رواية روعة

موقع أيام نيوز


عيونك بقا يا يوسف وحشتنى 
ومالت اليه اكثر لتضيف فى خفوت 
هوا انت هتكدب عليا المرة دى كمان مش قولت انك عندك يقين ان احنا لبعض ايه خلاص قررت تستسلم بالسهولة دى 
وتنهدت بعمق مضيفة 
انا كمان كدابة انا بحبك بحبك بحبك اكتر من روحى يا يوسف عمرى ما بطلت لحظة انى احبك ولا لحظة واحدة حتى وانا فاكرة انك انك خنتنى كنت عارفة انه ڠصب عنك بس حبى ليك كان اكبر من انه يسامح فى حاجة زى دى حتى لو ڠصب حبى ليك رفض ان ابنك يسكن فى رحم ست تانية غيرى 

وابتسمت فى حزن وهى تمسك كفه 
انا عمرى ما ندمت ابدا انى حبيتك اصلا حبك كان قدر مفيش منه هروب حتى لو كان حبنا غريب محدش يقدر يفهمه ارجعلى يا يوسف ارجعلى ومش هنضيع لحظة فى البعد تانى اوعى تحسسنى ان خلاص الاوان فات 
لو سمحتى يا مدام كدة كفاية 
قطعت نبرة الممرضة الحاسمة مناجاتها له فتنهدت طويلا ونظرت اليه نظرة اخيرة قبل ان تخرج من الغرفة وبينما تغلق الباب لمحت شخصا ظنت للوهلة الاولى انها اخطأت او ربما كان مجرد تشابه ولكن نظراته المرتبكة تجاهها اثبتت لها انها ليست مخطأة 
اقتربت منه بخطوات واقترب هو مثلها حتى اصبحا متقابلين فهتفت وهى تتمعن به 
فارس معقولة 
ابتسم قائلا 
ازيك يا ايلينا 
عقدت حاجبيها تسأله 
انت بتعمل ايه هنا بتزور حد من قرايبك 
اشاح بوجهه لحظات لم يعد هناك داع لانكار اى شىء بعد الان 
نظر اليها من جديد 
اممم بزور يوسف 
مالت برأسها الى اليمين فى حيرة 
هوا يوسف قريبك معقولة 
تنفس فى عمق وهو يجيبها بوضوح 
بصى يا ياايلينا يوسف صاحبى ومن زمان قوى وانا مش مدرس زى ما انتى فاهمة انا عندى شركة امن خاصة ومعروفة و 
قاطعته بكفها وهي تدقق النظر فيه 
استنى استنى استنى ايه اللى انت بتقوله ده اومال ليه قولتلى انك مدرس و 
وصمتت لحظات وهى تشرد بعينها بعيدا محاولة ترتيب افكارها فابتسم فارس ليريحها من عناء التفكير 
اللى انتى بتفكرى فيه صح يا ايلينا انتى مغيبتيش عن عين يوسف لحظة من ساعة ما خرجتى من قصره واما لقا الدنيا ضاقت عليكى قال يضرب عصفورين بحجر تستفيدى بايجار الشقة وكمان يحميكى 
تدلى فكها فى عدم تصديق فواصل فارس 
انا كنت بدى يوسف تقارير يومية عنك كان عارف معاد خروجك كل يوم وكان بيقف بعيد بس عشان يشوفك فاكرة فؤاد انا وقتها مكنتش فى الشقة كنت لسة تحت بشترى شوية حاجات هوا كلمنى خلانى طلعت وبعد كدة كان واقف بعربيته استنى فؤاد لما نزل واداله علقة مۏت وأكيد انتى تعرفى بعد كدة بخساير فؤاد فى البورصة كله كان من تحت راس يوسف 
وكأنه حلم او رواية 
لاتصدق ما تسمعه بالفعل فكل ما يحدث يفوق تصوراتها 
أمسكت جانبى جبهتها للحظات رفعت بعدها رأسها الى فارس قائلة 
بس انت انت طلبتنى للجواز يوسف عارف ده 
مسح على وجهه وقال فى احراج 
انا اسف بس هوا اللى طلب منى ده عشان يعرف اذا كنتى لسة بتحبيه ولا لا وحتى لما عمل اللى عمله كان كل همه انك تقدرى بس يعنى ايه كلمة ظروف وكان فاكر انك بكدة هتسامحيه يعنى بالنسباله الموضوع كان زى مقلب من المقالب الكتير اللى اتعودتو دايما تعملوها فى بعض 
