قلب ارهقته الحياة

موقع أيام نيوز


محتاجة اخلص من الموضوع ده....

108
الفصل العاشر
أرادت النوم ولم تستطيع رفعت عينيها للساعة فوجدتها
الواحدة والثلث هى تخاف من الغد حقا تخافه تخاف ما
سيحدث لكن البد من التحمل حتى تنتهى هذه المهزلة 
التقطت هاتفها وفتحت رسالته أكثر من مرة وهى تسأل
نفسها هل هو مستيقظ اآلن هل سيرد اذا اتصلت به 
تركت الهاتف وقامت من سريرها خرجت من الغرفة

واتجهت للمطبخ قامت بتسخين كوب من اللبن وعادت به
للغرفة عندما دخلت وجدت الهاتف مضاء اقتربت منه 
وجدت على شاشته عالمة الرسالة 
ابتسمت وهى تسأل نفسها هل وصله سؤالها فى نفسها منذ
قليل أم ماذا.
فتحت الرسالة لتقرأ فيها ... أنا اخدتلك إجازة بكرة من
المستشفى خلصى اللى وراكى وارتاحى بقية اليوم 
وابقى ارجعى المستشفى بعد بكرة...

109
ردت بالمثل برسالة أخرى 
...أنت بتعرف الحاجات دى أذاى ...
رد برسالة ...عايزة تعرفى...
...ياريت.. .
...حولى المحادثة على الواتس اب...
فعال قامت بتحويل المحادثة للواتس 
...قوللى بقى بتعرف الكالم ده أذاى...
...المحامى...
...المحامى بتاعى..
.أل هو المحامى بتاعك كان يعرف انهم مجتمعين
ومستنيبنك. .

110
...ال...
...خالص يبقى المحامى بتاعك أذاى مش تشغلى دماغك .
..
...ماشى هشغله المحامى بتاعه هو تعرفه منين بقى...
...بسيطة بعتله حظ ب آالف جنيه عمل كل اللى انا
عايزه يعنى من االخر يقنعهم بسرعة الصلح وأنهم
ينفذولك اللى انتى عايزاه ألنهم هيخسروا القضية.. .
اختارت هدى مع هذا الرجل لماذا يتكبد عناء إلغاء كل
العقبات التى من الممكن أن تمنع سفرها .
...أنا ممكن أسأل سؤال وتجاوبنى بصراحة...
...قولى...
...ليه انا بالذات ليه بتعمل كل ده فى ممرضات أشطر منى
بكتير ويتمنوا ربع الفرصة دى...

111
كان مسلسل الرسايل كان سريع بينهم لكن توقف تماما عند
هذه الرسالة وكأنه ال يعرف الرد أو حتى يفكر فى رد
مناسب لقوله
بعدها بثوانى ليسوا بالقليل اتاها الرد
...قولتلك مرة أن األمير هو اللى اختارك وده كفاية عندى
عشان اعمل أى حاجة عشان انفذ رغبته وبعدين انا بدور
على ممرضة هتعيش فى بيتى وفى وسط اهلى وهتقضى
معظم الوقت مع أبويا يعنى الزم أكون واثق فيها...
...تصدق رد مقنع...
...مش مهم تقتنعى انا اللى عايزة أسألك سؤال ومحتاجله
إجابة صريحة...
...اتفضل...
...يوم المترو كنتى فعال ضاربة حاجة زى ما صاحبتك كانت
بتقول...

112
...فى سؤال أهم ياترى اجابتى هتأثر على قرارك بسفرى
معاك...
...دى مش إجابة لسؤالى ياهدى متجاوبيش على سؤالى
بسؤال.. .
...ترامادول.. .
...أفندم...
...قرصين كنت واخدة قرصين ترامادول..
لم يرد مرة أخرى يبدوا انه يحاول استيعاب المفاجأة
...وانتى بتاخديه. .
...أنت ايه رأيك
...تانى بتردى بسؤال... .
..أل مليش فى الحاجات دى كان صداع جامد وطلبت من
واحدة حاجة للصداع ادتنى ده اخدته من غير ما أعرف

113
هو ايه...
...وانتى بتاخدى أى حاجة من أى حد..
...اصلى بثق فيها ولألسف هى كمان كان مضحوك عليها 
ومكانتش تعرف هو ايه...
...أنا هصدق ياهدى...
...أنا مبكدبش.. .
...عارف...
اثارتها هذه الكلمة فعال 
...يال نامى دلوقتى عشان تقدرى على أحداث بكرى قصدى
انهارضة الساعة بقت تالتة هستنى رسالة بردك النهائى
بكرى بليل تصبحى على خير....
أغلق البرنامج دون حتى أن ينتظر ردها قالت هدى وهى
تغلق هاتفها 

114
...أوقات بتبقى قليل الزوق وبتنرفزنى بس فيك حاجة 
حاجة تجنن ...
وضعت المخدة فوق رأسها وهى مبتسمة وتقول
...أنت على بعضك تجنن...
بالفعل مر اليوم على هدى كالچحيم لكن نهايته اراحتها حقا
قد انتهى كل شئ انتهى الکابوس لم يبقى شيئا تقلق
بشأنه غير أخواتها ووالدتها 
دخلت المطبخ وجدت والدتها تدور فيه ذهابا وإيابا بدون
هدف معين ويبدوا عليها الڠضب الحقيقى 
...بتعملى ايه ياماما...
...بحضرلكوا العشا...

