رواية روعة
المحتويات
زوجته وليس هناك سوى زين او الانتظار
الانتظار الذى لن يدفع ثمنه بعد الان سوى سكان هذا القصر
احتضنت صوفيا ايلينا وهى تربت على كتقها فى سعادة قائلة
حمد لله ع السلامة يا حبيبتى
ابتسمت لها ايلينا لتحتضن علي الذى وقف الى جوارها قائلة فى عتاب
جبتيه معاكى ليه بس مكنش لازم يدخل الأماكن دى ما انا كدة كدة كنت راجعلكو بعد شوية دول شوية اجراءات
مش كفاية كنت منعانى ازورك مش عايزانى كمان استقبلك
مالت اليه محتضنه وجهه بين كفيها
حبيبى الايام اللى فاتت كانت صعبة الحمد لله خلصت على خير المهم طمنى انت عليك كنت بتاكل كويس وبتروح مدرستك
هنا ردت صوفيا نيابة عنه وهى تشير برأسها الى يوسف
من الناحية دى لازم نشكر يوسف عين حراسة خاصة ع البيت وكانت بتوصل على وتجيبه كل يوم وكمان كان فيه خدم موجودين معاه واخدين بالهم من كل حاجة
رن جرس هاتفه فانتحى جانبا منهما ليرد فى الوقت الذى أخذت فيه ايلينا صوفيا وعلى تحت ذراعيها قائلة
يلا بينا بقا عشان انا خلاص مش قادرة اقعد فى المكان ده اكتر من كدة
انزلت صوفيا ذراع ايلينا من على كتفها فى رفق
ايلينا انتو هتروحو لوحدكو انا هطلع على المطار على طول عشان هسافر
مطار ايه يا صوفيا
ابتسمت صوفيا لتجيبها في حزن
هرجع باريس انا حجزت من امبارح اول ماعرفت انك هتخرجى خلاص وهيا شوية اجراءات
نظرت لها ايلينا فى ضيق
هى تعرف تماما فيما تفكر
تعرف انها تفر من زين حتى لاتضعف امامه ان لم تكن قد ضعفت بالفعل
قالت صوفيا لتنهى كل هذا
انا خلاص حجزت ايلينا ومش هرجع معاكو انا هروح ع المطار على طول
علمت ايلينا من لهجتها تلك ان الامر برمته فد انتهى وان النقاش معها لن يؤتى بأى نتيجة مطلقا فيبدو انها اتخذت قرارها بلا رجعة
تنهدت في يأس
فى تلك اللحظة عاد يوسف بعد ان انهى مكالمته
مش يلا بينا
أجابته ايلينا فى حزن
اتفضل انت يا يوسف انا هروح اوصل صوفيا للمطار لانها مسافرة
نظر يوسف اليها فى دهشة ليسألها
مسافرة معقول بالسرعة دى
هزت ايلينا رأسها فى غير رضا
ليمرر يوسف يده على وجهه في احباط قبل ان يتجه الى سيارته قائلا
حاولت ايلينا اثناءه ليذهب ولكنه اصر وحين كانت ايلينا تساعد علي على دخول السيارة ارسل يوسف رسالة قصيرة الى زين
صوفيا مسافرة يا زين
هو لا يعرف لما فعل هذا
ولا يعرف كيف سيتصرف أخوه في الأمر
ولكنه يعرف شيئا واحدا أن أخاه مثله تماما
عاشق يضنيه الفراق
اوصلها يوسف الى المطار وانتظر مع ايلينا حتى ودعتها بينما كان ينظر الى ساعته بين الحين والاخر متساءلا عن سبب عدم حضور أخيه فى نفسه
لقد ظن انه سيلحق بها ويمنعها
ولم تختلف صوفيا عنه فرغم انها اتخذت قرار الفراق والرحيل دون حتى دون ان تخبره ولكن شىء ما بداخلها جعلها تتلفت حولها بين الحين والاخر باحثة عنه لاتعرف بأى منطق كانت تفكر
اهو منطق القدرة الخارقة التى يمتلكها اى عاشق للشعور بمن يحب
ام هذا بالفعل ما تتمناه
ان يأتى الى هنا ويمنعها من الذهاب
ان يظل يناضل ثورة كرامتها عليه حتى ينتصر او ربما يجعلها له ولو حتى بالارغام
