قلب ارهقته الحياة

موقع أيام نيوز


لقدمها بفتحة جانبية كبيرة بظهر
عارى تماما وحمالة معلقة فقط فى رقبتها 
كان خالد يجلس على مكتب صغير فى أحد جوانب الجناح 
يطالع بعض األوراق 
تقدمت منه ليان وجلست على جانب الكرسى الذى يجلس
عليه 
تخللت اصابعها شعره واليد األخرى تتحايل على أزرار
قميصه تفتحها
أبعد يدها عنه ... اتركينى دالحين ليان عندى شغل...

...ابيك تترك الشغل ما وحشتك ليانك. ..

145
...ليان بليز قلتليك عندى شغل مهم غير أنى مالى مزاج
...
...إيش بيك خالد مو مالحظ أنى بقرب وانت ال من وقت
ما رجعت وانت مو طبيعى ...
اقتربت منه ووضعت رأسها عل كتفه وقالت
...أنا زعلتك فى شى ابيك تقول لو فى وأنا راح اراضيك
دالحين وايش ما كان انا بحبك وما ابغيك تزعل منى ...
...مافى شى ليان إيش فيها يعنى انا مالى مزاج الحين 
مرهق وإذا عافرت مع نفسى ماراح يكون مثل ما بدك
منى ...
مسح على شعرها ثم قبلها من جبينه وقال
..انا راح أخرج شوى. ..
خرج خالد من الغرفة تنفس الصعداء كأنه خرج من سجن
لتوه نزل للدور األول وتوقف أمامه لبرهة لكنه عاد

146
ادراجه وأكمل طريقه لألسفل ثم لخارج القصر بدأ يتحرك
فى الحديقة بدون هدف فقط ليخفف من غضبه الداخلى 
ويفكر فى كل ما حدث 
لماذا لماذا ياخالد هل ستستمر فى عقابها على شئ ليس
لها فيه أى ذنب لكن انا ال اعاقبها أنه احساسى بها دائما
مفقود غير موجود من األساس اقترابى منها يكون دائما
لتنفيس رغبة فقط وليس رغبة فيها هى 
إلى متى المشترك األساسى فى عذابك ماټ وابنه األول
أبى مريض وال حول له وال قوة واالبن الثانى عمى 
يعيش فى أوروبا وال يعود إال للطوارئ فى حياتنا فقط إلى
متى ستستمر فى عقاپ من حولك 
فجأة وجدها أمامه امرأة لم تغادر عقله من أول لحظة
رأاها فيها امرأة تقتله رغبته بها لكن لألسف الموانع
كثيرة جدا 
كانت تجلس أمام حوض زهور تداعبها بيدها 
ابتسم وقال فى نفسه ...ياريتنى كنت وردة منهم ياهدى 
على األقل كنت أحس بلمسة ايدك ....

147
الفصل الرابع عشر
فجأة وجدها أمامه امرأة لم تغادر عقله من أول لحظة
رأاها فيها امرأة تقتله رغبته بها لكن لألسف الموانع
كثيرة جدا 
كانت تجلس أمام حوض زهور تداعبها بيدها 
ابتسم وقال فى نفسه ...ياريتنى كنت وردة منهم ياهدى 
على األقل كنت أحس بلمسة ايدك....
الغريب أن هدى كانت تفكر فيه وهى تداعب الزهور بيدها 
هى حالمة لم تلقى اجتماع الواقع بالرجل من قبل قد كانت
على أعتاب العالقة الحقيقية برجل ما لكنها لم تشهدها على
أرض الواقع رغم خروجها من هذه الزيجة وليست عزراء
لكن حدث بدون أن يمسسها رجل إذن هى فتاة فى عمر
الزهور أحالمها مازالت منصبة فى البؤرة العزرية لم
تحيد عنها 
من استغراقها فى أحالم يقظتها لم تشعر به وهى يجلس
بالقرب منها وفجأة انتفضت على صوته وهو يقول

148
...إيه مخرجك فى الوقت ده...
شهقتها كانت مسموعة اتسعت عيناها وهى معلقة به لثانية
ثم أدارت وجهها وضغطت على أسنانها لتتحكم فى غيظها 
...معقول كنت سرحانة كدة اللى واخد عقلك...
...هو فى غيرهم أهلى...
...مع أنى مش مصدقك بس ماشى خارجة ليه بقى فى
الوقت ده 
..كنت مدايقة ومش جايلى نوم...
...طبيعى انتى حابسة نفسك فى االوضة طول الوقت...
...هروح فين غير أنى كمان معرفش حد هنا...
...وبتعملى ايه طول الوقت جوا...

149
...أسأل اللى بتبلغك وهى تقولك...
..أنا بس بطمن عليكى منها مش اكتر ...
ثم صمت كل منهما وهو ينظر للورود الموجودة امامهما 
ودار حوار بين كل واحد منهم ونفسه 
خالد كان حائر تماما بين واقعه وكيفية التخلص منه وبين
ما يريد وهو متجسد فى امرأة جالسة بجانبه 
أما هدى فحوارها مع نفسها كان مضحك تماما فهى دائما
تتفنن فى السخرية من نفسها ومن كل ظروفها السيئة
...وبعدين ياهدى عايزة ايه يعنى...
...هعوز ايه يعنى هو متجوز اصال...
...وأما انتى عارفة بتتمحكى فيه ليه بقى أن شاء هللا.. .
...مبتمحكش وال حاجة ادينى مكتومة وساكتة وبعدين هو
اللى جه لحد هنا لوحده .. .

