رواية روعة

موقع أيام نيوز


والاخوات مفيش بينهم شكر ولا ايه 
هزت ايلينا رأسها فى امتنان فواصلت ملك فى جدية 
المهم دلوقتى انتى ناوية على ايه 
لمعت عينا ايلينا وتراجعت للخلف وهى تتنهد في عمق 
كتيييير 
ضيقت ملك عينيها تسألها في خبث 
والكتير ده يا ترى ليه علاقة بيوسف 
رفعت ايلينا حاجبيها وخفضتهما وكأنها تجيبها فى نفسها بل كله من اجل يوسف 

من اجل ان ترد له كل صفعاته 
من اجل ان تؤدب نفسها على كل لحظة ندمت فيها على ما فعلته فى حقه 
هو يستحق كل ما أصابه واكثر 
واصلت ملك وهى تتمعن بها أكثر تحاول سبر أغوارها 
بصراحة يا ايلينا اللى انتى حكيتيلى عنه مستحيل يكون نفسه الانسان اللى كان بينهار عشانك الايام اللى فاتت مش جايز تكونى فعلا ظالماه 
ضحكت في هم وهى تمرر يدها فى شعرها بعصبية 
ظالماه بعد كل اللى حكتهولك يا ملك ظالماه 
هزت ملك كتفيها تحاول أن تؤكد وجهة نظرها 
هوا قالك انه مخانكيش بارادته وانها هيا 
قاطعتها ايلينا وهي تلوح بكفها 
انتى هتتكلمى زيه يا ملك هتتبرريله اللى هوا عمله عشان يثبتلي ان الظروف ممكن تجبر البني ادم انه يتنازل لو كان قالى وقتها كان جايز اعذره لكن اكتشف بعد سنتين ان جوزى خانى واتجوز عشيقته وكمان عنده منها طفل ويطلب منى استوعب كل ده واصدق ان حياتى كلها اتقلبت عشان خدعة هوا وقع نفسه فيها بمزاجه 
واضافت فى مرارة واضحة 
ملك يوسف اخد منى احساسى بالامان خطڤ اخويا و 
قاطعتها ملك في رفق 
انتى عارفة انه مخطفوش وعلى نفسه اكدلك ه 
ضړبت ايلينا الوسادة بقبضتها هاتفة 
مجرد انه يوهمنى انه عملها مجرد انه يخلى واحد يكلمنى ويساومنى على شرفى حتى لو بالكدب مجرد ما يكسرنى قدام نفسى تبقى جريمته مكتملة بالنسبالى يا ملك 
واشاحت بوجهها وهى تغمض عينيها فى ضعف تخبرها بما ېقتلها التفكير به 
انتى مش عارفة يوسف بالنسبالى كان ايه يوسف كان اول حب فى حياتى كنت بغمض عينى فى حضنه وانا مطمنة ورامية كل حمولى عليه وفجأة الاقيه اخد منى كل ده فجأة اهون عليه بالطريقة دى 
لمعت دمعة بعيني ملك وكأن كلمات صديقتها الجديدة قد خرجت من قلبها الجريح بدوره قلبها الذي لازال يعاني من الم لاشفاء له 
اهدى يا ايلينا اهدى ارجوكى انا اسفة لو كان كلامى ضايقك 
افلتت ايلينا نفسها من بين ذراعى ملك وابتسمت بصعوبة لتنحي هالة الحزن جانبا ولو للحظات 
ملك هوا انا ممكن اطلب منك تساعدينى فى انى الاقى شغل مناسب اى شغل ومكان اعيش فيه غير بيتى القديم اى مكان حتى لو بسيط مش هيفرق 
ربتت ملك على كتفها في دعم 
موضوع الشغل متشيليش همه خالص اكيد انتى سمعتى عن مجموعة عزام 
هزت ايلينا رأسها بالايجاب 
اه طبعا دى اشهر من الڼار على العلم 
شابكت ملك أناملها ببعضها 
تبقا بتاعة بابا احمد عزام وانا هكلمه يا ستى فى الموضوع ده متشيلش هم وبالنسبة للبيت برضه ليها حل بس ليه عايزة تسيبى بيتك 
أطرقت ايلينا برأسها لتعبث في شرشف الفراش للحظات قبل ان تنظر الى ملك مطولا وتقول 
ملك انا ممكن اطلب منك طلب وتوعدينى انك هتعمليه 
قطبت ملك حاجبيها في جدية 
لو فى مقدورى اوعدك طبعا 
مالت اليها ايلينا في رجاء 
اوعدينى ان يوسف البدرى ميعرفش اى حاجة لا عن شغلى ولا عن مكانى 
