رواية روعة
المحتويات
الغرفة جالسة فى هدوء
ايه اللى جابك بدرى
نظر لها شذرا وهو يجيبها في غيظ
جيت لما المربية كلمتنى وقالت ان الولد تعبان وسيادتك مش موجودة كالعادة ومش بتردى ع التليفون
واضاف وهو يشير لها بسبابته فى ڠضب
انا مش فاهم انتى ام ازاى يعنى سايبة ابنك للمربية وقولنا ماشى معندكيش خبرة لكن حتى مترديش عليها تشوفيها عايزة ايه وتطمنى على الولد
لم يحتمل أكثر فاقترب في حنق وجذبها من معصمها لتقف امامه هاتفا
لما اتكلم معاكى يبقا تردى عليا
حاولت ان تفلت معصمها من قبضته وهى تصيح به
انت عايز ايه منى بالظبط
زاد من ضغطه على معصمها وهو يقول من بين أسنانه
عاوزك متنسش انك اصلا موجودة هنا عشانه عايزك متنسيش حقوق ابنك عليكى
مسح وجهه في محاولة فوق طاقته حتى لايفتك بها
وانتى اصلا محاولتيش ده الولد بيحب المربية عنك اسمعى يا جينا ده اخر تحذير ليكى انتى كل طلباتك مجابة العربية احدث موديل وجبتهالك الشهر اللي فات ومن هنا ورايح انتى اللى هتوصلى وتجيبى ابنك من اى حته فاهمانى
اوكيه
والتفتت اليه لحظة لتضيف
انا محتاجة فلوس
قطب جبينه في استنكار
فلوس تانى انتى بتعملى بيهم ايه بالظبط امال الفلوس اللى ادتهالك دى كلها الاسبوع اللى فات راحت فين
توقفت عما تفعله ووقفت فى مواجهته وهى تعقد ساعديها تجيبه ببساطة مستفزة
كان يعرف جيدا ما تقوله لم يصدم مطلقا يعرف ان جينا لا علاقة لها بالامومة تماما وانها ستحاول استنزافه ماديا بقدر المستطاع كنوع من رد الاعتبار لها ولكن تصريحها بهذا وقاحة لم يتوقعها ولكن ماذا بيده هى ام طفله فى النهاية
كم تمنى الطفل الذى اجهضته تمنى ان يرى بعينيه طفلا يحمل ملامحهما وروحيهما معا تراها كانت جادة حين اخبرته بأمر زواجها
جلست ايلينا على حاسوبها تتابع فى تركيز شديد كل ما يخص المجموعة وما انجزته خلال العام الماضى
عام انقضى وتغير به الكثير فقد ماټ احمد عزام بعد شهرين بالضبط من سفره لتنتقل ادارة المجموعة بأكملها اليها فالوصية التى تركها كانت واضحة فهى لها حق الوصايا على مازن ويارة
اما ملك فقامت بعمل توكيل رسمى لها بالادارة واجهت كل عقبات الدنيا فى البداية فكونها امرأة جعل الكثير من موظفى المجموعة ينحازون لاسامة واضعين العراقيل فى طريقها ولكنهم لم يعرفو بعد بتحديها ومثابرتها فقد نجحت فى اعادة التوازن الى كل شىء اجبرت الاغلبية على الاعتراف لها بالاحتراف التام وتخلى الكثير عن اسامة لينضمو اليها وبخبرتها التى استطاعت اكتسابها فى وقت ضئيل من عملها مع احمد عزام استطاعت زرع عيون لها فى المجموعة لتنقل لها كل الاخبار وتعرف انتماءات الجميع كما زرعت مثلها خارج المجموعة لتخبرها بكل ما يخطط له المنافسون اصبحت مخضرمة وتعلم جيدا ان الكثير ربما يسلك طرقا غير شرعيه لاسقاط مجموعة عزام وهى لن تسمح لهذا ان يحدث لن تنسى ابدا وقوف خالد الى جوارها واخلاقه واخلاصه فى العمل كم تمنت لو غيرت ملك رأيها فيه وتخلت عن عقدتها القديمة لتخرج من بوتقه الماضى التى حبست نفسها فى تجاربه دقات متواصلة على مكتبها رفعت لها رأسها وابتسمت وهى تخلع نظارتها الانيقة
