رواية روعة
المحتويات
وطلاقه لايلينا حاول ان يتقرب منها فقط لافراغ غيظه من الثانية ففشل كان يشعر بالاشمئزاز بمجرد أن يشتم رائحتها ليسلم أخيرا انه رغم كل شىء لا يوجد انثى تؤثر به سوى حبيبته العنيدة ومن هذه اللحظة اصبح كل ما يربطه بجينا هو المال الذي تسرفه بسخاء ويعطيه لها ببذخ اكثر كأنه أجرها عن بقاءها الى جوار ولدها الذي لاتهتم به من الاساس رغم تعلق الطفل الشديد بها تنهد فى عمق وهو يخرج هاتفه يبحث عن اسم فارس وهو يتذكر ما حدث بينهما منذ فترة
انت اټجننت يا فارس!!
تعالت أنفاس فارس وعيناه تتسع في ڠضب مخيف
انت اللي واضح انك اټجننت انت ازاي تستغل واحد من رجالتي من ورايا وتخليه يعمل اللى يعمله ده مع ايلينا
تمعن به يوسف للحظات
واصل فارس بعد أن مسح وجهه في محاولة بائسة للتحكم في أعصابه
شوف يا يوسف احنا اصحاب من زمان وانا وافقتك وكملت فى اللي أنت عايزه بس عشان صداقتنا لما جيتلي بعد ما طلقت مراتك وقولتلي انك عايز تساعدها وتحميها من غير ما تحس أنا وافقتك وافقتك كمان لما رفضت أي حد من رجالتي يقوم بالمهمة وخلتني انا صاحب شركة الأمن نفسها اللي اقوم بيها لانك مش قادر تثق فى حد غيري وافقتك على چنونك حتى لما خلتني اروح اقولها اني عايز اتجوزها بس عشان سيادتك تعرف اذا كانت لسة بتحبك ولا لأ ولما تعرف تعمل كدة يا يوسف
حبيبته التي تشبه في طباعها طباع ايلينا كور قبضته عند تلك النقطة من تفكيره ليميل الى فارس ينتشله من اعتقاده هذا
ايلينا مش فريدة يا فارس خليك فاكر ده كويس
ازدرد فارس ريقه وهو يجلس بدوره في تهالك على كرسيه فرك جبينه للحظات يحاول أن يتجاوز شريط الذكريات السريع الذي هاجم خياله ليهمس باحدى مبرراته في ضعف
ضړب يوسف المكتب بقبضته يمنعه من مواصلة مهاتراته تلك يمنعه من مواجهته بايذائه لحبيبته
فارس افهم ايلينا دى تبقى مراتي أنا مسئوليتي أنا محدش في الدنيا ېخاف عليها ويحبها قدي
ابتسم فارس فى تهكم وهو يشيح بوجهه بعيدا
نهض يوسف في بطء تمشى بهدوء حتى وصل الى النافذة تنهد في عمق قبل أن يتهدج صوته وهو يخبر صديقه فى حزن
محدش فيكو هيقدر يفهم انا عملت كدة ليه
أسبل جفنيه للحظة ازدرد فيها لعابه بصعوبة قبل أن يلتفت مجددا الى فارس ويقول في جدية وهو يشبك كفيه خلف ظهره
نهض فارس وقال بعد ان تأمله للحظات
حبك غريب يا صاحبي أي حد يفكر بس يقرب منها بتنسفه وفى نفس الوقت تعمل اللى عملته ده معاها !!
