رواية روعة
المحتويات
بكل سرعته ليرتمى بينهما للابد
كم اشتاق لكل شىء فيها صوتها رائحتها عينيها
واه من عينيها
كم عانى من اعراض انسحاب ادمانه لهما طيلة السنوات الماضية
اعراض لا يملك لها دواء ولا يجد لها ترياق فهى السم والدواء فى الوقت ذاته
حصل على عنوانها من ايلينا التى اخبرته انها تتابع حملها مع احد الاطباء وستعود الى القاهرة بعد يومين
تنهد فى عمق وفى تردد مد اصابعه فى اتجاه الجرس وقبل ان ينقره رآها
نعم انها هى الحورية الجميلة تتهادى على السلم الخارجى للمنزل فى تعب لتقترب من طاولة مستديرة وتجلس على كرسى قريب منها
هو ليس حزن لحظة على ۏفاة امها بل حزن سنوات تراكمت همومها بداخلها
هموم كان له النصيب الاعظم فيها ويدرك هذا جيدا ويعرف انها ربما لاتغفر له
هل من حقه ان يسألها ان كانت لاتزال باقية على ذلك الوعد الذى قطعاه على نفسيهما فى لحظة جنون راقبها وهى تمرر يدها فى شعرها الاشقر الناعم لتجمعه الى كتفها الايمن كعادتها القديمة
مد يده فى تردد واضح وضغط الجرس
ضغط مطولا حتى رفعت نظرها اليه
انتفضت من مكانها حين رأته وتسمرت للحظات دون حراك وهى تضع يدها على صدرها
رمقته بنظرات لم يجد لها تفسير قبل ان تتحرك فى بطء لتقف امام البوابة وتهمس فى حزن
همس فى عشق وهو ينظر الى عينيها دون ان يسبل اهدابه للحظه
صوفيا
امسكت بقضبان البوابة للحظات كأنها تحاول التماسك فلامس اناملها وهو يكرر بعقل غائب وقلب تائه وعيون مشتاقة
صوفيا
شعر ببرودة أناملها تماما كالسابق تمنى لو حجزهما تحت يده العمر كله ولكنها حركتهما لتفتح البوابة فى بطء
حمد لله ع السلامة
ابتسم وهو يمنع نفسه بصعوبة من الاقتراب منها وضمھا وتمنى لو كانت لازالت على چنونها كما فى الماضى وتولت هى هذا الامر فاقترب قائلا في شوق
وحشتينى يا صوفيا
فعلا وحشتك
رد وهو يقترب خطوة اخرى
انتى بتسألينى فعلا
نظرت الى الارض للحظات كأنها تحفرها بنظراتها لتستخلص من أعماقها ردا وقد كانت الاجابة بقسۏة أكثر معادنها صلابة
الافعال دايما بتثبت ان الكلام ولا حاجة
لمح نبرة اتهام فى صوتها فرد مسرعا
ليكى كل الحق بس انا كنت ضايع صوفيا كنت حاسس بعجز رهيب كان لازم ارجع زين اللى حبتيه كان لازم اكسب التحدى اللى اتحديته لنفسى
عقدت ساعديها أمام صدرها تسأله كأنها لاتهتم
وكسبت التحدى كسبته ومفكرتش خسړت ايه قصاده
اغمض عينيه يقاوم ألمه ليهمس فى رجاء
صوفيا ارجوكى نس
اوقفته بكفها
من فضلك خلينى اتكلم طول الوقت قبل كدة وانت اللي بتتكلم وانا بسمع وبنفذ وبس انت راجع بعد تلات سنين بمنتهى البساطة تقولى انى وحشتك تلات سنين مفكرتش فيهم فيا مفكرتش حتى انا عاملة ازاى ولما ترجع ياترى فعلا هتلاقينى موجودة ولا مت تلات سنين خدو منى كتير اوى يا زين
تنهد فى حزن وهو يقترب خطوة تمنى لو اقتحم بها داخلها ليمحو كل ما تحمله تجاهه من خيبة أمل لوح بكفيه في عجز يحاول أن يبرر حالة التيه التي عاش فيها