ليته يفهم بأى منطق تفكر الانثى فربما اخبرتك ان تبتعد فى اكثر لحظات احتياجها لوجودك
وفى النهاية رحلت دون ان تراه
رحلت بسخطها عليه وقررت عدم العودة ابدا
اما يوسف فأوصل ايلينا الى بيتها القديم وبعد ان هبطت من السيارة وهبط على ناداها فانحنت الى النافذة الزجاجية فى استفهام ليجيبها
عايز اتكلم معاكى
ردت فى ثبات
استنانى هنا هوصل على وارجعلك
راقبها حتى اختفت خلف الباب ولحظات وعادت لتظهر من جديد
فتحت باب السيارة لتجلس الى جواره فسألها
تحبى تروحى فين
أجابت دون ان تنظر اليه
ولا اى حتة اتكلم هنا وقول اللى انت عاوزه
أخذ يدق بانامله على عجلة القيادة قائلا
ناوية تعملى ايه فى اللى جاى
هزت كتفها فى بساطة
عادى هرجع لشغل المجموعة و
قاطعها فى حدة
تانى يا ايلينا هترجعيلهم برجليكى تانى
تنهدت فى عمق وهي تلتفت له في بطء
بص يا يوسف مش معنى انك ساعدتنى فى الفترة اللى فاتت فده هيديك الحق انك تتدخل فى اى حاجة انا مش طفلة انا كبيرة وواعية كفاية وعارفة بعمل ايه
ابتسم فى سخرية
واللى حصلك ده
اجابت فى بساطة استفزته
اسامة واتقبض عليه وهيتسجن ملك اكتر من اخت واكتر حد وقف جنبى فى القضية وخالد كمان ميتخيرش عنها ولو كان فاق كان زمانه اول واحد نفى التهمة عني ووقتها
________________________________________
مكنتش هحتاج لمساعدتك
مرر يده على وجهه قائلا فى نفاذ صبر
هو انتى بتعاندى لمجرد العند وخلاص وسط رجال الاعمال ده كله ضړب تحت الحزام ودى كانت مجرد بداية مجموعة عزام من انجح المجموعات فى السوق وهتتعرض لمؤامرات لسة كتير وانتى اللى هتبقى فى الوش
عقدت حاجبيها فى ضيق من استخفافه بها
قلتلك يا يوسف انى مش طفلة وعارفة كل اللى بتقوله كويس وانا قدها واكتر كمان وبعدين انا مش بعاند معاك ولا حاجة لان خلاص يا يوسف كل حاجة بينا منتهية من زمان
صوب نظرته اليها وهمس في حزم
انتى كدابة يا ايلينا
تراجعت قليلا تنفي ماقاله بقوة
انت عايز ايه يا يوسف
أجابها بصوت يفوح الحنين من كل حرف به وهو يميل اليها
مش عارفة عايز ايه مش عارفة بجد وامسك بكفها مواصلا
انا وانتى لبعض مهما حصل ومهما الوقت عدى سنة اتنين عشرة اخرنا لبعض فليه نضيع وقت
نظرت الى كفها وكانت اضعف من ان تسحبه من يده ولكنها حاولت اضفاء بعض الحزم الى عبارتها وهى تقول
مبقاش ينفع يا يوسف
مال اليها أكثر
لو على جينا فد
قاطعته وهى تشعر بالتوتر من قربه الزائد هذا
جينا اقل من انى احطها فى بالى جينا كانت مجرد حجر اترمى على لوح قزاز وكسره وكشف هو اد ايه ضعيف
ترك كفها ليمسك بكتفيها ويقترب اكثر لتشعر هى ان مشاعرها تنصهر وتذوب تماما بحرارة انفاسه القريبة وهو يهمس
انت عشتى الوقت اللى فات ازاى يا ايلينا عايزة تكدبى عليا وتقولى ان مفيش لحظة عدت عليكى ومحستيش فيها انى واحشك عايزة تقولى انك خلاص بطلتى تحبينى
اقترب ببطء اكثر واكثر وهى تشعر ان سيطرتها نفذت تماما وقلبها لا يساعده مطلقا فهو فى صفه من البداية هى تحاول استدعاء عقلها لينقذها مما هى فيه ولكن القلب قد الجم كل شىء