تعالت انفاسها ونظرت الى الباب حيث يرقد يوسف خلفه وهتفت فى ضيق 
مقلب!! غبى غبى يا يوسف انا هحاسبك على كل ده بس تقوم 
تنهدفارس وهو ينظر الى غرفة يوسف 
انا عارف يوسف من سنين يا ايلينا عمرى ما شوفته حب حد اصلا فى حياته ولا اتعلق بحد غيرك 
ظلت تنظر الى الباب 
وهل تحتاج لمن يشرح لها كم يحبها 
هى تعرف 
تتيقن 
لم تشكو يوما من عنفوان حبه بل شكواها دوما من طريقته الغريبة فى العشق تمنت حقا الا تكون قد علمت بكل شىء بعد فوات الاوان 
نهضت من على طرف الفراش في تثاقل 
نظرت الى حقيبتها التي جمعت بها كل ما يربطها بالمكان 
الان ستودع قصر البدري للابد 
ستودع عائلتها وكل ذكرياتها وتجتر فقط ذنبها معها الى حيث تذهب 
تحاشت النظر في المرآة وهي تمد يدها الى رباط شعرها لتجمع به خصلاتها باهمال 
لم تهتم بما تطفل من شعرها على جبيبنها او وجنتها ازاحته في عڼف الى الخلف 
سقطت نظراتها على صورته 
التقطتها بكف مرتعد وهي تتذكر القاءه ليمين الطلاق 
فقط فتح جناحها ولم ينتظر أن تلتفت له هي لم تكن لتفعل 
هي
________________________________________
عاجزة عن مواجهته 
أغمضت عينيها في قوة وانتظرت اطلاق الړصاصة التى القاها بالفعل وخرج دون أن يضيف كلمة واحدة 
لم يعاتبها 
لم ينهرها 
كل ذلك لم يعد له قيمة تماما مثلها 
مچرمة 
مذنبة وتستحق المۏت 
أثبتت انها بالفعل أخذت جينات الخېانة من أمها بجدارة 
اي عقاپ يمكنهم أن يلحقوه بها لتستريح 
طالعت الصورة في حزن وكفها توقف في منتصف الطريق حيرة بين ان تعيدها الى مكانها أو تأخذها معها 
انتهى صراعها سريعا وهي تدس الصورة في حقيبتها هي لن تفر من الماضي على كل حال بل من الأجدر أن تصطحب معها كل ما فعلته لتنال حصتها من العقاپ 
ستتأمل صورته كل يوم وهي تعرف انها لن تلقاه مجددا بل أنها حادثت صوفيا بالأمس وأخبرتها عن كل شىء كأنها ټعذب نفسها أكثر 
لم تعشق رجلا في حياتها سواه وستقضي ما بقي لها من عمر على ذكرياتها الضئيلة بقربه 
ابتسمت في ألم وهي تجر حقيبتها في استسلام 
جيد أن أهل القصر جميعهم الان لدى يوسف فهي لم تعد تملك ذرة شجاعة تواجههم بها 
شىء واحد فقط هي ماتمنته بالفعل في تلك اللحظة 
وداع ظنت أنه ربما لازال لديها الحق فيه 
أغلق حقيبته في هدوء لا يناسب كل هذا الصخب داخله او حتى حوله !! 
حقائق امطره القدر بقسۏتها ويعجز حتى الان عن استيعابها 
عاش عمرا بأكمله على عشق صاغه خياله من قصة نسجها عمه لوالديه 
عاش عمرا بأكمله يتخيل كم الهيام الذي سقطت فيه والدته لټموت كمدا بعد مقټل أبيه في عمله كم تمنى لو تزوج امرأة في وفائها 
والان انهار كل شيء والغيام قد انقشع فالأم خائڼة وقاټلة و 
تأوه بقوة وهو يجهش پبكاء مرير فلم يعد في حياته حقيقة واحدة يمكنه أن يسلم بها 
فلا أم ولا حبيبة ولا أخت 
من تبقى في هذه الدنيا لم يخنه !!! 
دق جرس الباب فمسح دموعه وهو ينهض ليرى أي بائس أودى به حظه الى لقياه الان 
وجدها أمامه 
سمر !!! 