وخدو منى اكتر تلات سنين وانا مبفكرش فى حد غيرك بمنع نفسى عنك لانى وقتها مكنتش انا كنت مستنى ارجع زين اللى انتى حبتيه زين اللى يقدر يحميكى وما يحسش انه عاجز قدامك كنت عاوز ارجع وانا جدير بيكى يا صوفيا
هزت رأسها في يأس
بعد ايه انا طول الوقت اللى فات وانا براجع كل حاجة بينا واسأل نفسى يا ترى انا صح ولا لا ياترى لما روحتلك برجلى وطلبت منك تعترف بحبك ده كان صح ولا المفروض كنت اسيبك تبدأ حياتك معاها ومكنش السبب فى چرح انسانة كلها ذنبها انها حبتك ياترى يا زين اصلا انت حبتنى ولا كنت بالنسبالك حالة حبيت تعيش فيها
قاطعها فى حزم يرفض انتهاكها لعشق طالما عاش على ذكراه وأقسم أن يحيا عمره كله يحترم قدسيته
انتى عارفة انى محبتش غيرك عارفة ومتأكدة من ده
هتفت وهى تجلس على كرسيها فى تعب
انا مبقتش متأكدة من حاجة
ورفعت رأسها اليه بينما تسند جبهتها بسبابتها وابهامها
انا لما مشيت من قدامك تخيلت انك مش هتسينى اروح ابدا تخيلت انك هتحصلنى وتنهى المهزلة دى بس ده محصلش استنيتك كتير وانت ولا حس ولا خبر كنت بمۏت وانا بسأل نفسى هوا فعلا لو بيحبنى ازاى يقدر يستحمل ابعد
واضافت وهى تمسح دمعة فرت رغما عنها
انت مجربتش الوحدة مجربتش احساس انك متكونش ليك لزمة ولا وجود ولا اهمية عند حد مجرد صفر ع الشمال كل اصحابك يفتكروك وقت ما يكونو فاضيين وبعد كدة كل حد فى حياته انت مجربتش تعيش بالشهور تليفونك ميرنش بحد يطمن عليك
اقترب وامسك بكتفيها فكلماتها كانت اصعب من ان يتحملها قلب عاشق مثله
اسف صوفيا اسف مليون مرة
تملصت من بين كفيه بللت شفتيها بلسانها وهي تشيح بوجهها تحاول أن تعود لهدوئها
خلاص يا زين مبقاش ينفع مبقتش قادرة اغامر باللى باقى منى مش هقدر اعيش مع ناس رفضونى حتى لو انت بعدت عنهم فى يوم هتحنلهم واكون انا القربان اللى هتقدمه عشان تنول رضاهم من جديد
هتف فى دفاع
مستحيل اللى بتقوليه ده يحصل صوفيا انا هتجوزك حالا وهثبتلك انى
قاطعته من جديد في صرامة
عشان مجربتش اللى مريت بيه بتقول مش هيحصل لكن انا متأكدة انه ممكن يحصل وساعتها مش هلومك بس هكون انا الخسرانة الوحيدة
لهجتها تخبره بوضوح انها لم يعد لديها ذرة ثقة واحدة به وان زين الحالى لا يختلف عن زين الضعيف الذى حاول التخلص منه شعر انها تلفظه تماما من حياتها شعر ان هناك
________________________________________
كلمينى بصراحة فيه حد تانى فى حياتك
تأملته لحظات ونظرت الى الفراغ من حولها قبل ان تزدرد ريقها وتجيبه
فى يوم وقعت من طولى وكنت تعبانة وهوا كان دكتور ولحقنى فضل جنبى طول فترة مرضى وبعدها صارحنى بمشاعره ورغبته بالارتباط بيا وانا
ونظرت الى عينيه مباشرة
وافقت
شعر فى تلك اللحظة بقدميه تغوصا فى الأرض فتشبث بكرسى الى جواره قبل ان تبتلعه تماما هل أخبرته عن وجود اخر
هل قالت أن حياتها قد أصبح بها غيره
هل لا يحتمل أن يبقى هذا السؤال بداخله مطلقا
مال اليها فى مرارة يلفظه بوجهها
انتى حبتيه
اشاحت بوجهها فهتف بها
ردى عليا انتى حبتيه
