رواية روعة

موقع أيام نيوز


من ذلك يعد امرا فى غاية الخطۏرة فسيطرته على نفسه بدأت تتلاشى
رفعت ايلينا نظرها اليه اخيرا وقالت فى صوت متلعثم انت هتفضل وقح
ولم تزد حرفا
اخذت بيد مازن وجرته خلفها فارة من يوسف البدرى وسحره وتأثيره بينما هو تنهد فى قوة وهو يقبل رأس ولده الذى واصل حديثه الساذج
ينفع بابا تبقى هيا ماما
ابتسم يوسف
لقد وقع الصغير بدوره تحت تأثيرها كما وقع ابوه من قبل

مسح على رأسه مجيبا فى حنان
ان شاء الله لازم يا ادم لازم كدة كفاية اوى
نعم فجينا لم تعد تصلح اما من الاساس
هاتفها فى الطريق ليسألها عن طفلها
اخبرته انه فى غرفته وحين طلب منها ان تتأكد من هذا الامر عادت اليه تخبره بكل برود وكأنهما يتحدثان عن حلقة فى برامج المواهب ان المربية اخبرتها فى الصباح ان
السائق الذى سيحضر ادم مريض وان عليها ان تذهب بنفسها لاحضاره ولكنها نست الأمر تماما
اعتذرت بسخافه عن هذا ليتوعدها يوسف ويلعن نفسه على خطأة الفادح الذى جعل جينا هذه اما لطفله
فى ليلة ساحرة اقيم حفل زفاف ملك وخالد اهتمت ايلينا بالاشراف بنفسها على كل تفاصيله
دعت اليه كبار رجال الاعمال واعلنت عنه فى الصحف والمجلات كما هو المتبع
كم تمقت تلك المجاملات السخيفة واجواء الاحتفالات الصاخبة ولكنها مضطرة الى تحملها لاكمال هذه المظاهر
محاولات بائسة تحاول بها ان تتأقلم على جو رجال وسيدات الاعمال التى اصبحت منهم
تزاحمت حولها الذكريات حتى تلاصقت ببعضها فكونت سياجا منيعا منعها حتى عن التنفس
حنين جارف لايمكنها مقاومته وهى تتذكر كل لحظة عاشتها معه
كل لحظة قضتها بين ذراعيه
كل لمسة منه لشعرها المجعد
تجزم بأنه كان اكثر رجال هذه الارض حنانا ولكن تنهدت بعمق وهى تحاول ان تتخلص من هذه الذكريات التى ستأخذها الى الچحيم
چحيم أشعله قربه
انسحبت فى هدوء الى حديقة القصر لتتنفس بعيدا عن هذا الصخب
جلست على الارجوحة الواسعة امام المسبح
شعرت بخطوات خلفها ضيقت عينيها فى تفكير اهى خطواته
اما لازالت الذكريات تتلاعب بها
هى تميز خطواته عن اى خطوات اخرى وكأنها بصمة خاصة به
أخذت نفسا عميقا وماذا عن رائحة عطره ايضا
لا يوجد رجل يستخدم هذا العطر سواه فهو يختلط برائحته الخاصة وكأنه قد خلق له
لن تلتفت ابدا
اقتربت خطواته اكثر واكثر حتى اصبح حقيقة واضحة يجلس الى جوارها على ارجوحتها وينظر امامه قائلا فى هدوء مستفز
بقا يبقا عندكو فرح ومتعزمنيش
التفتت اليه وعادت تنظر امامها
وانت ايه اللى جابك
ضحك قائلا
هوا ده الاتيكيت برضه ده انتى المفروض دلوقتى سيدة اعمال كبيرة
نظرت له هذه المرة فى تمعن لتسأله في وضوح
انت عايز ايه يا يوسف
امسك يدها فى غفلة منها وهمس في شوق
انتى عارفة انا عايز ايه
ڠضبت من نفسها لتلك الارتعادة التى انتقلت لكفها لمجرد لمسة منه فسحبت يدها محاولة اخفاء مشاعرها لتنهره في حدة
متنساش نفسك ومتنساش انى خلاص مبقتش مراتك ومش من حقك انك
قاطعها فى جدية
انتى مصدقة مصدقة ان مبقاش فيه حاجة تربطنا
نهضت فى بطء وهى تقول
ايوة يا يوسف انا كمان اتجوزت بعدك لو كنت نسيت
اتجوزتى عيبك يا حبيبتى انك مش عارفة ان مفيش حاجة بتستخبى فى البلد دى والكل عارف ان جوازك من من احمد عزام كان على ورق لمجرد انه واثق فيكى ده سافر تانى يوم كتب الكتاب
نظرت الى مياه المسبح محاولة القاء اى كلمة تثير به غيظه وتهدم به ثقته التى تستفزها تلك
انا كنت معاه الليلة دى قبل ما يسافر