نهضت ملك في دهشة ماالذي تنتويه تلك المچنونة 
وليه ده كله 
اوعدينى وبس ياملك 
ادرات ملك حدقتى عينيها فى تفكير قبل ان تتنهد في استسلام 
اوعدك يا ايلينا ده شىء يخصك بس اعملى حسابك ان احنا كدة هنسافر اسكندرية لان اغلب شغل بابا هناك 
ابتسمت ايلينا فى سعادة هذا ما تريده بالضبط لن يراها يوسف وهى على انكسارها هذا ابدا ستستعيد كل قوتها لتواجهه من جديد 
تعرف انه سينبش الارض بحثا عنها وسيتألم لفراقها فهى لم تنكر انه لازال يحبها رغم كل شىء 
لا تنكر ان مذاهبهما فى الحب شاذة عن المعروف ولكنه يبقا حبا فى النهاية حتى وان اختلف فى طريقته عن المعتاد 
ورغم هذا فلن تغفر له ابدا هذا الانكسار والصدع الذى ألم بروحها 
ستعود لتظهر له من جديد بالوقت والطريقة التى تحددها والى هذا الحين فيلتجرع الام الفراق والندم حتى يكتفى 
وقف زين فى شرفته يتنفس في عمق وهو ينظر الى السماء الصافية ليلا ويخرج من جيب سترته تلك الحلية الصغيرة التى انتزعها من شعرها منذ سنوات 
قربها من أنفه وأخذ نفسا عميقا من رائحتها التى كانت رحيمة بحاله وظلت عالقة بها 
لم تفارقه تلك الحلية ابدا 
ينقلها من جيب سترة الى سترة أخرى 
يخشى ضياع اخر ما تبقى من حبيبته 
نعم حبيبته 
قد سأم المقاومة 
سأم المحاولة للتسليم بأمره لينتهى كل شىء ويخرجها من تفكيره ابتعد عنها كما وعدها وتركها لحياتها مع اخر وحاول أن يفعل المثل ففشل 
حاول أن يقنع بحياته مع سمر 
حاول ان يأخذ من عشقها الغريب له اى طاقة تدفعه لنسيان صوفيا او التسليم لحياته بدونها لتبوء كل محاولاته بالفشل 
فتح المجال لمن صدهن فى الماضي واعطاهن الفرصة ليقتربن من جديد حاول ان يلهي مشاعره بهن ليعيش مجرد حالة حب فقط فعجز 
كل ذرة من مشاعره ترفض ان يزاح عن كاهلها عشق صوفيا حتى وان ذاقت بسببها كل عذابات الدنيا 
سلم لقدره فى النهاية وتوقف عن المحاولة وأيقن انه سيظل يعشقها حتى وان كان من المحال حتى ألا يلمحها مجددا 
حتى وان كان سيظل يتعذب بهذا الحب مابقى له من عمر فليس له الان سوى ان يتعايش مع المه ان لم يكن منه شفاء 
لايصدق انه بالفعل قد استمع الى صوتها منذ أيام حتى وان كان طلبا للمساعدة 
تسللت نبراتها المحببة الى طريقها الذى تعرفه جيدا ولم تضله مهما مرت عليها السنوات الطريق سيظل واضحا
________________________________________
امامها الى عمق قلبه 
تذكر وقتها كل مامر بهما من ذكريات 
بداية من اللقاء الأول 
مرورا بعهدهما الذى نفضت يدها منه ولا يمكنه ان يلومها ابدا على هذا 
ونهاية بالوداع الاخير الذى عرفته فيه على زوجها لتضع نقطة النهاية التى يرفضها قلبه ضاربا كل اعتبارات الدنيا عرض الحائط 
استيقظ من افكاره على واقعه المزعج المتمثل فى ذراعي سمر تطوقان خصره بينما تريح رأسها بين كتفيه قبض على الحلية فى يده وهو يزفر فى ضيق 
سمر مش قادر لو سمحتى 
ارخت ذراعيها على خصره ورفعت رأسها في بطء لتقف الى جواره قائلة فى غيظ حاولت كتمه 
انت مش حكاية مش قادر انت بقالك كام يوم حتى لمسة ايدى مش طايقها 
مسح وجهه بيده دون ان ينظر اليها فماذا بوسعه ان يقول لقد فقد القدرة فى تكذيب ما يراه حقيقة لامفر منها 
واصلت في مرارة وهى تحتضن نفسها 
