قلب ارهقته الحياة
المحتويات
وكأنها تعمدت أن تفعل ذلك لتقول للجميع انا هنا
وبالطبع لم يعجب خالد بهذا ال الموقف نفسه وال الزى الذى
ترتديه وبالطبع تعلق عين كل الشباب الموجودين بها فهى
الزى يناسب جسدها ويوضح معالم جسدها بوضوح تبدوا
شهية فيه وكان هذا رأيه فيها فى مصر والحظت هدى
غضبه لكنها لم تفسر السبب
تجاهلته وهى تقول بينها وبين نفسها خليك فى اللى واقفة
تمالكت نفسها فى لحظات ووجهت كالمها لألمير
...أنا آسفة على المقاطعة بس ميعاد عالج حضرتك..
...اجليه ياهدى شوى هللا يرضى عليكى.. .
133
هنا رد خالد على والده
...اجليه ! إيش هاد مو كان اتفاقنا على انتظام ادويتك.. .
ثم أشار لهدى على باب مقابل لتتبعه وسند هو والده
ليساعده على القيام من مكانه ودخول الغرفة.
أن يخرج سأل هدى
...كيف الحال هون ياهدى أبيكى مبسوطة...
...الحمد هلل تمام.. .
...الحمد هلل معكى ذينب إيش ما بدك بس خبريها.. .
...حاضر...
اتجه خارجا يتبعه خالد وعندما وصل خالد للباب بعدما
خرج أبيه الټفت لهدى وقال
134
...فى حاجات الزم نتكلم فيها ومن ضمنها اللى انتى البساه
....
ثم تركها خارجا وعادت هى لغرفتها تحت نظرات الجميع
مرة أخرى ولكنها لم تهتم اهتمت فقط بمن شعرت بغيرته
منذ لحظات .
المحزن أنها انتظرته طويال حتى تعدت الساعة منتصف الليل
ولم يحضر او يهتم حتى بإرسال اعتذار
المشكلة أن لألمير جرعة عالج الساعة الخامسة فجرا وهى
بذلك عندما يأتى لكنه لم يفعل
فى النهاية قررت االستسالم والنوم لمدة ساعتين قبل
الخامسة ووقتها ستتصرف
فتحت تيليفونها القديم ووضبطت ساعته ومنبهه رغم أنه
بدون شريحة فقد قررت فى أقرب فرصة للخروج تشترى
فيها خط سعودى
135
...انزلقت تحت غطائها بعدما غيرت مالبسها بأخرى قطنية
ثم ابتسمت بسخرية وهى تقول لنفسها
...معلش ياهدى هتالقى البرينسيس الجميلة كانت واحشاه
اوى طبعا مش ههيفتكرك اصال انشاهلل تولعى انتى واللى
خلفوكى.. .
136
الفصل الثالث عشر
لم تستطع النوم ولو للحظة ېقتلها التخيل ماذا يفعل اآلن
معها حاولت كثيرا منع خيالها من الولوج فى هذا االتجاه
الساعة تعدت الرابعة قامت وجهزت ادويتها وارتدت زييها
وانتظرت ال تعلم ماذا تفعل وكيف ستتصرف
فجأة سمعت طرقات خفيفة على الباب وقفت خلف الباب
لتسأل
...مين ...
...تفتكرى مين ممكن يجيلك فى الوقت ده ...
تنفست الصعداء ثم فتحت له الباب
... برافو عليكى البسة وجاهزة ومستنية ...
...أه مستنية الڤرج وبعدين ايه برافو عليكى دى بتكلم
137
بنت اختك ...
...أفندم ...
...ال وال حاجة كلمة وراحت ممكن يال بقى عشان
الوقت ...
اغلقت غرفتها وانتظرته ليتحرك أمامها وجدته يشير
للدخول فى نفس الدور تحركت أمامه وهو خلفها
... أنا مش عايزك تلبسى اليونيفورم ده تانى ....
...نعم ...
...كيف ما سمعتى ...
...والبس ايه بقى أن شاءهللا. ..
...حاجة من اللى جبتهملك معجبوكيش وال ايه
...أنا مشوفتهومش اصال ..
138
...نعم ...
...نعم هللا عليك انا مش محتاجة حد يجبلى لبس وجبتهم
معايا لما لقيتك مصمم هلبس منهم بس أو خرجت مع والدك
غير كدة انا عندى لبسى ...
لم تشعر فجأة إال ويد قوية أشدها جانبا وتثبتها فى الحائط
سقط ما كان بيدها على االرض لكنه لم يهتم .
لم يكن يفصل بين جسديهما غير مسافة ما يرتدى كل منهما
أما وجهيهما فمسافة ال تتعدى السنتيمتر
كانت هذه اول مرة يتحقق كل منهما فى مالمح اآلخر
لحظات مرت بصمت بينهما لحظات اختصرت مسافات
ومساحات وأوقات قد يقضيها كل منهما
ساد الصمت لبرهة بينهما على نفس الوضع وهى من
تداركت نفسها أوال همست قائلة
...سيب ايدى ...