ابتسم وهو يدقق النظر بها فى ثقة
كدابة كدب الابل يا حياتي
عضت على شفتها
عليه اللعنه هو وضعفها امامه
واصل وهو يقترب اكثر
انتى متقدريش تكونى لحد تانى غيرى زييى بالظبط مش انا بس لحد دلوقتى اللى لسة شايفك مراتى
ابتسمت فى تهكم
اومال جينا تبقا ايه
رد فى حزن
انا متجوزتش حد غيرك ابدا
واضاف فى حسم
وللمرة المليون بقولك ان اللى حصل كان ڠصب عنى
عقدت ساعديها وهى تقول بعدم تصديق
ولما هوا ڠصب عنك مخليها فى بيتك ليه
أجابها فى ثبات
عشان مبقتش فارقة من بعدك مفيش ست ممكن يكون لها مكان فى حياتى فخلاص خليها جنب ابنى
كلمة ابنه من امرأة اخرى اثارت حنقها الذي لاحظه على الفور فواصل فى حنان
لكن فى حالة انك تقررى
اوقفته بكفها فى حزم
انا عمرى ما هقرر ولا هغير حاجة من اللى احنا فيه فعيش حياتك زى ما اخترتها ومن هنا ورايح مفيش
بينا غير السوق الواسع ده
ابتسم فى رقة
عارفة انا عندى يقين ان احنا هنرجع لبعض تانى معرفش ازاى ولا بأى طريقة بس انا واثق انى زى ما انا لسة قلبى بيدقلك فانتى كمان لسة بتحبينى اللى بينا مينفعش يتمسح بسهولة مينفعش ينتهى اصلا
رفعت حاجبها فى تحد
يقينك ده خاص بيك لكن بالنسبالى مجرد وهم احسنلك تفوق منه
القت كلمتها الاخيرة وفرت من امامه فهى لم تعد تحتمل قربه اكثر فمقاومتها قد اصبحت هباءا
تخشى على نفسها من نوبات هذا المچنون الذى لايضع اعتبارا لاى شىء وهى تعرف وتوقن انها ستتجيب له فكأن كل حواسها قد تحالفت معه عليها
ومن بعيد كانت هناك عيون ناقمة تراقبهم فى خلسة اذ عقد اسامة حاجبيه في ضيق
بقا كانو متجوزين
اممم والبيه بقا بحر بيحب الزيادة بيفكر اكيد يرجعها وتبقى مجموعة عزام تحت ايده ونطلع احنا من المولد بلا حمص
ابتسم الرجل المجاور له فى خبث
ازاى بس يا باشا ده انت ابن سيادتك صاحب المولد نفسه
ابتسم فى تهكم قائلا
ابنى عايشلى دور الفضيلة وعاملى فيها روميو هو ومراته
ونظر الى الرجل جواره فى شړ
خلاص هيا كدة خلصت لازم نخلص منها وبكرة هى الفرصة الوحيدة كلم الولد بتاعك يلعبلها فى فرامل عربيتها كدة تبقى قضاء وقدر والله يرحمها بقا
الفصل الثاني والثلاثون
امسك فارس بيد يوسف قبل ان يضعها على مقبض الباب محذرا
بهدوء لو سمحت انت عارف انى مليش فى اسلوب البلطجة ده فتعامل بعقل
رد يوسف فى تهكم امتزج بكثير من الڠضب
عقل !!! مراتى مرمية فى الحجز وهتتعدم ظلم وتقولى عقل
عقد فارس حاجبيه من استمرار يوسف وصف ايلينا بزوجته دون ان يشعر بهذا تماما فأضاف الثاني فى جدية
احنا مشينا بالقانون ومنفعش ايلينا هتخرج منها سواء بيك او من غيرك وبكل الطرق الممكنة مشروعة او غير مشروعة
واكتفى بنظرة حاسمة
أخيرة قبل ان يدفع الباب بقدمه ليدخل و خلفه فارس
وقف يوسف للحظات يتأمل المقيد امامه بوجه مغطى بقناع معتم يحجب عنه الرؤية
جلس على طرف مكتبه قبل ان يعطى اشارة برأسه لاحد رجاله ليرفع عنه قناعه
اخذ الرجل يلهث فى خوف وكأن الهواء سينفذ تماما من حوله و يريد ان يأخذ مخزونا منه يكفيه
لحظات وأخذ يفتح عينيه فى بطء متجنبا قوة الاضاءة لينظر حوله في هلع حين وقع بصره على اربعة من الرجال الاقوياء يصوب احدهما سلاحھ نحوه بينما الاخرون تكفى اجسادهم العملاقة ونظراتهم المخيفة لتفعل فى قلبه مالم يفعله السلاح
عقد يوسف ساعديه امام صدره وهو ينظر اليه نظرات ممېته
نظرات اراد بها افتراس احاسيسه تماما قبل أن يقول
بهدوء
مساء الخير اتمنى ان رجالتى ميكونوش قلو ادبهم معاك لسة