150
...أنتى هتستهبلى ياروح أمك ده بيته يروح مكان ماهو
عايز...
...أه بيته بس تفتكرى هو سابها ونزل ليه...
..مش بقولك بتتمحكى ما يمكن هى مش فوق اصال وهو نزل
عشان مش قادر يتحمل القاعدة من غيرها انتى شكلك مش
هترجعى غير لما تاخدى على قفاكى زى كل مرة...
وعند هذه الكلمة لم تستطع منع نفسها من االبتسام
اندهش من ابتسامتها المفاجئة بدون سبب لكنها حاولت
تشتيته عن ذلك رفعت وجهها له ثم اخفضته مرة أخرى
وهى تقول 
..هو انا هفضل على طول كدة...
..كدة ايه...
...فاضية طول الوقت..

151
...أنتى مش فاضية انتى بتابعى عالج بابا ودى مهمتك
وشغلك هنا..
تنهدت وقالت بأسى ... أنا مبعرفش اقعد فاضية كدة...
...عايزة تعملى ايه ..
...هتوافق...
...لو ميأثرش على عالج والدى...
...نفسى أعمل عمرة...
ابتسم وهو يقول .. متقلقش كدة كدة هتعمليها وحج كمان 
بابا ناوى على كدة وانتى طبيعى هتكونى معاه...
ابتهجت كاالطفال وهى تصفق بكفيها
...بجد طب احلف...

152
...أفندم..
تمالكت نفسها مرة أخرى ...أنا آسفة...
...المهم عايزة تعملى ايه تانى...
حاولت التحقق فى وجهه جيدا لتتبين صدقه
...فعال عندك استعداد تسيبنى اعمل اللى انا عايزاه.. .
...قلتلك شرطى صحة أبويا وبعد كدة مفيش مشكلة 
قولى عايزة ايه .. .
...أكمل دراسة انا قدمت على ماستر فى جامعتي فى مصر
واتقبل لكن الجواز عطل كل ده لو ينفع أقدم فى جامعة
قريبة واشغل نفسى بالمذاكرة...
صمت لثوانى وحول نظره لإلمام 
بالطبع اعتقدت هدى أن هذا رفض فصمتت لثوانى ثم قالت
...كأنك مسمعتش حاجة...

153
...ليه انتى شوفتينى رفضت...
رفعت وجهها له متفاجأة فأكمل كالمه
...أنا معنديش مشكلة بس شوية كدة نطمن على بابا بس
األول لحد ما اشوف لك جامعة قريبة وتكون محاضرات
الماستر فيها منزلية اكتر من عملية...
وقفت فجأة من الفرحة وهى تقول
...أنت بتتكلم بجد ...
وقف هو األخر وهو مبتسم ... تانى...
أخذت تدور حول نفسها من الفرح وهى تقول
...أنت تجنن على فكرة لو ده حصل هتوفرلى اكتر من
سنتين فى حياتى...
...ياريت اقدر اعملك اكتر من كدة ...

154
تجمدت مكانها من الجملة التى سمعتها منه وال تعرف لماذا
تسربت الرطوبة الوصالها فجأة 
...أنا متشكرة اوى تصبح على خير بقى الوقت اتأخر...
بعدما تحركت من أمامه وعينيه تتبعها قال بلهجة آمرة
...هدى فى حيوان عندك على الفيس اسمه نور الحياة 
اعمليله بلوك اول ما تطلعى.. .
حاولت كظم غيظها منه وتكورت يدها وكأنها ستضربه 
وقالت بهم .....انت مستفز... .
ثم تركته وذهبت من أمامه حتى ال يستفزها أكثر من ذلك
عندما ابتعدت ضحك مقهقها وقال ...وانتى لذيذة..
بالطبع غافل عمن كان يتابع الموقف بكامله من البداية
للنهاية والذى كان له رأى آخر فى ذلك 

155
فى الصباح كان خالد على وشك ركوب سيارته وجد يد
أمسكت الباب ومنعته من االنغالق
...صباح الخيرات خالد...
امتعض خالد عندما تبين الواقف 
...صباح الخير فيصل إيش في 
..مافى شئ ابن عمى ابيك فى كلمتين قبل ما تطلع...
...ما عندى وقت بعدين فيصل...
...ما تزعل خالد بعرف انك مو نايم ياحرام...
ترجل خالد من السيارة وعينيه ينضح منهم الڠضب 
...إليش بترمى فيصل...
...بعدك ما فهمت خالد انت وحضرت الممرضة المحترمة

156
...
...فيصل ... كانت هذه صړخة خالد باسم ابن عمه
..انتبه مليح كلمة كمان واقصلك لسانك...
...هيك خالد اسمحنى مليح دالحين
 

تم نسخ الرابط