لم يرد عليها وظل على وضعه عادت تقول وعيناها بدأت
139
تلمع بالدموع
...ايدى بتوجعنى. ..
دمعة واحدة انزلقت من عينها هى فقط ما افاقته عندها
انتبه انه يضغط على يديها بكل قوته ابتعد عنها ببطئ وهو
يحرر يدها
اخفضت عينيها فى االرض لتجمع شتات نفسها ثم رفعتها
له مرة أخرى بعدها انحنت لتجمع أشرطة الدواء من على
األرض كل هذا وهو يتابع ما تفعل بصمت وانفاسه
مضطربة
عندما اعتدلت أشار لها على باب مقابل لها وقال
...ده جناح األمير انا صحيته قبل ما اجيلك وهو مستنيكى
دلوقتى وبعد ما تخلصى نامى عايزك تنامى وترتاحى
ياهدى ...
تركها وعاد ادراجه مرة أخرى بدأت تعدل من هندامها وهى
تقول
140
...ارتاح ! ارتاح ازاى فى مكان انت موجود فيه ...
استيقظت هدى على صوت زينب وهى تجهز لها طاولة
اإلفطار
...صباح الخير ...
...صباح النور ياانسة هدى ...
...مدام انا مدام ...
...أنا آسفة االمير خالد قاللى الصبح صحى اآلنسة هدى
الساعة 07 ...
...أنا عندى حل احسن ال أنسة وال مدام هدى على طول
...
..ده ممكن لو بينى وبينك لكن قدام أى حد الزم اديكى لقب
141
...
...خالص قولى يامس هدى ..
..ماشى يامس هدى ...
...قولنا قدام الناس بس ...
....ماشى اتفضلى الفطار ...
..إيه ده كله انا مش جعانة اصال ...
...مش جعانة ازاى انتى امبارح رفضتى العشا وقلتى مش
جعانة واألمير خالد قاللى انك آخر مرة اكلتى كان
سندوتش صغير اوى فى الطيارة ...
...األمير خالد االمير خالد ايه الحكاية ...
...ماهو اصال انا الميد الخاصة باألمير خالد من أول ما
جيت من مصر من 07 سنة كان ممنوع عليا اهتم بأى حد
تانى غيره حتى لما بيسافر مبشتغلش كتير واألميرة
142
ليان لها حد تانى غيرى
لكن الزيارة دى امرنى أنى اهتم بيكى واألمير الخاصة
بيكى باخدها منه هو بس ويال بقى متعطلنيش وراايا شغل
والعلبة اللى هناك دى
األمير خالد قاللى اديهالك اول ما تصحى ...
...ماشى شكرا يازينب ...
...بعد اذنك ...
تحركت من سريرها فى اتجاه العلبة فتحتها وجدت فيها
تابليت ابيض صغير يكاد يكون أصغر تابليت رأته وجدت
معه رسالة صغيرة فتحتها
... ده ليكى موجود فيه خط سعودى وعليه كل الخدمات
حتى االنترنت وكمان عليه رصيد كفاية وخدمة دقايق لمصر
تقدرى تفتحيه هو جاهز لالستخدام كلمى اهلك واطمنى
عليهم ...
وضعته أمامها وجلست بجانبه هذا الشخص مستحيل فهو
يهتم بأدق التفاصيل التى ينساها الكثير لبسى واكلى
143
واهلى والبقية تأتى
لكن السؤال لماذا يهتم لهذه الدرجة
مر ثالثة أيام والحال هو الحال تقضى هدى معظم وقتها فى
غرفتها ال تخرج إال فى مواعيد العالج أو حتى أن أرسل لها
األمير فياض اذا أراد أى شئ حتى خالد تجنبها تماما طوال
هذه الفترة لكن تصله أخبارها من ذينب التى أصبحت همزة
الوصل بينها وبين كل شئ فى هذا المكان .
تتصل بأخواتها كل منهم على حدا لتطمئن على أخبارهم
بالتفصيل تحدثهم طوال الوقت واتس وفيس وبكل طريقة
ممكنة أما والدتها فتتصل بها صوتيا أكثر من مرة يوميا
لتطرد من داخلها القلق عليها
تعودت أن تخرج بعد الثانية عشر تتجول بعض الوقت فى
الحديقة الخلفية فهى رائعة ومنسقة بعناية فائقة تحتوى
على جميع أنواع الزهور والنباتات النادرة تستمتع هدى
بوقتها التى تقضيه وحيدة بعيدا عن جدران الغرفة التى
144
أصبحت
سجينتها غافلة تماما عن عيون الصقر التى أصبحت
تراقبها بمجرد خروجها من غرفتها ليال أو حتى نهارا
من ناحية أخرى تقف ليان أمام المرآه تتزين ترتدى قميص
نوم شفاف طويل يصل
متابعة القراءة