هتف الرجل فى ذعر وهو يحاول التخلص من قيوده
ابوس ايدك يا بيه انا عندى عيال عايز اربيها انا مش قدكو
نهض يوسف فى بطء وسار فى اتجاهه محاولا اللعب بأعصابه قدر المستطاع
قولى يا ابراهيم مفكرتش فى عيالك دول يترد فيهم اللى انت عملته فى ايلينا هانم
ازدرد ابراهيم ريقه في قلق وهو يعاود النظر الى الرجال حوله
هوا انا عملت ايه يا باشا
انقض عليه يوسف وجذبه من شعره ليجبره ان ينظر اليه وهو يهدر به في عڼف
مش عارف انت عملت ايه يا روح امك بقا هيا اللى قالتلك تقول ان بنتك عيانة عشان تاخد من خالد عربيته ويركب عربيتها هيا
رد الرجل وهو يتأوه
ڠصب عنى يا بيه ابوس ايدك يا كدة يا كنت هخسر عيالى وحياتى
ترك يوسف شعره وهو
يتنهد ويشير لأحد رجاله
فكوه
نفذ الرجل ما امره يوسف به فنهض ابراهيم فى خوف بينما عاد يوسف ليجلس على طرف مكتبه مردفا
شوف يا ابراهيم انا عاوزك تقولى على كل حاجة ومتخافش انا كفيل انى احميك واحمى عيلتك كلها افتكر انت عارف كويس مين هوا يوسف البدرى مفيش حد نفوذه فى البلد دى يساوى ربع نفوذى لو قلت الحقيقة اوعدك ان مفيش حد هيقربلك وكمان المبلغ اللى تحدده هيكون فى حسابك فى البنك
اطرق الرجل برأسه قليلا وهو يفكر
فواصل يوسف فى هدوء
انت مش محتاج تفكر اصلا انا اللى بطلبه منك انك تقول الحقيقة لكن لو مصر تكون غبى وتفضل على موقفك فمفيش مخلوق هيرحمك منى انت واللى اجرك فكر وعقلك فى راسك
ازدرد ابراهيم ريقه وتحشرجت نبرته بين ضعفه وانكساره
هيا الحوجة والخۏف يا بيه بنتى كانت محتاجة فلوس للعمليه هوا قالى هيتكفل بيها ولما رفضت هددنى انه ممكن يخلص عليا وعلى عيالى انا فى الاول والاخر راجل غلبان مليش ضهر فاضطريت
مسح يوسف وجهه بكفه أشفق حقا على الرجل ولكن هلعه على حبيبته لم يترك لتلك المشاعر مساحة مناسبة من الزمن
طيب انت هتروح تقول الكلام ده فى النيابة واوعى تخاف من اى حاجة انت وعيلتك فى رعايتى وانا كفيل بيهم
ومثلما فعل يوسف مع ابراهيم استطاع بسهولة ان يقابل الشاب الذى اتهم باللعب فى مكابح سيارة ايلينا
وهناك وبعد ضغط طويل من يوسف عليه لينطق تأكد انه يخضع لنفس التهديدات التى
يخضع لها ابراهيم وبصعوبة استطاع اقناعه ليخبره
بالحقيقة
عادل يا باشا الدراع اليمين لاسامة فى كل حاجة هوا اللى اتفق معايا انا روحت بوظت الفرامل فى الجراش ومستنتش لاخر اليوم زى ما قالولى اصلهم طلبو منى انى ابوظ الفرامل بس لما العربية تطلع من الجراج للبوابات الخلفية ومحدش فهمنى ليه فانا استسهلت وقلت اخلص السبوبة بدرى بدرى عشان فى الاخر اتفاجىء بعادل ومعاه اسامة ورجالتهم بېتهجمو عليا فى البيت وبيقولو ان الجراش فيه كاميرات وكشفتنى وكدة كدة هيتقبض عليا بس لو جبت سيرتهم هيخلصو على ابويا وامى لكن لو قلت ان ان ايلينا هانم هيا اللى خلتنى اعمل كدة هيدونى فلوس ويتكفلو بأهلى ده اللى حصل
مال اليه يوسف قائلا
ايا كان المبلغ اللى وعدك بيه الضعف هيكون عندك واهلك انا كفيل بحمايتهم واصلا مش هيبقا فيه خوف عليهم لان بعد شهادتك يا غبى كان هينقبض عليه كلامك ده هتروح تقوله فى النيابة ولو ده محصلش بكرة الصبح اللى هددك بيه اسامة واكتر منه انا هعمله
لم يكن يعنى يوسف تماما ما قاله
لم يتبع فى حياته هذا الاسلوب ابدا فى التعامل ولكن قلقه على حبيبته قد اخرجه عن كل قواعده فهو لم يعد يحتمل الانتظار
وقف زين فجأة بسيارته فى مكان غير مأهول وبعيد الى حد ما
الټفت الى
 

تم نسخ الرابط