قلب ارهقته الحياة

موقع أيام نيوز


أخالق جوزك اسمعينى انا
مش هقدر أطول اكتر من كدة اقعدى مع أمك وهوايدا
وحاولى تشوفى هتنفذى الموضوع ده ازاى ولو قدرتى

82
تباتى عند ماما انهارضة يبقى احسن تكونى هديتى خالص 
احسن انا حاسة انك لو شوفتيه انهارضة هتولعى فيه بجاز .
..
...هحاول ياهدى...
...حاولى بجد ياهايدى الزم تمسكى اعصابك وهبقى اكلمك
تانى ادينى ماما اكلمها بقى 

ايوة ياماما حاولى متخليش هدير تروح بيتها الليالدى 
انشاهلل حتى تقولى انك تعبانة و عايزاها جمبك ماشى 
هكلمكم تانى سالم...
أنهت هدى مكالمتها ووضعت رأسها بين يديها مما يعتلى
عقلها من أفكار دائما ما تسبب لها صداع مستمر رفعت
وجهها فانتفضت فجأة فهناك من يجلس ليتابعها ولم تنتبه
له اتجهت له وهى تقول
...حضرتك صحيت امتى 
...من حين ما كنتى بتسألى هايدى عن الشريط.. .

83
...هو انا كان صوتى عالى اوى كدة ...
....ماانك حاسة...
...مش اوى كنت مركزة فى الموضوع شوية ...
...بس ماشاهلل عليكى ذكية وترباية.. .
...ذكية وفهمتها إنما ترباية دى يعنى ايه...
ضحك بصوت عالى نسبيا على طريقتها فى الكالم لكن قبل
أن يجيب ظهر صوت آخر من عند الباب
...هاهلل هاهلل الضحكة من الدان الدان 
رقيتك ياأبا خالد...
ثم اقترب منه وانحنى على يده وقبلها فقال األمير
...اي وهللا على أساس خالد ما ترك أبوه...
...ال وهللا ياأبى أبى اخلص كل اللى عندى للحين حتى

84
افوق ألبا خالد..
كل هذا وظهره لها لم ترى وجهه بعد وهو أيضا 
عندما وقف واستدار لها والتقت األعين تجمدت مكانها ولم
تتحرك وهو أيضا على نفس الحالة 
إنه هو شاب المترو ذات العيون الساحرة 
ليس من الممكن أن يكون الحظ أسوأ من ذلك ابدا....

85
الفصل الثامن
......انتى 
هذا كان سؤاله عندما رفع عينه ورااها لكن هى تجمدت
على وضعها فقط متعلقة عينيها به ال تحيد عنه 
....خالد تعرفها ايشى... .
رد على والده ومازال ينظر لها 
...يسلموا ياأبى تقابلنا فى المترو صدت في ومو رضيت
تعتزر... .
تنفست الصعداء وكأن روحها ردت لها بعد شدة اختناق 
استأذنت وخرجت ومازالت عينيه تتبعها حتى غابت عن
ناظريه فابتسم ابتسامة غريبة وكأنه صائد وجد غزالته
الضالة 
وابتسم األب تباعا بعد ابتسامة ولده فهو أعلم الناس به

86
وبتعبيراته وردود أفعاله فخالد ابنه المدلل الذى امتلك مكان
فى قلبه ال يشاركه فيه أحد 
أما هدى فقد خرجت تهرول فى طرقة الدور ال تصدق ما
حدث فقد ظنت انه موقف عابر وانتهى وحمدهللا لم يرها
أحدا يعرفها وهى فى هذه الحالة.
فجأة يظهر لها من رأاها ولم يكن يعرفها واآلن هو شخص
مالزم لشخص آخر هى مالزمة له 
همست لنفسها بعدما توقفت أمام الشباك
...ده ايه الحظ المنيل ده هو أنا ناقصة ياربى طب
هتصرف مع البنى آدم ده ازاى دلوقتى....
استمرت هدى تتصل باختها طوال النهار لتطمئن عليها
ولتعطها بعض النصائح لكى تأخذ بها وهي تتعامل مع زوجها
فى الفترة القادمة حتى يصلن لما يردن الوصول إليه 
مرة يومان آخران و ما يحدث بيها وبين األمير فهو على

87
خير حال قد تعودها الرجل فى كل ما تفعل كالمها 
ابتساماتها طريقة تنفيذها العمليات التمريضية التى تقوم بها
حتى أنه تقبل فكرة رحيلها لقضاء بعض الوقت مع أهلها 
وقد كان موعدها الليلة لتذهب لقضاء الليل مع أهلها وتعود
صباحا.
أما عن خالد فلم يكف عن متابعتها بعينيه كلما كانت قريبة
منه لكن بصمت ال يتحدث إال عن شئ يخص حالة والده
بالسؤال فقط وهى تجيب باختصار
ال يوجد ما يضايقها فى الموضوع غير وجود خالد باستمرار
مع والده بعدما اختفت المتكبرة الشمطاء زوجته يبدو أنها
رحلت وتركت الوالد البنه ليرعاه.
خرجت هدى فى اتجاه المطبخ لتقضى وقت الغداء اليومى 
وجدت هناك منى وسجدة وراندا يجلسان على نفس الطاولة 
ألقت التحية وجلست بجانبهم 
...عملة ايه مع الراجل الرخم ده...
...متقوليش عليه رخم بس ثم متنسيش انه مريض .