موكا ايه النور ده كله
ابتسمت ملك وهى تعقد ساعديها قائلة
ايه يا عم المهم ايه اللى واخدك مننا
ابتسمت ايلينا فى تعب
شغل المجموعة اديكى شايفة
صفقت ملك فى جذل
قده طبعا الكل كان فاكر ان المجموعة هتقع پوفاة بابا الله يرحمه مكنش حد هيتوقع انها هتبقا اقوى من الاول كمان
ردت ايلينا فى بساطة
متبالغيش
جلست ملك مردفة
والله يا ايلينا ما كنت عارفة من غيرك كنا هنعمل ايه لولاكى كان زمان اسامة واخالد استولو
قاطعتها ايلينا فى غيظ
انتى لسة بتحطى خالد وابوه فى نفس الكفة يا ملك حرام عليكى يا شيخة ارحمى الراجل بقا
اشاحت ملك بوجهها فنهضت ايلينا لتجلس على الكرسى المقابل لها مردفة فى حنان
ملك افتحى قلبك لخالد اديله مجرد فرصة مش هتخسرى حاجة
رفعت ملك عينيها الحزينتين الى ايلينا تشي لها بمخاوفها
فيه ايه خالد زيادة عن التانى عشا اغامر بقلبى معاه من جديد نفس الكلام النظرات الحب الوهم اللى فضلت عايشة فيه سنين وفى الاخر طلع كله كدب خدعة
امسكت ايلينا بكفيها وقالت في رقة
ملك انتى حاسة بحاجة ناحية خالد وبتحاولى تقاوميها
________________________________________
بتحاولى تقنعى نفسك انه وحش وتحاول تقنعيه انك رافضاه بس الحقيقة مش كدة
نهضت ملك فى حدة وهى تنزع كفيها من يدى ايلينا لتعود الى تجهمها
دى الحقيقة هوا وابوه طمعانين فى الثروة هوا عمره ما حبنى وانا عمرى ما حبيته
نهضت ايلينا وتمعنت بعينيها لحظات قبل ان تواجهها في حسم
يبقى بتكدبى على نفسك يا ملك
لم ترد ملك هذه المرة بل التقطت حقيبتها فى عڼف وهى تفر من امامها وقبل ان تلحق بها رن جرس هاتفها فالتقطته بسرعة وهى تقول
ايوة لو المناقصة رسيت على مجموعة البدرى تعتبرو نفسكو كلكو مرفودين افتكر كلامى واضح
واغلقت المكالمة وعينيها تلمع ببريق غريب مرددة فى خفوت
واخيرا هنتقابل تانى يا يوسف
الفصل الثلاثون
خرجت من مكتب صديقتها هاربة من حقيقة تخشى دوما مواجهتها
فارة من مشاعر تخشى ان تتمكن منها اكثر او ان تأخذ مساحة من خيالها أو أي أهمية
حاولت ان تتحسس چراحها القديمة لتحول بألمها بينها وبين أي حب جديد
عن اى حب تتحدث ايلينا
ألم ترى حب زوجها وحبيبها السابق لها
ألم ترى براعته الفائقة فى التمثيل لسبع سنوات متواصلة
كان حبها الأول وذكرياتها البريئة الحالمة التي تشوهت بعد ذلك بمطامعه البغيضة في ثروة أبيها فكيف لها ان تؤمن ان هناك اخر يحبها دون ان تشك ولو للحظة انه يقوم بنفس الدور فى مسرحية هزلية جديدة نهايتها معروفة لها
لا ليست بتلك البلاهة ابدا لتعيد الكرة من جديد
ليست بالسفاهة الكافية لتعطي القدر خدها الاخر ليعيد صفعها بقوة أكبر
خالد ماهو الا مجرد طامع فى ثروة ابيها الراحل
لص مخادع لا يكترث لمشاعرها ابدا وسيسحقها تحت قدميه بمجرد ان يصل الى هدفه
تقابلت معه فى احدى ردهات الشركة
تجمعت كل خواطرها في عينيها ليقرأها بكل سهولة فكيف لمن عشقها منذ نعومة أظافرها أن يجهل مفردات نظراتها ولغتها
لص مخادع كاذب
كلمات شتى تهين بها كرامته دون أن تنطق بها شفتاها
ذنب ارتكبه غيره ويحاسب هو عليه فالى متى سيظل فى تلك الخانة العقيمة !!!!