من فتحت أبواب الچحيم على الجميع وأولهم نفسها 
أخفضت رأسها لحظات فتنحى جانبا ليفسح لها الطريق ويغلق خلفها الباب 
وقفا في مواجهة بعضهما للحظات 
أخذ يفرك كفيه ببعضهما وهو يرمقها في سخط قبل أن يرفع يده فجأة ويهوى على وجهها بصڤعة مدوية 
وكأنها كانت على اتم الاستعداد لهذا 
توازنت رغم المها 
لم تتأوه مطلقا 
زمرت شفتيها بقوة قبل أن تعود لتنظر اليه وهي تدلك خدها 
متأخر أوي يا حسام متأخر أوي القلم ده القلم ده مش عشان غلطي الالم ده بيمثل وجعك انت 
امسك كتفيها يهزها بقوة وصوته يتهدج من محاولته منع نفسه من البكاء 
كان ممكن منعرفش كان ممكن كل ده كان اندفن معاهم كان ممكن يفضلو في عينينا زي ما كانو طول عمرهم انتي ډمرتي كل حاجة 
سمحت لعبراتها الساخنة بالهطول وهي تهمس في ۏجع 
ملقتش حد يطمني بعد اللي سمعته من عمي وكلامه لمراته الله يرحمها تفتكر كان عقلي ممكن يصدق على ابويا وامي حاجة وحشة 
دفعها بقوة 
كنتي اسأليني كنت انا وانتي واجهناه وسمعناه وعرفنا منه 
اغمضت عينيها للحظات تبتلع غصة في حلقها قبل أن تقول 
عمري ما لقيتك طول عمري لوحدي انا ملحقتش اشوف ابويا وامي وعمي رباني زي ما اكون امانة مستني يخلص منها كل حاجة كانت ممنوعة عليا 
واضافت بابتسامة موجعة 
اتاريه كان خاېف ابقى زيها منعني من الاختلاط بالناس لا كان ليا اصحاب ولا حد اصلا كان بيهتم بيا حتى انت يا حسام مكنتش بتشوف في حياتك غير شغلك وايتن لما كنت بتسألني عن احوالي كنت بتسألني تقضية واجب انت حتى ملاحظتش ان حياتي مع زين مكنتش طبيعية ولا حتى جوازنا كان بشكل طبيعي 
قطب حاجبيه وهو يشير بكفه الى صدره في استنكار 
انتي جاية دلوقتي تشيليني انا الذنب انك ساذجة وانضحك عليكي ده كمان ذنبي 
هزت رأسها في ألم 
لا مش ذنبك بس انا وقتها ملقتش حد اخد رايه وأثق فيه عمري بعد ماسمعت من عمي اللي سمعته ماكنت أتخيل أن حكايتهم كانت كدة انا مش بشيل حد الذنب يا حسام صدقني انا برضه دفعت من كرامتي وۏجعي كتير ولسة هدفع 
رمقها من اعلى لاسفل قبل أن يسألها في ضيق يحاول أن يتحكم به بصعوبة 
انتي عاوزة ايه دلوقتي 
واضاف وهو يهتف في قوة 
انا بلعنك عارفة يعني ايه بلعنك انا مش عارف دلوقتي اعمل ايه اخدك في حضڼي نواسي بعض في مصيبتنا ولا اقټلك بايدي على اللي انتي عملتيه 
مسحت عبراتها وهي تجيبه في هدوء 
لا ده ولا ده يا حسام وقت الاتنين عدى خلاص انا بالنسبة للكل دلوقتي مجرد ذنب انا زين طلقني ومبقاش ينفع خلاص افضل موجودة في البيت اكتر من كدة زي ما انت ما قررت تبعد انا كمان هبعد محدش فيهم بقا مستحمل وجودي حتى لو ادعو العكس انا عدلت تكليفي وهنقل شغلي خلاص البحر الاحمر 
وضع يديه في خصره 
يعني جاية تبلغيني !! 
تراجعت خطوة وهي تقول 
لا انا كنت جاية ادور على حاجة لا عمرها كانت ولا دلوقتي منطقي انها تكون موجودة انا محدش فيكو هيقدر يسامحني لاني حتى مش بقدر ابص في المرايا من احساسي بالذنب انا كنت جاية عشان محتاجة حضنك يا حسام ممكن يكون ضد المنطق والعقل وكل حاجة بس ۏجعي ووحدتي خلوني فعلا اطلب المستحيل 
ومدت يدها تتحسس وجنتها وهي تواصل في ألم 
انت ادتني اللي استحقه فعلا 
واتجهت الى الباب في خطوات بطيئة قبل أن تلتفت اليه وهي تهم بالذهاب 
أشوف وشك على خير يا اخويا 
وأغلقت خلفها الباب
 

تم نسخ الرابط