هتفت بحدة مماثلة تحمل كثيرا من مرارة أيامها
الحب رفاهية مبقتش اقدر عليها الحب بهدلنى وۏجع قلبى ورمانى ونفانى الحب مغامرة اجبن بكتير من انى ادخلها انا خلاص عاوزة استقر زى باقى الناس الاحترام وحده كفاية مش ده كلامك زمان
كلماتها كانت انصال حادة مصوبة بدقة الى صميم قلبه تخبره انها وجدت الامان الذى افتقدته فيه مع اخر
واصلت بنبرة أهدأ
زين ارجع لحياتك
اى حياة تعنيها
قد ظن انه يعود الى جنته
ظل طيلة طريقه يتخيل نعيمها وظلالها فنقلته بكلمة واحدة الى قاع الچحيم الى جهنم وبئس المصير
سمر من زمان بتحبك
اى حب تتحدث عنه
الحب لا يمكن ان يكون الا هي فالقلب قد احتكرته منذ زمن وختمته بخاتمها الخاص
حاول تحبها انت كمان وكمل حياتك معاها
حب وحياة تعيد نفس الكلمات من جديد في جملة واحدة اين وعدك ايتها الحورية
كيف تملصت من كل هذا
كيف جرؤت وسلمت قلبها لغيره
كيف ستسمح لسواه ان يحتويها بين ذراعيه ويلمسها اى عقاپ هذا ارادات الحاقه به
شعر باناملها تربت على كتفه
زين قدرنا ان اللى بينا يتحول ذكريات ومفيش حد عاقل بيعيش على الذكريات انت بقا عندك حياتك وانا كمان هيبقى عندى حياتى خلينا نعيش الجاى من غير ۏجع
بل انه يريد المۏت حړقا وغرقا وخنقا بجوارها الف مرة على ان يشعر انه لن يراها من جديد لقد كانت السلوى الوحيدة فى حياته
كافح كل شىء من اجلها
من اجل عينيها التى كانت تقف فى انتظاره تحفزه ان يسرع
رائحتها التى ظلت عالقة بانفه تخبره ان اللقاء قريب كيف كڈب كل شىء حوله ام ان حواسه قد اصابها الخلل
نهضت فى بطء وهى تنظر فى اتجاه الباب قائلة
زين زياد زمانه جاى دلوقتى عشان هنتفق على معاد كتب الكتاب هوا هيعدى عليا عشان ياخدنى
اغمض عينيه فى الم وابتسم فلم يعد له حيلة سوى أن يتظاهر بسعادته لسعادتها
اسمه زياد
ايوة مصرى اتولد وعاش فى فرنسا وهيكمل معايا الطريق اللى انت بدأته
شعر أنها ټخونه فى تلك اللحظة اراد اى دليل يبرأها فعاد يسألها بصوت متحشرج يحمل امل اخير
صوفيا انتى مكدبتيش عليا صح
تنهدت فى عمق وهى تشير برأسها تجاه بوابة الحديقة لا يا زين الحقيقة اهى قدامك ده زياد
الټفت زين خلفه ليجد شاب يماثله فى العمر وسيم ويبدو على ملامحه الجدية رسم ابتسامة بمجرد ان اقترب فقالت صوفيا وهى تشير بذراعها تجاه زين لتعرفهما بعضهما ببعض
زين يبقا اخو يوسف جوزايلينا وصديق قديم
اهكذا اصبحت علاقتهما وكل ما يربطهما هو لا يريد هذا الرابط ابدا فاما حبيبها اولا شىء نظرت الى زياد وقالت وهى توجه نظراتها لزين
زياد خطيبى
قټلته الكلمة واخفض رأسه ليخفى انفعاله بينما يده تتكور مانعا اياها من تسديد لكمة عوضا عن مصافحته فهو من سرق حبيبته
هو من اعطاها ما افتقدته فيه
تمالك نفسه على صوتها
مش هتباركلى يا زين
اذن هو الوداع الذى ليس من بعده امل
هو الوداع الذى تطلبه بنفسها وتقطع بيدها اخر شعرة تربطهما
لها ذلك
رفع رأسه فى بطء ليهنأها ويرثي روحه
مبروك صوفيا عيشى حياتك بجد المرة دى عيشى من
متابعة القراءة