ابتسم يوسف وهو يلتفت للنافذة مجددا ليجيبه في تأثر واضح
انا بس ألاقيها وهصلح كل حاجة دور يا فارس مرة واتنين وعشرة أنا مش بثق فى حد قدك
وبالفعل مرت أربعة اشهر دون ان يعرف اى شىء عنها
كلف فارس وغيره بالبحث عنها دون جدوى عاد من شروده فجأة وذهنه يتفتق عن فكرة ما
أدار رقم فارس وحين جاءه صوته سأله مباشرة
فارس أخبار منصور التهامي ايه
تأفف فارس في ملل
أنا مش عارف شاغل دماغك بيه ليه واحد خرج من السچن من كام سنة وحاليا مدمن مخډرات ومفيهوش حيل يمشى خطوتين على بعض ايه اللى يهمك فى حاجة زى دي
رد يوسف بسرعة وصرامة
أنا عاوز اخباره كلها تكون عندي باستمرار ومن غير مناقشة فاهمني
اخذت تدق على حاسوبها فى انتظام وتركيز واضحين وهي تدون بعض الأشياء في ورقة الى جوارها قبل ان تلوي فمها بانزعاج واضح وهي تتمتم فى حنق
زي ما اتوقعت
ستة أشهر مرت على عملها في مجموعة عزام عرفتها ملك على أبيها احمد عزام
ذلك الرجل الذى يحمل من الهيبة والوقار بالقدر الذى يحمله من الطيبة والحنان
اخبرته بقصتها كاملة فتعاطف معها فرفضت أن يأخذ هذا التعاطف دوره في العمل هي لم تخبره من أجل هذا بل أرادت أن تكون كتابا مفتوحا من البداية لمن سيستأمنها على عمله وماله
أصرت أن تخضع الى فترة اختبار قبل أن تستلم عملها بشكل رسمي وبالفعل أذهلته ففي أقل من شهرين اصبحت مديرة لمكتبه وكالعادة ايلينا اضافة حقيقية قوية لأي مكان تعمل به
اتخذت احتياطها جيدا حتى لا يعرف يوسف مكانها المصادفة ساعدتها في البداية فمقر المجموعة فى الاسكندرية وليس القاهرةو ليست للمجموعة أي صلة او تعاملات تذكر مع مجموعة البدرى والخطوة الأخيرة هو تحريف اسمها قليلا لتختار اسم الدلال الذى كانت تناديه بها ملك ليكون اسما رسميا يعرفه الجميع بها وهو ايلا
جمعت ما دونته وذهبت به الى أحمد
طرقت مكتبه في رفق فأذن لها بالدخول ابتسم حين رآها فاقتربت لتضع الاوراق على مكتبه قائلة في جدية
انا عاوزة حضرتك فى موضوع مهم
وضع أحمد القلم الذى بيده فى حاوية الاقلام وهو يعقد حاجبيه فى اهتمام
________________________________________
خير يا ايلينا موضوع ايه
عضت ايلينا على شفتها فى حيرة فالأمر برمته محير حقا فتنهد أحمد في فضول
ها يا يا ايلينا قولي أنا سامعك
رفعت رأسها تخبره في سرعة شديدة حتى لا تدع فرصة للتراجع
بصراحة يا فندم اللي حسبته لقيته فيه تلاعب فى الحسابات بتاعة المجموعة وخاصة اللي تحت ايدين أسامة بيه
اطرق احمد برأسه للحظات دون أن يعلق فألقت رأسها الى كتفها الايمن وهي تنظر له فى دهشة فلم يبدو عليه الصدمة مطلقا وهي تخبره أن اخيه الذى يعمل فى خيره يسرق امواله
تنحنحت وسألته في حيرة
أحمد بيه هوا ليه حاسة ان حضرتك متفاجئتش
رفع أحمد رأسه بابتسامة متعبه وهو يقول
لا كنت متوقع
وتراجع فى كرسيه يطالعها في اعجاب
اللي أذهلنى بجد هوا شطارتك انتي يا ايلا بجد كل يوم بتثبتيلي ان ملك قدمتلي هدية حقيقية
ابتسمت في خجل لم يطغى على حيرتها التي كان لها النصيب الأكبر في امر هذا الرجل
هل هذا كل ما يشغله
