قلب ارهقته الحياة
المحتويات
شرفة المكتب خلف الستائر ېدخن سېجارة
وهو يتابع ركوب فيصل السيارة
أستدار ليدخل فوجئ بها تقف عند الباب كانت قد غيرت
مالبسها وعدلت هندامها كثيرا
ياإلهى مازالت متحفظة بكامل جمالها أن لم تكن أجمل وأكثر
انوثة من ذى قبل
لكن ما يعمر صفو هذا الجمال الشحوب والعين المتورمة من
البكاء
ونفس الشئ الحظته هدى عن خالد فعينيه مملوءة بالحزن
واضح رغم أنه مازال محتفظا بوسامته كاملة ولياقة بدنه
كامل إال أن شكله العام يعطيه أكثر من سنه بكثير فهو
اآلن تقريبا لم يتعدى الخامسة والثالثين من عمره منذ سبع
سنوات كان شاب يافع أما اآلن فهو رجل وقور جدا ونا
يزيده ذلك الشعيرات البيضاء التى تزين رأسه
306
...قومتى ليه...
بالفعل مازالت غير قادرة على الوقوف كثيرا لكنها حاولت
التماسك وجلست على أحد الكراسى القريبة منه تقدم هو
وجلس أيضا بالقرب منها
بدون اى مقدمات سألته ...كان اسمه ايه
فهم فورا ما ترمى إليه فرد بعدما ظهر حزنه واسفه واضحين
على وجهه قال ....إياد...
رفعت عينيها له مرة أخرى
...ماټ امتى وإذاى
سكت لثوانى فقد كان ال يريد تذكر ما حدث ولكن على
األقل لها الحق أن تعلم ما حدث لطفلها
...من خمس سنين كان عنده سنتين...
307
وسكت بعدها
...سكت ليه كمل أذاى
...كانت مناعته ضعيفة بسبب والدته قبل ما يكمل 2 شهور
متحملش الجو هناك جاله التهاب رؤوى وبعد أسبوع سلم
روحه...
كانت كلماته كصياط من ڼار على اذنها ودموعها شالل على
وجهها دون بكاء
...مش قولتلك مش هتقدر تحميه....
لجمته جملتها فلألسف هو يعتبر نفسه هكذا بالفعل قصر
فى حماية ابنه ووصله للمۏت بنفسه خذله وخذل نفسه
...عايزة اشوفه معاك صورة ليه
رفع تيليفونه وفتحه فقط فقد كانت صورة ابنه هى خلفية
308
الهاتف كان حقا يشبه كثيرا فى مالمحه
...أنا عايزة الصورة بس ممعيش تيليفون اخدوه منى...
اتجه لدرج المكتب وأخرج هاتفها منه واعطاها اياه فتحته
وأرسل له مجموعة من الصور والفيديوهات له
معرفش حاجة هنا .
...خليكى شوية انتى لسة تعبانة وبعدين احنا داخلين على
الفجر هتروحى أذاى دلوقتى...
...ال معلش انا عايزة أمشى مش عايزة أفضل هنا اكتر من
كدة...
لم يجادلها هو يعلم أنها ليست فى حالة تسمح بالجدال
ويكفيها ما حدث لها اليوم وما اكتشفته عن ابنها
...حاال تكون فى عربية جاهزة هتوصلك لحد والدتك مش
عايزة تروحى هناك برده...
309
عند ذكر والدتها جائتها فكرة مچنونة من الممكن أن تحدث
جعلتها تشهق منادية
...خالد...
طبعا تخيل أنها تناديه فرد ...أيوة...
...ال خالد ابنى ممكن أبوه يروح ياخده من هناك...
...وهى والدتك ممكن تدين ألى حد بمكالمة من والده...
...أل طبعا مستحيل انا منبهة عليها...
..خالص متقلقيش جوزك مراحل يمة هناك خرج من
المزرعة لمقر الشركة لمكتبه لبيته وبعدين راح الديسكو
ومن وقتها وهو هناك مروحش ...
اندهشت من متابعته له بهذه الطريقة الدقيقة لكنها لم تعلق
وحينما همت بالخروج سألها
310
...أنتى سميتى ابنك خالد...
هنا أدركت فداحة ما فعلت للتو لكنها لن تعلق أو تنطق
التفتت واتجهت خارجة وجدت السيارة تنتظرها بالفعل فى
الخارج وبه شخصين السائق وفرد أمن معه
استقلت السيارة وتحركت بها تحت أنظار خالد التى لم
يرفعها إال بعد أن اختفت السيارة بعيدا.
311
الفصل التاسع والعشرين
رغم أن ۏفاة ابنها كان كالکاړثة بالنسبة إليها إال أنها بدأت
تشعر بالراحة لوجود ابنها فى مكان معين هى تعلمه
رغم حزنها القاټل عليه إال ان مجرد فقدانها الحساس القلق
على أحواله وصحته يجعلها تحمد هللا على أحسن األسوأين
بدأت حالتها النفسية تتحسن اهتمامها بخالد الصغير فى
اذدياد بدأ عقلها يفكر فى اإليجابيات منها أكثر من السلبيات
.