فيها ايه يا زين مش موجود فيا فيها ايه مخليك مشغول بيها لحد دلوقتى انت عارف انت قربت منى كام مرة طول السنين اللى فاتت 
واضافت وهى تزمر شفتيها وتقول فى الم واضح بينما يتجنب هو النظر اليها 
وكل مرة انا اللى كنت برغمك وبحاول اخليك تقرب بكل طريقة حتى لو كانت الطريقة انك تتخيلنى هيا 
الټفت لها فى حدة لم يحتمل ما قالته ليهتف بها فى ڠضب 
سمر 
ارتمت دون مقدمات بين ذراعيه وهى تتشبث فى ملابسه كأن قدميها لاوجود لهما وتأخذ من وجوده الدعم كى لا تسقط مرغت وجهها فى صدره لتتمتم وهى على شفا الاڼهيار 
زين انا بحبك ارجوك ارجوك لو عرفت بس انا بحبك اد ايه ارحمنى بقا يا زين ارحمني 
اشفق عليها ولكن ما بيده وقد اخبرها من اللحظة الأولى بما تعرفه هى جيدا 
لم يعدها بانه سيحبها يوما وكيف يعد المرء بما ليس له عليه حكم ولا سلطان هو لايملك لها سوى كثير من الشفقة وهي ترتجف بين ذراعيه فهي مثله تماما تتألم بحبها المستحيل 
كلاهما يحمل العڈاب ذاته فهى بين ذراعي رجل يعشق طيفا لازال يعانى من سحره حتى الان تنهد فى عمق وهو يضمها اليه هامسا 
خلاص يا سمر اهدي 
ازداد ارتجافها وتشبثها به أكثر فحملها ليضعها على الفراش فى رفق وقبل أن ينهض من جوارها امسكت بكفه تتوسله 
ارجوك يا زين ارجوك ما تسيبنيش 
اقتربت منه ببطء وهو لم يرفضها وكعادتها دائما هى من تبدأ وهو اما يستجيب او يتزرع بألف حجة فان استجاب فهو يستدعى كل غريزته كرجل ليستطيع ان يأخذها كزوجة كان حملا ثقيلا على فؤاده يتهرب منه باستمرار ويشعره دوما بالخېانة هذا الشعور الغير منطقى الذى يلازمه وعبثا يحاول ان ينحيه جانبا أغمض عينيه بينما كانت بين يديه وهمس فى حزن اعتادته منه دوما 
صوفيا 
وكأنها لاتهتم أن يتخيلها أخرى 
كأن كرامتها لم تعد ذات قيمة 
كأنها تركت له الخيال ليعشق صوفيا فيه كما يشاء لتتلقى هي هذا العشق بين ذراعيها في الواقع 
تتلقى حقها التي كادت أن تغتصبه منها تلك الشقراء اللعېنة 
حقها التي قاتلت من أجله بحقارة لا تنكر ولكن لم يكن أمامها سبيل غيره وجود زين الدين في حياتها مسألة حياة أو مۏت وهي لاتريد المۏت مطلقا 
هي تريد أن تحيا لتنعم بقربه فالحياة قد بدأت تمنحها الكثير فبعد أن عاش راهبا الى جوارها لثلاثة أعوام تمخض الحظ معطيا اياها فرصة لتصبح زوجته عن حق وهاهو يوما بعد الاخر يستسلم لقدره معها وربما جاءت اللحظة التي تتمكن فيه من طرد خيال تلك الشقراء العالق بباله هذا الى الأبد 
زهرة بيضاء شريدة في منتصف حوض مميز في حديقة منزل زياد مرررت الذكرى على ذهنها رغما عنها 
نبرات صوته تسللت الى أذنها مجددا 
سمتها صوفيا جمالها ميحتملش اي اسم تاني 
أغمضت عينيها واقتربت في استسلام تشم عطرها 
فتحت عينيها فجأة وقد قفزت الذكرى الى الزهرة بدورها 
لم ټشتم رائحتها بل شعرت برائحته هو 
ماذا حدث لها بحق الله 
لقد ظنت انها تجاوزت كل شىء 
كيف عادت الى نقطة الصفر بمجرد مكالمة صغيرة استغاثت فيها به لينقذ ايلينا 
العقل والمنطق وكل شىء يخبرها انه لايستحق والقلب يعترض كالدوام غير عابىء بأحد 
حسنا فليعترض كما يحلو له فلم يعد هناك ارادة ستخضع له مطلقا فيكفي جدا ما حدث 
شعرت بمن يجذب بنطالها فنظرت
 

تم نسخ الرابط