ماذا عن خېانة اخيه وسرقته له
رفعت رأسها من جديد تحاول أن ترضي فضولها
طب ازاى يعني حضرتك شاكك فيه ومع ذلك بتشغله هوا ملوش أي رأس مال فى المجموعة واللي اسمعه أن ضيع فلوسه من زمان اوي
شبك احمد اصابعه وهو يوضح لها في بساطة أغاظتها
اسامة يبقا اخويا فى الأخر بعد ما خسر فلوسه انا جبته هنا وشغلته وبقا للأسف معاه كل اسرار شغلى انا كنت شاكك من فترة انه بيسرق من ورايا بس طبعا مينفعش بعد ما تبقى معاه كل اسرار الشغل انى ارفده لأنه ساعتها هيفكر ينتقم وهنبقا احنا الخسرانين
زفرت ايلينا فى ضيق من مبرراته تلك وأعدتها سلبية الى حد كبير
يعنى حضرتك هتسيهاله كدة ينهب زى ماهوا عايز
نهض احمد فى بطء ينفي ما ظهر واضحا في نبراتها عن اتهامه بالعجز عن المواجهة
بمزاجى يا ايلينا فى الوقت المناسب هنحل كل حاجة
عضت على شفتها لتتجاوز الأمر وهي تنظر الى ورقة اخرى
الغريبة بقا هوا خالد ابنه كل حساباته مظبوطة والمصنع اللى بيديره من انجح مصانع المجموعة
هز احمد رأسه مصدقا على حديثها
ده حقيقى خالد غير ابوه تماما ونفسى ملك فعلا تفكر فى موضوع جوازها منه بشكل عملى اكتر
شردت ايلينا بعينيها قليلا
ملك خاېفة اكيد حضرتك عارف ان تجربتها الاولى افقدتها الثقة فى حاجات كتير
وقبل أن يرد احمد تفاجىء بمن يفتح الباب ويدلف الى المكان في عڼف وهو يتجه مباشرة الى ايلينا صائحا في ڠضب
انتى فاكرة نفسك مين بأي حق تاخدى كل الحسابات وتراجعيها
أوقفه احمد في حدة
اسامة كلامك معايا انا انا اللى طلبت منها ده
تطلع أسامة اليها في غيظ وهي ترمقه في ظفر واضح وتحد كأنها تخبره بعدم اكتراث شعرة واحدة من جسدها بما يفعله زفر في ضيق وهو يلتفت الى أخيه بأى صفة ان شاء الله دي مجرد سكرتيرة
مسح احمد وجهه ليهدأ
انت عارف ان ايلا اكتر من مجرد سكرتيرة دي
قاطعه اسامة وهو يبسط كفيه متهكما فى وقاحة
اه طبعا عارف انها اكتر من سكرتيرة
واضاف في استهزاء وهو ينظر اليها مجددا
اكتر بكتير
فهم احمد وايلينا مارمى اليه أسامة وقبل ان ترد سارع احمد بالرد نيابة عنها
تلميحاتك السخيفة دى مش هقبل بيها يا اسامة انت فاهم ولا لا واياك تدخل هنا تانى بدون استئذان انت فاهم
ضحك اسامة باستفزاز وهو يضع يديه في جيبه
اعمل ايه بس ما كل مرة باجى بلاقيها جوة معاك
هتف به احمد في ڠضب
اسامة
هز اسامة كتفيه فى لامبالاة
خلاص خلاص انا ماشى
ونظر الى ايلينا فى شماته وهو يرى امارات الڠضب على وجهها كأنه يخبرها انه وجد الطريقة المثلى للنيل منها وبمجرد ان اغلق الباب الټفت احمد الى ايلينا قائلا في أسف
متزعليش يا ايلينا هوا لما بيتزنق بيقول اى كلام
ابتسمت ورفعت رأسها فى شموخ معتاد
يقول اللى يقوله هوا يعنى الكلام بفلوس
ضحك احمد من ثقتها التي تذهله دوما
يلا اديكى قولتى
وتأملها لحظات قبل ان يقول
ايلينا انتى عارفة انك عندى زى ملك بالظبط
هزت رأسها بسرعة قائلة
عارفة يا فندم ومش هنسى وقوفكو جنبى ابدا
ابتسم قبل أن يزمر شفتيه ليقاوم تردده ويخرج جملته أخيرا
طيب ده هيشجعنى اطلب منك طلب
متابعة القراءة