ذنب حبيبها السابق الذى افقدها الثقة فى اى مشاعر صادقة فهل من العدل ان يوصم هو بما اقترفه غيره
ذنب ابيه الطامع فى ثروة ابيها دوما وما بيده اذ ولد لأب جاحد طامع
لقد نفذ صبره حقا وهو لايرى لهذا العڈاب نهاية
ربما ان الاوان ليضع له اخر
اتخذ قراره بالفعل وفى نهاية اليوم كانت استقالته على مكتب ايلينا وبدون ابداء أسباب
امم يعنى ملخص الكلام ان لحد دلوقتى مفيش اى جديد
قالها يوسف وهو يتمعن فى فارس الذى كان يجلس اليه يطالعه فى هدوء جعل الشك يدب فى نفسه
هز الثاني رأسه
للاسف اه
تأمله يوسف للحظات وقال
فارس اوعى تكون
وصمت وهو يلوح بسبابته فالټفت له فارس فى بطء وابتسامة غريبة تلوح على ثغره
نعم قد توصل احد رجاله الى مكانها ولكنه لن يخبره به الان ابدا على يوسف البدرى ان يأخذ نصيبه من العقاپ على ما فعله معها أولا اجابه وهو يحاول المرواغة
لو حابب تستعين بحد غيرى ممكن ت
ولم يكمل جملته اذ تفاجىء بالباب يفتح ويظهر من خلفه رجل فى منتصف الثلاثين تقريبا طويل القامة عريض المنكبين بالغ الأناقة تحمل عيناه ابتسامة هادئة لم تخف خلفها مطلقا ما تحمله نظراته من صرامة وثقة بالغتين
ابتسم يوسف ونهض من خلف مكتبه هاتفا في جذل أيمن الالفى ذات نفسه فى مجموعتى
اتسعت ابتسامة الرجل وهو يقترب اكثر ليصافحه فى ود
اهلا بيوسف البدرى السكرتيرة اللى برة قالتلى انك مديها اوامر فى اى وقت اجى تدخلنى على طول
ربت يوسف على كتفه
هوا انت اى حد برضه يا ايمن
اطلق ايمن صفيرا عابثا وهو يرفع حاجبيه
بس خد بالك ياكبير احنا هنا النهاردة فى بيزنس ملوش علاقة بصداقتنا نهائى
ضړب يوسف كفيه ببعضهما وهو يهز رأسه
عمرك ما هتتغير ابدا يا بن الالفى تعالى اقعد
وحين كان يقترب كان فارس يهم بالذهاب
تنهد يوسف وهو يدرك ما غاب عنه للحظات ونبهته اليه علامات الحزن والارتباك التى وضحت على وجه فارس فى وضوح
ضيق ايمن عينيه وابتسم وهو يمد يده ليصافح فارس
ياااااه ع الصدف فارس مختار هنا طيب كويس بقا عشان اشهد عليك يوسف
ازدرد يوسف ريقه ترى ما يعنيه ايمن هل علم ب قاطع ايمن استرسال افكاره ليجيبه مردفا
بقا ينفع يا يوسف اكتر من مرة اطلب منه خدماته فى امن الشركة ويتهرب منى
تنحنح فارس ونطق اخيرا
اتهرب اتهرب ليه وازاى الفكرة بس
متابعة القراءة