لم يكن يزيد تعكير أيامها أكثر إال الزوج المحترم الذى سلمها
من أجل عقد عمل رغم طلبها الطالق منه وتصميمها عليه
إال أنه رفض تماما واقسم أن يتركها معلقة دون طالق طوال
حياته.
طلب مقابلتها ورغم اعتراض الجميع إال أنها وافقت
وكانت المقابلة فى منزل والدتها
...أنا مش طايقة اشوف خلقتك ودى فعال آخر مرة تشرفنى
بطلعتك البهية دى عايز ايه
312
..نعقد طيب عشان نعرف نتكلم ...
...من غير قعاد هات من االخر...
...ماشى نجيب من االخر ومن غير لف ودوران
انتى عايزة تطلقى صح...
...ياريت...
...وأنا موافق بس تدينى التمن...
...نعم ياخويا تمن ايه...
...تمن طالقك حريتك ياكدة يااما براحتك المحاكم ادامك
وانتى حرة ....
...وايه التمن بقة أن شاءهللا.. .
...5مليون...
313
...أفندم انت مچنون وال حاجة انا هجبلك مبلغ زى ده
منين ...
وضع يده فى جيبه وألقى لها جواب البنك الخاص بحسابها
مكتوب فيه أن حسابها تعدى العشرة مليون ببضع آالف من
الجنيهات
كان هذه األموال هى مستخلصات ما أخذته من والد خالد
جمعته ووضعته فى البنك حتى ريعه السنوى يوضع على
أصل المبلغ تلقائي بأمر منها وقررت عدم لمسه نهائى إلى
أن تعطيه البنها بيدها عندما تقابله فى يوم من األيام.
...10مليون يامدام وتاريخ اإليداع من قبل حتى ما اعرفك
منين داانتى مكملتيش سنة فى السعودية...
...ملكش دعوة وبعينك تشم الفلوس دى...
...ده آخر كالم عندك..
...أه واخبط دماغك فى أجمد حيطة...
...يبقى مش هطلقك ياهدى واللى عندك اعمليه.. .
314
...أل هعمل ياعمر هتشوف وكتير اوى كمان واتفضل
بقى من هنا ومش عايزة اشوف وشك تانى.. .
تانى يوم انطلقت لعملها كعادتها فهى عادة تهرب فى
العمل من األمور التى تشغلها
وفى وقت الغداء الحظ كل من هدى ومنى الوجوم والهم
على وجه األخرى
...مالك يامنى...
...مفيش...
...تصدقى باين عليكى ما تنطقى يابت مالك...
...وهو مالى انا لوحدى انتى كمان شكلك مدايق اوى...
...إيه الغريب يعنى ما ده بقى العادى بتاعى انتى األهم
دلوقتى مالك يابت صحيح...
315
...وهللا مش عارفة اقولك ايه ياهدى انا قلقانة اوى...
...ليه...
...حسام..
..ماله ما تنطقى على طول انتى بتقطعى كدة ليه قلقانة
عليه ليه ...
...وهللا منا عارفة اذا كنت قلقانة عليه وال قلقانة منه....
..يخربيت اهلك على الصبح يابت انطقى على طول جوزك
ماله ...
...كنت عايزة احكيلك بس انتى مكنتيش بتطييقى سيرة
عمر خالص...
...وايه دخل عمر فى الموضوع ما تتكلمى على طول ...
...فجأة من أسبوع لقيت حسام مصمم يفض الشركة فى
316
المكتب مع عمر...
...فجأة كدة من غير سبب...
...هتجنن انا عارفة أن الموضوع ده فى دماغه بس
مكانش فى إمكانيات يعمل مكتب هندسى بنفس الشهرة كدة
هيضيع اسمه...
...وبعدين..
...امبارح لقيته بيقولى إنه ساب المكتب من يومين وان كل
المهندسين اللى فى مكتب عمر كمان سابوه وجم عنده فى
مكتبه ...
...وعمل مكتب كمان...
...تخيلى منين وإذاى معرفش.. .
...متساليه...
...مرضيش يقول ...
317
سكتت هدى وسرحت لثوانى
...رحتى فين...
...أصل اللى بتقوليه ده ممكن يكون له عالقة باللى حصلى
امبارح...
...اللى هو ايه بقى...
قصت هدى عليها ما كان من عمر معها
...ده طبيعى يابنتى...
...يعنى إيه طبيعى انا كنت عارفة انه ۏسخ بمعناها بس
اول مرة اشوفه مركز مع الفلوس كدة ...
...محتاج فلوس كتير جدا فى الفترة دى حصة حسام
وبقية حساب المهندسين اللى سابوه وفلوسه علشان يعمل
تعاقد جديد وكمان مصاريف العقد اللى خده واللى معاه
ميكفيش ربع الليلة دى حسام قال كدة.. .
318
...أنا
متابعة القراءة