عايزة تقولى انى كنت بټعذب لوحدى بالبعد ده وانى لوحدى اللى لحد دلوقتى مش قادر اتخيل انك مبقتيش مراتى تقدرى تبصى فى عينى وتقوليلى انك خلاص مبقتيش بتحبينى وانى عايش حبك لوحدى اخفضت رأسها فعينيها ستحمل اكثر مما يتمناه بكثير رفع ذقنها اليه ورأى كل شىء واضح بها تماما
تعالت انفاسها وهى تشعر انها فقدت النطق والحركة وكل الحواس
لا شىء فى بالها الان سوى كل ذكرياتها معه تمر امامها بسرعة غريبة
تحاول ان تبحث عن اى شىء فى رأسها ليجعلها تقسو اكثر ولكن لا فائدة
تحاول استدعاء عقلها فهى لاقبل لها بمقاومته وهو يقترب اكثر واكثر هكذا حتى اصبح على بعد مليمترات من شفتيها
وفجأة استيقظ العقل من سباته وتذكرت مالم تستطع ان تغفره له ابدا لتدفعه فجأة
مهما عملت يا يوسف مش هتقدر تنسينى يوم ما استنجدت بيك وخذلتنى يوم فؤاد فاكر
ولم تترك له فرصة للرد ابدا
لم تترك فرصة لضعفها من جديد ان يتمكن منها
لقد تشبثت بتلك الذكرى لتستطع ان تقاوم ضعفها امامه فرت بسرعة دون ان تستمع لمبرراته
فرت وان كان بداخلها تدرك جيدا انها لو انتظرت سيخبرها انه لم يفعلها فربما كانت جينا تدرك وتوقن ان يوسف لا يفعلها ابدا ولكن هى بعدها لاتريد ان تسامحه
جزء من عنادها وكبريائها لازال يرفض ان يغفر له اما هو فكاد ان يركض خلفها لينفى عن نفسه تلك التهمة البشعة فكيف تاه هذا الامر عن باله
انه مجرد ما استمع الى صړختها فى الهاتف لم يستطع ان ينطق
تحدث الى فارس لانه الاقرب لها بينما قاد سيارته بسرعة چنونية ليصل اليها ومعه طقم حراسته وحين وصل الى هناك كان فارس قد انهى كل شىء
تقابل مع فؤاد على باب المنزل فلم يشعر بنفسه الاوهو يوسعه ضړبا ولولا ان حالت حراسته بينهما لقټله بالفعل ولم يكتف بهذا فقط بل وجه له ضربات قاضية فى عمله جعلته يرفع راية التسليم خاضعا لكل شروطه التى كان اهمها ان يبتعد تماما عن ايلينا ففعل وتوقف عن ملاحقتها
كاد يوسف ان يلحق بها ليخبرها بكل شىء عن فارس وعن فؤاد
قاطعه رنين جرس هاتفه ففتح المكالمة بسرعة وهو يقول
ايوة يا زين لسة فاكر تتكلم دلوقتى صوفيا سافرت خلاص
ولكن لحظات واتسعت حدقتاه بشدة مما اخبره به اخوه
قبل سويعات قليلة
هرع زين بسرعة حين وصلته رسالة يوسف ليلحق بصوفيا وهو يقسم الايتركها تذهب من يده ابدا هذه المرة
وبينما يقطع الدرج ملتهما اياه بقدميه لحقت به علية قائلة
يا باشمهندس استنى استنى عاوزاك فى موضوع مهم
الټفت لها وهو ينظر فى ساعته
بعدين يا عليه وبعدين بابا زمانه جاى دلوقتى ابقى قوليله على اللى انتى عايزاه انا مستعجل
واعطاها ظهره فهتفت فى هلع واضح
يا باشمهندس الموضوع ميتأجلش والله
الټفت لها زين هاتفا فى نفاذ صبر
انجزى يا علية لخصى وقولى عايزة ايه
وقفت امامه وهى تلهث بشدة فى انفعال
الموضوع حياة او مۏت ارجوك اسمعنى
تأمل زين وجهها الذى لم يره هكذا طيلة فترة عملها لديهم التى تجاوزت عمره فوضعت يدها على صدرها وهى تقول
مصېبة يا باشمهندس مصېبة
واخذت تقص عليه الحوار الذى سمعته من سمر وجينا وهو
متابعة القراءة