115
...ومين هيتعشى اتنين روحوا مع اجوازهم واتنين طلعوا
يناموا مش فاضل غير انا وانتى...
...وانتى مش هتاكلى.. .
..أل وال حتى انتى هتاكلى ياماما.. .
جلست المرأة على أقرب كرسى وبدأت عينيها تمتلئ بالدموع
وهى تقول ... ربنا يسد نفس اللى كان السبب...
...سيبك من الكالم الفارغ ده تعالى معايا عايزاكى فى حاجة
...
أمسكت بيدها وادخلتها غرفتها اجلستها على حرف السرير
وهى تقول
...حاجتى اللى اتشونت تحت دى ابدأى أتصرفى فيها 
اللى ينفع يتعان لهيام عينيه واللى مينفعش بيعيه وخدى
دول كمان...
...إيه دول...

116
...مؤخر الصداق اللى اخدته نصه عينيه تصرفى منه 
والنص التانى سدى بيه جزء من الدين اللى عليكى.. .
...دى فلوسك عينيها هتحتاجيها وبعدين مالك بتتكلمى كأنك
مش هتفضلى معانا...
...خدى الفلوس ياماما واعملي اللى بقول عليه وأنا فعال
هسافر...
...هتسافرى ! فين وليه...
....السعودية وطبعا عشان اشتغل...
...والشغل مينفعش إال بالسفر ما انتى بتشتغلى أهو...
...وفى أخر الشهر بأحد كام أخرى 7111 جنيه هناكل
منهم وال هنسد دين وال مصاريف دراسة البنتين وال وال 
ياماما احنا على اخرنا...
...الناس هتقول ايه يابنتى...

117
...الناس الناس الناس عملونا ايه الناس لما أبويا ماټ
واتبهدلنا بعده لما اخواتى اتمرمطوا واللى يسوي واللى
ميسواش يأمر ويتحكم لما بخرج وببات برة عشان أجيب
قرش يساعدنا لما اتدينتى لطوب األرض عشان تجهزيينا
لما الناس نفسهم هم اللى نهشوا عرضى عشان ببات فى
شغلى 
بعد كل ده ولسة بتقولى الناس 
الناس هيعملولك ايه لما واحد من الديانة يشتكيكى بشيك من
اللى انتى ماضياهم على نفسك وتدخلى السچن هعمل ايه
وقتها انا والواليا اللى جوا دول...
اڼهارت األم وسقطت على األرض باكية ركعت هدى بجانبها
...ياماما انا مش بقولك كدة عشان تعيطى انا بقولك الكالم
ده عشان تعرفى انتى واقفة فين بالظبط إحنا محتاجنلك بجد
الزم تمسكى نفسك وتفضلى واقفة فى وسطتنا اللى
اتجوزوا فينا واحدة منهم جوزها مسافر ومبيجيش غير
شهر واحد فى السنة والتانية جوزها انسان ژبالة وجوازها
على كف عفريت وأنا واديكى عارفة حالى وهيام عايزة

118
مصاريف من ڼار عشان تكمل كلية األلسن بتاعتها والتانية
عايزة كلبشات وتتكلبش بيها السعة وخيالها واسع 
هنضيع من غيرك ياماما
سيبيلى انا موضوع الفلوس كل اللى هيجيلى هبعتهولك كل
شهر تصرفى وتسدى دينك واللى يفضل ابدأى جهزى هيام
بس سيبك من الناس وخلينا ندور على مصلحتنا ...
ارتمت األم فى أحضان ابنتها ولم يتوقفا االثنان عن البكاء إال
من اإلعياء الذى اصابهما 
ارتمت هدى على سريرها وامسكت بهاتفها ارسلت له
رسالة من أربع كلمات فقط
...أنا موافقة اسافر معاك....

119
الفصل الحادى عشر
....أنا موافقة اسافر معاك ...
رد عليها برسالة هو األخر
... بكرة هاتى معاكى اوراقك الرسمية وصور خاصة عشان
الفيزا والباسبور. ..
ولم ترد فقط قرأت الرسالة ووضعت الهاتف أمامها
وأعادت رأسها للخلف لماذا تخاف من الغد ضهل ألنه
جديد عليها أم ألنها تعودت على الصدمات فمن الطبيعى
وجود صدمة أخرى غدا .
بعد نصف ساعة صدع تييليفونها بتنبيه الرسائل مرة أخرى
... بطلى تفكير ياهدى نامى وارتاحى احسن ...
ابتسمت هو يتذاكى عليها فمن الطبيعى أنها تفكر تسهر

120
ليلها تفكيرا فى أمس واليوم وقلقا من الغد 
لكن رغم علمها بذلك إال أن رسالته تمس شيئا فى قلبها
وتسعدها حقا 
أغمضت عينيها وذهبت فى ثبات عميق من ارهاق اليوم من
اوله وحاولت أن تحلم بالجيد فى مستقبلها ال السئ منه 
خرجت هدى من بيتها فى طريقها للمستشفى رغم تنبيه
والدتها ونظرات الناس التى تالحقها منهم الموافق على
ما فعلت ومنهم الالئم 
لكن لديها إحساس بأن شئ جديد ولد بداخلها شئ ال تعلمه
تركيبة غريبة من الحرية واالنطالق والتفائل واألمل شئ
جعلها مختلفة مختلفة فى نظرتها وابتسامتها حتى كالمها 
شئ أضاف لوجهها نضارة أكثر ولنظرهها بريق خاص 
وهذا كله الحظه خالد من أول نظرة ألقاها عليها واحقاقا
للحق كل هذا أضاف لها جاذبية جديدة لم يعهدها بها رغم
أنها بالفعل
 

تم نسخ الرابط