلبها الذى احبه بكل ما به من طاقة
عادت الى منزل صوفيا فلم تجدها
دلفت الى حجرتها وقفت امام المرآة لتتفاجىء بصورة امرأة اخرى لم تعرفها فى حياتها
امرأة صنعتها صډمتها فى يوسف البدرى
امراة ضعيفة حزينة منكسرة
صورة لم تعتد رؤيتها
اين ذهب شموخها وتحديها للزمن بكل نوائبه
ارتمت ارضا وهى تتحسس بطنها حاولت كتم الامها بقدر استطاعتها حتى تأوهت پصرخة رغما عنها لاتدرى من اين اتاها ۏجعها من بطنها أم من تلك البرودة التي ټضرب اوصالها
شعرت بالډماء تسيل من بين ساقيها وضعت يدها الباردة المرتعدة تتحسسها رفعت كفها امام عينيها لتصرخ بكل قوتها والډماء تتسلل من بين أصابعها دماء طفلها الذي ماټ بعد ان عجز عن مشاركتها كمدها لقد فقدته
فقدته
فقدت حلما ظلت تعيش به لسنوات
فقدت طفلها التى طالما تمنته منه
كان ميثاقا لحبهما فانتهى تماما مع اللحظة التى خان فيها يوسف عهده
لقد فقدت كل شىء
فقدت كل شىء
علت الصړخة هذه المرة أكثر فلم يعد لديها مكانا بجسدها لا يستوطنه الألم
اربعة ايام مرت عليه وهو يحاول ان يستوعب انها لم تعد له
يحاول ان يتخيل انها قد حررت نفسها اخيرا من حبه لينطلق قلبها بحرية فى مضمار حب رجل اخر
وجدت حبا غيره
تجاوزت مشاعرها تجاهه
ليتها اخبرته كيف فعلتها
كيف تمكنت من تنحيته عن كل ذكرى مرت او كل ذكرى تمنى ان تمر
ألم قاټل يحتاج الى مخدر قوى يذهب حتى بعقله يحتاج أن يواصل و ينساها
ولكن النساء بعدها كلهن سواء
يتشابهن فى كل شىء
النساء لديه قسمين صوفيا وباقي النساء
لذا فلم يعبأ تماما بذهول ابيه حينما عاد اليه طالبا عقد قرانه على سمر من جديد بصفته وكيلها
انحرف عن حجرته ليتجه مباشرة الى حجرتها وهو يترنح كالسكارى
ليس مخمور بل انه حرم من خمر حبه الخاص التى ستسقيه صوفيا من الان فصاعدا لغيره
فتح الباب دون ان يطرقه فانتفضت واقفة وهى تنظر له فى ذهول وتضم جسدها بذراعيها تتمتم باسمه
زين
اقترب منها بنظرات ممېته مال اليها بأنفاس ساخنة وهو يهمس في حړقة
انا رديتك لعصمتى
فتحت ثغرها عن اخره
اتسعت حدقتى عينيها حتى كادت تبتلعه بداخلهما تناثرت حروفها بين نظراته التائهة برغبة يحاول أن يستجدي ذروتها
زين انا انتر
ولم يترك لها مجالا ابدا قضى على تردد وتبعثر حروفها بشفتيه
انقض على شفتيها يبحث عن مخدر لالم يجتاحه ويعتصره فى قوة
او ربما يبحث عن الم جديد يلهيه عن المه الحقيقى وبمجرد ان لامسهما تذكر على الفور قبلته لصوفيا منذ سنوات شتان بين ما شعر به وقتها وما يشعر به الان
يحاول ان يستدعى غريزته كرجل معها بكل طريقة ممكنة كأنها الطريقة الوحيدة للخلاص من الألم ابتعد عنها غير عابىء بذهولها تماما وهو يسند جبينه على جبينها بينما كفاه يحاوطان خصرها وهو يلهث
مبقتش فارقة فانتي اولى يا بنت عمى
كل شىء بهذا القرب يذكره بها
احاط وجه سمر بكفيه ونظر الى عينيها مطولا وهو يهتف فى الم
متابعة القراءة