88
...ده مريض ده ده كان شوية وهيقوم يرمينى من
البلكونة ... .
...بالتأكيد استفزتيه ما هو كويس معايا...
قطعت رندا الحوار بينهم. ..ياجماعة سيبكم من الراجل وخلينا
فى ابنه بت ياهدى اخبار ابنه ايه...
وعند ذكره اڼفجرت منى فى الضحك بهيستيريا
....أخبار مين يااختى مش بقولك انتى بقيتى خطړ 
وعايزين نجوزك بدرى بدرى.. .
...بتكلم بجد وهللا أصله حليوة اوى وتقيل اوى 
مشوفتوش بص لواحدة فينا ابدا...
...وليه متقوليش انه مش مستنضفنا اصال...
...إيه ياهدى الكالم الفارغ ده...

89
...ده الحقيقة يافالحة انتى وهى الناس دى من طبقة تانية
غيرنا إحنا اخرنا هو اللى احنا فيه ده نشتغل عندهم وبس
انا قايمة ...
...كملى اكلك ياهدى ...قالتها منى
...شبعت انا طالعة...
صعدت للدور فوجئت بخالد يقف أمام الباب وكأنه ينتظر
أحدا وعندما رأاها اعتدل لها وهو يقول
...كنتى فين...
...أفندم.. .
..سمعتينى...
...كنت بتغدى وقلت لألمير قبل ما أنزل.. .
...مش تقوليلى انا كمان...

90
...ليه هو انت المړيض وال هو...
...موافق أكون مريض لو وافقتى تكونى الممرضة بتاعتى .
.
ارتبكت هدى من تلميحه الواضح فهى ال تنكر ابدا تأثرها به
والتى تحاول جاهدة اخفائه فحاولت أن تغير مجرى
الحديث قالت
...أنت اتعلمت مصرى كويس فين 
...أخيرا..
...هو ايه اللى أخيرا...
...اصلى سألت نفسى كتير امتى هتسألينى سؤال أو تفتحى
معايا كالم عموما هو المصرى ده مش عربى يعنى نفس
اللغة بإختالف لهجات يعنى اتعلمه بسهولة وكمان عشان
انا عايش في مصر بقالى 1 سنين...
نظرته كانت غريبة ثم استدارت واتجهت لغرفة األمير وهى

91
تفكر هل حقا كان ينتظرها أن تتحدث معه.
لكن قبل أن تصل لباب الحجرة سمعته يقول
...عايش فى مصر من 1سنين ومبروحش السعودية غير
زيارات بسيطة واالجازات...
التفتت له بنظرة واحدة ثم استدارت ودخلت الغرفة 
لم يتبعها خالد للداخل فهو يعلم الموضوع الذى سيتحدث
فيه والده معها فقد اتفق مع والده عليه قبل أن تحضر
وقف أمام الشباك لېدخن سېجارة وأستغرق فى التفكير فى
نفسه االبن الضال الذى ترك عائلته فى حالة ڠضب منهم
ومن نفسه رباطه بعائلته كرباط الرحالة ببلده رغم عشقه
ألبيه فهو رافض تماما الحياة بينهم وفضل الحياة فى مصر
بعيدا عنهم حتى بعد قرارهم بتزويجه من إحدى أميرات
العشيرة لم يقبلها ابدا إال بعدما طلبها منه أبوه بنفسه 
وحتى بعدما تزوجها أصبحت حياته معها كالمسافر الذى ال
يعود لبيته إال شهر واحد فى سنة مجرد إثبات لوجوده فى
حياتها ووجودها فى حياته

92
لم يشفع لهم عنده األموال التى يغدقونها عليه ومشاريعهم
التى يتولى إدارتها بحرفية فى مصر 
واألميرة الفاتنة التى تعشقه وتتبعه فى كل مكان يذهب إليه
تأتيه فى مصر كلما غاب طويال عنها يكون هو محور
وقتها عندما يعود لها 
لكن كل هذا لم يجعله ابدا يعود لم ولن يسامحهم ابدا على ما
فعلوه به 
لكن اآلن يجب أال يترك والده فى مرضه يجب أن يكون
هناك حتى يستعيد صحته ويقف مرة آخرى وبعدها يعود
لحاله كما كان.
خرجت هدى من عند والده ويبدوا عليها الحيرة الفعلية 
فتوقع أن يكون والده تحدث معها 
اتجهت للخارج وقبل أن تخرج استوقفها بصوته
...وافقتى وال ال...

93
لم ترد عليه ووقفت مكانها
...أنا شايف أنها فرصة رائعة لواحدة فى ظروفك...
...ظروف ايه اللى انت بتتكلم عنها...
عاد لينظر من الشباك مرة أخرى وهو يقول
...ظروفك كلها انا عرفتها من أول ما اتولدتى واللى طول
حياتك عشتيه واللى حصلك بعد ۏفاة ابوكى وكمان حكاية
طالقك وظروفه...
أصابها الذهول وتثمرت مكانها ولم ترد 
...صدقينى ياهدى
 

تم نسخ الرابط